رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحافة المقاهي ونقيب الفضائيات

رحم الله الزمن الجميل الذي ترأس فيه مجلس نقابة الصحفيين عمالقة أمثال الأساتذة كامل زهيري وصلاح جلال وعلي حمدي الجمال ومكرم محمد أحمد وغيرهم ممن رفعوا من شأن المهنة.. ودافعوا عن حقوق الصحفيين.. ووقفوا في وجه الدولة لحماية حرياتهم وإسباغ القدسية علي عملهم وتحركاتهم ومنع أي مساس بهم..
رحل هذا الزمن الجميل بفرسانه ورواده.. وجاء لنا نقيب سابق من رحم الإخوان سار علي منهجهم في الإقصاء والتمكين.. وأحال كبار الصحفيين والكتاب علي المعاش في سابقة هي الأولي في تاريخ النقابة.. وتعاون مع مجلس شوري الإخوان في تعيين رؤساء تحرير الصحف القومية من أعوانهم المغمورين من أنصاف الكفاءات.. فانهارت الصحف مالياً وتوزيعياً ومهنياً!

بعدها جاءت انتخابات مجلس إدارة نقابة الصحفيين وسط أجواء غضب واستنكار من جموع الصحفيين علي صمت النقابة لما أصاب المهنة من تجريف للكفاءات وتدهور وانهيار.. فكانت النتيجة عزوف أغلبهم عن التصويت.. ولم يشارك في الانتخابات سوي 2200 عضو من إجمالي 7300 عضو يمثلون نقابة الصحفيين..
فازت قائمة الناصريين محترفي الانتخابات تنظيما ودعاية وتكتلوا وراء مرشحهم ضياء رشوان الذي فاز بفارق ضئيل عن النقابي عبدالمحسن سلامة الأكثر منه مهنية وكفاءة نقابية!.
ضم المجلس في صفوفه كثيراً من المبتدئين ومن معدي البرامج الفضائية وأصحاب المكاتب الإعلانية والإعلامية الخاصة الذين لا يعنيهم سوي حمل لافتة النقابة لتسيير الأعمال ولزوم الوجاهة!
هؤلاء اختاروا مجلساً أعلي للصحافة من المنتمين للتيارين الناصري واليساري ومن الأصدقاء والشلة.. واتفقوا علي ما يبدو واضحاً لنا جميعاً علي تعطيل المسيرة الصحفية ووضع مشاكلها في الأدراج..!
هكذا خرجت نقابة الصحفيين من عباءة الإخوان.. ودخلت في كهف أصحاب ودعاة الناصرية والليبرالية وكانت النتيجة أنهم تركوا رؤساء تحرير الإخوان يديرون الصحف القومية حتي الآن.. ووضعوا بالاتفاق مع شريكهم المجلس الأعلي للصحافة قواعد لاختيار رؤساء التحرير الجدد كلها ملتوية ومطاطة حتي يأتوا بنفايات من الشلل والأصدقاء!.
إلتزموا الصمت علي استبعاد كبار الكتاب

من صحفهم.. وعلي الفصل التعسفي لأعداد كبيرة من الصحفيين العاملين في الصحف الخاصة.. لأن النقيب ومعاونيه يعملون كتاباً فيها ويتقاضون مرتبات ضخمة منها!
تجاهلوا عمليات إحالة الصحفيين إلي محاكم الجنايات بتهم سب وقذف الوزراء.. واحتجاز وحبس آخرين احتياطيا علي ذمة قضايا غير معلومة.. إضافة إلي فتح باب القيد النقابي بصورة عشوائية سعياً وراء الحصول علي أصوات انتخابية علي حساب مصلحة النقابة وقدرة ميزانيتها.. ثم تجاهل عملية إعداد الكادر الصحفي حتي الآن!.
هذا الانهيار في الأداء النقابي دعا الزميلة عبير السعدي، أبرز الأعضاء الناشطين وأكثرهم اهتماماً بمشاكل المهنة وهموم الصحفيين إلي تقديم مذكرة رسمية بالاعتذار عن عدم حضور جلسات مجلس إدارة النقابة بعدما تركوا قضايا الصحفيين وانشغلوا بمصالحهم الخاصة!.
الزميلة الدينامو عبير السعدي معها كل الحق.
نقيب الصحفيين مشغول بزيارة القنوات الفضائية يومياً.. وبتقديم برنامج دائم في إحداها!
أيضاً زميله وكيل النقابة ضيف دائم علي الفضائيات وحصل مؤخرا علي عقد بتقديم برنامج خاص بسيادته..
هذا عدا أن كثيراً من اجتماعات ولقاءات النقيب وفريقه أصبح مقرها قهوة مشهورة بالزمالك ومعهم بعض رؤساء التحرير لتسيير الأمور الصحفية في الهواء الطلق بعيداً عن الغرف والقاعات المغلقة، واجتماعاتها الرسمية!
الصحافة الآن ضحية نجوم ورواد الفضائيات.. وشلة المقاهي.. ولا عزاء للأسرة الصحفية علي إهدار مصالحها!!