عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

فى ذكرى التنحى «اللى هيبعد من الميدان عمره ما هيبان فى الصورة»

بوابة الوفد الإلكترونية

"اللى هيبعد من الميدان عمره ما هيبان فى الصورة"، سيطرت هذه الكلمات على تعريف المشهد الاحتفالي الذي عاشه الشعب المصري فى ذكرى تنحي الرئيس المخلوع مبارك، الذي يوافق الحادي عشر من فبراير من كل عام، ذكرى تنحي مبارك عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتولي إدارة شئون البلاد.

حمل ذلك اليوم لحظات فارقة فى حياة المصريين، فلم يكن يتخيل الشعب المصري قبل هذا اليوم، ان صرخاتهم المدوية كانت بركاناً يهز أركان اى نظام خاصة اذا كان هذا النظام مدعماً بكل أجهزة الدولة الملبية لقراراته التي كانت تسعى دائمًا لخدمته على حساب الدولة.
بدأ اليوم بخبر حزين سيطر على الموجودين بالميدان وهو وفاة الفريق سعد الدين الشاذلي الذي لاقى أسوأ أنواع الاضطهاد من نظام مبارك من خلال محاولاته لحذف تاريخ هذا الرجل فى حرب اكتوبر، ولكن هذا الخبر لم يوقف المصريين عن التوافد على الميدان.
فمنذ بداية اليوم، بدأت الحشود تتوافد الى ميدان التحرير فى جمعة الزحف معلنة استعدادها للزحف الى قصور الرئاسة لخلع مبارك فى حالة عدم تركه للسلطة، وكل دقيقة كانت تمر كانت تحمل معها أفواجاً جديدة لميدان التحرير، الى ان امتلأ الميدان على آخره والشوارع المتفرعة منه ولم يكف الناس عن المجيء.
بالرغم من كثرة الأعداد إلا ان الجميع كان ينظر الى بعضه البعض فى جو من الألفة والمحبة التي يعلوها ابتسامة هادئة يرسلها كل الى الآخر لطمأنته، وما إلا سويعات قليلة حتى تم الإعلان عن بيان عاجل من الرئاسة، ما جعل الجميع يرفعون أيديهم الى السماء مرددين "يا رب" بقوة البركان ما جعل الأرض التي يقفون عليها تهتز وكأنها تشاركهم الدعاء.
مرت ثلاث ساعات أو أكثر دون ان يتم إلقاء البيان المنتظر، كانت تمر هذه السويعات كانها أعوام مديدة ثقيلة لا قدرة على ان يتحملها الموجودين بالميدان والمنتظرين بشغف ما سيسفر عنه البيان المنتظر، وما ان دقت الساعة السادسة واعتلى اللواء عمر سليمان شاشات التلفاز، حتى التف المتظاهرون حول تلك الشاشات بخيام الأحزاب والقهاوي للوقوف على

الخبر التاريخي.
"قرر الرئيس حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وكلف المجلس الاعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد"، ما ان ألقى عمر سليمان هذه الكلمات حتى صرخ الجميع صرخات مدوية من فرط الفرحة بالخبر، كان الجميع يبكى ويضحك فى آن واحد، يحتضنون بعضهم بعضاً بلهفة بالرغم من عدم معرفتهم المسبقة.
وحدت فرحة خبر تنحي مبارك الجميع، فكلهم تخلوا عن توجهاتهم السياسية وتناسوا الى اى الأحزاب ينتمون، وكان لا صوت يعلو فوق صوت زغاريد النساء وضجيج فرحة الشباب مع الصفير المتواصل، واجتماع المتظاهرين حول الشباب الذي حمل "الطبلة" مرددين أغاني وطنية مبهجة وأخرى تم تلحينها خصيصًا للثورة.
لم تغب أغاني عبدالحليم وشادية عن ميدان التحرير، فدائمًا ما كانت مصاحبة للمعتصمين بالميدان أثناء فترة الثمانية عشر يومًا، الا ان تلك الاغانى كانت لها رونق آخر فى يوم التنحي، خصوصاً أغنيتي "صورة" و"يا حبيبتي يا مصر" اللتين تصدرتا مشهد الفرحة بالميدان، ولكن اختلطت فى هذه المرة صوت الحشود مع صوت عملاقي الغناء.
بدل المتظاهرون الهتافات التي كانت تنادي وتطالب برحيل نظام مبارك، تبدلت الى هتافات اخرى توصف النصر الذى حققه الشعب على نظام استمر فساده ثلاثين عاماً، وتعالت أصوات الجماهير المتمركزة فى ميدان التحرير خاصة والميادين جميعها بشكل عام، واتفقوا على هتاف واحد فقط "الشعب خلاص أسقط النظام".

شاهد فيديو لحظة التنحي في ميدان التحرير

http://www.youtube.com/watch?v=Z2FthtpkcI8