عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب : أكرر النداء إلى النخبة المالية

فى محنة «كورونا» التى ضربت العالم أجمع، ومن بينها مصر، كانت القرارات والإجراءات الاحترازية المصرية على قدر هذه المسئولية الخطيرة، ولأن القيادة السياسية والدولة المصرية حريصة كل الحرص على صحة وسلامة المواطنين، صدرت القرارات باحترافية شديدة لمواجهة هذا الوباء العالمى، ولذلك باتت عملية الصحة الوقائية والوعى والتوعية لدى المواطنين مسألة بالغة الأهمية، لا يمكن بأى حال من الأحوال الاستهانة بها، وهذا فى حد ذاته أقوى الأسلحة فى مواجهة هذا الفيروس اللعين.

والمسئولية ليست ملقاة على عاتق  الحكومة وحدها فى التصدى لهذا الفيروس غير المعلوم والذى فشل علماء الدنيا حتى الآن فى إيجاد مضاد أو علاج له.. وليست الحكومة وحدها المسئولة فى هذا الصدد، بل المسئول الجميع بلا استثناء وعلى رأس ذلك الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى وجميع المواطنين، فالحقيقة أن مصر ضمن دول العالم التى تعيش فعلاً حالة حرب حقيقية، لمواجهة هذا الوباء.. وبما أننا فى حالة الحرب هذه، فلا استثناء أبداً فى الذين يكافحون ويتصدون لهذا الوباء، ويأتى على رأس هؤلاء جميعاً النخبة المالية المصرية التى تمتلك الأموال والشركات، والتى تحدثت عنها خلال الأيام الماضية، وقلت إن هذه النخبة لا يشك أحد فى وطنيتها، وأنها تنتفض مع  الدولة المصرية فى كل أزمة تمر بها البلاد، وسمعنا أن عدداً من النخبة المالية، قام بالتبرع بأموال، لكن يبقى السؤال هل هذا كاف؟!.. والحقيقة أن هذا غير كافٍ بالمرة، ولأن مصر فى حالة حرب حقيقية أشد من حروب الجيوش النظامية، فيجب على هذه النخبة المالية أن تكون أكثر فاعلية وإيجابية ومشاركة مع الدولة فى الأعباء حتى تنقشع هذه الغُمة الى غير رجعة.

دول العالم كلها الرأسمالية، نسيت تماماً هذا النهج الاقتصادى والسياسى وبات الجميع يداً واحدة طالما أن الأوطان والمواطنين يتعرضون للخطر البشع، ووجدنا الرأسمالية الغربية والأمريكية تسخر كل إمكانياتها وثرواتها للدول التابعة لها حتى يزول هذا الخطر، وحتى رجال الأعمال العرب المشهورون الذين يمتلكون الثروات، أعلنوا وبصدق أن أموالهم وثرواتهم وضعوها تحت إمرة وتصرف

دولهم، وقد عددت فى مقالات سابقة أسماء الشركات والمشاهير من النخبة المالية التى تدعم حكوماتها حتى يزول هذا الخطر.. وهؤلاء عقلاء ووطنيون، خاصة لو علمنا أن أموالهم وثرواتهم لن تنفعهم فى ظل هذا الوباء، وحكوماتهم أو دولهم تتعرض للخسائر الكبيرة. فلو سقطت هذه الدول أمام هذا الوباء لن تنفع الأموال أصحابها على الإطلاق.

نعود إلى النخبة المالية المصرية وهم ليسوا بقلة، ونعلم جيداً أنهم وطنيون مائة فى المائة، وأعلن عدد كبير من رجال الأعمال المصريين تقديمهم تبرعات، ويبقى السؤال: هل هذا كاف؟!.. الحقيقة أن الخسائر الكبيرة التى تعرضت لها مصر منذ تفشى هذا الوباء فى العالم، تجعل كل مواطن مصرى يضحى بالغالى والنفيس حتى تستقر الحياة فى البلاد وحتى ينقشع هذا الوباء الذى يعد أخطر أزمة تواجهها مصر على مدار تاريخها، فى ظل أنه لا يوجد مضاد أو علاج لهذه الكارثة.

أكرر ندائى إلى النخبة المالية المصرية أن تكون أكثر تفاعلاً وتجاوباً مع الدولة المصرية حتى يزول هذا الخطر، وليس كما يدعى البعض ممن تحدث إلىَّ أننى أدعو إلى التأميم، فليس هذا واردا على الإطلاق، ولا يستقيم مع فكر حزب الوفد ولا قناعتى الشخصية، لكن الذى أطلبه هو ضرورة أن تكون هناك مشاركة حقيقية وواسعة من النخبة المالية مع الدولة المصرية فى ظل هذه الظروف الراهنة.

 

[email protected]