رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قطارات الموت .. تذكرة ذهاب إلي الآخرة

بوابة الوفد الإلكترونية

«الداخل مفقود .. والخارج مولود» شعار أصبح حقيقيا في قطارات مصر التي يعتمد عليها ملايين المصريين كوسيلة يومية لانتقالاتهم إلا أن تقريرا حديثا أصدرته هيئة السكك الحديدية أكد تدهور حال القطارات علي نحو مخيف كشف التقرير أن 95٪ من القطارات غير صالح للاستخدام و60٪ من الجرارات التي تقطر القطارات خارج الخدمة، بعضها مازال في الخدمة وبعضها ينتظر «العمرة» التي لم تأت بعد، والنتيجة أعطال متكررة وتوقفات مستمرة وسائقون يعانون الويل لتوصيل الركاب الذين ضاقوا ذرعا بالقطارات ولكن ما باليد حيلة.

وأوضح التقرير أن 20٪ منها متوقفة تماما منذ عام 2002 والـ40٪ الباقية تحتاج الي «عمرة» كبيرة، وأكد التقرير أن الهيئة بها 821 جرارا لا يعمل منها سوي 346 فقط (40٪)، بينما الباقي إما في حالة توقف تام. أو تعمل رغم حاجتها لـ«عمرة جسيمة»، وهذه الجرارات غير الصالحة كانت سببا في وقوع 4 حوادث في الآونة الأخيرة كان آخرها قطار دهشور الذي دهس أتوبيسا وتسبب في مقتل 27 مواطنا وإصابة 28 آخرين أثناء عودتهم من حفل زفاف بالقاهرة.
وأكد التقرير أن قطع الغيار موجودة بشركة «ايرماس» المملوكة للسكك الحديدية منذ عام 2009 ولم تتم الاستفادة منها في عمل «عمرة» الصيانة للجرارات المتوقفة تماما، ولا الجرارات التي تحتاج الي عمرات مؤقتة والتي مازالت تعمل رغم سوء حالتها، وأشار التقرير الي أن قيمة قطع الغيار تبلغ 124 مليون جنيه ولم تتم الاستفادة منها، والأخطر من ذلك ما كشفه محمود صابري أمين التنظيم النقابي للعاملين بالسكك الحديدية أن 95٪ من القطارات غير صالح للاستخدام الآدمي، و60٪ من عربات نقل الركاب خارج الخدمة، في حين بلغت ديون السكك الحديدية حوالي 17 مليار جنيه وخسائرها 1.4 مليار جنيه ووسط موجات الإرهاب التي تضرب السكك الحديدية من حين لآخر زادت معاناة المواطنين فمن لم يمت بقنابل الإرهابيين مات بسبب الإهمال الذي ينخر في مرفق السكك الحديدية.
ويتحدث المهندس أحمد يوسف - أحد ركاب قطارات الصعيد - عن حجم المعاناة التي يعيشها المسافر في القطارات: ساعات السفر الي الصعيد طويلة لذلك يفضل الكثير ركوب القطارات كوسيلة من المفترض أن تكون مريحة وآمنة، ولكننا طوال الطريق نعاني من الإهمال وعدم نظافة القطارات بما في ذلك القطارات المكيفة، والتي تعاني تكييفاتها من الأعطال الدائمة، هذا بالإضافة الي النوافذ المكسورة، أما عن مواعيد القطارات فحدث ولا حرج فدائما هناك تأخيرات ونادرا ما يصل القطار في موعده، هذا بالإضافة الي الأعطال المتكررة في الطريق.

معاناة مستمرة
ويلتقط أحمد إبراهيم أطراف الحديث مشيرا الي أنه لا يوجد قطار يصل في موعده أبدا، ورغم المخاطر والتأخيرات والقنابل وكل شيء إلا أن ركاب الصعيد يفضلون دائما السفر بالقطارات نظرا لطول الفترة التي يقضيها المواطن في الرحلة، وأضاف: معاناتنا مع القطارات لم تنته فالقطارات التي من المفروض أنها مكيفة ينتشر بها الباعة الجائلون والمتسولون الذين يسيئون لشكل مصر، هذا بالإضافة الي مشكلة الزحام علي شبابيك التذاكر، وإضافة جنيهين وأحيانا أربعة علي سعر التذكرة كمعونة شتاء ليصل سعر التذكرة من القاهرة الي المنيا الي 32 جنيها بدلا من 28 جنيها وأحيانا نضطر لحجز التذكرة حتي أسوان ونتكلف سعر التذكرة كاملة بناء علي تعليمات موظف الشباك.
الأمر الغريب أن المعاناة لا تقتصر فقط علي ركاب القطارات ولكنها امتدت أيضا للسائقين ومساعديهم الذين يعانون بسبب سوء حالة الجرارات وأكد حسيب رياض مساعد سائق أن القطارات حالتها يرثي لها وإذا كان الجمهور يعاني فنحن نعاني أكثر من سوء أوضاع الجرارات والقطارات والآلات فالمساحات لا تعمل والزيت في كل مكان في القاطرة وعمرات الجرارات لا تتم في مواعيدها وهناك أيضا مشكلات في الإشارات التي لا تتم صيانتها، ومن ثم فالمادة الفسفورية الموجودة في معظمها، انتهت وبالتالي نعاني في أثناء الرحلة لعدم رؤية الإشارات.
وأكد أن هناك إهدارا للمال العام في السكك الحديدية، فالحديد والخردة ملقاة علي أشرطة القطارات ورغم أن اللجنة النقابية تقدمت بمذكرات عديدة لرئيس مجلس إدارة الهيئة إلا أن أحدا لم يهتم وتركونا في معاناتنا مع الجرارات وإهدار المال العام.
وأضاف ربيع كمال سائق قطار: نخرج كل يوم وأرواحنا علي أكفنا إن لم  يكن بسبب القنابل التي يزرعها الإرهابيون علي أشرطة القطارات، ويضيف قائلا: ناهيك عن الطوب الذي يلقي علينا أثناء سير القطار، ومع ذلك فالجمهور لا يرحمنا فإذا تأخر القطار ولو كان لأسباب خارجة عن إرادتنا وإذا تعطل الجرار بسبب سوء العمرات أو عدم إجرائها، يصب المواطنون لعناتهم علينا، متناسين أننا مجرد سائقين ولسنا مسئولين عن سوء حالة القطار.
وأضاف: من المفترض أن يدخل الجرار عمرة سريعة كل 15 يوما ولكن أحيانا لا يتم إجراء العمرة أو يتم إجراؤها بشكل غير سليم، فيعود الجرار الي الخدمة وحالته سيئة ونعاني نحن معه.

 

 

‭.. ‬وقنابل‭ ‬الإرهاب‭ ‬تستهدف‭ ‬الركاب

 

703‭ ‬محطات‭ ‬دون‭ ‬تأمين‭ ‬و27‭ ‬بوابة‭ ‬للكشف‭ ‬على‭ ‬الحقائب‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬والإسكندرية


ما بين قنابل الإرهاب التى لا ترحم، ونيران الإهمال الأشد فتكاً، تعانى سكك حديد مصر الأمرين حوادث متكررة، أعطال بالجملة، تأخير بالساعات يومياً، وتزايدت خسائرها حتى وصلت إلى 1.4 مليار جنيه، وبلغت ديونها 17 ملياراً وأصبح هذا المرفق الذى يعد أول خط سكة حديد فى الشرق الأوسط يمثل معاناة يومية لأكثر من 5 ملايين راكب يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً من الموت بمولوتوف الإخوان وأنصارهم.
تطالعنا الأنباء يومياً بخبر قنبلة مزوعة على خطوط السكة الحديد، كان آخرها قنبلة بنى سويف التى انفجرت مؤخراً فى الإرهابى الذى حاول زرعها منذ أيام قليلة، وكانت الخطوط التى تمتد بطول 9 آلاف كيلومتر بطول مصر وعرضها شهدت عدة عمليات إرهابية منذ شهر فبراير الماضى أولها إحباط محاولة تفجير قطار طنطا - القاهرة بعد ضبط مولوتوف أسفله وفى شهر يوليو الماضى، انفجرت قنبلة بدائية الصنع داخل محطة سكك حديد الحضرة بالإسكندرية، ولم تسفر عن وقوع أى إصابات، وفى شهر أكتوبر الماضى، عثرت أجهزة الأمن بالقليوبية على قنبلة داخل نفق مزلقان زكى بمدينة قها، مما أدى إلى توقف حركة القطارات بخط القاهرة ــ الإسكندرية.
وشهد الشهر نفسه تفجيرين آخرين، حيث تم تفجير قنبلتين على خطوط السكة الحديد بالشرقية، وأبطلت الداخلية مفعول قنبلتين أخريين وبعدها بأيام قليلة عثرت قوات الأمن على جسم غريب بجوار قضبان السكك الحديدية بخط الزقازيق - ميت غمر - وشهد الشهر الجارى عدة محاولات إرهابية لتفجير الخطوط، بدأت فى الأول من نوفمبر بالعثور على قنبلة بدائية الصنع

بشريط السكك الحديدية بين محطتى منوف - سنجرج، مما أدى إلى توقف حركة القطارات لمدة ساعة، وفى اليوم التالى تم العثور على زجاجات مولوتوف وكميات من البنزين والسولار مسكوبة على أرضية قطار الركاب رقم 407 الواسطى - مغاغة فى بنى سويف.
وبعد أيام قليلة لقى أربعة أشخاص مصرعهم فى حادث انفجار قنبلة بإحدى عربات قطار بمحطة سكك حديد منوف، ثم انفجرت سيارة نصف نقل بجوار محطة القطار بمدينة كفر الشيخ دون وقوع إصابات، ثم وقع انفجار على شريط السكة الحديد بين محطتى أنشاص وبلبيس بالشرقية، مما أدى إلى حدوث كسر بقضبان السكة الحديد وتوقف حركة القطارات.
استهداف‭ ‬المواطنين
كل هذه العمليات أكدت أن الإرهابيين أصبحوا يستهدفون المواطنين ومرافق الدولة على السواء، فأنشطتهم الإجرامية لم تعد مقصورة على رجال الجيش والشرطة والمنشآت الشرطية، بل امتدت إلى المواطنين فى القطارات لتزيد من معاناة المواطنين مع قطارات الموت.
ورغم أن وزير النقل هانى ضاحى، أكد من قبل أن ما يحدث من تفجيرات السكة الحديد ما هو إلا محاولات يائسة من جماعة الإخوان المسلمين، مؤكداً أنه تم الاتفاق مع وزارة الداخلية على تكثيف وتشديد الرقابة على محطات السكك الحديدية، حيث تم تركيب 27 جهازاً للكشف عن المفرقعات فى محطتى السكك الحديدية بالقاهرة والإسكندرية.
وأوضح أن منظومة الرقابة تتم من خلال 3 محاور وهى الأجهزة الأمنية واتباع إجراءات وقائية، وأخيراً البلاغات التى تصل إلى الوزارة من المواطنين.
ورغم هذا، إلا أن الأزمة تظل قائمة فى حوالى 70 محطة أخرى تمتد فى كل محافظات مصر، لم تشهد الإجراءات التى تشهدها محطة مصر، فقد كشفت جولة «الوفد» وجود رجال أمن منتشرين فى أرجاء محطة رمسيس وأجهزة كشف الحقائب على الأبواب الرئيسية للمحطة، إلا أن الأمر لا يخلو من وجود مداخل أخرى لا يوجد عليها تأمين مثل مدخل محطة الضواحى، هذا بالإضافة إلى أن خطوط السكك الحديدية المنتشرة فى كل مصر يصعب تأمينها، حيث إنها أماكن مفتوحة، مازالت تحتوى على مزلقانات بدائية تسمح بتسلل أى شخص معدوم الضمير إليها، وزرع أى قنبلة فى أى مكان عليها، وإذا انفجرت القنبلة أثناء سير القطار أو قبله بدقائق وأدت إلى قطع السكة فستقع كارثة غير محمودة العواقب.
تحديث‭ ‬الهيئة
الدكتور عبدالجواد بهجت، أستاذ النقل والطرق بكلية الهندسة جامعة الأزهر، عميد معهد النقل الأسبق، أكد أن تأمين السكك الحديدية أمر صعب نظراً لامتدادها وقدمها، والمشكلة التى تواجه مصر الآن أن منظومة السكك الحديدية كلها قديمة، بما فى ذلك خطط تأمينها، وهذا لا يصلح مع مناخ الإرهاب الحالى، لذلك يجب تحديث منظومة السكك الحديدية، بحيث يمكن تأمينها من خلال الرادارات، ونظام تبادل القضبان، أما إذا استمرت السكة الحديد على نظامها البدائى الحالى فستظل عمليات التأمين الكامل مستحيلة.
ورغم هذا فإن السكة الحديد وضعت خطة التأمين أوضحها لنا مصدر أمنى بشرطة النقل والمواصلات، طلب عدم ذكر اسمه، وتتضمن الخطة تأمين المحطات وخطوط السكك الحديدية من خلال المديريات التابعة لها، ففى القاهرة مثلاً يتم تأمين المحطة من خلال شرطة النقل والمواصلات عن طريق البوابات وعناصر أمن من الرجال والسيدات، وأفراد شرطة سرية منتشرين على الأرصفة، وداخل القطارات لتأمين القطار فى رحلته، وهذا أيضاً ينطبق على بقية وسائل المواصلات الأخرى، بالإضافة إلى أفراد الحماية المدنية المنتشرين فى المحطات الرئيسية، ويتوجهون لأى مكان فور حدوث أى واقعة، كما يتم تأمين المحطة من خلال الكلاب البوليسية وأجهزة الكشف عن المعادن، وأى شخص يتم الاشتباه فيه يتم تفتيشه من قبل أفراد الشرطة التابعين لمديرية الأمن والمتواجدين خارج المحطات، ثم يتم تسليمه لشرطة النقل والمواصلات عند الاشتباه.
وأضاف المصدر أن هناك تنسيقاً دائماً بين شرطة النقل والمواصلات ومديريات الأمن على مستوى الجمهورية لتأمين خطوط السكك الحديدية فى كل المحافظات، وتتضمن خطة التأمين، إرسال دوريات راكبة لتأمين خطوط السكك الحديدية وقطارات استكشافية للتأكد من سلامة قضبان السكك الحديدية وتعيين خدمات أمنية فى الشوارع المحيطة بالمحطات وخطوط السكك الحديدية.
ورغم تصريحات المسئولين وخطط التأمين إلا أن الحوادث الإرهابية ومحاولات تفجير السكك الحديدية ستظل مستمرة، طالما استمر الخفير أبو نبوت يحرس ساحات شاسعة مفتوحة لكل من تسول له نفسه ارتكاب أى عمل إجرامى، ومن ثم يصبح من الضرورى إيجاد خطة متكاملة لتأمين سكك حديد مصر وحمايتها من الإرهابيين.