رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عم أحمد رمضان..80 عامًا فى صناعة الظل

عم احمد وصناعة الشماسي
عم احمد وصناعة الشماسي

بضائع كثيرة مركونة، وماكينة للخياطة لا يستخدمها أحد، وهاتف أرضى قديم يعمل بالبكرة، وتليفزيون صغير من النوع الذى عفا عليه الزمن.. ورشة الحاج رمضان للشماسى والخيم وتندات المحلات القماشية أصبحت صامتة بدون عمل أو حتى عمال، بعد ما يزيد علي 80 سنة من إنشائها.

عندما تمر أمام ورشة الحاج رمضان، والتى تبعد ربما 200 متر عن مديرية أمن القاهرة، ستجد عم أحمد رمضان، يبلغ من العمر 81 عامًا، يجلس أمام الورشة ينتظر الفرج، وخلفه الورشة لا يصدر منها أى صوت أو نشاط، مليئة بالبضائع التى امتلأت بالأتربة لعدم استخدامها، وخاوية على عروشها من الزبائن أو حتى العمال.

رجع عم أحمد رمضان، ابن صاحب الورشة، بخياله إلى أفضل الأوقات التى مرت به وهو يدير هذا المكان، وروى لنا أن هذا المكان الذى يعتبر متوسط المساحة، كان يتحمل 5 من العمال يعملون فى إنشاء وتصميم الشمسيات، والخيم والتندات القماشية الخاصة بالمحلات، وأن المكان كان يعمل فى الصيف والشتاء أيضًا ليصنع كمية يتم تخزينها لفصل الصيف، ويبيعها للتجار والأفراد، وينتج 50 شمسية يوميًا، والمكاسب المادية كانت مرضية جدًا للجميع، والعمال كانوا يأكلون الشهد.

أفاق عم «أحمد» من الذكريات قائلًا: «كل ده كان، إنما دلوقتى مبتعملش حاجة خالص، لو اشتغلت هخسر وهروح البيت ماشي، وهدفع من جيبى، عشان الخامات غالية أوى وكل يوم بسعر، لما بتفق مع زبون على سعر.. تانى يوم بيتغير، مبعرفش أقوله ايه، دلوقتى بصلح الحاجات المكسورة والمقطوعة بس عشان الامكانيات مش موجودة خالص».

وروى أن هذه الورشة ولدت معه، وقام بشرائها أبوه الحاج رمضان بالتزامن مع ولادته فى عام 1936، وبعد تفوقه فى الابتدائية أجبره أبوه على

الخروج من التعليم، ومساعدته فى العمل بعد أن ضعف نظره، وورث بعدها المهنة والورشة عن أبيه وقضى فيها باقى العمر إلى الآن، قائلًا: «الشمسية كانت بـ70 جنيها، وصلت دلوقتى 150، وشمسيات بخامات أفضل كانت بـ150 وصلت الآن إلى 320 ومبكسبش حاجة رغم كل ده، عشان كدة بطلتها خلاص، اللى بييجى عاوز يصلح حاجة بصلحها له وباخد 20 جنيها وشكرًا على كدة».

وبغضب شديد أوضح أن لفة الخرزان كانت بسعر 350 جنيهًا، ولكن حاليًا وصلت إلى 1200 جنيه، إضافة إلى أن كل الخامات التى يتم استخدامها فى هذه المهنة وأهمها الخشب والخرزان والحديد والألمونيوم قفزت إلى الضعف فى السنوات القليلة الماضية، حتى الأقمشة كانت بسعر 12 جنيهًا، وصلت الآن إلى 32 جنيهًا، إضافة إلى عدم وجود ضمير فى المعاملات والتجار.

وبحزن يملأ وجهه المليء بالتجاعيد، أكد أن ورشة ومهنة والده انتهت لا محالة، لأن الزبائن لن تتحمل غلاء هذه الأسعار فى السوق، وأنه يشعر بأن الموت قريب منه، وعندما يتوفاه الله ستغلق هذه الورشة تمًامًا، ولن تفتح مرة أخرى، وستنقرض المهنة بالكامل فى القريب العاجل.