رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : قضية المياه.. التحدى الأعظم

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

قبل أيام قليلة أطلقت هيئة الأمم المتحدة النسخة العربية من تقريرها عن تنمية الموارد المائية تحت عنوان «تقدير قيمة المياه»، لتؤكد لنا أن قضية المياه هى قضية أساسية للأمم والشعوب، وأنه لا يمكن بأى حال من الأحوال التفريط فى الحقوق المائية.
وجاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى الدورة الرابعة لأسبوع المياه التى استضافته القاهرة مؤخراً لتؤكد أن الدولة المصرية تواصل جهودها بشأن قضية سد النهضة، للتوصل فى أقرب فرصة ممكنة لاتفاقية متوازنة وملزمة فى هذا الشأن. وكرر الرئيس السيسى تفهمه لسعى إثيوبيا المشروع لتحقيق أهدافها التنموية، والتى تدعمها مصر، لكنه أكد فى الوقت ذاته ضرورة الحد من الآثار السلبية المتوقعة على مصر والسودان على أساس احترام القانون الدولي. وقال أيضاً إن حضارات شعوب وادى النيل أسهمت ولا تزال تسهم بدور رئيسى فى صياغة التراث الإنسانى وصناعة الفكر البشرى على مر العصور.
ولا شك أن إشارة الرئيس الواضحة إلى أن نصيب الفرد من المياه فى مصر يبلغ 560 متراً مكعباً سنوياً، بينما يبلغ معدل الفقر العالمى ألف متر مكعب مياه للفرد سنوياً، تؤكد للعالم أن مصر من أكثر دول العالم جفافاً، وهو ما يعنى أنها لن تدخر جهداً فى اتخاذ كافة الإجراءات التى تكفل لها الحفاظ على ذلك المستوى المتدنى من المياه.
لقد وضعت الحكومة استراتيجية مصرية مائية للحفاظ على المياه وتخصيص نحو 50 مليار دولار حتى عام 2037، تتضمن تنفيذ مشروعات كبرى لتحلية المياه، وخفض الاستهلاك، وحسن استخدام الموارد المائية. ولا شك أن هذا الاستعداد الذى يعكس يقظة ودقة ووعياً بأهمية الموارد المائية لا يعنى أبداً أى تراخٍ أو تباطؤ فى الموقف المصرى تجاه سد النهضة. ففى تصورى، فإن هذه القضية تحديداً هى قضية حياة أو موت ولا تقبل أى تهاون، وهو ما أكدته القيادة السياسية

مراراً.
وكما قلت من قبل، فأنا على ثقة كاملة فى جدية واحترافية الدولة، قيادة ومسئولين وخبراء فى التعامل مع هذه القضية بالأسلوب الأمثل الذى يكفل حقوق الأجيال القادمة من المصريين. وأتصور أن هناك سيناريوهات متدرجة ومسارات محددة لقطع الطريق على أى مخطط يؤثر على شريان الحياة لدى الناس.
إن مصر تُدرك جيدا أهدافها، وتخوض معاركها وتواجه تحدياتها واحداً تلو الآخر فى تماسك، وصلابة، وقوة، وعقلانية تليق بتاريخها، وحضارتها، وشخصيتها وتأثيراتها السياسية والثقافية القوية فى المنطقة.
وكما نجحت مصر فى تجاوز مخاطر الإرهاب، عملاً وفكراً، ونجحت فى عبور أزمات اقتصادية شديدة الوطأة، واستطاعت نسج شبكات من المساندة الاجتماعية لكثير من الأسر الأكثر احتياجاً، وبذرت مشروعات تحديث، وتطوير، وتنمية لا حصر لها فى ربوع البلاد، فإنها ستنتصر فى التحدى الأعظم، وهو قضية المياه.
لقد كان النيل، وسيبقى شريان حياة المصريين، وداعم حضارتهم واستقرارهم، وبه تغنى الشعراء والمبدعون، وعلى ضفتيه صنع المصريون عبر آلاف السنين للبشرية حضارة عظيمة خالدة، ما زلنا نتعلم من قيمها.
إن المصرى القديم وضع أحد أقدم دساتير القيم الأخلاقية عندما اعتبر من مفاخره العظيمة أنه لم يلوث نهر النيل، إلى جانب افتخاره بأنه «لم يقتل» و«لم يسرق».
وسلامٌ على الأمة المصرية.