رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صفحات الغش الإلكترونى تحرج الحكومة

بوابة الوفد الإلكترونية

ساعتان وينطلق ماراثون الثانوية العامة، يؤدى 589 ألفاً و388 طالباً وطالبة الامتحان فى 1642 لجنة على مستوى الجمهورية ويضع أولياء الأمور أياديهم على قلوبهم خشية تكرار ظاهرة الغش الإلكترونى التى طفت إلى السطح خلال السنوات الماضية وتسببت فى الإطاحة بأحلام الكثيرين وأحدثت جواً من اللغط والبلبلة بعد انتصار أباطرة الغش على وزارة التربية والتعليم ولا سيما بعد إعلان صفحات الغش الإلكترونى تحديها للوزير وللمسئولين عن التعليم، ولا سيما شاومينج الذى هزم بتسريباته أكثر من وزير تعليم.

تحولت ظاهرة الغش الإلكترونى إلى أزمة تحاصر الثانوية العامة كل عام، خاصة بعد ظهور صفحات الغش الإلكترونى كـ«الخفافيش» و«غشاشون فدائيون» وصفحة «شاومينج بيغشش».. تلك الصفحات التى شكلت «مافيا» على وسائل التواصل الاجتماعى وأصبحت تتحدى الدولة وتهدد وتتوعد المسئولين بوزارة التربية والتعليم، بل وتسعى لإظهار عجزهم عن إدارة امتحانات الثانوية العامة، وبمجرد إعلان الوزارة عن تطبيق نظام «البوكليت» هذا العام، أعلنت صفحة «شاومينج» عن تسريب الامتحانات عن طريق «الواتس آب» فى تحدٍ صارخ للمسئولين، فهل ستنجح خطط الوزارة فى التصدى لتلك الصفحات هذا العام، أم ستستمر مهازل تسريب الامتحانات؟ هذا ما ستكشف عنه الساعات المقبلة.

قبل بدء موعد امتحانات الثانوية العامة، أعلنت صفحة «شاومينج بيغشش»، عن تحدٍ جديد لوزارة التربية والتعليم، بتسريب الامتحانات هذا العام عن طريق «الواتس آب»، وذلك بعد أن تم إغلاق موقع الصفحة على «فيس بوك» والقبض على بعض القائمين عليها، وكانت صفحة «شاومينج» من أشهر صفحات الغش الإلكترونى التى انتشرت خلال الأعوام الأخيرة وأحدثت حالة من البلبلة بين طلاب الثانوية العامة بعد أن تمكن القائمون عليها من تسريب الامتحانات، ونشرت الصفحة على مواقع التواصل الاجتماعى مؤكدة استمرار تسريب الامتحانات هذا العام، بعد أن تم الاتفاق مع المصادر بنسبة 100٪، كما سيكون نموذج الامتحان بالإجابة على «الواتس»، قبل موعد الامتحان بساعة ونصف، وذلك لتفويت الفرصة على وزارة التربية والتعليم لتغيير الامتحان، وأكد القائمون على الصفحة أن شاومينج هذا العام سيختلف عن الأعوام الماضية و«بكرة تشوف».

تلك التصريحات التى واجهها المسئولون بوزارة التعليم بالسخرية، مؤكدين أن هذا العام لن تحدث فيه ظاهرة الغش الإلكترونى، بعد اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين امتحانات الثانوية العامة، خاصة بعد أن تم إلقاء القبض على ما يقرب من 6 أفراد من العاملين بالمطابع السرية بوزارة التعليم، بعد تورطهم فى تسريب الامتحانات مقابل حصولهم على رشوة مالية، ومن ناحية أخرى اتخذت الوزارة عدة إجراءات لمنع ظاهرة الغش الإلكترونى هذا العام، حيث أعلنت مؤخراً عن طباعة أسئلة الامتحانات داخل إحدى الجهات السيادية، ومنع أعضاء المطبعة السرية من المشاركة هذا العام، وخروج الأوراق من الجهة السيادية إلى المدارس مباشرة وعلى الرغم من ذلك مازال التحدى مستمراً بين الطرفين فهل ستنجح وزارة التعليم فى القضاء على شاومينج أم سيتم التسريب هذا العام؟

فى العام الماضى لجأت وزارة التربية والتعليم لتكوين فرق عمل لمكافحة الغش الإلكترونى يتكون كل فريق من 20 شخصاً، ويضم فى عضويته نائب رئيس الامتحانات، وأعضاء لجنة النظم التكنولوجية ورؤساء أقسام الحاسب الآلى من جمع الكنترولات وذلك بالتنسيق مع وزارتى الاتصالات والداخلية، وقطاع مكافحة الجرائم الإلكترونية لمواجهة صفحة «شاومينج»، هذا فضلاً عن بدء تطبيق قرار رئيس الجمهورية رقم 101 لسنة 2015، والخاص بمكافحة الغش بكل أنواعه، والذى ينص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة مالية لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تتجاوز 50 ألف جنيه كل من طبع أو نشر بأى وسيلة أسئلة وأجوبة الامتحانات، وجاء هذا القرار للحد من ظاهرة الغش فى الامتحانات هذا فضلاً عن إعلان الوزارة عن إلغاء الامتحان لمن يتم ضبطه داخل اللجنة بالهاتف المحمول، إلا أن هذا العام تم تغليظ العقوبة بحيث تتراوح الغرامة المالية من 100 ألف إلى 200 ألف جنيه والحبس من عامين إلى 7 أعوام لمن يساعد على الغش فى الامتحانات، وحرمان الطالب من الامتحان لمدة عامين.

كانت بداية ظهور صفحات الغش الإلكترونى فى عام 2014 الماضى، وعجزت وزارة التعليم عن معرفة القائمين على إدارة الصفحات التى باتت تهدد الوزارة والطلاب وتثير مزيداً من الفوضى والارتباك داخل المنظومة التعليمية، فقد نجحت صفحة شاومينج فى تسريب كافة مواد امتحانات الثانوية العامة، وظهر التحدى بوضوح فى العام الماضى، هذا الأمر جعل وزارة التعليم تلجأ هذا العام لاعتماد نموذج جديد للامتحانات باسم «البوكليت» حيث يتم دمج ورقتى الأسئلة والأجوبة فى كراسة واحدة لمنع ظاهرة الغش، ومن

جانبه أكد الدكتور رضا حجازى، رئيس قطاع التعليم وامتحانات الثانوية العامة، مؤخراً أنه سيتم توقيع عقوبات مشددة فى حالة تسرب ورقة الأسئلة عن طريق الموبايل أو أى وسيلة اتصالات من داخل اللجان، مؤكداً أن ما يتم نشره على صفحات التواصل الاجتماعى من نماذج امتحانات تعد خاطئة وتهدف لإثارة البلبلة، هذا فضلاً عن قيام الوزارة باتخاذ إجراءات أمنية غير مسبوقة لتأمين صناديق نقل الأسئلة من مراكز التوزيع إلى اللجان.

ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى بالمركز القومى للبحوث التربوية، أن نظام البوكليت لن يقضى على ظاهرة الغش الإلكترونى، فحتى الآن لا يوجد نظام قادر على القضاء على الغش وتسريب الامتحانات، وذلك لأن الغش يرجع لعدة أسباب أهمها افتقاد المدرسة لهيبتها وعدم تطوير العملية التعليمية من قبل المسئولين عليها، والأوضاع المتردية للمدرسين، وانتشار الدروس الخصوصية، هذا فضلاً عن أن فرض عقوبة للقضاء على الغش ليس حلاً للأزمة فحتى الآن لم تكشف الحقيقة الكاملة لتسريب الامتحانات فى الأعوام الماضية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى، خاصة أننا مازلنا نعانى وجود عناصر فاسدة تقوم بتصوير الامتحانات داخل بعض اللجان لتسريبها، فمظاهر التسريب متعددة، ولن تختفى هذا العام وحتى الآن لا توجد آليات لضبط ظاهرة الغش الإلكترونى، والقضاء على تسريب الامتحانات، ويرى الدكتور كمال مغيث أن ظاهرة الغش تقضى على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص كما تقضى على فكرة الامتحان، فقديماً لم نكن نسمع عن تلك الظواهر، وكانت عمليات الغش تعد محدودة بين الطلاب، أما الآن وبعد انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى، أصبح الغش يمثل ظاهرة خطيرة، وللقضاء عليها، يقول: لابد من تطوير العملية التعليمية أولاً، وعلاج ما بها من مساوئ، وتغيير نسق الامتحان، بحيث تكون الامتحانات شهرية، ويتم تقييم الطلاب أثناء العملية التعليمية، ويمنح الطلاب الدرجات طبقاً لأدائهم، وبتلك الخطوات يمكن إنهاء ظاهرة الغش فى الامتحانات.

أما أيمن البيلى، الخبير التربوى، فيقول فى عام 2013 الماضى، بدأ صفحات الغش تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، وظهرت صفحة «شاومينج» والتى تعنى جيش جماعة إلكترونية وفى الغالب تتبع تنظيم جماعة الإخوان، وكان الهدف من استغلال فكرة الغش، لإظهار عجز الدولة عن إدارة امتحان شهادة عامة، وظهر ذلك بوضوح خلال لغة التحدى الصارخ للقائمين على تلك الصفحة، ولا شك أن هذا التنظيم له أعضاء فى كل مكان، فعلى الرغم من إلقاء القبض على بعض موظفى المطابع السرية الذين تورطوا فى تسريب الامتحانات، إلا أن ظاهرة الغش مازالت مستمرة، وهذا يؤكد استمرار الفساد والإهمال داخل المطابع السرية.

ومن ناحية أخرى، يتم التسريب من داخل اللجان، بعد تصوير الامتحانات عبر الموبايلات، وتوقع أيمن البيلى أن تكون عمليات الغش محدودة هذا العام نظراً لما اتخذته الوزارة من إجراءات حاسمة لمنع التسريب، ويطالب بضرورة تعديل نظام الثانوية العامة، ونظام الامتحانات، وإدخال التكنولوجيا الحديثة فى العملية التعليمية، ويرى أن نظام البوكليت يعد منقوصاً وغير مكتمل ويهدف لإبعاد شبهة الفساد عن المسئولين بالوزارة.