رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شمس الظهيرة تعامدت على معبد إدفو لتمنح قوة «رع حور آختى» للإله حورس فى يوم عيده

معبد ادفو
معبد ادفو

إيذاناً ببدء الانقلاب الصيفى، وبالتزامن مع أعياد الإله حورس، أحد آلهة مصر القديمة، تعامدت شمس ظهيرة يوم الأربعاء الماضى الموافق لـ 21 من شهر يونيه الجارى،على قدس أقداس معبد إدفو الفرعونى، بمحافظة أسوان،  معلنة منح قوة المعبود «رع حور آختي» من شباب متجدد وفتوة دائمة، والتى تمثلها شمس الظهيرة، للإله حورس، الذى كُرٍسَ معبد إدفو لعبادته، وكان عيده السنوى، مناسبة لإقامة احتفالات ضخمة بالبلاد.

وتمكن فريق مصرى، متخصص فى رصد وتوثيق الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية القديمة، برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، والطيب عبدالله، الباحث فى علوم المصريات، من رصد الظاهرة وتوثيقها، ضمن مشروع وافقت عليه اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار المصرية، لرصد الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية القديمة، ويقوم من خلاله فريق البحث بمتابعة الظواهر الفلكية المختلفة بالمعابد ورصدها، وربطها بعلوم الهندسة واتجاهات المعابد التى جرى تحديدها بحسب كل معبد وكل إله وكل مناسبة يشهدها هذا المعبد.

وقد أقيم معبد ادفو، بحيث يكون محوره الرئيسى، هو المحور الشمالي الجنوبي، بهدف حدوث لتلك الظاهرة داخل قدس أقداس المعبد، فى ذلك اليوم من العام.

وقال الدكتور أحمد عوض،  إن معبد إدفو شُيدَ بطريقة خاصة، تتناسب وعيد الإله حورس، ويوم الانقلاب الصيفى، إذ صمم سقف قدس أقداس المعبد، لتسقط منه الشمس عبر ثلاث فتحات، لتضىء قدس الأقداس، وتلقى بأشعتها على الإله حورس، لتمنحه القوة والفتوة، التى يرمز لها فى مصر القديمة بالإله رع حور آختى، والذى يتخذ من شمس الظهيرة رمزا له، حيث صمم قدس الأقداس، لتسقط شمس ظهيرة يوم واحد فى العام بداخله، وهو يوم 21 من شهر يونية، الذى يتوافق ويوم الانقلاب الصيفى، ويوم عيد الإله حورس، وقد قدس الفراعنة شمس الظهيرة، واعتبروها تجسيداً سماوياً للمعبود «رع حور آختى» في طور شبابه وفتوته.

ويشير الدكتور أحمد عوض، إلى

أن ذلك الحدث الفلكي، يتزامن  مع أعياد المعبود «حورس» حيث تتعامد أشعة شمس الظهيرة التي تمثل المعبود «رع حور آختي» وما يمثله ضوء أشعتها من تجسيد لقوى الحياة والفتوة المقترنة بالمعبود «حورس» على المكونات المعمارية الرئيسية داخل قدس الأقداس وتمثال حورس لتمنحه قوة الحياة الفتية.

وكان حورس بمثابة إله السماء، لدى قدماء المصريين، مثل الطائر الجميل « الصقر»، وظل بعض الوقت إله الفضاء، متخذا الشمس والقمر عينين له، فيما تقول أسطورة فرعونية: «إن حورس صار ملكاً أبدياً على الأرض، ويعد معبد إدفو من أكبر المعابد التى شيدت لعبادته».

ومن المعروف أن قدماء المصريين، برعوا فى علوم الفلك والهندسة، ونجحوا فى توجيه معابدهم باتجاهات متعددة، بحسب معتقدات وطقوس كل معبد، وما كان يشهده من ظواهر فلكية، تأتى إحياءً لمناسبات ملكية ودينية، وتتباين الظواهر الفلكية بالمعابد المصرية، ما بين تعامد للشمس وقت الشروق، مثلما يشهده معبد أبو سمبل فى أسوان، وتعامد للشمس فى وقت الظهيرة، مثل ما يشهده معبد إدفو، وتعامد للقمر مثل ما يجرى فى معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة فى مدينة الأقصر، الغنية بمعابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، وتقول الدراسات الأثرية، إن مصر الفرعونية، عرفت قرابة 4500 ظاهرة فلكية عبر تاريخها.