رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لقاء الخارجية الأمريكية بالإخوان "استفزازي"

بوابة الوفد الإلكترونية

«الانتخابات البرلمانية القادمة ستطوى صفحة الماضى بكل ما فيه إلى الأبد».. هكذا قال محمد سلماوى، صاحب الرؤية المستقبلية الثاقبة. فقد تنبأ خلال حكم الإخوان بأنه سيكون لمرة واحدة فقط

ومتى خرجوا أو أخرجهم الشعب فلن يعودوا إلى الحكم مرة أخرى.. تعتبر كتاباته سجلاً يومياً لحكم الإخوان وبمثابة شهادة حية على فشل حكمهم على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، والذى وصف فى حواره لقاء الخارجية الأمريكية بقيادات الإخوان بالاستفزازى لأنه يستخف بالإرادة الجماهيرية التى عزلت الإخوان، ورفضت حكمهم وأتت بحكم غيره وبأغلبية ساحقة، مؤكداً أن هذا اللقاء سيكون له تأثير كبير على العلاقات بين البلدين.. مضيفاً أن وزارة الثقافة كانت أول جهة تحررت من حكم الإخوان قبل سقوطه فى 30 يونية 2013 بعد انكشافهم لأنهم يفرضون ديناً إقصائياً استحواذياً ينشر الفرقة والتشتت طالما ينبع فى أيديولوجية لا تسعى إلا إلى السلطة، مؤكداً أن القوة الناعمة هى قوة مصر الحقيقية التى صنعت مجدها على مر التاريخ، مطالباً بضرورة تنقية الخطاب الدينى من الشوائب التى علقت به وتجديد الخطاب الثقافى ليواكب العصر.
> ماذا عن التصعيد الإرهابى الذى حدث مؤخراً فى سيناء؟
- الهجوم الآثم الذى حدث مؤخراً فى سيناء، والذى راح ضحيته 40 مواطناً مدنياً وعسكرياً وأصيب 70 آخرون، يؤكد أن مصر الآن على الطريق الصحيح، وأن تقدمها على هذا الطريق هو سبب التصعيد الحالى، فنحن نقترب من إتمام خارطة المستقبل بإجراء الانتخابات النيابية القادمة، والتى ستطوى إلى الأبد صفحة الماضى بكل ما فيها، ولهذا توقيت هذه العملية لا يمكن إغفاله أبداً وأيضاً لا يمكن إغفال التوقيت الذى اختارت فيه الخارجية الأمريكية أن تلتقى بخمسة من قيادات الإخوان غير الشرعية فى خطوة استفزازية سيكون لها تأثير كبير جداً على العلاقات المصرية الأمريكية لأنها تمثل استخفافاً بالإرادة الجماهيرية التى عزلت الإخوان ورفضت حكمهم وأتت بحكم آخر وبأغلبية ساحقة.
> هل كان من الضرورى أن يقطع الرئيس زيارته المهمة إلى أفريقيا؟
- هذا إحساس بالمسئولية الملقاة على عاتقه، فهو لم يجئ لمتابعة الموضوع عن قرب، وإنما أجرى تعديلات فى استراتيجية مواجهة الإرهاب فى سيناء، ولكن المسئولية ليست على «السيسى» بمفرده ولا الجيش وحده لأن الإرهاب أراد أن تتحول إلى مسئولية شعبية فكل قنبلة يتم اكتشافها فى أماكن تجمعات المواطنين تزيده من جنود المواجهة المدنيين لهذا الخطر الأسود الذى نواجهه الآن.
الطلقة الواحدة
> لماذا وصفت حكم الإخوان فى إصدارك الأخير بـ«مسدس الطلقة الواحدة»؟
- بالفعل.. لأن فترة حكم جماعة الإخوان شهدت البلاد خلاله رواجاً غير عادى لتجارة السلاح بين المواطنين دفاعاً عن أنفسهم وأسرهم وممتلكاتهم، خاصة بعد أن كان الإخوان قد قاموا فى بداية الثورة بالهجوم على أقسام الشرطة والسجون وتهريب المحتجزين بها وسرقة السلاح، كما تم تهريب كميات أخرى من السلاح عبر الحدود الشرقية والغربية للبلاد، ومع استمرار حالة الفوضى الأمنية زاد الطلب على السلاح، وظهرت لأول مرة صناعة جديدة غير رسمية لإنتاج مسدس لا يطلق إلا رصاصةً واحدةً، وتنتهى صلاحيته ولا يصبح صالحاً للاستخدام مرة أخرى وهكذا كان حكم الإخوان افتقر إلى الكفاءات، فانتهت صلاحيته بعد السنة الوحيدة التى حكم فيها مصر، ولهذا جاء عنوان الكتاب «مسدس الطلقة الواحدة».
> إلى أين وصلت الثورة المصرية؟
- الثورة المصرية أنهت على حكمين مستبدين، هما حكما «مبارك» و«مرسى»، وكسرت حاجز الخوف الذى كان لدى الشعب ويمنعه من التعبير عن إرادته الجماعية، وخلقت مشاركة سياسية كانت غائبة عن المجتمع، وأصبح يوجد مشاركة سياسية على أعلى مستوى وكل مواطن له الحق فى المشاركة سواء بالجدل القائم أو بإبداء الرأى أو حتى الاعتراض على ما هو موجود، وجعلت الجماهير عنصراً فاعلاً فى المعادلة السياسية، بعد أن كانت كماً مهملاً ولا أحد يعيرها اهتماماً سواء بالسلب لأنها لا تقدر أن تقوم بثورة أو تمرد أو بالإيجاب لأنها لم تكن تملك من أمرها شيئاً ولكن اليوم أصبح يعمل لهذه الجماهير حساب فى كل قرار يتم اتخاذه.
> وما نتيجتها على تيار الإسلام السياسى؟
- وضعت تيار الإسلام السياسى موضع الاختبار ولأول مرة منذ 80 عاماً بعد أن جرب الشعب الحكم الملكى ثم الاشتراكية، والانفتاح ثم الرأسمالية وكان دائماً عنصر الإخوان هو البديل المطروح لكل هذه البدائل التى رفضها الشعب، ثم إنها جعلت الشعب فى خندق واحد مع الدولة لمواجهة الإرهاب، لأن قبل ذلك كان الأمن يتصدى له والشعب يعتبر أنها معركة بين الأمن وبين الإسلاميين وليست معركته، ولكن اليوم أصبح للشعب دور بعد أن بدأ الإرهاب يستهدف الشعب ويستهدف مقدراته والبنية الأساسية للدولة.
> ولكن ما الذى لم تحققه الثورة حتى الآن؟
- ما لم تحققه يحتاج إلى وقت طويل حتى يتحقق مثل المشكلة الاقتصادية التى كانت من أسباب قيام الثورة وحتى الآن لم تحل ولم يكن من المتصور أن تحل خلال سنة أو اثنتين، وأيضاً المسألة الديمقراطية لم تتحقق لعدة أسباب أهمها المعركة الشديدة والحرب الضروس ضد الإرهاب ولهذا لا تستطيع الدولة تأسيس ديمقراطية حقيقية فى ظل حالة الحرب ضد الإرهاب التى لابد أن تكون فيها قبضة الأمن أقوى مما هى عليه فى الحالات العادية.
دفع الثمن
> هل نحن على الطريق الصحيح للثورة أم لا؟
- نحن على الطريق الصحيح لأننا تخلصنا من حكمين مستبدين لـ«مبارك» و«مرسى»، ولكنه طريق طويل ووعر، وعلينا أن نتحمل تبعات اختيار هذا الطريق، وعلينا أن نضحى وندفع الثمن كما فعلت كل شعوب العالم، مع إن الشعب المصرى ورغم كل الظروف والصعاب التى يمر بها، فإنه أفضل حالاً، مقارنة بشعوب أخرى، لو علمنا أن الشعب الإنجليزى كان نصيب كل فرد خلال الحرب بيضة واحدة كل أسبوع والحمد لله نحن لم نصل إلى هذه المرحلة رغم وجود الأزمات.
> هل الثورة انتقلت إلى الثقافة أم أنها مازالت الفريضة الغائبة؟
- بدون شك وصلت الثورة إلى الثقافة لأنه بدون الثقافة لم يكن للثورة أن تقوم، فهى التى مهدت للثورة، وأنا وغيرى من المثقفين كتبنا ما يعتبر تمهيداً للثورة، وأذكر بعد قيام الثورة زارنا شباب الثورة فى اتحاد الكتاب وشكرونا على موقفنا لدعم الثورة، ومع هذا الثقافة تتأثر بالثورة وتغير من أساليبها ومؤسساتها وطريقة عملها، ويكفى أن ننظر إلى الإنتاج الثقافى فى 2014 تم إصدار أكثر من 20 رواية جديدة عن الثورة.
> هذا الإنتاج أدبى ولكن ماذا عن أثرها فى تغيير مفاهيم التعددية والحوار والتعصب الدينى؟
- الثقافة لها مستويان مستوى الثقافة بمعناه المتخصص للفنون والآداب وهذا ما كنت أتحدث عنه، أما الثقافة بمعناها الواسع فتكون أكثر تفاعلاً مع الثورة، وبدون شك تغيرت مفاهيم كثيرة مثل المشاركة وكسر حاجز الخوف إنما يجب ألا ننظر إلى المثال والهدف المرجو، ونقول إننا لم نحققه إذا كنا لم نصل إليه، بل يجب أن ننظر إلى أين كنا نقف وأين أصبحنا حتى نتبين الحركة، ونعرف تقدمنا إلى تقدم أم إلى تخلف وتقهقر؟ وسنجد أننا فى تقدم نحو الهدف.
هوية غريبة
> وهل يعقل بعد جهود التنوير السابقة أننا مازلنا نناقش قضية الهوية والانتماء الحضارى؟
- السبب فى مناقشة قضية الهوية هو مرور مصر بفترة حكم الإخوان التى حاولوا فيها فرض هوية غريبة على المجتمع المصرى ولأن الثقافة تجسد الهوية وتحميها فكانت فى المواجهة مع التيار الدينى، والمثقفون هم الذين اعتصموا فى وزارة الثقافة وكانوا الطليعة الأولى التى منعت وزيراً إخوانياً من أن يدخل مكتبه ويباشر مهامه، ولهذا كانت وزارة الثقافة أول جهة تحررت من حكم الإخوان قبل سقوطه فى 30 يونية 2013؛ لأن الهوية كانت موضوع الصراع الحقيقى مع الإخوان، والمثقفون أكدوا الهوية الحقيقية والثابتة لهذا الشعب والتى يعرفها جيداً لأن عمرها 7 آلاف سنة ولا أقصد هوية فرعونية بل هى هوية متفاعلة ومتغيرة ومتراكمة بدأت محددة وواقعة، ثم تطورت وتغيرت وتفاعلت مع الحضارات الفارسية والإغريقية والرومانية وتبلورت مع الفتح الإسلامى الذى كان أكبر تفاعل فى تاريخ الهوية المصرية، ومازال هذا التفاعل باقياً وله استمراريته.
> ما أضرار المجتمع الذى يتبنى هوية مغلقة داخل أيديولوجية دينية سياسية؟
- مع إن العالم قد تحظى هذه المرحلة وربما كانت آخر هذه المحاولات وأكثرها فجاجة هى محاولة النظام النازى فى ألمانيا فى الوصول بالهوية الألمانية إلى مرحلة من القصور بالنقاء الكامل وأن أى شىء دخيل على اللغة أو العادات أو الدم والجينات الألمانية يتم إعدامه، والعالم يتحدث عن الهولوكوست ومحرقة اليهود مع إن المحرقة النازية لم تكن محرقة لليهود فقط بل كانت محرقة لكل من لم ينتم إلى الجنس الآرى وكان على نفس القائمة يوجد العرب والغجر وأجناس أخرى كثيرة، ولكنهم ربما بدأوا باليهود، واليهود استحوذوا على المحرقة لحسابهم كما يستولون على كل شىء، الأرض والهوية والتاريخ، ولهذا النموذج النازى هو أخطر الأضرار فى المجتمعات التى تتبنى هوية داخل أيديولوجية مغلقة سواء دينية أو سياسية.
> فيم تتمثل معارك النهضة فى هذا العصر؟
- أكبر مشروعين تنويريين فى العصر الحديث كانا لمحمد على وعبدالناصر، ومحمد على الذى نقل البلاد من مرحلة التخلف إلى مرحلة متقدمة وعبدالناصر فجَّر طاقات هذه الأمة، وكان تأثيره أبعد من تأثير محمد على الذى ركز على مصر فقط، ولكن «ناصر» وتجربته شملت الوطن العربى بالكامل، ولم يصبح شىء فى مصر أو الوطن العربى كما كان عليه قبل مجىء عبدالناصر ولكننا ننسى تأثيره وإنجازاته التى أحدثها لأنها أصبحت جزءاً من حياتنا العادية.
مجد مصر
> إذن نرى أن تحديات النهضة بعد 30 يونية هى تحديات محمد على وعبدالناصر؟
- حتى نفكر فى المشروع التنويرى القادم يجب أن نستلهم التجارب السابقة، وسنجد عناصر مشتركة بين التجربتين السابقتين وهى عناصر أساسية فى المرحلة المقبلة فى النهضة التى نتطلع إليها بعد أن أصبحت ضرورية لأنه لا يمكن للبلاد أن تتقدم دون هذه النهضة، وسنجد العناصر المشتركة فى الثقافة والتعليم والذى كان سببه يتعلق بمصر ذاتها وليس باختيار محمد على أو عبدالناصر لأن قوة مصر الحقيقية هى القوة الناعمة التى صنعت مجد مصر على مر التاريخ بالأغنية والكتاب وقصيدة الشعر والسينما واللوحة التشكيلية، وأم كلثوم والعقاد وطه حسين ويوسف وهبى وصلاح أبوسيف وصلاح طاهر، وهذه كانت أدوات النهضة وعلى النظام الحالى أن يبحث عن أدوات جديدة لأن هذه الرموز أصبحت من الماضى، فأين طه حسين وأم كلثوم والعقاد وهكذا إذا أردنا التقدم والنهضة، لأن مصر بدون ثروات أرضية من بترول أو غاز أو معادن.
> الدين مقوِّم أساسى فى الشخصية المصرية، ولكن نلاحظ أن النهضة الوطنية قرَّبت الشعب، أما الدين نفرقهم وشتتهم.. كيف تحل هذه المعادلة؟
- لا.. بل فى ثورة 1919 الدين مع السياسة، وحّد الشعب المصرى وظهر رمز الهلال مع الصليب وكان من صيغة ثورة 19، ولم يقل الشعب الجلاء

فقط كسياسة.. وفى الـ18 يوماً الأولى من ثورة 25 يناير كان الدين عنصراً موحداً للشعب المصرى.. ولكن بعد ذلك رأينا من هم يصدرون ديناً غير دين الله الذى نعرفه ويوحد الشعب، ولكنهم صدروا ديناً نابعاً من أيديولوجية إقصائية تقصى كل من يخالفها لأنها أيديولوجية تكفيرية بطبيعتها، لأن كل جماعات الإسلام السياسى تكفيريون وإقصائيون بينما الدين حاضن لكل الناس ولكنهم جاءوا بدين غريب على مجتمعنا وعلى الدين الإسلامى لأنه دين يفرق ويشتت وتعمدوا أن يزيدوا الفرقة والتشتت والتعصب وألا يضموا إليهم أحداً إلا أهلهم وعشيرتهم، ولهذا لم يكن من سبيل المصادفة أن أول خطاب جماهيرى لأول رئيس إخوانى وجهه إلى أهله وعشيرته، ولم يقل أيها المواطنون مثل عبدالناصر أو أيها الإخوة والأخوات كما كان يقول السادات، ولهذا انكشفوا بسرعة لأنهم يفرضون ديناً اقصائياً استحواذياً دخيلاً علينا، فظهر التشتت والتفرقة.
ضد الحضارة
> ما وجه الخصومة بين الذين يمثلون الدين فى الجماعات المتشددة وبين الحضارة؟
- الدين صنع الحضارات طوال تاريخ الإنسانية، ولكن هؤلاء يصدرون للشعب ديناً لا مكان للحضارة ولا الثقافة فيه، لأن الثقافة والحضارة بطبيعتهما تنويريتان انفتاحيتان حاضنتان، وهذا عكس أيديولوجيتهم لأنها تنبع من أيديولوجية الوصول إلى السلطة ولهذا نجد التعارض مع هذه الجماعات ومع أى فكر حضارى أو ثقافى.
> كيف ترى الدعوة الرئاسية لرجال الدين بتجديد الخطاب الدينى؟
- بالطبع لن تقوم نهضة تتطلع إليها فى مصر إلا إذا تم النظر فى الخطاب الدينى الحالى، ولكنى ضد تعبير تجديد الخطاب الدينى لأن الخطاب الدينى لا يجدد فى كل عصر وكأنه «موضة» بل الخطاب الدينى يُنقى من الشوائب التى أراد البعض أن يلحقها به، أو التى خلعها البعض من تخلف وجمود على الدين، ولهذا يجب أن ننقى التراث الدينى والثقافى والحضارى من كل هذه الشوائب، ولكن هل الأزهر مؤهل لهذا وهو بطبيعته مؤسسة محافظة لا تميل كثيراً للتغيير والتطوير.
> لكن الدعوة قادمة من الرئيس هذه المرة؟
- الرئيس ينبه إلى هذه الأشياء، ومع ذلك هى لا تتم بقرارات سياسية، ولا يمكن أن يصدر قرار بتنقية الخطاب الدينى لأن الرئيس ينبه إلى خطر موجود، وعلى أصحاب الشأن أن يلتفتوا إليه لكى يقوموا بمهمتهم التى لا يستطيع أحد أن يقوم بها إلا هم، طالما هم المنوط بهم للقيام بهذه المهمة هم شيوخ الأزهر، مع إن على رأس الأزهر رجل هو رمز مختصر للثقافة والانفتاح والحكمة الدينية، ولكن هذا يحتاج إلى موجة عامة وليس إلى شخص واحد يتمتع بهذه الصفات، ولهذا أرى أن هذه المهمة هى مهمة مجتمع لأن الخطاب الدينى لا ينقى بالأزهر والشيوخ وحدهما إنما ينقى بالتعليم وإذا نظرنا إلى الكتب التى يتم تدريسها سنجد فيها عجب العجاب، وأيضاً التنقية تتم من خلال الإعلام بعد أن صنع من بعض الشيوخ نجوماً للفضائيات فهو عليه أيضاً مسئولية كبرى فى تصحيح هذه المفاهيم.
ثقافة الثورة
> ألا ترى أن الخطاب الثقافى المدنى يحتاج إلى تجديد؟
- الخطاب الثقافى يحتاج إلى تجديد لأن كل عصر له ثقافة ونحن لازلنا نعيش على ثقافة عصور ولت، ومرحلة ما بعد الثورة لم تفرز كيانها الثقافى بعد، ولم تفرز مكوناتها الثقافية ولكنها فى مرحلة تفاعل.. وكل التجارب السابقة كانت كذلك، وإذا نظرنا إلى النهضة الثقافية فى الستينيات فى المسرح والفنون نجد أنها نهضت بعد ثورة يوليو 1952 بعشر سنوات، ولكن الآن لم يمض على الثورة إلا (4) سنوات ومع هذا رأينا تغيرات وتفاعلات كثيرة، ولكن أعتقد أننا لم نصل إلى المعطيات الثقافية التى نستطيع أن نصفها بأنها ثقافة الثورة.
> أحادية الرأى وعدم قبول الآخر من أمراض الخطابين الدينى والثقافى المدنى؟
- لا.. لأن التيار الثقافى المدنى جزء من تكوينه هو الدين، ولكنه لا يقبل الطرح الذى يقدمه الإسلام السياسى لأنه طرح يراه لا ينتمى إلى الدين الذى نعرفه.. ولكن التيار الدينى هو الذى يتسم بأحادية الرأى وعدم قبول الآخر وهذا يعتبر من أمراضه.
> ماذا فعلت جماعة الإخوان طوال تاريخها فى مصر؟
- جماعة الإخوان فعلت كثيراً جداً وعندما يكتب تاريخها سيكون به السلب أكثر من الإيجاب، فجماعة الإخوان نشأت على العنف وهذه حقيقة لا ينكرها أحد، وحسن البنا هو الذى أنشأ ذراعها الإرهابية المسماة بـ«التنظيم السرى» وطبعاً تاريخها حافل بالاغتيالات والتفجيرات.. وفى السنوات الأخيرة وقفوا مع الشعب اجتماعياً من خلال تقديم خدمات صحية وتعليمية وإعانات والشعب قدر هذا فيهم، وتعاطف معهم، ولكنه رد الجميل ودفع الثمن الذى عليه ولم يعد الآن مديناً لهم بشىء.
حساب خاسر
> كيف؟
- جماعة الإخوان حصلت على الأغلبية فى البرلمان وحصلت على كرسى الرئاسة والشعب هو الذى أوصلهم لهذا أو ذاك، ولكنهم للأسف لم يكونوا أهلاً لهذه الثقة وقبل مرور سنة على حكمهم كان هذا الشعب الذى أعطاهم هذه الثقة بحسن نية، هو الذى يسحب منهم هذه الثقة فى 30 يونية وبالتالى الحساب فى النهاية حساب خاسر ومدين ضد جماعة الإخوان لأن الشعب دفع ما عليه للإخوان وزيادة، ولكنه أصيب بخيبة أمل فى هذه الجماعة ولهذا لن يعود إليهم مرة أخرى.
> هل انتهت جماعة الإخوان سياسياً؟
- تنظيم الإخوان انتهى، وإن كان فكر الإخوان لم ينته ومستمراً، ولكنه لكى يستمر عليه، أن يبحث عن صيغة أخرى غير صفة تنظيم الإخوان الذى سقط وسيذكر التاريخ أن تنظيم الإخوان نشأ فى 1928 وسقط فى يونية 2013 وهى نهاية الإخوان كتنظيم.
> معنى هذا لا تتوقع دخول أعضاء من الإخوان فى البرلمان القادم؟
- لا.. بل العكس أتوقع دخول عناصر من الإخوان ومن الحزب الوطنى إلى البرلمان القادم ومرحباً بالاثنين، لأننا نتحدث عن أناس فقدوا شعبيتهم وفقدوا تأييد الشعب لهم، بل فقدوا سبب وجودهم لأن الإخوان كانوا يعتمدون على أنهم البديل الذى لم يجربه الشعب، ولا أنسى أبداً ما قاله نجيب محفوظ لى يوماً ما.. إن الناس فى مصر تواقة إلى حكم الإخوان، ولكن بعد ما يجربوهم لن يعودوا إليهم مرة أخرى.. وهذا صحيح ولهذا الشعب انتخب الإخوان فى البرلمان والرئاسة على اعتبار أنهم جماعة دينية وبتوع ربنا وسيطبقون العدل ويقضون على الفساد، وكلمة برلمان تعنى المؤسسة التى تمثل جميع الاتجاهات السياسية فى الدولة كل بنسبتها، وهى نسبة صغيرة جداً لا تكاد تذكر.
> وماذا عن الحزب الوطنى والبرلمان القادم؟
- لا يوجد شىء اسمه «حزب وطنى»، ولم يكن هناك حزب سياسى بالمعنى المفهوم باسم الحزب الوطنى، ولكن كان يوجد عصبيات وقبليات فى المحافظات بها قادة رأى عام وقادة مجتمعات فى هذه المحافظات، ولأن الحزب الوطنى لم يكن له أتباع وأنصار تؤيده خارج السلطة، بل كان تجمعاً لراغبى السلطة وراغبى خدمة مصالحهم، وبالتالى كان يلجأ إلى عناصر القوة المتواجدة فى المحافظات، وهؤلاء جميعاً هم الذين يطلق عليهم «الحزب الوطنى»، ومن قبل كان يطلق عليهم حزب مصر، وقبل ذلك حزب الوسط، والاتحاد الاشتراكى وهكذا ولو شكل فى الأيام القادمة حزب جديد وصل إلى السلطة سيسمون باسمه لأن هؤلاء لا انتماء لهم فهم أناس نجدهم يتنصلون الآن من حكم مبارك الذى كان رئيساً للحزب الوطنى لأنهم لم يكونوا سياسيين بل يبحثون عن مصالحهم.