رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خطاب التنحى فى عيون من عاصروا لحظات خلع مبارك

بوابة الوفد الإلكترونية

"بسم الله الرحمن الرحيم.. أيها المواطنون، فى ظل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد. والله الموفق والمستعان".

تلك الكلمات كانت شفرة فرحة المصريين فى جميع الميادين المصرية يوم تنحي الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، منذ 4 أعوام، فى يوم الجمعة 11 فبراير، إذ شعر المصريون بأولى نسمات الحرية مع هذه الكلمات.

ومن أهم ما جال فى خاطر المواطنين، هو معرفة كواليس هذا التنحى، وكيف قبل المعزول بقرار التنحى وخضع لرغبات الشارع المصري، حتى أصبحت المنابر الإعلامية تتبارى فى استضافة المقربين من القصر الرئاسي للتعرف على خبايا هذا اليوم، بل وخبايا 18 يوم ثورة.

حسام بدراوى صاحب فكرة خطاب التنحى

كشف الدكتور حسام بدراوي، رئيس الحزب الوطني المنحل، تفاصيل اللحظات الأخيرة لنظام الرئيس السابق حسني مبارك، مؤكدا أنها شهدت صراعًا بين جبهتين، الأولى كانت تؤيد خروج الرئيس في إطار من الشرعية بنقل السلطة لنائب الرئيس، والجبهة الثانية تصمم على الإبقاء عليه.
وأضاف بدراوى أنه طرح على اللواء الراحل عمر سليمان نائب الرئيس السابق، فكرة خروج مبارك، من خلال خطاب للرئيس يتضمن ثلاث نقاط، الأولى طرح التعديلات الدستورية التي قامت بها لجنة تعديل الدستور خلال 15 يومًا، والثانية إعلان الرئيس إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد الاستفتاء على الدستور، أي خلال 60 يومًا، والأخيرة أن يتضمن خطاب المخلوع تأكيدًا على تنحيه عن السلطة وخروجه من المشهد السياسي وعائلته، منوهًا إلى أن اللواء عمر سليمان وافقه على هذا الطرح والمشير طنطاوي.

وأردف بدراوى، أن اللواء عمر سليمان قرر التعامل مع المخلوع كرجل عسكري أى لا يمكنه أن يقول للقائد أخرج، كي يقود هو بدلاً منه، موضحًا أن سليمان قال له "أنت الوحيد القادر على أن تقول ذلك للرئيس".

وتابع بدراوى، أنه عرض على اللواء عمر سليمان، أن يدعو لاجتماع يضم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ونائب رئيس الجمهورية ورئيس الحزب الوطني وطرح الفكرة فيه، ولكن سليمان طرح عليه بديلاً هو أن يدخل على مبارك مكتبه ويطرح عليه ذلك بشكل مباشر نظرا لمعرفته بشخصية المخلوع، التى تقول إنه سيكون أكثر تركيزًا واستعدادًا لقبول هذا الحل خلال اجتماعه معه منفردًا.

أكد رئيس الحزب الوطنى المنحل، أن اللواء عمر سليمان أبلغ مبارك بالحل وأنه بعد اجتماع لمدة ساعتين اقتنع بهذا الحل، موضحًا أن مبارك أكد له استعداده لتسليم السلطة، ولكنه قال له خروجي الآن يعني أن حكم البلاد سيذهب إما للحاكم العسكري، أوالحاكم الديني، المتمثل في الجماعات الإسلامية المتطرفة وكلا الطرفين لن يتركا الحكم أو تسقط البلاد في بحر من الفوضى.
وفى سياق متصل، شدد بداروى على أنه على يقين أن الولايات المتحدة كان لها دور بارز في إجبار الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي، إلى جانب الضغوط الشعبية، لافتا إلى وجود  ترتيبات في هذا الصدد بين جماعة الإخوان المسلمين والإدارة الأمريكية.

مصدر: طنطاوى رفض تلاوة البيان
قال مصدر مقرب من الرئاسة فى هذه الفترة، أنه فى مقر وزارة الدفاع عرض اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء آنذاك، على المشير مسألة إدارة شئون البلاد فى هذا الظرف العصيب، ولم تكن هناك رغبة للمشير فى هذا الأمر، وطلب منهما أن يعرضا الأمر على المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وعاد المشير طنطاوي، وطلب من عمر سليمان، التحدث للرئيس المخلوع ليبلغه أن الظروف تقتضي تنحيه عن الحكم؛ وتمت صياغة البيان الذي قرأه على مبارك تليفونيًا ولم يطلب الرئيس المخلوع سوى تعديل كلمة واحدة بدلا من "التنحي" لتصبح "التخلي" عن الحكم، وكان حينها سافر مبارك إلى شرم الشيخ.

وأضاف المصدر أن المشير طنطاوي رفض أن يتلو هذا البيان وترك الأمر للنائب عمر سليمان، وسجلت الكاميرات البيان الأخير فى حكم مبارك، وكان الرجاء الوحيد من الرئيس الأسبق أن تتم إذاعة البيان بعد مغادرة أفراد أسرته جميعًا القصر الرئاسي.

ولفت المصدر المقرب إلى أنه قبل الرحيل نشبت حرائق كبيرة فى ملفات وأوراق فى القصر بأوامر من زكريا عزمى، لا يعرف أحد مدى طبيعتها، وما تحتويه من أسرار، وما إذا كانت خاصة بالعائلة أو بأمور سياسية سارت عليها الدولة طوال ثلاثين عاما مضت من عمر مصر.

شفيق: طالبت بعدم وجود أمن فى التحرير

قال الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية،

أن الفترة التي سبقت تنحي الرئيس السابق مبارك، كانت تزداد سخونة وكان الأمر يتطلب تنحي مبارك، مشيرا الى انه التقى اللواء الراحل عمر سليمان، والمشير حسين طنطاوي، القائد العام السابق للقوات المسلحة، ووزير الخارجية وقتها، ودار حوار ساخن في ذلك التوقيت.
وأوضح شفيق أن "سليمان" تبنى قضية تنحي الرئيس، وأنه كانت هناك مناقشات حول من يلقي خطاب التنحي، موضحا أن طنطاوي رفض الظهور في التسجيل الذي أذيع عن التنحي، مضيفا أنه طالب عندما كان رئيسا للوزراء، وزير الداخليه آنذاك اللواء محمود وجدي، بعدم الوجود نهائياً بميدان التحرير، وعدم وجود امن دولة.

بكرى: سوزان مبارك رفضت مغادرة القصر
أوضح مصطفى بكرى، نائب مجلس الشعب السابق، أنه فى الساعة 11 من ظهر يوم التنحي وبعد زحف المتظاهرين الى القصر الجمهوري، كان المجلس العسكري اتخذ قراره بإعلام مبارك بضرورة تنحيه عن منصبه.
وتابع بكرى، أن الرئيس المخلوع غادر القاهرة متجها إلى شرم الشيخ فى تمام الثانية عشرة والنصف من ظهر يوم التنحي، مضيفا أنه فى هذا الوقت جاء عمر سليمان واحمد شفيق، والمشير طنطاوي، لعقد اجتماع فى وزارة الدفاع، بناء على طلب الفريق سامى عنان، واتفق الجميع على ضرورة طلب التنحي من "مبارك".

أشار بكرى إلى أنه كان الاتجاه السائد هو ان يسند المخلوع مبارك مهمة إدارة البلاد إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ذاكرا أن المشير طنطاوى عرض عليه منصب نائب الرئيس ورئيس الوزراء فى 28 يناير ولكنه رفض قائلا "كفاية عليا كده".  
أردف نائب مجلس الشعب السابق، أنه وكلت مأمورية الاتصال بالمخلوع وإخباره بضرورة تنحيه إلى اللواء عمر سليمان، الذى أخبره بأن الوضع صعب للغاية، لافتا إلى أنه لم يكن يعلم حينها بمحاصرة المتظاهرين لقصر الاتحادية، وعندما أخبره "سليمان"، قال له "امنعهم وانت معاك الصلاحيات".

بينما طرح عليه عمر سليمان الحل الآخر وهو تنحيه، ونقل السلطة إلى القوات المسلحة، مؤكدا أنه لم يمانع وطلب أن ترسل إليه الكاميرات ليلقى الخطاب، ولكن قال له سليمان إنه لا يوجد وقت، وبهذا تولى أمر البيان اللواء عمر سليمان، وقرأه عليه فى الهاتف قبل إذاعته.

وتابع بكرى، أن عمر سليمان سأل المخلوع عما إذا كان يريد حصانة قضائية ولكنه رفض قائلا "حصانة قضائية ليه أنا معملتش حاجة"، مضيفا أنه عندما سأله سليمان عن رغبته فى السفر إلى أي بلد آخر، رفض أيضا قائلاً "أنا عشت فى البلد دي وهموت فيها".

وفى سياق متصل أشار بكرى إلى أن مطلب مبارك الوحيد كان عدم إذاعة البيان إلا عقب مغادرة أسرته، ومن جانبها كانت سوزان مبارك رافضة فكرة الرحيل عن القصر الرئاسى قائلة "ده بيتى"، ولم تكن تعلم حينها باتخاذ مبارك قرار التنحي.

وبالفعل لم يتم تسجيل البيان إلا عقب اقناعها وجمال مبارك بالسفر إلى شرم الشيخ، مؤكدا أن سوزان مبارك فوجئت بخطاب التنحي، وثارت وغضبت مخاطبة المخلوع قائلة "اداهم ورقة هيعملوله مشاكل بيها".