عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسعار الأدوية نار .. والحصول عليها عذاب

بوابة الوفد الإلكترونية

بمجرد أن يطلق الطبيب فى وجهك عبارة «سرطان» فتنقلب حياتك رأسا على عقب لتدخل فى دوامة البحث عن تكاليف العلاج، فإن كنت من الأثرياء فإنك محظوظ لأنك ستحظى برعاية مناسبة وعلاج شبه آمن وفعال وفى أسرع وقت دون أن تخضع لإجراءات روتينية هي التي تسفر غالبا عن وفاة الفقراء من المصابين بالمرض،

فتكلفة النجاح من ذلك «الوحش» باهظة لا يتحملها الفقراء ولا أصحاب الطبقة المتوسطة، وبرغم اختلاف نوع الإصابة سواء كان سرطان كبد أو ثدى أو أى كان فإن ما يجمع بين هؤلاء هو غلاء الادوية، وأصبح المرضى بين مطرقة المرض وسندان الأدوية، وعلى الرغم من معاناتهم التى ربما لا يشعر بها غيرهم، هناك معدومو الضمير ممن يستغلون حاجتهم للعلاج سواء صيادلة أو أطباء لبيع ادوية مغشوشة وهى وسيلة لهم للثراء السريع، و«الوفد» تطرح سؤالا حول السبب وراء الارتفاع الجنونى لأسعار أدوية السرطان ومن يحمى المرضى من الادوية المغشوشة وأسباب ارتفاع تكلفة العلاج.
المرض الخبيث كما يطلق عليه هو معاناة للمصريين ومصدر قلق للجميع فى ظل انتشاره بصورة لم تكن تعرفها مصر فى السابق، والخروج من مأزق المرض مكلف للغاية اسعار العمليات الجراحية باهظة وأدوية اسعارها جنونية، حيث يبلغ سعر حقن «نوفو» سبعة آلاف جنيه وحقن «فيلكاد» 7.300 جنيه وحقن «زميتا 4 مل» والمخصصة لتجديد خلايا الدم 1400 جنيه و«الهيرسيبتن» بسعر 22 ألف جنيه وبعد تخفيض سعره من وزارة الصحة أصبح بعشرة آلاف وأربعمائة وخمسين جنيها وأدوية أخرى مرتفعة وصعب الحصول عليها وبرغم هذا الارتفاع الجنونى وحاجة المرضى للدواء، معدومو الضمير تدفعهم غرائزهم لبيع أدوية مغشوشة لهم مستغلين حاجتهم للعلاج.
د. محمد سعودى وكيل نقابة الصيادلة يقول: مصر لا تملك القدرة على التصنيع والابتكار خلاف أن تكلفة الأبحاث والإنتاج مرتفعة جدا فالأبحاث تتكلف حوالى 2 مليار دولار ونحن الآن ليس لدينا صناعة حقيقية ونحن نطالب شركات الأدوية التى تربح مبالغ خيالية من الأدوية بأن يذهب جزء من سعر الدواء للأبحاث بدلا من أن يتم توجيهها لإنشاء مصانع وشراء القصور ولا نغفل أن سر التصنيع عامل مهم فى صناعة الدواء ولكن الأخطر أن تلك الأسعار المتداولة سترتفع أكثر فى ظل التكنولوجيا الحديثة كـ«النانوتكنولوجى»، وحول تعرض المرضى لعمليات الغش فى الادوية اضاف قائلا: إن الأدوية المغشوشة وخاصة الكيماوى موجود فى كل انحاء العالم وهى تدر مكاسب لمعدومى الضمير من المستوردين والصيادلة ونحن طالبنا بتغليظ العقوبة لتصل لحد الإعدام لمن يغش المرضى ولا تستثنى الصيدليات من التفتيش وكأنهم يمتلكون حصانة من التفتيش.
د. جميل بقطر عضو مجلس نقابة الصيادلة وامين الصحة بحزب حماة الوطن يقول: يجب أن يكون هناك تعاون بين وزارة الصحة ونقابة الصيادلة للحد من ارتفاع اسعار الأدوية الخاصة بالسرطان لأنها عبء ثقي على المرضى وذلك بإنتاج الأدوية باسمها العلمى أو باسم المادة الخام بدلا من الاسم التجارى لها وهذا يخفض سعر الدواء فى بعض الحالات الى النصف وأن يكون التعامل مع الصيدليات وليس العيادات حتى لا يكون المريض فريسة لجشع الطبيب خلاف ان من حق مصر تصنيع الدواء المستورد بعد مرور خمس سنوات على وجوده فى مصر فلو صنعنا الادوية فى المصانع الخاصة بالدولة سنوفر الكثير على مرضى السرطان.

وهم العلاج
مازال المريض يتشبث ببارقة أمل فى الحصول على علاج فعَّال وسريع ينهى ذلك المرض اللعين ومع تزايد الأبحاث والأدوية يعتقد الكثيرون أن الدواء الغالى

الثمن هو الأكثر قدرة على الشفاء برغم أن هذا غير صحيح د. مدحت خفاجى أستاذ جراحة الأورام بمعهد الأورام يقول: الأدوية المرتفعة الثمن لا تزيد من عمر المريض أكثر من 5 الى 7 أسابيع وتستعمل فى آخر مرحلة للمريض وتكلفة العلاج المرتفع او ما نسميه بالعلاج الموجه تتكلف من نصف المليون الى المليون ولكنه لا يشفى تماما، ومريض السرطان تكلفة علاجه على حسب حالته ودرجة انتشار المرض، فمريض سرطان الثدى يتكلف عملية جراحية بمبلغ عشرة آلاف جنيه وبعد العملية الجراحية يخضع للعلاج الكيماوى بما يساوى تسعة آلاف جنيه وجلسات إشعاعية بمبلغ عشرة آلاف جنيه ومريض سرطان الكبد يتكلف حوالى أربعين الف جنيه خلاف احتجازة بالمستشفى لمدة اسبوعين وفى هذه الحالة فان العلاج الكيماوى يقلل من المرض ولكنه لا يزيد الحالات العمرية للمرضى إلا لـ3% منهم، وعلى الرغم من هذه التكلفة العالية فان العلاج الهرمونى أو ما يسمى بالعلاج بالأدوية الموجودة فى الصيدليات يزيد من عمر المريض حوالى 6% وهو أرخص، حيث يكلف ألفي جنيه، ويضيف: إن السبب فى حاجة المرضى للأدوية الغالية الثمن هو الطبيب فهناك أطباء يكون هناك تعاون مشترك بينهم وبين شركات الادوية من أجل صرف هذه الادوية للمرضى من اجل تحقيق مكاسب لهذه الشركات.

التقدم العلمى فى الخارج
وصلت مصر الى مرحلة متقدمة فى علاج حالات السرطان، إلا أن نسب الشفاء ليست مرتفعة مثل الخارج، دكتور محمد شعلان استاذ جراحة الاورام ورئيس الجمعية المصرية لمكافحة سرطان الثدى يقول: جميع تقنيات علاج سرطان الثدى الموجودة فى الخارج موجودة فى مصر ولكن بعضها مكلف وليس هناك قدرة لجميع المرضى على دفع التكلفة، ولكن المشكلة هنا ليست فى العلاج بقدر تأخر الحالات فى مصر، فالفرق بين مصر والخارج هو اكتشاف الاصابة مبكرا لذلك نسب الشفاء فى الخارج تتعدى 80% بعكس الوضع في مصر حيث لا تتعدى نسبة الشفاء 40%، وكلما كان الاكتشاف للمرض مبكرا زاد الأمل في الشفاء وقلت تكاليف العلاج، ففى الحالات المبكرة لا تتعدى تكاليف العلاج عشرين ألف جنيه أما فى الحالات المتأخرة تتكلف الحالة مئات الآلاف من الجنيهات، وعلي سبيل المثال فإن بعض المرضي يحتاجون لحقن هيرسيبتن لمدة سنة وتكلفة الجرعة الواحدة 22 ألف جنيه.