رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

4 لقاحات مصرية.. ضد كورونا

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

«القومى للبحوث» يجرب 70 دواء لمعرفة تأثيرها على الفيروس.. ونائب المركز: مصر لديها القدرة على إنتاج لقاح محلى

800 مليون جنيه ميزانية المركز.. 55% رواتب و45% للبحث العلمى

28 براءة اختراع و316 مشروعاً بحثياً و3433 مقالاً فى أكبر المجلات العلمية العالمية.. حصيلة إنتاج 4500 باحث بالمركز القومى فى العام الأخير

 

 

 

منذ بداية انتشار جائحة كورونا التى أصيب بها ملايين حول العالم، لم تتوقف محاولات العلماء والباحثين من كل دول العالم لإيجاد لقاح يقضى على الفيروس وينقذ البشرية من هذا الخطر الذى يودى بحياة المئات يومياً.

وكان تفشى المرض فى ديسمبر الماضى، بمثابة خطر كبير أثار قلقًا دوليًا، مما دفع العديد من الأخصائيين الدوليين إلى زيارة الصين للعمل مع نظرائهم لفهم ظاهرة تفشى الفيروس لتوجيه جهود التحرك والاستجابة على الصعيد العالمى.

وقد نشأ فيروس كورونا القاتل فى مدينة ووهان الصينية وانتشر فى عشرات الدول عبر العالم، ويعتبر الفيروس جزءًا من عائلة فيروسات كورونا التى تشمل متلازمة الجهاز التنفسى الحادة (SARS) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، وفقًا للمراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وكان المركز القومى للبحوث فى مصر من السباقين فى المشاركة فى سباق الوصول إلى لقاح يشفى من كورونا، وأعلن عن مقدرته تطوير لقاح يقضى على الجائحة خاصةً بعد انتشارها فى مصر وزيادة معدل الإصابات بالعدوى، وقال فى بيان له حول إجراءات المركز لمواجهة فيروس كورونا المستجد، إنه يمتلك معامل مجهزة على أعلى مستوى تضم مجموعة من العلماء ذوى الخبرة فى مجال الفيروسات، ومركز تميز علمى خاص بدراسة إنتاج الأمصال واللقاحات المضادة للفيروسات، وله خبره سابقة فى إنتاج لقاح مضاد لإنفلونزا الطيور.

كما أوضح البيان الصادر عن القومى للبحوث أنه منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا المستجد فى الصين تم تشكيل فرق عمل برئاسة الدكتور محمد أحمد على أستاذ الفيروسات ومدير مركز التميز العلمى للفيروسات، ويعكف هذا الفريق الآن على أبحاثه لإنتاج فاكسين مضاد لفيروس كورونا المستجد ولم يصدر عن هذا الفريق أى تصريحات تخص المدة الزمنية التى يستغرقها إنتاج هذا الفاكسين.

وأشار إلى أنه تم اتخاذ عدة إجراءات منها توفير شنطة تحتوى على كتيب للتوعية وكيفية الوقاية وكمامة طبية وبعض المطهرات، كما أوضح أنه عند ظهور أى وباء جديد ولا يوجد له علاج على مستوى العالم يتم البحث فى الأدوية التى تعالج أمراضاً قريبة منه وتتم بعد ذلك التجربة على هذا المرض وبيان مدى مناسبته للعلاج.

هذه التصريحات التى تشير إلى قدرة المراكز البحثية على إنتاج لقاحات والدخول فى المنافسات البحثية للقضاء على العدوى، فتحت الباب على مصراعيه مرة أخرى لتسليط الضوء على دور البحث العلمى وأهميته فى التغلب على المخاطر التى تواجه البشرية، حيث خصصت الدولة فى ميزانية عام 2019 -2020 حوالى 19 مليار جنيه، منها حسب ما قاله دكتور محمد هاشم رئيس القومى للبحوث 800 مليون جنيه ميزانية المركز، بينها أكثر من 55% رواتب موظفين وباحثين، ويتبقى 380 مليون جنيه للبحث العلمى.

وأشار إلى أن هذه الميزانية غير كافية للبحث العلمى، فالدول الكبيرة تتخطى المراكز البحثية 3% من الدخل القومى، بينما مصر لم تتخط 1%.

 

تاريخ المركز ودوره

تأسس المركز القومى للبحوث على عدة مراحل حيث كانت بدايته بصدر مرسوم لإنشاء مجلس فؤاد الأول الأهلى للبحوث وذلك ٢ نوفمبر ١٩٣٩، والذى عمل على التنسيق بين معامل الكيمياء فى وزارة الصحة ومصلحة الطب الشرعى وأيضاً وزارة الزراعة ومصلحة السكة الحديد، وذلك حتى عام ١٩٤٥ حيث صدر مرسوم بتعيين أعضاء مجلس فؤاد الأول الأهلى للبحوث وذلك برئاسة الدكتور على إبراهيم.

وفى عام ١٩٤٧، تم تعيين الدكتور أحمد زكى، مديرا لمجلس فؤاد الأول الأهلى للبحوث بدرجة وكيل وزارة، وفى عام ١٩٤٨ تم التعاقد على تأجير مقر مؤقت للمجلس بالمنزل رقم ٥ شارع السلطان حسين خلف مجمع التحرير حاليا.

كما تم إنشاء ٥ أقسام بالمجلس، وهى العلوم والطب والعلوم السياسية والأدب، بالإضافة إلى شعبة الفنون الجميلة، بينما فى عام ١٩٤٧ خصص ١٠ آلاف جنيه كميزانية لنفقات المجلس، وفى عام ١٩٥٠ تم تخصيص ٢٥٣ ألف جنيه لشراء أرض من وزارة الأوقاف فى الدقى لبناء المعهد، وفى ١٩٥٣ صدر القانون رقم ٥٣٣ بدمج مجلس فؤاد الأول فى المجلس الدائم الخاص بتنمية الإنتاج القومى، وذلك لدعم الاقتصاد القومى.

وفى ١٩٥٦ صدر القانون رقم ٢٤٣ بإعادة تنظيم المعهد القومى للبحوث والذى أعيدت إليه استقلاليته ليكون تابعا لرئاسة مجلس الوزراء، وتزامن مع ذلك تغيير اسم المعهد القومى للبحوث إلى المركز القومى للبحوث.

وقد حقق المركز على مدار تاريخه العديد من الإنجازات، كما قدم الكثير من الاسهامات، منها إنتاج أمصال انفلونزا الطيور، وساهم فى التوسع فى زراعة وتحسين وتطوير زراعة نباتات النقل (اللوز، الفستق، وعين الجمل) فى سيناء- ونشر كتيبات لرفع مستوى الوعى للوقاية من فيروس سى- أدوات تعليمية تثقيفية ومواد دعاية لزيادة الوعى الاجتماعى.

كما شارك المركز فى تنمية المشروعات الزراعية الصغيرة بمحافظة شمال سيناء، وإنتاج سماد سلفات البوتاسيوم مع وضع التوصيات السمادية لاستخدام المسح الوراثى لحديثى الولادة، كما استخدم تقنية جديدة لمعالجة المخلفات السائلة بالمصانع.

وانتهى المركز من تنفيذ البرامج البحثية لمشروعات الخطة البحثية العاشرة للمركز القومى للبحوث والتى وصل عددها إلى 316 مشروعا مقابل 219 مشروعا فى الخطة البحثية التاسعة بزيادة وصلت نسبتها إلى 45% وبميزانية كلية وصلت إلى 32 مليون جنيه مقابل 23,4 مليون جنيه فى الخطة التاسعة بزيادة قدرها 38,8 %. هذا وقد تمخض النشاط البحثى فى هذه الحالة عن تحقيق نتائج هامة قابلة للتطبيق فى مجالات شتى.

ونفذ المركز مجموعة من المشروعات الإستراتيجية فى مقدمتها مشروع تحلية المياه - مشروع علاج السرطان بجزيئات الذهب - مشروع إنتاج مصل ضد الالتهاب الكبدى الفيروسى سى - مشروع إنتاج الخلايا الشمسية، وكلها مشروعات تأتى فى مقدمة أولويات الدولة فى مجال البحث العلمى.

وحصل المركز على 28 براءة اختراع بعضها مصرى والبعض الآخر من دول أجنبية وذلك فى مجالات متنوعة، ونشر حوالى 3433 مقالاً علميا منها 3231 فى المجلات الدولية العلمية المتخصصة و202 مقالاً علمية فى المجلات العلمية المحلية المتخصصة.

وعلى مستوى الباحثين وتطوير مهارات الباحثين، سجل المركز حوالى أكثر من 400 مساعد باحث وباحث للحصول على درجات الماجستير والدكتوراه.

 

كورونا واللقاح

تعمل مراكز الأبحاث والجامعات عبر العالم على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، وحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذه المراكز تقسم إلى مجموعتين، الأولى تضم 17 لقاحاً مرشحاً

فى مرحلة التقييم السريرى، وعلى رأسها اللقاح الذى تعكف جامعة أكسفورد على تطويره، وكذلك لقاح معهد ووهان البيولوجى بالصين، فضلًا عن اللقاح المحتمل الذى يعمل على تطويره باحثون فى جامعة إمبيريال كوليدج بلندن.

أما المجموعة الثانية، فتضم 132 لقاحاً مرشحاً فى مرحلة التقييم قبل السريرى، ومن بينها تجارب لـ4 لقاحات يعكف المركز القومى للبحوث على تطويرها.

ورغم تأكيد منظمة الصحة العالمية، أن اللقاح المرشح الذى تطوره جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا ضد فيروس كورونا هو اللقاح الرائد والأكثر تقدما فى العالم حاليا، إلا أنه دكتور محمد على أستاذ الفيروسات بشعبة بحوث البيئة والمشرف على مركز التميز للفيروسات بالمركز القومى للبحوث، أكد أن مصر لديها القدرة على إنتاج لقاح محلى مثلما تحقق سابقا بنجاح فى إنتاج لقاح محلى الصنع لإنفلونزا الطيور.

وفى السياق ذاته، أكد المركز فى بياناً أنه ما زال يعمل لمواجهة هذه الوباء والحد من انتشاره، وقد تم دراسة تأثير أكثر من سبعين دواء لمعرفة مدى فاعليتها وتأثيرها على فيروس COVID-19 ومنها دواء «أفيجان» والذى أظهرت النتائج الأولية له مؤشرات إيجابية.

من جانبه، كشف الدكتور محمد عوض، نائب مدير المركز القومى للبحوث، أن المركز هو أكبر مركز بحثى متعدد التخصصات فى مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، وترتيبه هذا العام جاء الثانى على مستوى الشرق الأوسط، ويجرى المركز أبحاث على مختلف العلوم البحثية والتطبيقية، ويتبع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، ويضم 4500 باحث و2400 إدارى تقريبا، مقسمين إلى 14 شعبة، وكل شعبة تعادل معهد بحثى، وبالمركز مبعوثين للماجيستير والدكتوراه، وتدريب ما بعد الدكتوراه فى جميع دول العالم.

وأوضح «عوض» أنه عندما ظهر فيروس كورونا المستجد، فى مدينة ووهان الصينية فى ديسمبر 2019، أخذ المركز جميع الإجراءات الاستباقية والاحترازية، وعمل منذ بدء الجائحة على 3 محاور أساسية، أولها الإجراءات الوقائية والاحترازية، وفيها تم استرجاع جميع المبعوثين وأسرهم، من الصين فور تفشى الفيروس هناك، قبل ظهورها فى مصر، كما شكل رئيس المركز مجموعة عمل بالتعاون لجنة السلامة والصحة المهنية، وبدأت الإجراءات الوقائية بالمركز، وتم منحهم شهر إجازة قبل عودتهم للعمل بالمركز، تحسبا لانتقال العدوى، كما صممت شعبة النسيج بالمركز كمامات صحية مضادة للميكروبات، موضحا أن المادة الكيميائية المستخدمة فى الكمامات لمحاربة الميكروبات حصل المركز على براءة اختراع فيها، مشيرا إلى أنه بخلاف الأزمة المركز يستخدمها فى تصنيع ملايات وأغطية خاصة بمستشفى 57357.

وأشار إلى أن الشعب الصيدلية والكيميائية بدأت فى تصنيع الجيل والمحاليل والسوائل المطهرة المضادة للميكروبات، كما وفر للعاملين بالمركز والعاملين بالوزارة حقيبة بها أقنعة وصابون مطهر مضاد للميكروبات وكتيب لنشر الوعى الصحى، كما تم توفيرها لمراكز بحثية أخرى.

ولفت «عوض» إلى أنه عقب تفشى الفيروس فى ووهان الصينية نفذ المركز ورشة عمل حضرها عدد كبير من المركز للتوعية والوقاية من مخاطر «كورونا»، مشيرا إلى أن تجهيزات المعامل بالمركز على أعلى مستوى، ويوجد به علماء وخبراء فى مختلف المجالات وخصوصا مجال الفيروسات.

وأشار نائب مدير المركز القومى للبحوث، إلى أن مركز التميز العلمى، التابع للمركز، مختص فى إنتاج الأمصال واللقاحات المضادة للفيروسات، والذى أنشأ فى عام 2014، مشيرا إلى أن المركز له خبرة فى إنتاج اللقاحات حيث نجح فى إنتاج لقاح مضاد لإنفلونزا الطيور فى السابق، ومنذ اللحظة الأولى من انتشار الوباء بالصين بدأ المركز فى عمل لقاحات وتطويرها، وهل من الممكن العمل على إنتاج لقاح مضاد لفيروس كورونا، وبالفعل المركز يعمل على هذا الجانب والنتائج جيدة ومبشرة.

وشدد على أن مركز التميز العلمى للفيروسات يعمل على مدار 24 ساعة لتوفير مقر للإعاشة للعاملين بالمركز بها كل وسائل الراحة، حتى يعملوا بأريحية، حتى يتمكنوا من استكمال العمل، وتوفير أماكن للراحة.

ولفت إلى أن هناك مجموعة من العلماء يعملون على حوالى 30 مشروعًا بحثياً مقدماً للأكاديمية خاصاً بـ«كورونا» سواء بتحضير لقاح أو محاولة لاكتشاف علاج، وتحضير مجموعة كاشفة.

واستطرد «عوض»: هناك محور ثالث يتم داخل مجموعة الفيروسات بالمركز وهو البدء فى عمل مجموعات كاشفة تستخدم فى الفحص لمعرفة ما إذا كان المريض مصابًا بـ«كورونا» أم لا، مؤكداً أن مركز التميز يعمل خلال هذه الفترة على استقبال إسهامات الباحثين سواء داخل المركز أو مراكز بحثية أخرى أو جامعات لديها أفكار من الممكن أن تواجه الفيروس.