رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. "إكرام" سبعينية صابرة على نار الذرة 40 عامًا

السيدة إكرام محمود
السيدة إكرام محمود أثناء شوي الذرة

"الدرة المشوي.. طازة ولذيذ" تلك الكلمات تتردد كثيرًا على آذاننا في الشوارع العامة، تصدر عن بائعي الذرة لجذب المارة للشراء، وإذا دققنا النظر في حياة هؤلاء الأشخاص لوجدنا أن لكل منهم قصة يحكيها، فمنهم السيدة إكرام محمود، تلك المرأة التي على أعتاب السبعينات من عمرها.

هي امرأة عجوز من الآلاف المرسوم على تجاعيد وجهها سنوات الشقي والتعب التي لاقته، ولكن مع ذلك ابتسامة الرضا لا تفارق وجهها، فهي تمارس هذا العمل منذ أكثر من أربعين عامًا في ميدان الجيزة، فأمامها "منقد" الفحم الذي تقوم بالشوي عليه، وبجوارها كيس كبير ملئ بالذرة وحين يفرغ الكيس يكون قد انتهى عملها.

"قضيت عمري كله أبيع ذرة" هكذا بدأت إكرام حديثها حيث قالت إنها قررت اللجوء لبيع الذرة منذ أن كانت في الخامسة والعشرين من عمرها لمعاونة زوجها على ظروف الحياة وسد احتياجات المنزل وكذلك احتياجات أبنائها من مأكل وملبس وغيرها، ولكن للأسف هي لم تستطع تعليمهم لضيق الحال، مضيفة ظللت أسرح بعدة الذرة المشوي وأتنقل من مكان إلى مكان حتى استقر بي الحال في ميدان الجيزة.

كبر أبناؤها وتزوجوا ورأت أحفادها وتأملت الخير في مستقبل أبنائها لكن ظل الفقر يلاحقها ويلاحق أبناءها، ومرت عليها الكثير من أوقات الشدة، ولكن كان ما يهون عليها هو زوجها الذي كان يأخذ بيدها ويساندها.

وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير، هو تعرض زوجها لمرض بصدره، ولقلة الماديات لم يستطيعوا توفير العلاج المناسىب لذا توفي وتركها في الحياة لتكمل المسيرة وحدها، وبالفعل قررت إكرام أنها ستبذل

قصارى جهدها حتى تعيش حياة كريمة، حيث تقول: الحياة لعبة سباق إن ما لحقتوش هتقع.

لا تبالي إكرام باحتراق أصابعها من نار الشوى ولا بعظامها التي ضعفت ولا حتى بكبر سنها الذي أصبح عائقًا أمام ممارسة عملها حيث تقول "أنا راضية بحالي عشان ربنا يرضى عليا وبعدين مين فيها مرتاح".

فبكل نفس راضية تردد إكرام تلك الكلمات التي تعينها على مشوارها، فمعاشها الحكومي قليل وهى تنفقه على ابنها المريض لذا هي مجبرة على هذا الأمر.

وعلى الرغم من أنها تعمل منذ أكثر من أربعين عامًا إلا أنها لم تغب يومًا عن الميدان فقد تعلقت به وكونت علاقات صداقة مع العاملين هناك، وفي حال تأخرت فهم يقلقون عليها وينتظرون قدومها.

فلا تكل ولا تمل تأتى إكرام يوميًا منذ الحادية عشرة صباحًا إلى الواحدة ليلًا، تقتات بطبق الكشري الذي تسد به جوع نهارها، وفى آخر اليوم تعود لبيتها لتستريح من عناء اليوم، وبقلب مطمئن وعيون واثقة تغمض أجفانها وتدعو الله إذا مد في عمرها فلتحيا بكرامة.