رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«الوفد» في أشهر حمام بلدي في مصر ليلة العيد

حمام عوكل
حمام عوكل

المكان: أشهر حمام بلدي في مصر.
الزمان: وقفة عيد الأضحى المبارك.

داخل حواري بولاق أبو العلا خلف ورش السبتية وسوق العصر، قادتنا أوصاف أهالي المنطقة لأشهر حمام بلدي في مصر، "حمام عوكل"، صالة واسعة مكتظة بالنساء اللواتي جلسن ينتظرن دورهن لدخول الحمام استعدادًا للعيد، المكان مزدحم عن آخره، يتعالي صوت سيدة في منتصف العمر بين الحين والآخر لإعادة الانضباط للمكان، تبدو عليها الصرامة وقوية الشخصية مع مسحة من جدعنة ولاد البلد لاتخطئها العين.

 

تفضى صالة الحمام إلى أدوار علوية تحوى حجرات منفصلة، يتصاعد من بعضها البخار، وأخرى لتبديل الملابس، وحجرات للتكيس، والتدليك، ومغطس للماء الساخن وآخر للبارد، "Spa" بلدى يرجع تاريخه إلى 400 عام، عناية خاصة واهتمام تبادر العاملات بالمكان تقديمه للزبونة، منذ تطأ قدمها أرض الحمام.

 

"لاأتحدث مع الصحفيين"، هكذا استقبلنا عم عوكل بصوته الاخش ونبرة صارمة قبل أن يتراجع ليوافق اخيرًا على مشاركتنا قصته مع الحمام البلدى، أو "حمام الأربعاء" كما كان يطلق عليه، مقصد أغنياء القاهرة وأعيان الصعيد في الثمانينيات، قبل أن تقرر وزارة البيئة إغلاقه في التسعينيات، على خلفية التلوث البيئي الذي أحدثه عمليات حرق القمامة التي استخدمت كوقود "للبواجير" بالحمام.

 

"الراحة والألفة" سمة أساسية بالمكان:

 

أخذتنا زوجة "عوكل"، أو كما يطلق عليها "الحاجة" في جولة بالحمام، حيث يستقبلك بخار الماء من كل مكان، مع آيات قرآنية تزين الحوائط تحصينًا من "العين"، بينما تجلس السيدات بكل أريحية في انتظار دورهن للتكيس، وآخريات خرجن للتو من المغطس، تستقبلهن العاملات بحجرات التدليك.

 

"البلدي يوكل"، هكذا أشاد "عوكل" بحمامه، في مواجهة خدمات العناية بالجسم التي توفرها مراكز التجميل الشهيرة، مؤكدًا أن الراحة التي يوفرها المكان لن تجدها سوا في الحمامات البلدي.

 

برنامج العروس:

 

تمر العروس بسلسلة من المراحل بالحمام ليكتمل تجهيزها لليلة العمر، تبدأ بأخذ حمام سريع، يليها جلسة تنظيف كاملة للجسم، بمساعدة إحدى العاملات وفي خصوصية تامة، ثم تأتي مرحلة التكيس، والتدليك بالليف المغربي لإزالة الخلايا الميتة عن الجسم، وتبيض البشرة وإكسابها نعومة ونضارة.

 

ويأتي بعد ذلك الدور على حجرة المغطس، حيث تجلس السيدة في حوض كبير مملؤ بالماء الساخن، يليه جلسة أخرى في مغطس للماء البارد، وهي المرحلة الذي يصفها "عوكل" بأنها لمسة سحرية تجدد جمال المرأة وتعيد نضارتها، كما تنشط دورتها الدموية.

 

وأخيرًا يأتي دور رسم الحنة، بواسطة "حنانة" خبيرة "أيدها تتلف في حرير"، على حد قول الزبائن هناك، تمتلك موهبة رائعة، يمكنها إبداع أصعب رسومات الحنة بمهارة فائقة.

 

ساعة أو ساعتين فقط هي كل مايلزم السيدة لتستعيد نضارتها وتشعر بالاسترخاء وهدوء الأعصاب، وتخرج عروس في أوج جمالها.

 

الخصوصية والأمانة شعار حمام "عوكل":

 

تحصل الزبونة على 3 مفاتيح لخزانة صغيرة خاصة بها، بمجرد أن تسجل اسمها لدى "الحاجة"، لوضع كافة متعلقاتها الشخصية، تجنبًا للسرقة.

 

أما الخصوصية، شدد "عوكل" أن الحمام له منفذ واحد وهو مؤمن بعناية من قبل حراسة خاصة، تمنع دخول الرجال والصبية خلال الفترة المخصصة

للسيدات.

 

كما أن الحمام مغطى بالكامل وخالي من النوافذ سوى من بعض المشربيات الخشبية التي تسمح بدخول الهواء، بدون السماح للضوء بالنفاذ إليه خلال أوقات العمل، ليضمن خصوصية كاملة للسيدة أو الفتاة.

 

مواعيد العمل والأسعار:

 

يفتح الحمام أبوابه للزبائن 24 ساعة، مقسمة على فترتين، من 8 صباحًا وحتى الـ 5 عصرًا للنساء، والفترة الثانية من 6 مساء وحتى الـ 6 صباحًا للرجال، و3 ساعات راحة للحمام تخصص لتنظيف الحمام وتجهيز السخانات ولدورة جديدة من العمل.

 

أما الأسعار فتبدأ من 40 جنيهًا للرجال والنساء، وتصل حتى 200 جنيه للعروس أو العريس، وبعيدًا عن جشع مراكز التجميل الشهيرة، يرفض عوكل تغيير قائمة أسعاره خلال المناسبات، حرصًا على إقبال الزبائن.

 

العمال بالحمام "في خدمتك":

 

يحظى الزبون فى الحمام بمعاملة خاصة، يقدمها فريق كامل من المتخصصين من النساء والرجال، ويؤكد "عوكل" على نزاهة العاملين لديه، مضيفًا أن العمال يخضعون لكشف طبي شامل قبل تشغيلهم، لضمان خلوهم من الأمراض، كما يقدمون مايفيد حسن سيرهم وسلوكهم، وخلو سجلهم الجنائي من أية سوابق.

 

تاريخ الحمام كما يسرده "عوكل":

قبل 18 عامًا، كان الحمام أشبه بـ "لوكاندة للمتسولين"، ملجأ للشحاذين وأرباب السوابق بعدما أغلقته وزارة البيئة، ليعيد "عوكل" تجهيز المكان من الألف إلى الياء، بعدما اشتراه، وعلى مدار أكثر من 10 سنوات، واصل "عوكل" ترميم الحمام وتجهيزه لإستقبال الزبائن.

حوائط مهدمة، حالت ألوانها،و روائح كريهة تنبعث من المكان، كان هذا حال الحمام البلدي قبل أن يعيده "عوكل" إلى الحياة مرة أخرى، والآن تحول الحمام لقطعة فنية رائعة يتوسطها بهو كبير تزينه نافورة راقصة، ومقاعد مريحة لإنتظار الزبائن، وحوائط يغطيها الرخام حتى السقف.

"حافظت على كل طوبة بالمكان"، هكذا أكد "عوكل" الذي جمعته قصة عشق مع الحمام، مشيرًا أن تصميم المكان لم يتغير منذ 400 عام، إنما أعاد ترميمه مرة أخرى ليظهر كما كان عليه منذ قرون طويلة.

 

شاهد الصور..

الحارة المؤدية لحمام "عوكل"

 

حمام "عوكل" من الخارج

 

 

مدخل حمام "عوكل"