عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحويل الزيوت إلي وقود "أمل" تحيطه خطوط حمراء

بوابة الوفد الإلكترونية

استخدام زيوت القلى فى إنتاج السولار والمنظفات الصناعية عبر عملية تدوير يعد من أحدث المشروعات التي أطلقتها وزارة التموين والتجارة..

لكن هذا المشروع يطرح العديد من التساؤلات، أولاً هل العائد الاقتصادى يساوى المخاطر البيئية المترتبة على المشروع إن وجدت، ثانياً: ما طبيعة المخاطر البيئية المترتبة على المشروع وهل حقاً إن إعادة تدوير الزيت قد يتسبب في انتشار المزيد من الأمراض السرطانية وهل تمتلك مصر تكنولوجيا مناسبة ومتقدمة لإنجاز هذه العملية بأقل خسائر بيئية ممكنة، خاصة في مراحل الجمع والنقل من المنازل والمطاعم للبقالين إلى مصانع التدوير.
في الواقع اختلفت الآراء بين رافض ومؤيد.. فهناك خبراء يحذرون من هذه المخاطر ويطالبون الوزارة بالمزيد من الشفافية والإفصاح حول الجوانب الفنية للمشروع قبل بدء تطبيقه حتي يتبين المجتمع أبعاد القصة، بينما وزارة التموين والتجارة تتعامل مع الموضوع على أنه إنجاز سياسى لاتزال تروج له إعلامياً!!
صلاحية قلي الزيت مرة واحدة.. هكذا كانت نصائح الأطباء والخبراء على مدار سنوات مضت لما يحتويه من مخاطر حقيقية تنجم عن وصول «زيت القلى المكرر استخدامه» لجسم الإنسان مهما اختلفت وتبدلت وسائل وصوله، فالزيت يتكون من مواد هيدروكربونية تتفكك مع الاستعمال وتعرضها للحرارة والشمس والهواء ومن ثم وعند تسخين الزيت علي حرارة عالية وبشكل متكرر تبدأ المواد الهيدروكربونية بالتكسير، مما يؤدى إلى تغيير تركيبها وينتج عن هذا التفكك مواد ثانوية جديدة تختلف باختلاف نوع الزيت ومدة استعماله.
كما تشير الدراسات إلى تكرار التأكسد مع تكرار استخدام زيت القلي هو ما يعنى ظهور مواد مثل الهيدروبيروكسيد وتتحول مع تكرار التأكسد إلى مركبات مثل «الديهايو» وهي مركبات تتسبب بأضرار صحية كارتفاع الضغط ونشوء الأورام السرطانية لدى الإنسان، وعلى وجه الخصوص الكبد، لأنه المُستقبِل للدهون والسموم، مما أدى لانتشار سرطان الكبد، وبشكل عام أكدت الأبحاث العلمية أن تكرار القلى وما يعنيه من تكرار للتأكسد وتكوين لما يعرف بالجذور الحرة وهو الأكسچين النشط والتي تحدث تفاعلات داخل جسم الإنسان مع عملية الأيض وحرق الطاقة ومن ثم تهاجم المادة الوراثية DNA «الحمض النووى» للخلايا وتتسبب في تسرطن الخلايا.

العالم - يدرس!
ولأن الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وزيت عباد الشمس وزيت فول الصويا وزيت الكانولا من أهم مصادر الاستيرولات النباتية والتي تعرف أيضاً بالفيتوستيرولات وهي مركبات كيميائية تستخلص طبيعياً مع الزيت ولها العديد من الفوائد أهمها خفض مستوي الكوليسترول في الجسم عن طريق منع امتصاصه في الأمعاء إلى جانب عملها كمضادات للأكسدة ومن ثم مقاومة العديد من الأمراض.. إلا أن جميع الأبحاث العلمية أشارت مؤخراً إلى أن الاستيرولات النباتية يحدث لها أكسدة وتغير في التركيب علي درجات الحرارة المرتفعة مثل درجات حرارة الطبخ أو التحمير أو القلى والتي تتراوح من 160 حتى 310 درجات مئوية وينجم عنها أكاسيد مختلفة تسبب العديد من الأمراض الخطيرة تأتى في المقدمة السرطانات والقلب والأوعية الدموية وقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة وجود هذه الأكاسيد وبنسب مختلفة في دم العديد من مرضى السرطان والقلب.
ولذلك لاتزال دراسة أكسدة الاستيرولات النباتية على درجات الحرارة المرتفعة في الزيوت النباتية والأغذية المحتوية عليها محل بحث في البلدان الاسكندنافية الباردة أقصى شمال أوروبا كما كانت البداية بها فى السوق المصرى.

دراسة خطيرة
وفى سياق أضرار إعادة استخدام الزيوت المغلية قام الدكتور محمد فوزى رمضان حسانين، الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، وبتمويل من صندوق العلوم والتنمية بدراسة تأثير المعاملات الحرارية المختلفة كالتسخين والتحمير على STDF التكنولوجية على أكسدة الاستيرولات النباتية في الزيوت النباتية في السوق المصرية من خلال أخذ عينات لزيوت الذرة وعباد الشمس والنخيل، بالإضافة للزيت المخلوط «من عباد الشمس وفول الصويا والنخيل» المباع بالسوق المصرى لأغراض القلى، حيث تم معاملة هذه الزيوت معاملات حرارية مختلفة مثل التسخين علي درجة حرارة 180 درجة مئوية لفترات من ساعة إلى 8 ساعات، وكذلك تم تحمير البطاطس لمدد تتراوح من نصف ساعة إلى أربع ساعات، حيث أوضحت النتائج الأولية على تسخين الزيوت النباتية تأكسد الاستيرولات النباتية بمعدل عالى وخطير فى زيت الذرة، والذى جاء في المرتبة الأولى، تلاه زيت عباد الشمس في المرتبة الثانية ثم الزيت المخلوط وأخيراً زيت النخيل نظراً لانخفاض محتواه من الإستيرولات النباتية، بينما أوضحت الدراسة فيما يخص تحمير البطاطس والتي استخدم فيها الزيت الخليط وعباد الشمس تكوين الأكاسيد الضارة وبمعدل عالى جداً وخطير عند التحمير، بزيت عباد الشمس لفترات طويلة وخاصة بعد ساعتين من التحمير المستمر، حيث ترتفع الحرارة لما يقارب الـ220 درجة مئوية.. ولذلك وكما يقول الدكتور محمد فوزى من خلال دراسته إن من أهم توصيات تلك الدراسة الحديثة عدم استخدام زيت الذرة أو عباد الشمس في القلي أو التحمير لفترات طويلة واستخدام الزيت المخلوط أو زيت النخيل كبديل.
ويرى الدكتور فوزي أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها فى مصر والشرق الأوسط والتي تعد مصر هي البلد الرابع على مستوى العالم بعد فنلندا والسويد وهولندا الذي يتم فيه تقسيم الزيوت النباتية الموجودة فى أسواقها من حيث محتواها من الاستيرولات وكذلك تأثير المعاملات الحرارية عليها ولذلك ستوفر هذه الدراسة معلومات تهم علماء الطب والتغذية فى مصر والقائمين على دراسة مسببات الأمراض السرطانية وأمراض القلب.
وهكذا تكشف الحقائق العلمية المحلية والدولية أن التسخين الزائد لزيوت القلى يفسدها وتكرار استخدامها ينتج مركبات سرطانية نتيجة بلمرة أجزاء من الدهون الثلاثية علاوة على احتواء أبخرة وغازات التسخين على ثاني أكسيد الكربون، وما يسببه من تلوث في الجو والبيئة ويضر بالصحة بما يعيق التوازن الصحى لخلايا الجسم.. وهنا تكمن خطورة التسرع فى استخدامه لأغراض صناعية قد تزيد من معدلات الأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض الخطيرة كالقلب والكبد وارتفاع ضغط الدم.

محاولات قديمة
والكلام عن استخدامات زيت القلى في بعض الصناعات ليس بجديد، فمنذ سنوات مضت وهناك محاولات بل تجارب مستمرة وجادة لتلك الاستخدامات مع ارتفاع أسعار المحروقات وزيادة فاتورة استيراد تلك المحروقات المستخدمة في وقود السيارات علي وجه الخصوص بدلاً من الديزل بعد معالجة محركها، إضافة إلى استخدام زيت القلى كوقود للتدفئة.. وفي هذا الصدد توضح بعض الدراسات البحثية ومنها أبحاث ودراسات مؤسسة «الضمير الحقوقية» أن عملية اختلاط الزيوت والعادم من السيارات ينتج عنها مواد مسرطنة خطيرة، فضلاً عن أنه زيت غير قابل للاشتعال الكامل، علي عكس أنواع المحروقات المختلفة القابلة للاشتعال بشكل متكامل مثل السولار والبنزين، وأن عملية الاحتراق غير الكاملة الناتجة عن استخدام زيت الطعام كوقود للمركبات ينتج عنه عادم يحتوى على مواد مسرطنة خطيرة قاتلة تلوث الهواء بشكل مباشر وتدمر صحة الإنسان، وأشارت المؤسسة إلى أنها رصدت عدداً من الحالات التى تأثرت صحتها جراء استنشاقها الدخان المنبعث من السيارات التي تستخدم زيت الطعام كوقود وتم نقلها إلى المستشفيات، ونصح الأطباء بعض هذه الحالات بعدم التجول في الشوارع خشية استنشاقهم دخان تلك السيارات، ولأن استخدام زيت الطعام بديلاً للوقود أصبح ظاهرة في فلسطين وبالذات غزة دون التوسع في دراسة الآثار السلبية على البيئة والصحة، فقد جددت مؤسسة «الضمير الحقوقية» مطالبتها للمجتمع الدولى بالتحرك العاجل للضغط على دولة الاحتلال الصهيونى لوقف انتهاكاتها البيئة.. وهكذا ومما سبق من سرد لبعض الحقائق والنتائج العلمية الدولية والمحلية، أصبح من الضروري التأكد من توافر ضمانات واشتراطات إعادة تدوير زيوت القلي كوقود للسيارات، وفي بعض الصناعات كالأسمدة والمنظفات الصناعية، وهو ما يتطلب تكنولوجيا متطورة لضمان عدم تلوث البيئة أو زيادة معدلات الأمراض السرطانية، وهي تكنولوجيا مرتفعة التكاليف، فهل وفرتها واحتضنتها وزارة التموين والتجارة قبل البدء في استخدام زيوت القلى كبديل للسولار على سبيل المثال!! وأين وزارة البيئة وهي الممثلة للدولة المنوط بها حماية البيئة من الملوثات والذى وفقاً للمادة 46 من دستور 2013 لكل شخص الحق في بيئة صحية سليمة وحمايتها واجب وطنى وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ عليها وعدم الإضرار بها، كذلك أين وزارة الصحة وهي أول من يعلم أن استخدام الزيت في القلي قد يؤدى إلى تركيز المواد السامة الناتجة من زيادة تركيز المبيدات الزراعية المسموح بها وما قد يؤدى إلى الإصابة بالأمراض السرطانية.. أين الاثنان مما كشفته وزارة التموين والتجارة بشأن استخدامها زيت القلي كبديل للسولار وفي بعض الصناعات كالأسمدة والمنظفات، خاصة أنها بالفعل بدأت تطبيق التجربة بجمع زيوت القلي من المنازل في محافظة بورسعيد بمقابل مادى أو سلعى تموينى!

مفاجأة
ومن الحقائق المثيرة أيضاً أنه سبق وزارة التموين والتجارة في استخراج السولار من تدوير زيت القلى فريق بحثى من المركز القومى المصرى للبحوث تمكن من إنتاج وقود بديل لزيت الديزل «السولار» من الزيوت المستهلكة في عمليات التحمير بالمطاعم، وقد حصل الفريق على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم تقديراً لهذا المنتج الجديد، غير أن هذا المشروع توقف عن هذا الحد ولم نعد نسمع عنه أو عن إثارة أى شىء.
وعن فكرة البحث تقول الدكتورة فريال زاهر الأستاذ بقسم الزيوت والدهون بالمركز ورئيس الفريق البحثى إنها بدأت للبحث عن بدائل لزيت السولار ونشأت الفكرة ضمن مشاريع بحثية بالمركز منذ 15 عاماً وكان الاتجاه في البداية إلي الزيوت النباتية التي لا تصلح للأكل، واستخدمنا زيتاً يعرف باسم «رجيع الكون» المستخرج من الأرز والذي لا يدخل بدوره في الصناعات الغذائية لارتفاع نسبة الحموضة به ووصولها إلى 50٪ وهو ما يجعله يدخل بشكل أساسى في صناعات الصابون،

وقد نجحت بالفعل البحوث في إنتاج زيت ديزل منه.
وتتابع: إلا أنه ولخفض التكلفة اتجه تفكير فريق البحث إلى استخدام زيوت الطعام بعد استهلاكها في عمليات التحمير، وبعد الكثير من التجارب استطاع البحث أن يضع يده على المشكلة الأساسية التي تحول دون استخدام هذا الزيت كزيت ديزل أي تحويله لسولار، وتمثلت المشكلة في أن الزيوت النباتية عالية اللزوجة وهو ما يقلل من كفاءة عملية الاحتراق ومن ثم يقلل من كفاءة تشغيل المركبة ومن ثم سعي الفريق البحثى إلى خفض هذه اللزوجة إلى الثلث وهي نسبة معقولة أثبتت التجارب أنها كافية لإتمام عملية الاحتراق بكفاءة وذلك عن طريق إجراء عملية تحوير كيميائى للزيت من خلال استخدام كحوليات الميثانول والإيثانول، بالإضافة إلى مركبات هيدروكسيد الصوديوم أو هيدروكسيد البوتاسيوم، وعن طريق إجراء تفاعل كيميائى بينهما تم خفض لزوجة الزيت بالمستوي المطلوب ليصبح قادراً على تشغيل الماكينة.

مطلوب ضمانات
فيما يرى الدكتور محمود محمد عمرو -مؤسس المركز القومى للسموم وأستاذ الأمراض المهنية بطب قصر العينى- أن المخلفات الصناعية والزراعية والمنزلية إعادة تدويرها لا يعنى أنها ملوثة حتماً ولكن بشرط ضمان إعادة تدويرها بطريقة علمية معترف بها عالمياً وليس بطرق «الزبالين» التي تحدث في تدوير القمامة والتي تعد ذهباً أسود إذا ما تم تدويرها بطرق وتكنولوجيا متطورة، ولذلك يستحسن الدكتور محمود اتجاه الدولة لإعادة تدوير الزيوت المستعملة من المنازل ويطالب بتعميم جمعها وتدويرها من المطاعم ومحطات البنزين والتي يتم فيها تغيير الزيت لما يقل عن 6 ملايين سيارة شهرياً ويوفر ما يعادل من 15 إلى 20 مليون لتر سولار.
ويؤكد د. محمود جدوى إعادة تدوير الزيوت المستعملة كلها وليس زيوت القلى فقط شريطة توافر الضمانات البيئية والصحية والصناعية لضمان تقطير المكونات العطرية المسببة للسرطان والتخلص منها إذا ما تم ترك الزيت الملوث بهذه المخلفات «الحلقية الطولية» التي تتحول بصورة علمية كيميائية من حلقات غير مغلقة إلى مغلقة، مع زيادة معدلات الغليان، وهو ما يحدث في المحركات، وعندئذ يكون الضرر أخطر وأعظم اقتصادياً وصحياً وبيئياً، فالسولار الملوث بعد إعادة تدوير الزيوت يقلل من العمر الافتراضى لمواتير السيارات، مما يسبب خسارة اقتصادية علي المدي القريب، ولكن الخسارة الأكبر والتي لن يعوضها شيء على المدى البعيد هو ما يخرج من شكمانات السيارة من مخلفات إثر استخدامها زيتاً مستعملاً بعد تحويله لسولار بطرق بدائية وعشوائية ومن ثم عوادم تحتوي علي مواد كربونية أشد خطورة من عوادم الرصاص الناجمة عن البنزين والسولار العادى، ولذلك وقبل البدء في التطبيق لمنظومة وزارة التموين بشأن استخدام الزيوت المستعملة وعلي وجه الخصوص زيوت القلي أن تتوافر الرقابة لشركات كبرى ذات خبرة دولية في عمليات التدوير للزيوت المعاد استخدامها، ومن ثم ستوفر الحكومة من فاتورة العلاج للمصابين والمرضى المحتملين إذا ما كانت عمليات التدوير دون تكنولوجيا آمنة بيئياً وصحياً، خاصة أن نتائج هذه الأضرار تظهر مستقبلاً في أجيال جديدة من مرضى السرطانات التي تظهر بعد 10 سنوات وليس الآن، لأن الأكسدة الناتجة من تكرار القلى للزيوت المزعم استخدامها في إنتاج السولار تؤدى إلى ظهور العديد من المركبات المسرطنة، وأذكر في هذا الصدد ما كشفته الأبحاث من عزل لما يزيد على 200 مركب طيار من زيوت مسخنة إلى 185 درجة مئوية أثناء القلى العميق، والذى تؤدى زيادة مدة تسخينه من زيادة تحلله، مما يستدعى وفقاً لكلام الدكتور محمود عمرو من ضرورة إحكام الرقابة على تلك المنظومة الجديدة وضمان توافر التكنولوجيا المتطورة بيئياً.

وللمسئولين.. رأى
من جانبه كشف محمود دياب، المتحدث الرسمي باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية، أن الوزارة بصدد تفعيل برنامج إعادة استخدام زيت الطعام المستعمل لتوليد السولار والمحافظة على البيئة، وبما يستهدف إنتاج مليون لتر سنوياً من السولار، خاصة أن الدولة تدعم لتر السولار بنحو 7 جنيهات وستقوم باستلام الزيت المستعمل من المستهلك بما يصل إلى 3.5 جنيه. وهو ما يعني أن الحكومة تتجه لإنتاج السولار بنصف التكلفة وذلك بالتوازى مع توفير احتياجات الدولة من السولار وتعويض النقص منها.

آخر من يعلم
الدكتور أمين خيال، رئيس الإدارة المركزية للمخلفات والمواد والنفايات الخطيرة بجهاز شئون البيئة, أكد على تطبيق بعض الدول منظومة إعادة تدوير زيوت القلى واستخدامها كبديل لوقود السيارات، وكذلك في بعض الصناعات ومنها صناعة الصابون، وكانت تتم فى مصر عام 1967 دور في متابعتها من البداية ومتابعة خطوات تنفيذ تلك المنظومة الجديدة لإعادة تدوير زيوت القلى ضماناً لتوافر كل الاشتراطات الطبية والبيئية التي تحد من مخاطرها المثبتة علمياً والمسببة للأمراض السرطانية.

ويبقى تعليق
تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية حذر من أن نسبة الإصابة بالأورام السرطانية قد تصل إلى 50٪ من جملة سكان العالم خلال العقود الثلاثة القادمة بسبب التلوث خاصة التلوث الغذائى والضغوط العصبية، كذلك البحوث العلمية أثبتت وجود مادة كيميائية تسمى البنيتساكاروفين وهي مادة تضاف لزيت القلى عادة لتغيير صفاته الفيزيائية كاللون والطعم والرائحة، وهناك أيضاً مواد تضاف لتغيير صفاته الكيميائية عند تحويله لسولار وغيره وجميعها تجعل الزيت نقياً وصالح تحويلياً فقط من حيث الشكل، بينما تظل عوامل خطورة التلوث كامنة.. فهل استعدت وزارة التموين والتجارة لكل هذه المخاوف وتلك الاحتمالات وإن كانت فكيف كان هذا الاستعداد بمنأى عن وزارتى البيئة والصحة بل والصناعة وهيئة المواصفات القياسية!!

برواز
وزير التموين:
كل لتر زيت يتحول إلى سولار سيوفر للدولة 3.5 جنيه

إيمان الجندى

وقع الدكتور خالد حنفى، وزير التموين، بروتوكول تعاون مع الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، بهدف تحويل زيت الطعام المستعمل إلى سولار.
ويتضمن الاتفاق قيام الأكاديمية العربية للعلوم بتدريب العاملين على كيفية تحويل الزيت إلى سولار.
وقال وزير التموين فى تصريحات لـ«الوفد» إن تحويل زيت الطعام المستعمل إلى سولار سيؤدى إلى زيادة دعم الأسرة وإلى توفير الآلاف من فرص العمل للشباب وسينتج حوالى مليون لتر سولار سنوياً بتكلفة 3.5 جنيه للتر الواحد وهو ما يعنى أنه سيوفر للدولة 3.5 جنيه من كل لتر، حيث تستورد مصر لتر السولار حالياً بمبلغ 7 جنيهات.
وأضاف وزير التموين أن كل أسرة تسلم لبقال التموين زيت الطعام المستعمل ستحصل على مقابل مالى نظير ذلك.
وكانت الأكاديمية العربية نجحت في تصميم جهاز بتكلفة 5 آلاف جنيه لتحويل زيت الطعام المستعمل إلى سولار.