رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإسرائيليون الجدد.. يشعلون الثورة ويحلمون بالعدالة

تعد حركة الاحتجاجات التى اشتعلت مؤخرا داخل المجتمع الإسرائيلى وشملت مختلف المدن وشارك فيها نحو نصف مليون إسرائيلى، من أهم التحولات داخل المجتمع الإسرائيلى ، ورغم أنها استهلمت تجربتها من روح الثورة المصرية واعتبرتها ملهمة لها، إلا أنها تبقى حركة اجتماعية ذات طابع اقتصادى صرف،  تتلخص أهدافها فى تخفيف العبء عن كاهل الطبقة الوسطى التى ترزح تحت نار الضرائب وتشكو قلة الأجور، مما يدفع بتحول سلم الأولويات داخل الحكومة الإسرائيلية بالاتجاه نحو حل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية على حساب الامن الذى يعد الركيزة الأساسية للدولة .

من هم الإسرائيليون الجدد قادة الثورة فى إسرائيل الآن؟ وماهى التداعيات المحتملة  لثورة الخيام في إسرائيل ؟ هل تؤدى إلى إسقاط حكومة نتنياهو ؟ وهل  هى  حركة احتجاج عادية يمكن الالتفاف حولها وعلاجها ببعض المسكنات هنا أو هناك ؟ هل تؤدى الاحتجاجات إلى إلغاء التايكونيم أى  الاحتكار في إسرائيل ؟

تبدو الثورة فى إسرائيل مختلفة تماما عن الثورات فى العالم العربى التى طالبت بإسقاط نظم وتغيير حكومات ومحاسبة المفسدين وإقرار العدالة والمحافظة على الكرامة والوقوف ضد التوريث، حيث لخص الإسرائيليون مطالبهم فى "إقرار العدالة الاجتماعية" و"الناس قبل الأرباح" و"الرفاهية الآن"، وهو ما يرمز إلى تراجع قوة الأجندة الأمنية في إسرائيل لصالح أجندة مدنية اجتماعية، وكان من اللافت اقتصار الثورة بالأساس على الطبقة الوسطى اليهودية، وخلوها حتى الآن من الفقراء والعرب. وهو مايؤسس لحدث تاريخي يتمثل بميلاد "المجتمع المدني" في إسرائيل ، يسعى إلى تراكم  الإنجازات، وإجبار الحكومة على تحقيق العدالة الاجتماعية وتبني أجندة غير عسكرية".

لقد خرج نحو  400 ألف إسرائيلي خرجوا إلى شوارع المدن مؤخرا، مطالبين بـ"العدالة الاجتماعية"، واحتجاجاً على ارتفاع تكاليف المعيشة والتفاوت في الدخل في الدولة العبرية. وقد أعرب المنظمون للمظاهرة عن أملهم في "مسيرة مليونية" لإعادة تنشيط التحرك الذي بدأ قبل 6 أسابيع، والتعبير عن استمرار دعم المواطنين الإسرائيليين لها، وكتب على إحدى اللافتات "أرض تفيض لبناً وعسلاً.. ولكن ليس للجميع!"، فيما رفع آخرون الأعلام الإسرائيلية ونددوا بشركات المتاجر الغذائية والمنزلية الرئيسية بسبب غلاء أسعار سلعها.

الإسرائيليون الجدد

المحلل السياسي الإسرائيلي، بيني بريسكين أكد  بأن "المظاهرات المستمرة في إسرائيل، قد حطمت الأسطورة القائلة إن المجتمع الإسرائيلي موحد ومتماسك، فقد أثبت أحداث الأسابيع الأخيرة أن تماسك الإسرئيليين لا يظهر إلا في الأوقات العصيبة، أي عندما يتعرض أمن البلاد إلى خطر خارجي"، وقال فى تصريحات صحفية تعليقا على المظاهرة الحاشدة التي شهدتها إسرائيل أخيرا، وشارك فيها حوالي نصف المليون شخص ، أن "  الكثير من مطالب المتظاهرين عادلة، وأن الاحتجاجات تضع حكومة نيتانياهو أمام امتحان هو الأصعب منذ تشكيلها سنة 2009، لكن ذلك لا يعني أنها في طريقها إلى السقوط، ذلك أن الإسرائيليين سوف يضطرون قريبا لتأجيل احتجاجاتهم، وإعادة توحيد صفوفهم استعدادا لمواجهة موجة من العنف، يمكن أن  تثور نتيجة اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية.

وبالرغم من نجاح حركة الاحتجاجات بإسرائيل في تنظيم أكبر مظاهرة في تاريخها، إلا أن المراقبين يتساءلون عن مدى قدرة هذه الاحتجاجات على تغيير أولويات النظام الاقتصادي-الاجتماعي في إسرائيل، واستبدال أجندته الأمنية. وجرت المظاهرات مؤخرا ضد غلاء المعيشة، وضد التوجهات الرأسمالية الجديدة ومن أجل "دولة الرفاهية"، وحملت شعارات عدة بينها: "الشعب يريد عدالة اجتماعية"، "الناس قبل الأرباح"، "الرفاهية الآن"، "نتانياهو.. أعد الملايين للمواطنين".ووصف رئيس اتحاد الطلاب الجامعيين، إيتسيك شمولي في كلمته أمام جموع المحتجين في تل أبيب، جيل الشباب المحتجين بـ"الإسرائيليين الجدد"، الذين يستعدون للتضحية من أجل الدولة، لكنهم ينتظرون من الحكومة منحهم فرصة الحياة بكرامة في دولة رفاهة.

وأكد رئيس اتحاد الطلبة اسحق شمولي أن الإقبال على التظاهرة فى تل ابيب  يظهر قوة الحركة الاحتجاجية.

وأضاف وسط هتافات المحتشدين: "نحن الإسرائيليون الجدد، وسنواصل المعركة من أجل مجتمع أكثر عدلاً وأفضل، ونعرف أنها ستكون معركة طويلة وشاقة".وتدعو الحركة لخفض تكاليف المعيشة بدءاً بالإسكان إلى أسعار المواد الغذائية والتعليم والرعاية الصحية .

وفى الشأن نفسه، عنونت الصحيفة الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت» صفحتها الرئيسية: 430 ألف شخص شارك فى أكبر مظاهرة فى تاريخ الدولة.. من شكك فى جدية الاحتجاج  الاجتماعى، شهد السبت «أم كل المظاهرات».وكتبت فى هذا الصدد: «نحن الإسرائيليون الجدد الذين يريدون إقامة بيت فى إسرائيل والعيش فيها بكرامة.. لم تكن هذه مظاهرة مليونية إلا أنها عبرت عن إرادة الجمهور الكبير.. إرادة التغيير».

و تحت عنوان "الإسرائيليون المتجددون" يذكر الكاتب الإسرائيلى " أ. ب يهوشع" فى صحيفة يديعوت احرونوت : ليس صدفة أنه كان ينقص هذه التظاهرات أكثر المتدينين القوميين، والمستوطنون وأنصارهم والحريديون على اختلاف فئاتهم ايضا. وليس هذا لأنه ليس فيهم ناس يعانون ضيقة اقتصادية. بيد أن نظام عالمهم واهدافهم الروحانية والسياسية تعارض الإسرائيلية هنا والان كما عبرت عنها بوضوح شديد التظاهرة الكبيرة التي شارك فيها في الواقع نصف مليون إسرائيلي لكنه يقف من ورائهم مشجعين لهم ملايين اخر .لقد تحدث متحدثو الحكومة على اختلافهم بصوتين. فصوت قال ان هذه تظاهرة سياسية تريد اسقاط رئيس الحكومة ومن حاولوا تسكين انفسهم وانصارهم بقول مناقض تقريبا إذ قالوا ان هذه تظاهرة اتت تطلب تقويم الاعوجاجات الاقتصادية فقط التي سنقومها من الفور.

ان جواب هذين الصوتين واضح في الحقيقة. أجل هذه تظاهرة سياسية وتظاهرة أتت تطلب تقويم اعوجاجات اقتصادية أيضا. وأولا لماذا لا يبدل رئيس الحكومة. فقد سقط رؤساء حكومات واستبدل بهم في تاريخ إسرائيل وفي العالم كله على أقل كثيرا مما يحدثه رئيس الحكومة الحالي الذي يدهور عبثا مكانة إسرائيل الدولية الى حضيض لم يكن له مثيل. وسيعرضنا بجبنه العنيد في الشهر القريب الى تدهور آخر. ونقول لأولئك في الحكومة الذين يحاولون تسكين انفسهم بوعد بان الاعوجاجات الاقتصادية التي سببت الضيقة الحقيقية التي أخرجت ناسا كثيرين جدا للاحتجاج ستقوم بعد قليل السؤال البسيط التالي: اين كنتم طول الوقت؟ ولماذا كان يجب أن تنتظروا الى أن تنصب شابة شجاعة يائسة خيمة في جادة روتشيلد كي تدركوا ما يحدث حولكم. ألم تكونوا تملكون عددا كافيا من المستشارين والخبراء وخبراء الاقتصاد والاحصاء كي تقرأوا الواقع الاجتماعي حولكم قراءة صحيحة؟ هل اصبتم ببلاذة القلب او العقل؟ اذا كان الامر كذلك فهل يمكن الاعتماد عليكم ان تستطيعوا تنفيذ الاصلاح المطلوب؟

واضاف : تحدث ايتسيك شمولي عن إسرائيليين جدد، واسمح لنفسي بان اقول له باعتباري مواطنا قديما انه ليس الحديث عن إسرائيليين جدد بل عن إسرائيليين متجددين. أجل، مرت سنين اتى دولة فقيرة مضروبة بعد حرب الاستقلال الف مهاجر كل يوم ومع ذلك ذلك لم تكن حاجة الى ان تنشأ فيها بيوت اطعام للجائعين. وكانت سنين كانت الطبقة الدنيا فيها تستطيع أن تشتري بعد زمن معقول شققا شعبية متواضعة ولا تقف كما هي الحال اليوم في عجز امام سوق العقارات. وإسرائيليون لم يبحثوا عن صخرة وجودهم في المدينة القديمة في القدس في حرب الايام الستة بل احتلوها لوقف اطلاق الجيش الاردني النار على عاصمتهم. صحيح كان في إسرائيل في الماضي عدد اقل من الإسرائيليين الذين يدرسون التوراة لكنه كان عدد اكبر من الإسرائيليين من دارسي نظرية الحياة والواقع والعارفين بها.لهذا فليس الإسرائيليون الذين اجتمعوا في ميدان الدولة جددا تماما بل متجددين، وباعتبارهم كذلك فليته توجد عندهم قوة وتجربة تاريخية لتنفيذ الاصلاح المطلوب. برهن هذا الاحتجاج الاجتماعي برهانا قاطعا على اتساعه وسيضطر الان الى البرهان على عمقه أيضا.

مأزق كبير

ماهى التداعيات المحتملة  لثورة الخيام في إسرائيل ؟ هل تؤدى الى اسقاط حكومة نتنياهو ؟ ام انها حركة احتجاج عادية يمكن الالتفاف حولها او علاجها ببعض المسكنات هنا او هناك مثل دعم المساكن للطبقة المتوسطة ؟

 د. سفيان ابو زايدة يؤكد فى دراسة له انه من الواضح ان الغالبية العظمى من المتظاهرين هم من الطبقة الوسطى المتعلمة والمثقفة، التي تشعر ان

سياسة نتنياهو و حكومته في السنوات الاخيرة التي اعتمدت على تخفيف الضرائب عن الطبقات الغنية، وزيادتها على الطبقة الوسطى و الفقيرة، ادى  بالتدريج الى زيادة الاعباء على الطبقة الوسطى وسحق الطبقة الفقيرة. و لكي تكون الصورة اكثر وضوحا، في إسرائيل هناك اكثر من نصف مليون شخص تحت خط الفقر ، اما فيما يتعلق بالطبقة الاوسطى فهي اصبحت تئن في ظل تهرب الدولة من مسؤلياتها ، خاصة في مجال التعليم والسكن.

على سبيل المثال، عائلة إسرائيلية من الطبقة الوسطى تتكون من اربعة اشخاص، الاب والام في الغالب يعملون ويتلقى كلاهما راتب متوسط حوالي سبعة عشر الف شيكل. يدفعون لاولادهم الصغار بدل حضانه حوالى ستة الاف، يدفعون بدل سكن او تسديد قرض سكن للبنك حوالي خمسة الاف، يتبقى لهم سبعة الاف لا تكفي للاحتياجات والالتزامات الاخرى.

يضيف: على اية حال، نتنياهو حتى الان لا يعرف ما الذي سيفعله، هناك شعور بأنه تفاجأ من حجم وقوة هذة الاحتجاجات، حيث لاول مرة في إسرائيل يصبح الصراع العربي الإسرائيلي، و الموضوع الامني بشكل عام امرا هامشيا ليحل مكانه الموضوعان الاجتماعي والاقتصادي حيث الشعار المركزي والوحيد للمتظاهرين هو (الشعب يريد عدالة اجتماعية) . هذا بطبيعة الحال ليس ملعب نتنياهو المفضل. لذلك، هناك من يعتقد على ان نتنياهو سيسعى الى اضاعة الوقت حتى سيبتمبر على امل ان تحدث تطورات امنية تعيد الموضوع الامني و السياسي الى الصدارة وتعيد الموضوع الاجتماعي و الاقتصادي الى مكانه الثانوي.

نتنياهو  واركان الحكومة و الجيش في إسرائيل من الارجح انهم سيصنعون دراما من هذا الحدث في حال توجهت السلطة للامم المتحدة في سيبتمبر كما هو مقرر. من مصلحة نتنياهو ان تكون هناك تطورات ميدانية في الضفة و غزة و لكن على ان لا تصل الى درجة فقدان السيطرة عليها. لذلك انهى الجيش الإسرائيلي كل استعداداته وتدرب على كل السيناريوهات الممكنه. من مصلحة جنرالات الجيش في إسرائيل ان تزال الخيام من ساحات تل ابيب و بقية المدن الإسرائيلية، و في نفس الوقت ان تحدث بعض المناوشات في الضفة و على حدود غزة لانهم سيكونوا اكثر المتضررين من نتيجة هذه الثورة الاجتماعيه.

احداث اخرى يمكن لنتياهو ان يستفيد منها هو اتمام عملية تبادل الاسرى ة واعادة شاليط، حيث هناك الكثير من التعاطف من قبل المتظاهرين مع شاليط و عائلته. و لكن ليس هذا المهم بالنسبة لنتنياهو، المهم هو ان اتمام صفقة التبادل سيخلق حالة من الجدل في إسرائيل قد تغطي و لو بشكل مؤقت على حركة الاحتجاج. في كل الاحوال نتياهو يحتاج الى معجزة لكي يفلت من هذا المأزق.

إنهاء الاحتكار

 دعت صحيفتان من كبريات الصحف العالمية "الفايننشال تايمز" و"نيويورك تايمز"،  إسرائيل مؤخرا  الى تفكيك الاحتكاريات الكبرى بعد أن وفرت الاحتجاجات الاجتماعية الغطاء السياسي لمثل هذه الخطوة.وحذرت "الفايننشال تايمز" البريطانية  من خطورة الاحتجاجات الاجتماعية قائلة "ان الاحتجاجات الاجتماعية الاخذة بالتوسع لا تشكل خطرا فوريا على سلطة نتنياهو لكنها ايضا ليست سببا للخلود الى الراحة والطمأنينة".واضافت الصحيفة "ان الاسعار للمستهلك الإسرائيلية وكذلك للمنتح مرتفعة جدا بسبب سيطرة عائلات تتمتع بعلاقات واتصالات جيدة على الاقتصاد الإسرائيلي من خلال التكتلات والاحتكارات الاقتصادية الكبيرة التي يتوجب على الحكومة تفكيكها والتخلص منها اضافة الى ارتفاعات ميزانيات الجيش والامن وهذا يثبت بانه لا يوجد شيئا ناجعا للمجتمع الإسرائيلي اكثر من السلام مع الفلسطينين ". واضافت الصحيفة : من المغري ان نرى شبها بين الربيع العربي الذي فجره بائع خضار تونسي واخرج مئات الاف المصريين الى الشوارع وميدان التحرير، وبين ما يجري في إسرائيل لكن هذا الشبه قليلا ومحصورا كون إسرائيل ديموقراطية فيما كنت الانظمة في تونس والقاهره قمعية ورغم وجود الفساد السياسي في إسرائيل لكن الحكومة هناك ليست قمعية والإسرائيليين لا يخططون للقيام بثورة او انقلاب ".

وارجعت  صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية صاحبة التأثير الكبير اسباب الاحتجاجات الى اصحاب الاحتكارات وقالت " ان ملوك المال هم ضيوف دائمون على المجلات والمحافل الاجتماعية وبعضهم يحظى بالمديح على بعض الاقسام التي اشادها في مستشفى ما وبعضهم تنشر اخباره في زوايا اخبار "النميمية والتشهير" بسبب سلوكهم الفضاح والمضحك ولكن في هذه الايام تولت مجموعة صغيرة من العائلات المسيطرة على الاقتصاد الإسرائيلي مهمة جديدة لتتحول الى هدف رئيسي لهجوم المحتجين خاصة القابعون في خيام الاعتصام التي هزت المجتمع الإسرائيلي الشهر الماضي"." التايكونيم " كما يسمونهم بالعبرية اصبحوا فجأة امام موجة انتقادات حادة وغاضبة وشكوى العائلات من ابناء الطبقة الوسطى يشتكون من تحول الدولة التي كانت فيما مضى نموذجا للمساواة الى واحدة تعاني من فجوات اجتماعية بين الاغنياء والفقراء هي الاوسع والاكبر في دول العالم الصناعي .لقد طالب  القائمون على احتجاجات الخيام الذين حركوا النقاش والجدال الاجتماعي  بمسكن في متناول اليد وتمكينهم من شراء بعض الحاجيات الاساسية واصدروا  وثيقة تدعو اساسا للعدالة الاجتماعية واولويات اقتصادية واجتماعية جديدة وتقليص عدم المساواة الاجتماعية ولا زال السؤال " اذا كنا نعمل جميعنا بجد ونشاط ونجد صعوبة في انهاء الشهر برواتبنا فيما نقوم بدفع الضرائب فمن الرابح من كل هذا؟ " هو من يبقيهم في الشوارع ومواقع الاحتجاج .