عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاعتكاف من الأعمال الصالحة في رمضان

الأعمال الصالحة في
الأعمال الصالحة في رمضان

ينبغي أن يستغل المسلم هذا الشهر المبارك للعمل الصالح وليكون فيه أفضل مما كان قبله، وليكون بعده أفضل مما كان فيه، وقد كان حال بعض السلف في العبادة عظيماً في رمضان وفي غير رمضان، ومن أفضل الأعمال الصالحة إلى الله في شهر رمضان الاعتكاف.

 

يُعدّ الاعتكاف سنّةً مؤكدةً عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ويعني المكوث في المسجد لعبادة الله -تعالى- وطاعته، وتتأكّد هذه السنة النبويّة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ فقدّ كان -عليه السلام- يعتكفها جميعاً إلى أن توفاه الله -تعالى-، ويتحقّق الاعتكاف في شهر رمضان وفق شروطٍ ثلاثةٍ، وهي:[١] النيّة؛ وذلك بأنّ ينوي المسلم الاعتكاف؛ لأنّ الأعمال بالنيات. 

المكوث في المسجد ولزومه؛ فقدّ كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يعتكف في المسجد لا في غيره. 

أن يكون المسجد الذي يعتكف فيه المسلم هو المسجد الذي تُقام فيه الصلوات؛ وذلك حتى لا يكثر خروجه من المسجد ويتكرّر؛ بحيث ينافي أصل الاعتكاف، فلا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد إلّا لما لا بدّ له منه، ولا يجوز له أن يعود مريضاً، أو يتبع جنازةً، كما لا يجوز له أن يُباشر زوجته، ويُندب له أن ينشغل بمختلف العبادات والقربات، وأن يترك ما لا يعنيه، ولا حرج عليه أن يتحدّث مع من جاء لزيارته، وأن يتطيّب، ويخرج للطهارة وقضاء الحاجة، أو إحضار الطعام والشراب إن لم يجد أحداً يُحضرهما له.

 

وحول وقت الاعتكاف في رمضان ذهب جمهور العلماء وأئمة المذاهب الأربعة إلى أنّ الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان يبدأ من قبل غروب شمس ليلة الواحد والعشرين، واستدلوا على ذلك بما ثبت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من أنّه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، ممّا يدل على أنّه كان يعتكف الليالي العشرة الأخيرة منه لا الأيام، فقد جاءت كلمة العشر في القرآن الكريم دالّةً على الليالي لا الأيام، إلّا أنّ بعض العلماء قالوا بأنّ وقت الاعتكاف لمن أراده يبدأ من بعد صلاة الفجر في تلك الليلة، وينتهي الاعتكاف بغروب شمس آخر أيام شهر رمضان، ويُمكن للمعتكف أن يبقى في معتكفه إلى حين صلاة العيد؛ فقد ورد عن بعض السلف استحبابهم لذلك.[٢] اعتكاف المرأة في رمضان يُسنّ للمرأة أن تعتكف في المسجد، ولا يصحّ اعتكافها في بيتها؛ لأنّ المكوث في المسجد يُعدّ شرطاً من شروط صحة الاعتكاف، ويُشترط لجواز اعتكاف المرأة في المسجد ما يأتي من الشروط:[٣] أن يكون في مكانٍ خاصٍ بهنّ؛ فلا يجوز أن يطّلع الرجال عليهنّ. أن يكون مكان الاعتكاف آمناً على المرأة،

فإن خشيت على نفسها الفتنة؛ لعدم أمن المكان، أو لكونه بعيداً، أو نحو ذلك؛ فلا يجوز لها الاعتكاف. ألّا يُؤدي اعتكاف المرأة إلى تضييع ما عليها من واجباتٍ تجاه زوجها، أو أولادها، أو نحو ذلك

 

وقد وردت عدة أحاديث تتحدث عن فضل وثواب الاعتكاف في شهر رمضان ؛ إلّا أنّ كل هذه الأحاديث هي ما بين الضعيف والموضوع، وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل عما إذا كان يعرف شيئا عن فضل الاعتكاف؛ فكان جوابه لا شيء إلّا ما هو ضعيف.[] ويُسنّ الاعتكاف في كل أيام السنة؛ إلّا أنّه أكثر استحبابًا في رمضان؛ أمّا في آخر عشر من رمضان فالاعتكاف سنة مؤكدة وذلك طلبًا لأفضل الليالي في السنة وهي ليلة القدر،[]وقد واظب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الاعتكاف في الثلث الأخير من رمضان، فقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان"، وعن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده".

و لم يترك رسول الله -عليه الصلاة والسلام- الاعتكاف منذ أن هاجر إلى المدينة المنورة، ولمّا لم يعتكف في أحد الأعوام بسبب السفر ضاعف من اعتكافه في العام الذي يليه، فعن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه- قال: "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان فسافر ولم يعتكف فلما كان من العام المقبل اعتكف عشرين يومًا"،[] وقيل إنّ النبي -عليه السلام- ضاعف الاعتكاف لأنه كان هذا العام الذي توفي فيه.