عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جورج أورويل واستبداد المادية عام 1984

جورج أورويل
جورج أورويل

هذا الكاتب يسميه المفكر الكبير الدكتور جلال أمين ضمير القرن العشرين. ليس مجرد روائى أو حامل قلم ولكنه مناهض للتمييز، مقاوم للمادية، مناضل ضد القهر السلطوى والمادى والدينى.

إن جورج أورويل المولود عام 1903، فى بريطانيا هو أحد أهم المدافعين عن العدالة الاجتماعية بقيمها المثالية والحضارية. عمل بالصحافة والنقد الأدبى وكتب الشعر والرواية والمقال السياسى، وحققت روايتاه «مزرعة الحيوانات»، و«1984» مبيعات خيالية. وقد اعتبرته صحيفة «التايمز» أحد أعظم 50 كاتبا فى تاريخ بريطانيا.
وكان أجمل ما فى «اورويل» اهتمامه بالسياحة فى الاحياء الأكثر فقرا، ومعايشته لحياة البائسين وهمومهم وطموحاتهم عن قرب شديد. كما كان رافضا للاستعمار منددا باستعباد الشعوب ونهب ثرواتهم وقمعهم باسم المدنية الحديثة.
وقد توفى «أورويل» عام 1950 بعد أن ترك عشرات الكتب والروايات ومئات المقالات السياسية والفكرية، وقد ترجمت معظم أعماله الى مختلف لغات العالم.
فى روايته 1984 والتى كتبت عام 1948 يحكى قصة شاب وفتاة ينشأ فى عصر المادة والتكنولوجيا والحسابات والمنفعة الخالصة ويهيمان حبا ببعضهما البعض. إنهما يجدان فى الحب مستودعا لمقاومة المادية السائدة والاستبداد والتزوير. ويعيش الكل فى وطن مقموع يتحكم فيه حزب متطرف موغل فى المادية والنفعية والجشع.
إن بطل الرواية يشعر بالضجر من هذا الوطن فيعيد تعريف الحرية قائلا: «إن الحرية هى أن تموت وأنت كاره لهم».
كل شىء فى الوطن ميكانيكى وآلى والجميع خاضعون لسلطة الأخ الأكبر الذى يقرر كل شىء، وجميع

من حوله ماهم إلا آلات للتنفيذ. فى تلك الاحداث كان الحب ممنوعا والعلاقات الانسانية فاترة وباردة وقائمة على المنافع فقط، وكان الحزب الحاكم يراقب الشباب ويتتبع من يخرج على قوانين الدولة ويحكم عليه بالإعدام. ويكتشف الحبيبان أن هناك من هم مثلهم ويلتقون جميعا لينتقدوا العصر المادى واستبداد السلطة، الا أنهم يتعرضون للاعتقال.
وتبدأ حفلات تعذيب بطل الرواية ليعترف بما لم يفعل، فيفعل، وتحت وطأة التعذيب الشديد يطلبون منه إقرار مبادئهم التى يعلم كم هى خاطئة وقاسية، فيفعل، ثم يستمر التعذيب ويطلبون منه الاعتراف على حبيبته فيضطر إلى ذلك، وعندما يهددونه بالموت يطلب منهم أن يقتلوا حبيبته أولا، وهنا يحصل على صك البراءة ويتم إطلاق سراحه بالفعل بعد ان نجحت السلطة فى إعدام الحب والمشاعر داخل قلبه وعقله. هنا فقد تنهزم البطولة وتنتصر إرادة الشر. هذا ما حاول أن يقوله «اورويل» من خلال الرواية، فطوبى للأنقياء فى زمن المادة.