رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فايزة عبدالجواد.. عاشت "كومبارس" ورحلت مرفوعة الرأس

بوابة الوفد الإلكترونية

لم تكن الفنانة الراحلة فايزة عبدالجواد من نجمات الصف الأول، كما أنها لم تتمتع بأي قدر من الأنوثة، ورغم ذلك ظلت "الكومبارس" الأشهر في السينما منذ ثمانينيات القرن الماضي، فدخلت قلوب الجمهور، بملامحها القاسية وأدوار البلطجة والسجانة التي حصرها فيها المخرجون.
عاشت فايزة عبد الجواد سنواتها الأخيرة خلف الكواليس، دون أن ينتبه إليها أحد، وعانت من ظروف صحية ومادية صعبة، لكنها لم تشكو لأحد، مكتفية بلوم نقابة الممثلين التي تركت المرض ينهش جسدها دون مساعدتها على تحمل تكلفة الأدوية، إلى أن تمكن منها، فرحلت "مرفوعة الرأس".
وبقدر ما كان رحيل فايزة عبدالجواد صدمة للبعض، بقدر ما كان مفاجأة لآخرين ظنوا أنها رحلت منذ فترة نتيجة غيابها التام عن الأعمال الفنية.
ورغم سيطرة نزعة الشر على أعمالها إلا أنها ظلت شخصية محبوبة من الجميع، وتخطف الأنظار من النجوم حتى عندما كانت تسافر إلى الدول العربية.
شاركت الفنانة الراحلة في أكثر من 100 فيلم سينمائي ومسلسل كان آخرها مسلسل "كيد النسا" في 2013.
ما لا يعرفه كثيرون أن فايزة عبدالجواد من اكتشاف الفنان الراحل رشدي أباظة عندما قادتها الصدفة إلى موقع تصوير فيلم "تمر حنة" ولفتت نظره بملامحها القاسية، فاقترح على مخرج الفيلم حسين فوزي، أن يستعين بها ضمن المجاميع، وهو ما حدث، وأهلتها ملامحها لأن تحظي باهتمام الكاميرا أكثر من غيرها، قبل أن تتجه إلى التمثيل في أعمال أخرى،وأول أجر حصلت عليه فايزة عبدالجواد بلغ 75 قرشا في اليوم من خلال دورها في فيلم "تمر حنة".
وتوالت أدوارها، ومن أشهرها، دور السجانة في فيلم "حب في الزنزانة"، ودور خاطفة الوزير في فيلم "آي آي"، ودورها في فيلم "حلاوة روح"، ودورها في "نساء خلف القضبان" وكانت سجينة، وأدوارها أيضا في أفلام "بيت القاضي"، "هنا القاهرة".
ومن أكثر الأعمال التي تعتز بها مسلسل "بكيزة وزغلول" مع الفنانة سهير البابلي.
قبل وفاتها شكت فايزة عبدالجواد من إهمال نقابة الممثلين لها، خاصة وأنها لم تكن تعمل، وكانت تعيش مأساة حيث كانت ترقد في البيت غير قادرة على العمل بسبب مشكلات صحية في ساقيها، وذكرت أنه رغم احتياجها للمال، إلا أنها لم تمد يدها لأحد داخل الوسط، وإنما كانت تريد أن يكون معاشها من الدولة، وتحديدا من نقابة الممثلين، قائلة: "لا أريد شيئا سوى معاش يساعدني على الحياة".
كما عانت الراحلة من خذلان الوسط الفني لها، وكانت تقول: "لا أحد يسأل عني سوى الفنانتين فيفي عبده وليلى علوي فنحن على اتصال دائم".
وظلت طوال حياتها تعاني من الأجور الضعيفة التي تتقاضاها، فحاولت تسجيل عضوية بنقابة الممثلين، في وقت رئاستها من الفنانين "حمدي غيث، يوسف شعبان"، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل.
وكرمها مهرجان الإسكندرية السينمائي، في دورته العام 2004، في تكريم هو الأول من نوعه في مصر، لممثلي الأدوار الهامشية والثانوية والتي تمثل عدداً كبيراً من فئة الكومبارس في السينما، وكان هذا التكريم الوحيد الذي نالته في حياتها كنوع من الاعتذار عن التجاهل الطويل الذي لحق بها.