رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"العوازل" يريدون إفساد زواج مصر وتركيا

أردوغان و المشير
أردوغان و المشير طنطاوي

زيارة رجب طيب أردوغان للقاهرة  التى تزامنت مع ترحيب شعبى عارم بالأفكار التى أتى بها رئيس الوزراء التركى لتحالف مصرى تركى

فسره المحللون بأنه سيقلب كل موازين القوى بالمنطقة خاصة أن تحالف الدولتين جاء بعد خلاف كل منهما مع إسرائيل التى خسرت تحالف الدولة التركية بعد حادث اسطول الحرية , ثم فقدت حليفها الأكبر فى المنطقة وهو المخلوع حسنى مبارك قبل أن ترتكب حماقة أكبر بحادث الاعتداء على الجنود المصريين على الحدود لتؤجج مشاعر الكراهية التى طالما حاول حليفهم المخلوع كتمها داخل صدور شعبه الكاره لجرائم إسرائيل ضد أبناء شعب فلسطين.
لم يكن أشد المتفائلين بثورة الربيع العربى أن تطرح زهرته بتلك السرعة فمع أولى الثورات العربية فى تونس الخضراء راح كل ممثلى الديكتاتوريات العربية فى تنفيض كابوس الثورة عن أذهانهم فتحدث كل منهم على حدة بنفس العبارة المضحكة " بلادى ليست تونس " ، واكتشفنا فى النهاية أنه نفس المسلسل وإن اختلفت تفاصيله وأخرجه الشعب العربى الذى يبحث عن حريته.
الربيع العربى كان كابوسا فى بدايته لدول مثل إسرائيل والولايات المتحدة ولكنه لم يكن مزعجا، فمحللوهم السياسيون عولوا آمالهم على عدم وجود خبرة ديمقراطية فى تلك البلاد ، ولهذا السبب ظنوا أن تلك الدول ستظل فى انقسامات يطول زمنها بل إن التقارير التى صدرت من مخابرات تلك الدول ذهبت إلى احتمال تقسيم تلك الدول بسبب خلافات طائفية وسياسية بناء على معلومات مغلوطة كانت تقدم لهم من قادة تلك الدول التى أجمع شعوبها على ضرورة الثورة ضدهم وخلعهم.
إلا أن هذا الكابوس تطور بسرعة لم يكن يتوقعها هؤلاء الذين ظنوا أنهم يدركون ويتوقعون كل كبيرة وصغيرة تدور فى تلك الدول ، فها هى تونس لم تفقد وحدتها ويواصل أبناء شعبها بناء دولتهم الديمقراطية برغم الصعاب التى لا تختلف عما يدور بأرض الكنانة التى تشهد إصرار كل القوى السياسية على بناء دولة ديمقراطية بكل ما تحمله الكلمة من معان بالتوازى مع اتفاقيات مع جيرانها لاستعادة الدور الذى فقدته بسبب مجهودات المخلوع لخدمة الدول الكبرى ومصالحها فى المنطقة.
فالدول الكبرى ظنت أن مصر ستأخذ وقتا طويلا لحل الانقسامات الداخلية بين القوى السياسية المتناحرة قبل أن تنظر لدورها الإقليمى ووضعوا خططهم على هذا الأساس بالتركيز على إفساد الوضع الداخلى وأدخلت ملايين الدولارات لتأجيج الفتن الداخلية واعترفوا بذلك كجزء من تأجيج الانقسامات وإلهاء القوى السياسية بالبحث عن العملاء الذين يتلقون دعما من الخارج ويتبادلون اتهامات بالتخوين .
ولكن الضربة كانت سريعة وغير متوقعة وكأنها قدرية أراد بها الله أن يضرب كل خططهم فى مقتل , "أردوغان يزور

القاهرة ويوقع اتفاقات استراتيجية مع مصر " .. خبر استقبله الإعلام الصهيونى وكأنه لطمة وجهت للخد الصهيونى الذى طالما يظن أنه الأقدر على قراءة مستقبل المنطقة ليفشل القدر مخططاته , إلا أنهم كالعادة أفاقوا سريعا وبدأوا فى بث سمومهم لإفشال هذا الاتفاق وللأسف أن الواقع أكد مرة أخرى أنهم قادرون على اختراق قوى سياسية تنظر لنفسها على أنها قوة وطنية واستخدموها بدهاء لإفشال هذا الزواج الذى يهدد أطماعهم فى المنطقة.
فراحت تلك القوى السياسية ترفض هذا التحالف مستنكرة أن تعود مصر لأحضان الدولة العثمانية وكأن مشهد معركة الجمل بالتحرير قد عاد بالزمن فى عقول هؤلاء وأوقفه عند العصور الوسطى وتناسوا أننا فى زمن التحالفات الدولية , وآخرون أخذتهم العنترية الكلامية التى نتفاخر بها وتثير سخرية أعدائنا دائما بأن مصر كبيرة ولابد ألا تتبع دولة مثل تركيا وأغفلوا ايضا أن تركيا دولة كبيرة فى المنطقة وتجاهلوا دولا مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها تحالفوا وأنشأوا ذلك الكيان الضخم المسمى بالاتحاد الأوروبى .
ولم ينس الصهاينة تغذية التيارات الإسلامية بحججهم للهجوم على أردوغان لإفشال التحالف الذى يهدد أطماع الدولة الصهيونية، فوجدنا أصوات إسلامية تنادى برفض تصريحات أردوغان عن الدولة العلمانية دون لحظة تفكير واحدة فى تصريحات الرجل الذى أكد أن علمانية الدولة ليست علمانية الأشخاص، وتجاهلوا أن اردوغان وحزبه الدينى اكتسبوا ثقة الشعب التركى وصنعوا نهضة كبيرة فى فترة لم تتجاوز تسع سنوات .
وتجاهل هؤلاء أن أردوغان هو ذلك الرجل المسلم الغيور على دينه الذى نسى علمانية الدولة التركية ووجه انتقادا لاذعا لشيمون بيريز عندما تحدث عن إرهاب الإسلاميين للشعب الإسرائيلى اثناء انعقاد مؤتمر دافوس فى وقت صمت فيه كل قادتهم الذين كانوا يسبحون بحمد الدول الكبرى .