رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكسيم جوركى يهتف: الأم حرية

مكسيم جوركى
مكسيم جوركى

اسمه الحقيقى أليكسى مكسيموفيتش وقد عرف لاحقا باسم مكسيم جوركى و«جوركى» تعنى «المر» نظرا للبؤس الذى رصدته إبداعاته.

وقد ولد مكسيم فى مارس عام 1868 وتيتم مبكرا فربته جدته التى اعتنت به وعلمته الأدب والسياسة حتى التقى بلينين وتصادقا وحلما معا بالثورة على حكم القيصر . وقد كتب مكسيم عشرات الروايات المبهرة التى لاقت ذيوعا كبيرا نظرا لاهتمامه بمعايش الفقراء وأزماتهم وقصصهم وكانت من أبرز أعماله: «الطفولة»، «نذير العاصفة»، «الأعداء»، و«الأم». وقد رحل عن عالمنا عام 1936.
وفى رواية «الأم» يرصد مكسيم حياة عامل صفيق سكير متغطرس يخافه الناس لشره، ويحيى وسط العمال الفقراء الذين يعملون كآلات مستهلكة ولا يجنون سوى القليل، ولا يجدون مهربا من بؤسهم سوى التجمع فى خمارة بعد انتهاء أوقات العمل ليسبوا رؤساءهم ويطلقوا خزائن حقدهم على أصحاب العمل المستغلين .
وفى ظل ذلك البؤس تقترب الرواية من حياة العامل المخيف وزوجته وأبنائه الذين يعانون ألما ووجعا جراء الفقر وجراء المعاملة الخشنة التى يعاملها لهم رب العائلة، وسرعان ما يموت العامل ولا تحزن أسرته عليه لوفاته ويتحول ابنه بول إلى عائل لهم ويحاول تقليد والده فى كل شىء: التصرفات، العمل، الخمر، القسوة فى معاملة الناس. ويكرر الابن المعاملة القاسية لوالدته، لكنه سرعان ما يجد نفسه كارها لتلك الحياة، فيحاول التمرد عليها والعودة لفعل الخير وينعزل عن الناس عامين ويقرأ الكتب الخاصة بحركات التحرر العمالية والتى كانت تطبع سرا وبدأ يعمل بالفعل فى إطار تنظيمى للتغيير، وتتحسن معاملته لوالدته وتشعر أمه بالفخر تجاه

ابنها الذى يساعد الفقراء ويسعي لاستعادة حقوقهم وتغييرهم ويقرر هو وأصدقاؤه تعليم الناس القراءة والكتابة ويبدأ بالأم التى كانت أمية.
«إن السر في شقاء العالم هو أن الرجال المفكرين والأحرار قليلون» هكذا فكر هو وأصدقاؤه. «اعملوا من أجل الحرية وهي تطعمكم الخبز، وتهبكم الحياة، إن حياتكم لتافهة بدون حرية». وهكذا نادى ودعا، متوقعا القبض عليه ومحاكمته وهو ما جرى بالفعل، لكنه كان قد أعد أمه وهيأها لمثل هذا الحدث، فكررت النضال من بعده وجددت ما كان يفعل حتى إنها كانت تخاطب الشرطة قائلة: «لن تتمكنوا من إغراق الحقيقة في بحار من الرماد. أنتم مجانين، وبذلك لن تجلبوا سوى النقمة عليكم، وسيتفاقم الحقد، حقد الشعب القوي، وأخيراً سينصب عليكم جميعاً وعلى أسيادكم. واستمرت الأم تناضل إلى أن حوربت بشدة من رجل الدرك القيصرى وأمسك أحدهم بعنقها وخنقها ظنا انه خنق صوت الحرية.
لكن موتها لم يكن موتا للحرية فالأم كانت رمزا وقدوة. هكذا رسم مكسيم جوركى رمزية الأم فى النضال السياسى للتغيير.