رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"موقعة الجمل".. أشهر معركة بأقلام البلطجية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مر أربع سنوات على ذاك اليوم الذي لن يمحى أبداً من ذاكرة المصريين.

حينما قام حشد من الموالين لنظام وأنصار النظام السابق بشن هجوم على المتظاهرين بميدان التحرير، في محاولة لإرغامهم على إخلاء الميدان بالقوة، وذلك لإنقاذ نظام مبارك، الذي وضعه المتظاهرون في أول مطالب الثورة بشعار تفوه به ميدان التحرير بأكمله بعبارة " أرحل " .
بدأت الواقعة بعد الخطاب الثانى للرئيس الأسبق "مبارك " الذي حاول فيه كسب الود الشعبي المفقود، إبان موجة الغضب الشعبي التي انطلقت في ذاك الوقت، جراء الأحداث الدامية فى يوم "جمعة الغضب" 28 يناير، في محاولة لتفريق المتظاهرين وفض اعتصامهم بميدان التحرير ، وكسب تعاطف الشعب الراكن في المنازل، إثر تعهداته بعدم الترشح لولاية رئاسية جديدة، والانتقال السلمى للسلطة، فضلاً عن تعديل المادتين 76 و77 من الدستور، لكنه رفض أن يغادر البلاد كما فعل زين العابدين بن على نظيره التونسى الذى فر إلى السعودية قبل ذلك بأيام .
ففي ظهر يوم 2 فبراير المشهود، هاجمت حشود من البلطجية ومسجلي الخطر الهاربين من السجون قبلها بأيام ، لتخويف المتظاهرين بالميدان، واتخذوا من ميدان مصطفى محمود ميدان عبد المنعم رياض ومن الشوارع المحيطة بالميدان وأماكن أخرى نقاط للانطلاق، فمن ناحية شنوا الهجوم علي المتظاهرين بالحجارة والعصى والسكاكين وقنابل المولوتوف، بينما امتطى آخرون، ممن قدموا من منطقة نزلة السمان، الجمال والبغال والخيول وهجموا بها على المتظاهرين وهم يلوحون بالسيوف والعصى والسياط فى مشهد أعاد للأذهان المعارك فى العصور الوسطى .
ومن الجانب الآخر قام المتظاهرون المتواجدون بالميدان بالتصدى لذلك الهجوم الغاشم ، بأجسادهم ليس إلا، وكانت النتيجة سقوط 11 شهيدًا، وإصابة نحو 2000 جريح ، مما أشعل فتيل الثورة من جديد وبث العزيمة في نفوس الشعب كله ، بعد تحول صيحات التعاطف إثر التعاطف إلى صيحات غاضبة أثر الهجوم ، وذلك لإسقاط نظام خلت جعبته الأمن لجام وجمل موجه للمعتصمين العزل .
ولا ينكر أنه لولا روح المثابرة التى اكتسبها الثوار في ذاك اليوم ، لما تم  تحقيق هدف المأمول في النهاية ، فمن بعد موقعة الجمل كسب الثوار تعاطف الشعب

كله وأدركوا لون الراية الدامية التى يشهرها النظام السابق في وجه كل معارض ، هتف ضد رؤوسه او طالبهم بحقه المفقود ، ليرحل نظام مبارك بعدها بـ 9 أيام  لنظام حكم استمر لثلاثين عاما ، بعد تفاقم الغضب الشعب ويسجل النجاح لثورة الغضب التى فجرها المصريون .
وعقب الثورة أثر البحث علي الجناة في أحداث يناير، كشفت التقارير الأولية للجنة تقصي الحقائق أن النائب عبد الناصر الجابري عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الهرم ومساعده يوسف خطاب عضو مجلس الشورى عن الدائرة ذاتها قاموا بالتحريض على قتل المتظاهرين في يوم موقعة الجمل لإخراج المتظاهرين من ميدان التحرير بالقوة، كما اتهم أيضاً الأمين العام السابق للحزب الوطني صفوت الشريف بالتحريض للهجوم على المتظاهرين .
إلا أن دائرة الاتهام قد اتسعت، وشملت العديد من رموز النظام السابق من وزراء وغيرهم، كـ عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة السابقة، وحسين مجاور رئيس اتحاد العمال، ورجل الأعمال وعضو الهيئة العليا للحزب الوطني الديمقراطي إبراهيم كامل حتى بعض من كان يعارضو عددا من رموز النظام بشكل أو بآخر شملهم كذلك الاتهام، وهو المستشار مرتضى منصور الذي برر بأن اتهام كهذا «مكيدة له»، كونه نوى ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة في مصر ، ومن وقتها والجناة الذين تسببوا في إسقاط 11 شهيدا بميدان التحرير مجهولون لأشهر معارك العصر الحديث المسجلة باسم " موقعة الجمل " .