رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإهمال.. يقضى على أسطورة "السبع بنات"

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت - إيمان مجدى وآيات زينهم: تصوير: دينا الباسوسى

 

أربع أبنية تعود للعصر الفاطمى.. مقابر شيدت على هيئة قبب مرتفعة تتوسط ساحة كبيرة من الفناء، يتجلى عليها سمات المعمار الإسلامي، ويقال إنها آخر ما تبقى من الفن المعمارى الإسلامي، هم قباب «السبع بنات»، الواقعة وسط عزبة خيرالله بالقرب من القلعة أعلى جبل المقطم بالقاهرة.

فى الأصل كانوا 7 قباب، وحاليًا لم يتبق سوى أربعة فقط بعدما تهدمت قبتان لم يعد فيهما سوى عدة أحجار، أما القبة الأخيرة فأكلها الإهمال والزمن لم يبق منها شيء.

وتعددت الروايات حول حقيقة قباب «السبع بنات»، فهناك من يقول إنهم سبع فتيات من أبناء الشيخ الجيوشى المدفون بالقلعة وهؤلاء الفتيات السبع كن يحاربن اليهود مع والدهن وتم قتلهن ودفنهن فى تلك المنطقة، وإقامة مقامات على شكل قباب لهم. والكثير يرجع السبع قباب للوزير سعيد الحسين بن على المغربى وزير الحاكم بأمر الله العبيدى الذى تم اتهامه بالخيانة، وقتل الحاكم 6 من بناته والجثة السابعة تواردت الروايات فى المنطقة حول كونها لشخص يدعى الشيخ أبومنصور الأصفحى لم تذكر عنه أى معلومات أو سبب دفنه فى تلك المقابر.

ورغم التقدم التكنولوجى إلا أن هناك الكثير من الأشخاص خاصة النساء منهم تؤمن ببركات وكرامات تلك المقابر فأصبحت فكرة تأخر الإنجاب هاجسًا يوسوس لكل السيدات، فمنهن من يذهب للطبيب للعلاج ومنهن من يسلك طريقًا آخر، وقد تكون تلك القباب وجهتهن عسى أن يحققن حلم الإنجاب.

فصارت قبلة للتبرك ومصدرًا لفك النحس ويقصدها نساء من كل مكان بالقاهرة على أمل الفوز بتلك الكرامات وطلب ما يتمنون.

ولكن كالعادة ، فالكثير من المناطق الأثرية بمصر تصرخ من الإهمال والتجاهل، لتتحول فى النهاية من مزار سياحى لمقلب قمامة كبير.

ولزيارة مقابر «السبع بنات» الكائنة فى عزبة خير الله التقت «الوفد» رجلًا عجوزًا له طقوس خاصة جدًا، وغالبًا ما تكون الزيارة فى يوم السبت، حيث تذهب كل سيدة وبحوزتها بعض أنواع البخور والحناء وتقوم بالدوران 6 مرات حول القباب السبع «المدافن» وإشعال البخور فى إحدى زاويا القبة، ومن ثم تخلط الحناء بيدها وتطبعها على جدران القبة ثم تقرأ بعض آيات القرآن وتنصرف منتظرة البشارة بأنها أصبحت حاملًا.

وقال عمارة محمد، أحد أهالى منطقة السبع بنات بعزبة خير الله: إنه لا يدرى القصة وراء تلك

المقابر وهل بالفعل السبع بنات مدفونات بتلك المقابر أم لا، لافتًا أن الرواية التى رواها له أجداده هى: «أن هناك ست فتيات كن يحاربن اليهود مع أبيهن الشيخ الجيوشى، المعروف أنه مدفون بالقلعة».

وأضاف أن مقابر السبع بنات تعتبر مزارًا سياحيًا ويلتقط فيه الأجانب الصور التذكارية، ولكن بعد تحولها لمقلب قمامة لم يعد هناك أى سائح يأتى للمنطقة لزيارتها، قائلًا: «كان فى واحد أجنبى عايز يدخل معرفش من القمامة اشمئز من الشكل والريحة ومشى يعنى إحنا اللى بنشوه صورة بلدنا وشكلنا قدام الناس لما يشوفونا بنهمل فى آثارنا كده».

وأعرب محمد عن استيائه ممن يقبلون على المكان خاصة السيدات، الذين يؤمنون بالتخاريف والأساطير ويأتون للتبرك بتلك المقامات لفك النحس الذى يلازمهم، بسبب تأخر زواج أحدهم أو تأخر حملها.

وأرجع «عمارة» السبب وراء تدهور حال المقامات إلى إهمال مسئولى هيئة الآثار مما حولها من مزار سياحى لمقلب قمامة كبير ومرتع لذوى الخرافات والبدع.

واصطحبنا «عم عمارة» بجولة بمحيط المقامات وبصعوبة وصلنا إليها بسبب تراكم تلال قمامة بطريق المعبر الذى سنمر منه، وبداخل كل مقام وجدنا آثارًا لأدخنة أوضح لنا أنها بقايا بخور تشعله السيدات، وآثار لحناء على حوائط المقام ملطخة بها فى كل جانب، بجانب بعض الملابس، فضلًا عن الكثير من مخلفات البناء والقمامة.

وطالب محمد من المسئولين بضرورة الاهتمام بالمكان وتنظيفه وإقامة سور مرتفع لمنع المواطنين من إلقاء القمامة بداخل المقابر بجانب بناء بوابة ووضع حراسة لمنع السيدات من ممارسة الخرافات وتأمين السائحين حال عودتهم للمزار السياحى.