رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تركيا "ترتمي" في أحضان قطر هربًا من "بطش" الدب الروسي

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد قرار روسيا الأخير بفرض بعض القيود الاقتصادية على تركيا، عقب إسقاط مقاتلات تركية لطائرة حربية روسية، قررت أنقرة الاستعانة بقطر لتجاوز أي سلبيات قد تضر باقتصادها خلال الفترة المقبلة، خصوصًا بعد التوترات الأخيرة، بين موسكو وأنقرة، واللتين كانتا، حتى أسابيع مضت، تربطهما علاقات اقتصادية وتجارية كبرى تقدر بمليارات الدولارات.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنهى زيارة إلى الدوحة، وقع خلالها اتفاقيات اقتصادية عدة أبرزها مذكرة تفاهم لتصدير الغاز من قطر إلى تركيا.

وبموجب تلك الاتفاقيات، ستستورد تركيا الغاز الطبيعي المسال من قطر "على المدى الطويل وبشكل منتظم".

وأعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد عن "سعادته بهذه الزيارة وبانعقاد الاجتماع الأول للجنة الاستراتيجية العليا التي يمثل إنشاؤها، نقلة نوعية في العلاقات الثنائية المميزة بين بلدينا الشقيقين.

كما أعلن أردوغان إلغاء تأشيرات الدخول المتبادلة بين الدوحة وأنقرة، وذلك بعدما قررت روسيا فرض تأشيرات على الانتقال مع تركيا.

يذكر أن الجانبين التركي والقطري، وقعا، مساء الأربعاء، 15 اتفاقية مشتركة، خلال الاجتماع الأول الذي جرى في الدوحة، الذي سيعقبه اجتماع ثانٍ للجنة الاستراتيجية العليا، في أنقرة العام المقبل.

وبالعودة إلى العلاقات التركية ـ الروسية، فإن الحرب الكلامية لا تزال سيدة الموقف، خصوصًا أن الروس أرادوا توصيل رسالة للعالم، فحواها أن "وجوه" الزعماء الأتراك، وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان، "ملوثة بالنفط المسروق"، في حين راهن أردوغان على الرحيل من منصبه إن ثبتت ادعاءات موسكو.

كما عرضت وزارة الدفاع الروسية صورًا رصدتها بواسطة الأقمار الاصطناعية، قالت إنها لصهاريج محملة بالنفط وهي تعبر الحدود من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" إلى تركيا.

وتتواصل الحرب الكلامية، حتى الآن، بين الجانبين، من دون هوادة، وإن كان الغضب واضحًا في نبرة المسؤولين من الطرفين، وكلاهما يتهم الآخر بأنه طعنه في الظهر.

وربما تلوح في الأفق بادرة لحلحلة الأزمة، بعد تصريح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه مستعد للقاء نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذي سينعقد، اليوم الخميس، في العاصمة الصربية بلجراد، وسيكون ذلك أول لقاء

رفيع المستوى بين مسؤولي البلدين منذ حادث إسقاط الطائرة الروسية.

يبقى القول إن إسقاط طائرة "سو ـ 24"، أحدث شرخًا كبيرًا في العلاقات بين روسيا وتركيا، وأن إعادة ترميم العلاقات قد يستغرق وقتًا ليس بالقليل، ولكن في كل الأحوال فإن الطرفين معنيان بضرورة ضبط خلافاتهما تحت السقف السياسي، من دون الانجرار إلى تهور غير محمود العواقب.

تبقى السيناريوهات مفتوحة على الاحتمالات كافة، حيث من المرجح أن تعمل تركيا ـ من خلال دعم المعارضة السورية المسلحة ـ على تحويل التدخل العسكري الروسي في سوريا إلى حرب استنزاف لموسكو "الجريحة"، تدعمها في ذلك الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر، كما ستضغط أنقرة من أجل إقامة منطقة آمنة داخل الشمال السوري.

وفي المقابل قد تعمل روسيا على دعم نظام بشار الأسد بتأمين غطاء جوي لقوات الجيش النظامي السوري لتحقيق مكاسب عسكرية على الأرض تفرض معادلة جديدة على المعارضة السورية المسلحة وحلفائها، وتقطع الطريق نهائيًا أمام إقامة منطقة آمنة على جزء من الشريط الحدودي مع تركيا من مدينة جرابلس حتى البحر.

ومما لا شك فيه أن الطرفين أمامهما حسابات معقدة ستفرض عليهما التروي قبل الإقدام على أي خطوة مفاجئة، وربما تشهد المرحلة المقبلة مرونة من الجانبين، في ظل التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك، وإن كان التحرك التركي باتجاه قطر، مدعومًا بـ"الناتو" والولايات المتحدة، قد يبطئ من سرعة تجاوز الأزمة.