رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المستفيدون من الجحيم

مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد ازدهرت التجارة الإلكترونية وبعض أنشطة الترفيه المنزلية بشكل كبير حول العالم، بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد، وسط إقبال من المستهلكين على التسوق الإلكترونى، لتفضيلهم البقاء فى المنزل؛ خوفًا من العدوى بالفيروس.

أصاب الأشخاص هوس شراء الأقنعة الطبية أو الكمامات، فقد أبلغت شركة تاوباو المملوكة لمجموعة «على بابا» الأشهر فى مجال التجارة الإلكترونية عالمياً، عن مبيعات تجاوزت 80 مليون قناع طبى واقٍ بعد اكتشاف فيروس كورونا مباشرة.

كما استفادت شركات الاتصالات فى ظل ارتفاع استخدام تطبيقات الرسائل والتجارة الإلكترونية والمكالمات والمحادثات، رغبة من الأفراد فى عدم الاتصال الشخصى المباشر لتسيير الأعمال أو الشراء من المتاجر، بالإضافة إلى شركة أمازون وموقع فيسبوك وخدمات توصيل الطعام.

وبما أن الأشخاص سيمكثون فى المنزل أوقاتاً طويلة، فإنهم بحاجة للاستمتاع، وهو ما يعنى اللجوء لشركات الترفيه، مثل نتفليكس وغيرها التى تقدم خدمة بث محتوى الفيديو وعرض المسلسلات والأفلام عبر الإنترنت، فقد ارتفعت أسهمها بنسبة 15%، لقلة التردد على السينما وإلغاء معظم الحفلات والمناسبات.

ورغم استفادة مواقع التسوق الإلكترونى من خوف المستهلكين من فيروس كورونا، وأن هذا النوع من التجارة يلقى راوجاً فى العالم، إلا أنه مازال يعانى الشرق الأوسط ومصر بالتحديد.

تقدر مبيعات التجارة الإلكترونية فى أواخر عام 2019، بنحو 10% من مبيعات التجزئة عالمياً، لكنها فى منطقة الشرق الأوسط لم تصل إلى 2%، فيما تعد مصر من أقل الدول استخداماً للمعاملات الإلكترونية فى المنطقة بنسبة 2.5% فقط.

تمتلك مصر عدداً كبيراً جداً من مستخدمى الإنترنت،

فقد تخطى عددهم 48 مليون مستخدم، إلا أن من يتمتعون بثقافة التعامل الإلكترونى لا يتخطون 8% من عدد المستخدمين، الذين يفضلون أنظمة الدفع النقدية حتى فى حالة الشراء عبر الإنترنت، فالدفع نقداً يشكل أكثر من 60% مقارنة بنسبة لا تتخطى 5% فى بريطانيا وفرنسا.

يخشى المستهلك فكرة الدفع مقدماً ويتجه إلى خيار الدفع عند الاستلام، فهى ثقافة عامة لدى المصريين يجب أن يتخطوها بقدر الإمكان، خصوصاً فى ظل تبنى الدولة فكرة الدفع المقدم بإصدار بطاقات ميزة المدفوعة مقدماً لتوفير سبل الدفع الإلكترونى للمستحقات الحكومية، فى إطار استراتيجية التحول إلى مجتمع غير نقدى، وتعزيز الشمول المالى، ما يدعم تنمية قطاع المدفوعات الإلكترونية.

ومن المعروف أيضاً أن المستهلك المصرى يفضل التفاعل مع البائع والذهاب للمتجر بنفسه رغبة منه فى «الفصال»، لذلك يجب على الحكومة ووسائل الإعلام بمختلف منصاتها التوعية بأهمية المعاملات والتجارة الإلكترونية سواء للأفراد أو المؤسسات، وإبراز فكرة أن التسوق عبر الإنترنت أفضل فهو أرخص من المتاجر ويوفر الوقت والمجهود.