رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الإخوان" خوارج عصر و"السلفيون" مخادعون

الارهابيون استهدفوا
الارهابيون استهدفوا مديريات الامن

ربما لأول مرة فى أحاديثه أستخدم الرئيس السيسى تعبير «أهل الشر» فى كلمته أمام الندوة التثقيفية السابعة عشر التي نظمتها القوات المسلحة مؤخرًا، ففى سياق حديثه عن مشروعات التنمية التي تنفذها الدولة، حذَّر السيسى من محاولات من وصفهم بـ«الأشرار» لـ«حرق قلوب المصريين» قائلاً: لو قلنا كل حاجة وترتيباتنا إيه، وتخطيطنا إيه.. أهل الشر هيزعلونا ويزعلوكم، فمش كل حاجة بتتقال» ثم تابع موضحًا «المشكلات والأذى التي حدثت خلال الـ40 عامًا الماضية لا يمكن أن يتصور أحد أن تنجز فى سنة لافتًا إلى أن «تلك المشكلات لن يتم القضاء عليها فى 4 أعوام أو حتى 10 أعوام وسنحتاج إلي فترة أطول».

من هم أهل الشر؟

ـ رغم نسبتهم القليلة التى لا تتعدى 5٪ من شعب مصر البالغ تعداده أكثر من ثمانين مليون نسمة أغلبيتهم مواطنون شرفاء ومخلصون لبلدهم، إلا أن أهل الشر فى مصر صاروا يشكلون تهديدًا خطيرًا علي أمن وأمان واستقرار مصر وشعبها، نظرًا لامتلاكهم مفاتيح تأثير قوية علي الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والايديولوجية والاجتماعية، فضلاً عن نفوسهم الهدامة والمدمرة المفعومة بالحقد والبغض والكراهية لكل ما هو إيجابى وطيب يتحقق على أرض مصر، لا يتمنون أى خير لأهلها، يجيدون فن التيئيس من كل اصلاح، يعارضون من أجل المعارضة، وعلي استعداد لبيع نفوسهم ليس فقط لأعداء مصر فى الداخل والخارج يثيرون القتل والخراب والدمار فى ربوعها، بل وبيعها أيضًا للشيطان مقابل المال والسلطة والشهرة، تلاقت مصالحهم وأهدافهم مع مصالح وأهداف أعداء مصر فى الخارج، فصاروا معاول هدم وتخريب فى المجتمع المصرى.. بدلًا من أن يكونوا خلايا حية تمده بالطاقة والنشاط وذلك لافتقادهم نعمة الولاء والانتماء الوطن.

1 ـ خوارج العصر:

ـ تأتى جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتطرفة والإرهابية النابعة منها، والدائرة فى فلكها وتعتنق أفكارها، وإن اختلفوا بسبب الصراع على السلطة والمصالح فيما بينهم على رأس أهل الشر الذين عناهم السيسى فى خطابه، وهم أهل شر وغدر وخيانة ليس فقط منذ لفظهم الشعب المصرى فى 30 يونية 2013 بعد أن أصابتهم لوثة طردهم من الحكم، بل ومنذ نشأة جماعتهم فى عام 1928 على يد الشيطان الأكبر حسن البنا مؤسس الجماعة وكاهنها سيد قطب، وهو ما تمثل فى عمليات قتل رؤساء مصر ورؤساء وزرائها ووزرائها ورجال الأمن والإعلام، وتخريب المنشآت الاستراتيجية والقضائية والأمنية، فضلا عما ثبت من تآمرهم وتفريطهم فى أرض مصر وثرواتها لصالح قوى خارجية معادية لمصر. واليوم وبعد أن لفظهم المصريون لا ينفكون عن تدبير المؤامرات فى عواصم أجنبية ـ أشهرها استانبول والدوحة لتصدير كل عوامل القتل والتخريب والتدمير لمصر، بما يرسلونه من تكليفات وأموال وأسلحة وذخائر.. صارت تتدفق علي كوادرهم فى الداخل من الشرق والغرب والشمال والجنوب، ولإثارة الرعب والفزع والخوف فى نفوس المصريين، وهو ما لم يتحقق بعون الله بعد أن بصرهم المولى عز وجل بحقيقة هذه الجماعة الإرهابية عندما مكنها من حكم مصر لمدة عام واحد سقطت خلاله أقنعة الخداع والتضليل والمتاجرة بالدين، وانكشفت حقيقتهم الدموية والتخريبية وأبعد ما يكون عن حقيقة الاسلام الذى يتاجرون به ويتسترون وراءه، وكان طردهم من مصر بعد أن وُصِمتْ جماعتهم بأنها «جماعة إرهابية»، خطوة أولى تلتها خطوات أخري مشابهة فى معظم الدول العربية، أدت إلى تصنيف هذه الجماعة بأنها «إرهابية» ومصادرة كل أنشطتها وطردها من هذه الدول، الأمر الذى أدى إلى زيادة حدة السعار عندهم ضد الرئيس السيسى ونظام حكمه فى مصر، وهو ما تمثل ليس فقط فى تكثيف محاولاتهم اليائسة والبائسة لقتل أكبر أعداد من رجال الشرطة والجيش وتخريب أهداف البنية الأساسية، ولكن أيضًا فى عمليات التحريض الاعلامي وبث الشائعات ونشر الأكاذيب فى الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعى التى أنشأها الإخوان فى قطر وتركيا.

ـ وهذه الجماعة نبأنا عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهو إن هو إلا وحى يوحى لنحذرهم، وذلك فى حديثه الشريف «يُخرج فيكم حداث الاسنان سفهاء الاحلام، تحقِّرون صلاتكم لصلاتهم، وصيامكم لصيامهم، وأعمالكم لأعمالهم، يقرأون القرآن ولا يجاوز ترياقهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية». أى أنهم رغم كثرة صلاتهم وصيامهم وقراءتهم للقرآن.. إلا أنه لا يجاوز حناجرهم، كما أحبط الله كل أعمالهم. وعندما يصفهم رسول الله بأنهم خوارج.. فذلك لكونهم الخارجون عن الحق، الساعين بالباطل، المكفرين لغيرهم دون وجه حق، المكرهين لغيرهم علي ما يعتقدون، والمستحلين للحرمات، كما حذرنا حضرته أيضًا ممن يتاجرون بالدين فى حديثه الشريف الآخر: «يكون فى أمتى دجال ومُبير،» أى يكون فى الأمة الاسلامية علي الدوام والاستمرار «الدجال» أى المتاجر بالدين لتحقيق مطامع شخصية فى الاستيلاء علي السلطة والتحكم فى الناس باسم الدين، أما المبير فتعنى الحاكم الظالم. وهذا التحذير من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي لاينخدع المسلمون فى الدجالين ويسيرون وراءهم، ويقعون ومعهم الوطن كله فى أتون الفتنة التي نبأنا عنها حضرته فى الحديث الشريف «أرى فتنا يتلو بعضها بعضًا كقطع الليل البهيم».

ـ وتبرز خطورة هؤلاء الخوارج الجدد فى استغلالهم للعاطفة الدينية الجياشة لدى معظم المسلمين، وبترويجهم لشعارات دينية براقة.. مثل عودة الخلافة، وإقامة الشريعة وتطبيق الحدود، والحكم بما أنزل الله، وتغيير المنكر باليد.. إلي غير ذلك من شعارات هى فى حقيقتها كلمات حق يراد بها باطل، ونستغل لحشد الاتباع لتحقيق أهداف سياسية فى السلطة والحكم، دون أن يكون هناك فى مؤسسات الدولة من يوضح حقيقة الأمر فى هذه الشعارات الدينية، ومراد المولى عز وجل ورسوله منها، مما أدى إلي استمرار تفريع ارهابيين جدد فى المدارس والمعاهد والمساجد والزوايا التى ينتشر فيها كوادر الإخوان، ويروِّجون لأفكارهم الهدافة التي تجد صدى فى عقول الشباب وصغار السن، وبما يحولهم  إلى قنابل مؤقتة لتفجير المجتمع المصرى من داخله بعد أن كفروا أهله واستحلوا حرماتهم، وبعد أن نجحت جماعة الإخوان فى إلغاء عقول أتباعها، إعمالاً لمبدأ «السمع والطاعة»، وصاروا يحركونهم كالدمى علي مسرح العرائس يقتلون ويحرقون ويفجرون دون وعى أو إدراك لخطورة ما يفعلون، والعواقب الخطيرة لذلك ليس فقط علي المجتمع المصرى، ولكن أيضًا علي نفوسهم أو الدنيا والآخرة.. وإذا كان أئمة الفكر المتطرف والإرهابى قد نجحوا فى إقناع الكثير من اتباعهم إلى انتحاريين يضحون بأغلى شىء يملكونه وهى أرواحهم طمعًا فيما يعدونهم به بعد أن يفجروا أنفسهم من «جنات نعيم وحور عين»، بل وصل الأمر إلى تسجيل أغان يزفون به الانتحارى قبل بدء تنفيذ عمليته، باعتباره «عريسًا» يُزف خلال ثوان أو دقائق إلي الحور العين الذين ينتظرونه.. إلي هذا الحد من الدجالة بلغ نجاح جماعات الإرهاب والتطرف النابعين من جماعة الإخوان فى تزييف الحقائق الدينية، واللعب بعقول أتباعها، فإن ذلك الخداع والتضليل يفرض على المسئولين عن التصدى لهذا الفكر الإرهابى أن يظهروا لهؤلاء الملعوب فى عقولهم حقيقة المصير الأسود الذى ينتظرهم نتيجة أعمالهم الهدامة، وما تسببت فيه من سقوط ضحايا أبرياء وتخريب منشآت ومرافق الدولة.

2 ـ السلفيون المخادعون:

ـ لا يمكن تجاهل حقيقة أن السلفية بخلفيتها الفكرية تشكل عقيدة تنظيمات إرهابية عديدة، وتقف وراء سلوكياتهم العدوانية.. ربما أخطرها حاليًا داعش. ولا يمكن تجاهل أيضًا حقيقة أخرى وهى أن المنبع الفكري للإخوان والسلفيين واحد، وأن اختلفوا فى أسلوب التطبيق ولكن الحقيقة المهمة أن كلا الفريقين يسعون للسلطة ويتخذون الدين ستارًا، وأن كان السلفيون قد استفادوا من أخطاء الإخوان.. خاصة بتجنب الصدام مع الجيش والشعب، وهو ما تمت فى انحيازهم الشكلى لثورة 30 يونية، وهذه (الشكلية) الخداعية انكشفت بوضوح رفض السلفيين الاستفتاء على الدستور وانتخابات الرئاسة، وان كانوا مهتمين جدًا بانتخابات البرلمان القادم بأمل أن يحققوا أغلبية فيه تمكنهم من تشكيل الوزارة القادمة.

ـ ولا يثير السلفيون أى مخاوف عندما يكونون فى حالة «سكون»، فهم يترددون على المساجد للصلاة أو الدروس، ويقومون ببعض الخدمات فى محيطهم، ولا يشتبكون مع مخالفيهم أو أجهزة الدولة ويرفضون الخروج علي الحاكم، لذلك لا يتعرضون لأية ملاحقات أمنية، إلا أن ذلك علي سبيل الخداع والتضليل، حيث يواصل السلفيون نشر فكرهم السلفى التكفيرى فى هدوء وأمان،ويجتذبون الشباب المأزومين، ويشرعون فى تلقينهم الفكر السلفى الذى رسم معالمه ابن تيمية، ويقدمون لهم بعض المساعدات، إلا أن خطورة الأمر تتمثل فى أن الجماعات السلفية (الساكنة) هى بمثابة المفرخة الحاضنة للسلفيين الجدد، ومحطة رئيسية للتجنيد والتوجيه، بعدها ينتقل السلفى الجديد إلى رحلة أخرى فى مكان آخر، ويتم متابعته بقيادات سلفية عن بعد حتى يأتى دوره عندما ينشب الصراع وتدق الحرب طبولها، علي النحو الذى أظهره السلفيون فى مظاهرات «جمعة كندهار».. وغيرها من مليونيات وعمليات إرهابية.. ربما كان آخرها ما قام به تنظيم «الدعوة السلفية» العام الماضى من مظاهرات تخريبية ضد قوات الشرطة والجيش، ووقعت خلالها عمليات قتل وتخريب فى عدة محافظات كشفت حقيقة الجانب التكفيرى فيما يسمى بالسلفية الجهادية، حيث تكفى فتوى واحدة من أحد زعمائهم تنفى عن الحاكم إسلامه، لتبرر الخروج عليه ومحاربته، والأدلة عندهم كثيرة لتبرير تكفير الحاكم، لعل أسهلها أنه لا يطبق شرع الله.

ـ وحينما تسمع تصريحات قادة حزب النور السلفى ـ بكار ومخيون وغيرهمًا ـ تعقيبًا علي أحكام إعدام مرسى، وجماعته بأنهم يعترضون علي هذه الأحكام، وأنهم سبق لهم أن حذّروا الدولة من التصعيد، وأن ما حدث يضر بسمعة مصر دوليًا فيتقن أن هؤلاء استنساخ ماسخ من جماعة الإخوان الإرهابية واعتادوا أداء ما يطلب منهم من أدلة، ولن يتراجعوا عن فكر الاتجار بالدين فلكهم سواء خنجر فى ظهر الوطن لن ينجو منه إلا بنزعه وإلقائه بعيدًا.

ـ ووجه الخطورة فى هذه الجماعات السلفية (الساكنة) أنها منتشرة فى ربوع مصر، وتتلقى دعمًا مباشرًا أو مستترًا من داعمين ومؤيدين لها فى الداخل ومن الخارج، ويرتبط مفهوم الجهاد عندها بالهجرة خارج مصر للتقوى والتسلح ثم العودة لمجاهدة المجتمع الذى يعتبرونه كافرًا، وإسقاط النظام الذى يحكمه، والسيطرة عليه، فلا يمكن فصل سلفيى القاعدة فى اليمن عن سلفيى داعش فى العراق وسوريا، وعن سلفيى غزة وسلفيى ليبيا. ومن ثم يجب أن نحذر وصول أى من هذه الفرق السلفية إلى مصر فى أوقات التأزم التي تواجه فيها الحكومة المصرية إرهاب سلفيى الداخل، حيث يندرج الجميع فى «صفة أهل الشر بالنظر لكراهيتهم ومحاربتهم للنظام الذى ارتضاه المصريون بعد ثورة 30 يونية»، وأبرز دليل علي ذلك أن معظم الجماعات السلفية فى العالم العربى أعلنوا مبايعتهم لزعيم داعش.. بما فى ذلك أنصار بيت المقدس

فى سيناء، وأنصار الشريعة فى ليبيا.. وغيرهما، كما يجب ألا نغفل عن مغزى وخطورة تهديد داعش بغزو مصر من غربها وشرقها وجنوبها، بل وأيضًا من داخلها.

3 ـ مدّعو الثورية

ـ لا يمكن تجاهل حقيقة مهمة ـ بل بديهية ـ يحاول كثيرون تجاهلها أو الالتفاف حولها، وهى أن من بذلت الولايات المتحدة أكثر من 1.5 مليار دولار فى تربيتهم وتدريبهم وتأهيلهم علي إشعال الثورات ونشر أعمال العنف لإسقاط الأنظمة الحاكمة.. حتى تسقط بلدانهم فى أتون الفتن والفوضى، وذلك فى معاهد ومراكز تدريب أجهزة المخابرات الأمريكية وفريدهم هاوس، وأكاديمية التغيير فى لندن ثم بعد انتقالها إلي الدوحة وفى أتبور بصربيا. إنما كان ولا يزال لمصلحة الولايات المتحدة وحدها وتحقيق أهدافها للتسلط وبسط الهيمنة علي مقدرات هذه المنطقة، وبما يتعارض تمامًا مع مصالح وأهداف شعوبها.. وهو ما رأينا ثمرته واضحة فيما حدث فى مصر وغيرها من الدول العربية من أعمال عنف وفوضى وإرهاب، وما نتج عن ذلك من انقسامات وصراعات عرقية ومذهبية وطائفية وسياسية، انعكست علي جيوشها التى انقسمت بدورها وتفتت، وبذلك سقطت هذه الدول فى أتون الفوضى، وتحولت دولها إلي دول فاشلة.. لا تجد شعوبها حتي شربة الماء التى تروى ظمأها، ولا حتى لقمة خبز تقتات بها، بل لا ترى مكانًا تأوى إليه من النيران التي تحيطها.

ـ فلقد بلغت خيانة هؤلاء الذين ربتهم المخابرات الأمريكية فى مراكزها حد مطالبة الإدارة المصرية للكونجرس ووزارات الدفاع والخارجية فى واشنطن بوقف المساعدات العسكرية لمصر، خاصة قطع غيار الأسلحة وعمرات الطائرات والأسلحة والمعدات حتي تخضع الحكومة المصرية للمطالبة الأمريكية، وأبرزها تعيين محمد البرادعى رئيسًا للجمهورية وتمكين جماعة الإخوان من تولى السلطة التنفيذية، وهو ما يفسر الضغوط التي تعرضت لها مصر من جانب أمريكا خلال العامين الماضيين بوقف المساعدات العسكرية، ثم تخفيضها، ثم إعادتها مع التوعد بإيقافها نهائيًا عام 2018.

ـ واليوم تتكرر نفس الضغوط الأمريكية بتحريض من مدعى الثورية هؤلاء، بعد أن حكم القضاء المصرى علي زعمائهم بالسجن عقابًا علي جرائمهم فى حق مؤسسات الدولة ـ والشرطة علي وجه الخصوص ـ حيث تطالب واشنطن بالافراج عنهم، وأيضًا عن زعماء الإخوان الذين ارتكبوا جرائم عديدة فى حق مصر.. لعل أخطرها الخيانة بتبليغ أسرار الدولة إلى أعدائها فى الخارج، كذلك المطالبة بإلغاء قانون تنظيم التظاهر، رغم وجود قوانين مماثلة له ـ بل أكثر تشدداً ـ فى جميع الدول الغربية والشرقية على السواء، وذلك تحت دعاوى حرية الرأى وحقوق الإنسان والديمقراطية.. وكلها شعارات براقة ثبت عندما وضعها للرد أنها كلمات حق يراد بها باطل.. تستهدف إشاعة الفوضى مرة أخرى فى ربوع مصر على النحو الذى ساد أعوام 2011، 2012، 2013 بل ان تنظيم الاشتراكية الثوريين يعلن صراحة ودون خوف أنهم يستهدفون تقويض كل مؤسسات الدولة.. من رئاسة وحكومة وجيش وشرطة وقضاء، لإعادة بنائها من جديد على النحو الذى جرى فى الثورة الفرنسية، وهو ما يطلق عليه «الأناركية»، وهذا التنظيم لايزال قائماً وتتستر عناصر منه ضمن جماعات «الألتراس» فى الأندية الرياضية، ولكن زعماء المؤامرة ضد مصر أو الخارج والداخل تمكنوا من تجنيد بعض عناصره لإثارة الفوضى أثناء المظاهرات.

ـ ولقد وجد مدعو الثورية من يدافع عنهم وعن ممارساتهم الفوضوية ضد الدولة المصرية والداخل والخارج، فمن يطلقون على أنفسهم أيقونات الثورة «البرادعى» و«وائل غنيم»، ونشطاء الثورة، والليبرالية، وكتاب الثورة، ومهندس الثورة، ومناضلى الثورة، وخبراء الثورة.. إلخ فمن لم يؤدوا أى عمل إيجابى لصالح مصر، بل تركزت وتمحورت كل أنشطتهم والسعى إلى هدم النظام السياسى المدعوم شعبياً والذى قام بعد ثورة 30 يونية، والعودة الى الفوضى التى سادت بعد أحداث  25 يناير وطوال عام 2011، 2012، وهم فى سعيهم هذا لايزالون يأملون فى مساندة الإدارة الأمريكية لهم، ويبعثون بالرسائل والمراسيل لواشنطن يلحون عليها بالتدخل والضغط على السيسى وحكومته، ولا يجدون غضاضة فى إعلان تبعيتهم لأعداء مصر فى الخارج والعمل تحت مظلتهم، سواء فى واشنطن أو لندن أو استانبول أو الدوحة، ويتحالفون تارة مع الإخوان، وتارة أخرى مع السلفيين، وتارة ثالثة مع بيت المقدس وداعش، بعد أن سقطت عنهم آخر ورقة توت تخفى حقيقة عمالتهم للخارج.

4ـ مراوغو السياسة

ـ لم يكن غريباً على بعض ممن يطلقون على أنفسهم النخبة والصفوة والخبراء والمعارضون، الذين ثبت للشعب أنهم  مراوغون وتجار سياسة، وممن يأكلون على كل الموائد، ويبحثون عن المغاغة، وأكبر قدر من ثورته السلطة، لم يكن غريباً بعد أن انكشفت حقيقتهم هذه، أن ينفثوا عن أحقادهم وكراهيتهم ضد النظام الذى ارتضاه الشعب بعد 30 يونية ولفظهم بعد أن ثبت له خيانتهم لمصر، وعمالتهم لقوى أجنبية متربصة بمصر وشعبها، فتحالفوا مع الشيطان، وأسسوا مصانع للشر تتيح الحقد والغل والابتزاز السياسى، والتسفيه والتسخيف من كل القرارات والمشروعات والانجازات التى تتحقق على الأرض كل يوم، فضلاً عما تنتجه مصانع الشر ضده من فوضى وتخريب وتدمير، ومئات الضحايا الأبرياء، بما يسمح لقوى إقليمية ودولية معادية لمصر، مثل قطر وتركيا والولايات المتحدة، بالتدخل السافر فى الشأن الداخلى، والاستمرار فى دعم آلة الشر الممثلة فى جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها، داعين إلى المصلحة معها، وإشتراكها فى حكم مصر، رغم أيديها المخصية بدماء المصريين، وما تحدثه يومياً من قتل وتخريب وإحراق، على غير رغبة المصريين الذين لفظوا هذه الجماعة نهائياً بعد كل ما ارتكبته من جرائم، وأصبح لا يطيق حتى مجرد سماع حكمة المصالحة المبتذلة معها.

ـ لذلك نجد مراوغى السياسة هؤلاء يشنون حملات ممنهجة لصالح قوى شيطانية فى الخارج، وتنفذها قوى مماثلة فى الداخل يتجاهلون الحقائق ويغضون البصر عن إنجازات يشهد بها كل العالم. متجاهلين أن مصر مستهدفة من قبل هذه القوى الشيطانية فى الخارج الساعية لإسقاطها فى أتون الفتنة والفوضى والتقسيم العرفى والطائفى والمذهبى، وحتى تتحول مصر إلى دولة فاشلة مثل الدول المحيطة بنا فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق، كما يغضون البصر أيضاً عن المعركة المصيرية التى تخوضها مصر بكافة قواها ضد الإرهاب على كل حدودها الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، بل وفى داخل معظم محافظات مصر على نحو لم تشهده مصر من قبل.. وحتى من قبل عهد محمد على والقرن التاسع عشر، هذا فضلاً عما تواجهه مصر من تحديات اقتصادية واجتماعية عديدة، لقد تجاهل مراوغو السياسة هؤلاء أن مصر لاتزال مثخنة بالجراح من آثار أحداث 25 يناير، ولكن لأنه يصعب عليهم التخلص من أمراض الحقد والكراهية الكامنة فى نفوسهم المريضة، نجدهم يشككون فى كل شىء بهدف إثارة الإحباط فى النفوس، مكررين نفس المفردات التى استخدموها ضد أنظمة سابقة بهدف المعارضة لأغراض المعارضة، ظناً منهم أن ذلك كفيل بتجميع الناس حولهم، لكنهم مخطئون.. لأن المصريين صاروا بعد 30 يونية أكثر وعياً وإدراكاً للحقائق الناصعة على الأرض، والتى تنطق بجهد النظام الجديد الذى يقف السيسى على رأسه، وتقول إن مصر تشهد على كل بقاعها طفرة غير مسبوقة من التطوير فى كافة مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية،