رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصندوق المغلق على حروب مصر




واحد وأربعون عاماً مضت على نصر أكتوبر أكبر معارك مصر العسكرية.. ورغم ذلك لم تبح بأسرارها.. ولم تخرج وثائقها حتى الآن.. وكل ما تم إعلانه وتداوله عنها جاء لنا من خلال حوارات وكتب صدرت عن بعض القيادات العسكرية السابقة والباحثين.. وفى حدود المسموح لهم بقوله وكتابته.. أما المعلومات المهمة فخرجت للعالم  عبر الأوراق السرية الأمريكية ـ الإسرائيلية حيث تلزمهما القوانين العسكرية فى بلديهما بكشف الوثائق.. والإفصاح عن الحقائق بعد مضى تواريخ محدودة.. تصبح بعدها كل الأسرار من حق الباحثين عنها.. والأجيال التي عاصرتها.. ومن جاءوا بعدهم.

كل معارك وحروب مصر بدءاً من حرب 1956.. وبعدها اليمن ثم نكسة 1967.. وانتهاء بأكتوبر.. اختفت وثائقها فى الصندوق المغلق عليها.. ولم تبح لنا بأسرارها لأن كل رؤساء مصر العسكريين وضعوا عليها الختم الأحمر «سرى جداً».. و«سرى للغاية».. وسنوا قوانين تبطش بكل من يحاول الاقتراب أو المساس بأى معلومات عسكرية؟
دول العالم وضعت قوانين تحمى أمنها القومى العسكرى.. وتسمح بخروج أسرارها الحربية بعد فترة زمنية أقصاها ثلاثون عاماً حتى لا يؤدي إعلانها الى الإضرار بعلاقات دولية ومصالح عليا لهم.
لكن فى مصر مازال المنع والحجب واسدال الستار على تاريخنا العسكرى مستمراً رغم مرور أكثر من خمسين عاماً على الحروب السابقة.. وواحد وأربعين عاماً على حرب أكتوبر آخرهم.. رغم أن هذا التاريخ أصبح حقاً للجيل الذى عاشها.. والجيل الذى سمع عنها.. ثم الجيل الحالى الذى لم يسمع.. ولم ير.
من حقهم جميعاً أن توثق حروبنا فى مراجع وتقارير وكتب وأفلام وثائقية معتمدة رسمياً حتى تفخر بها الأجيال الجديدة التى لا تعلم شيئاً عن تاريخ العسكرية المصرية.. ولهذا خرج السفهاء منهم.. وهتفوا ورفعوا شعار «يسقط حكم العسكر»!.
هذا الشعار المخزى أدمى قلوب الجيل الباقى ممن عاشوا وشاركوا فى  حروب 1967 والاستنزاف ثم نصر أكتوبر.. حيث خرج من كل بيت فى مصر محارب وشهيد ومفقود.. دفاعاً عن شرف العسكرية المصرية وأمن الوطن الذى لا يقدر بأى ثمن ولا تضحية.
نحتاج الآن الى كشف أسرار وبطولات حرب أكتوب حتى يعلم أصحاب الائتلافات المدعومة بالتمويل الأجنبى وأنصارهم من اللوبى الموالى لأمريكا.. بعض الحقائق

المهمة التى خرجت مؤخراً وكشفها الباحث فى الشئون الإسرائيلية الدكتور إبراهيم البحراوى.. وأعاد بها الى ذاكرة جيلنا صحة وصدق ما قاله الرئيس السادات وقت الحرب فى خطاب أذيع على الشعب «نحن نحارب أمريكا وليس إسرائيل».
الأوراق الإسرائيلية أكدت أن أمريكا دفعت بفرقتين مدرعتين أمريكيتين ومائة فانتوم بطياريها الى الجبهة المصرية يوم «13 أكتوبر 1973».. وهؤلاء شاركوا فى معركة الثغرة.. بالتصدى للدبابات المصرية التى صدرت لها أومر بتطوير الهجوم.
القوات الأمريكية قامت بتسهيل عملية عبور دبابات شارون الى الدفرسوار.. ثم ضربوا قواعد الصواريخ المصرية المضادة للطائرات.. وشنت طائراتهم  الفانتوم هجمات على قواتنا غرب القناة لتمكين إسرائيل من الانتشار.. واستطاعوا بذلك مساندة إسرائيل وحمايتها فى موقعة الثغرة حتى لا تقضى عليها القوات المصرية التى حاصرتها.
هذه المعلومات المحجوبة عنا حتى الآن تؤكد وبعد واحد وأربعين عاماً صحة ما قاله السادات من أنه وجد نفسه يحارب أمريكا وليس إسرائيل.
الأمر يدعو الى التساؤل.. متى يتم كشف أوراق ملحمة أكتوبر.. وتصحيح ما قيل عن الجسر الجوى الأمريكى المساند لإسرائيل.. والافصاح صراحة وعلناً عن التدخل العسكرى الأمريكى المباشر الذى جرى فى حرب أكتوبر 1973.. للتأثير على نتائج المعارك.. واختطاف انتصار قواتنا.. وايجاد نوع من التوازن لدفع مصر الى الدخول فى عملية سلام تحمى بها إسرائيل..!
من حق الأجيال الحالية والقادمة فتح الصندوق المغلق ونشر وثائق حروب مصر وانتصاراتها العسكرية مثلما تفعل كل الدول العريقة فى الديمقراطية!!.