عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"رمضان النوبة" طقوس وأطعمه لا تجدها إلا فى بلاد الذهب

بوابة الوفد الإلكترونية

تتنوع طقوس الاحتفال بشهر رمضان بين الدول وبعضها البعض، لكن عندما تتعدد بين محافظات ومناطق الدولة الواحدة بل بين قرى المحافظة نفسها يصبح هذا هو الاختلاف.

فى "بلاد الذهب" كما يطلق عليها، وفى أقصى الجنوب، يكون للشهر الكريم مذاقه الخاص به، أهالى معروفون بالترابط والتلاحم فى الفرج والضيق، لا ترى فى وجوههم سوى الابتسامة، هناك تجد المنازل التى لا تتعدى المسافات بينها بضعة أمتار والأبواب التى لا تغلق فى وجه سائل أو محتاج.
امراة سبعينية على عتبة منزلها تتذكر أيام رمضان، وتروى قصة أولادها السبعة وأحفادها الاثنين والعشرين تجمعهم مائدة واحدة رصت عليها أصناف مختلفة من الطعام والشراب.
تتذكر الحاجة فوزية وقت أذان المغرب وما سبقه من إعداد، فهذا المنزل يُحضر هذا النوع من الطعام وذاك يعد نوعًا آخر، أما هذا فمتخصص فى المشروبات، ليأتى الأذان وتختلط أطباقها مع غيرها وتتشابك أيدى أولادها مع أولاد الجيران.
يبدأ يومهم فى رمضان، كما تروى الحاجة فوزية، بالاتفاق بينها وبين جيرانها، كل منهم له نوعه الخاص به والمسئول عن تقديمه على أكمل وجه، وقبل الأذان بنصف ساعة ترص الطاولات خارج المنازل، وتوضع عليها ألوان مختلفة من الشراب كالتمر هندى والكركدية وقمر الدين والمشروب النوبى المفضل لديهم وهو "الأبريه"، ناهيك عن التمر المبلل فى اللبن.
وبعد سماع الأذان وتناول العصائر، يذهب الجميع لأداء صلاة المغرب والراحة ثم ترص ثانية، لكن هذه المرة عليها أنواع مختلفة من الأطباق المتفق عليها كالأتر والمديد والكابض بعيش الدوكة والويكة والجاكوت وغيرها، ويعد "الأبريه" من عجينة رقيقة من الدقيق والمياه، تخبز قبل رمضان، ويخزن فى علب ورقية كبيرة، وقبل الإفطار يحضر

قدر من الماء والليمون والسكر ثم تُكسر هذه الرقائق ويخلطوا معا، ويميل البعض أن يضع رقائق "الأبريه" مع مشروب "قمر الدين" أو "الكركديه" , وبعد الإفطار يأتى موعد صلاة العشاء والتراويح، وتتجمع العائلة مرة أخرى امام التليفزيون وبعضهم يفضل الجلوس بجوار المنزل على المصاطب لتبادل الحديث حتى منتصف الليل. ويأتى موعد السحور، ويتكرر المشهد، حتى تنقضى أيام رمضان.
هذا عن القرية التى تعيش فيها الحاجة فوزية، أما تلك التى يسكن بها الحاج حسين الذى تعرف عمره من خطوط وجهه، لا يحس مذاق الشهر الكريم إلا إذا كان إفطاره مع أحد غريب، فيتعمد أن يأكل خارج منزله ليقطع الطريق على المارة ويجبرهم على الجلوس والإفطار معه، ويأخذ واجبه كاملاً من طعام وشراب، وهنا فقط يشعر بثواب إفطار الصائم.
تختفى الخيم الرمضانية فى بلاد النوبة خلال الشهر المعظم، فأكثرهم يفضلون إما المكوث فى المنزل أو الاعتكاف بالمسجد أو زيارة الأقارب، ولا ترى أحبال الزينة الواصلة بين عمائر المدينة، بل ترى الموائد الواصلة بين البيوت لتعلم أن شهر رمضان قد جاء فى النوبة.