عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أديرة مصر .. الشاهد على الماضي والحاضر

بوابة الوفد الإلكترونية

فى صحاري مصر القاصية والدانية تقف الأديرة القبطية شاهدا على العصور والحقب التاريخية التى مرت بها مصر منذ أن دخلت المسيحية إليها وحتى الآن، حيث كان الظهور الأول لفكرة الرهبنة وبناء الأديرة في أواخر القرن الثالث الميلادي.

وتتلخص فكرة الرهبنة فى ترك المسيحي عائلته ومجتمعه الذي يعيش فيه، متجها لإحدى الصحاري، ليقيم فيها متوحدا، ثم تطورت الفكرة بعد ذلك لإنشاء مكان يجمع هؤلاء الذين يقصدون الرهبنة فيما عرف بعد ذلك بالأديرة.
واحتضنت مصر مئات الأديرة منذ القرن الثالث الميلادي، بل وصل العدد لبضعة آلاف وذلك قبل دخول الإسلام إلى مصر، وصارعت هذه الأديرة العوامل الطبيعية والبشرية من أجل البقاء، ولكن نظرا للاضطهاد الروماني للمسيحيين فى القرون الأولى، والهجمات البربرية، وبعض الحكام المتطرفين بعد دخول الإسلام، تبقى منها بضع المئات.
ولم تخل أى محافظة من دير تشتهر به وكان مقصدا للسياحة الدينية فى مصر، حيث أنها جميعها تقع تحت المسئولية السياسية لوزارة الآثار.
وتنقسم الأديرة إلى قسمين أحدهما أديرة عامرة مازالت حياة الرهبنة معمولا بها فيها إلى اليوم، والآخر غير عامرة تم هجرها من الرهبان وتعتبر مقصدا سياحيا فقط.
"بوابة الوفد" رصدت أهم هذه الأديرة فى محافظات مصر وهي كالتالي:
أولا أديرة الوجه البحري .. "الإسكندرية والدلتا وسيناء
دير سانت كاترين بسيناء
يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء أسفل جبل كاترين أعلى جبال مصر، بالقرب من جبل موسى. ويقال عنه أنه أقدم دير في العالم، ويعد مزارا سياحيا كبيرا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهو معتزل، يديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذي لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس ولكن تربطه علاقات وطيدة مع بطريرك القدس لذلك فإن اسم بطريرك القدس يذكر في القداسات، على الرغم من أن الوصاية على الدير كانت لفترات طويلة للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ورهبان وكهنة الدير من اليونانيين وليسوا عربًا أو مصريين، شأنهم شأن أساقفة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس التي يسيطر عليها اليونانيون من عهود طويلة.
وأسقف سيناء يدير إلى جانب الدير الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة في جنوب سيناء في منطقة الطور وواحة فيران وطرفة.
بني الدير بناء على أمر الإمبراطورة هيلين أم الإمبراطور قسطنطين، ولكن الإمبراطور جستنيان هو من قام فعلياً بالبناء حوالي سنة 545 م ليحوي رفات القديسة كاترين التي كانت تعيش في الإسكندرية.


دير مار مينا العجائبي – الإسكندرية
هو أحد أقدم الأديرة الذي يقع فى المنطقة الغربية لمحافظة الإسكندرية، والمعروفة بـ"كينج مريوط"،ويرجع تاريخه إلى عام 363م حينما بدأ القديس أثناسيوس الرسولى، بابا الكنيسة الأرثوذكسية آنذاك، ببناء كنيسة على قبر القديس مار مينا العجائبى –أحد شهداء المسيحية الذين استشهدوا بسيوف الرومان-  ثم جذب المكان الآلاف من المسيحيين الذين أحبوا الاستقرار فى هذه المنطقة، وقاموا بتشييد المبانى والقصور التى بنيت غالبيتها من أجود أنواع الرخام حتى سميت هذه المدينة بـ المدينة الرخامية , وأطلق عليها الأقباط مدينة "بو مينا" وبدأت تبنى كنائس كثيرة .
وسرعان ما بنى ديراً على اسم مار مينا فى هذا المكان للرهبان الذين يخدمون هذه الكنائس , وحدث أن أغار عليها البربر الوثنيون والعرب, ودمرت المدينة تماماً وتخربت وهجرها الأهالى والسكان واندثرت معالمها فى حوالى القرن العاشر الميلادى.
وفى عام 1905 م اكتشف الأسقف الألمانى "كارل ماريا كارفمان" مدينة مارمينا وأديرتها، وتوجه إلى البابا كيرلس الخامس –البابا الـ112 فى تاريخ البطاركة- لإعادة بناء الدير، وهو ما تم بالفعل، ثم واصل البناء البطاركة التى خلفوه مثل البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث.
ويحتوي الدير على عدد من الكنائس، الأثرية والحديثة، إلى جانب مزارع وقلالي للرهبان.


أديرة وادي النطرون – البحيرة
يشتمل وادي النطرون على واحدة من البراري التى شهدت إقبالا شديدا من طالبي الرهبنة، حيث إن المنطقة تضم أربعة أديرة تعد من أهم الأديرة فى مصر، وهي دير " الأنبا بيشوي، والقديس أبو مقار، ودير السيدة العذراء السريان ودير السيدة العذراء البراموسي".
دير السيدة العذراء البراموس:
يقع دير السيدة العذراء مريم "البراموس" في الطرف الغربي لبحيرات النطرون وتبلغ مساحته نحو فدانين وثلاثة عشر قيراطًا، ويعرف بدير الروم لوجود مغارة أولاد الملوك التي عاش بها الأميران مكسموس ودماديوس أبناء الإمبراطور فالنتينان الأول الذي حكم في الفترة من (364-375م) وقد أطلق عليه بعض المؤرخين دير أنبا موسى الأسود وذلك لأن الأنبا موسى كان رئيسا لذلك الدير ودفن به.
ويرجع تاريخ تأسيس دير السيدة براموس إلى القرن الرابع الميلادي، ثم أعيد ترميمه فى القرن السادس عشر الميلادي، وكان آنذاك عبارة عن كنيسة، وترجع شهرته إلى وجود رفات القديسين مكسيموس ودماديوس.


دير الأنبا بيشوي
يقع على بعد نصف كيلو متر إلى الجنوب الشرقي من دير السيدة العذراء السريان، ويبعد عن دير القديس مقاريوس " أبو مقار" غربا نحو عشرين كيلو مترًا وتبلغ مساحته فدانين وستة عشر قيراطًا.
وينسب اسم الدير إلي القديس الرهبان وهو "الأنبا بيشوي" وكان تلميذ للقديس مكاريوس أحد زعماء النسك في الوادي.
ويرجع إنشاؤه على أغلب الاحتمال إلى أواخر القرن الرابع الميلادي، كما أعيد بناؤه حوالي عام 840م ويعتقد أن المبنى الرئيسي للكنيسة يرجع إلى هذا التاريخ كما قام البابا بنيامين الثاني البطريرك 82 (1327- 1339م) بترميمه وأضاف تعديلات ما زالت باقية حتى الآن.
ووضع فى الدير جسد البابا شنودة الثالث تنفيذا لوصيته.

 

دير السيدة العذراء السريان:
يقع بين دير البراموس ودير الأنبا مقار إلى الجنوب الشرقي من دير البراموس، ويبعد عن دير أنبا بيشوي الواقع في نفس المنطقة بمسافة 500 متر وتبلغ مساحته نحو فدان وستة عشر قيراطًا.
ترجع نشأته إلى أواخر القرن الرابع الميلادي، وقد بورك المكان الذي بني فيه بزيارة العائلة المقدسة في القرن الأول الميلادي.
وأطلق عليه اسم السيدة العذراء والدة الإله في القرن الخامس الميلادي ولكنه اشتهر باسم "دير السريان" بسبب سكنى بعض الرهبان القادمين من سوريا وبلاد المشرق داخل الدير بجانب الأقباط- في الفترة من القرن الثامن حتى القرن السادس عشر الميلادي.
وقد تميز بقدوم مجموعات من جنسيات مختلفة بهدف التلمذة على أيدي آباء الدير الأوائل كما أطلق عليه على مدى العصور اسم "دير السريان العامر" لأنه لم يخل من الرهبان ولم يخرب ولم يحدث أي اعتداء عليه في أي عصر من العصور تقريبا.
وترجع شهرة دير السريان في الغالب إلى وجود القلاية الأصلية التي كان يعتكف فيها الأنبا بيشوي، كما أن بجوارها شجرة "الأنبا أفرام السرياني" وكانت عصا ثم تأصلت في التربة ونبتت ثم أورقت وما زالت حتى يومنا هذا.

 

دير الأنبا مقاريوس (أبو مقار):
يقع في الجنوب الشرقي لدير الأنبا بيشوي ودير السريان وتبلغ مساحته نحو فدانين ،وينسب هذا الدير للقديس مقاريوس الكبير، وهو أغنى أديرة وادي النطرون من الناحية الروحية، بما يحويه من قدسية لدى الرهبان حيث يوجد التابوت الذي يحوي رفات ستة عشر من الآباء البطاركة، كما يوجد أجساد التسعة والأربعين شيخا الشهداء الذين قتلهم البربر مدفونين بكنيسة الشيوخ، كذلك التابوت الرخامي الذي يحمل رفات القديسة هيلاريا ابنة الملك زينون التي تنكرت في زي الرجال وترهبت بهذا الدير ودفنت في أرضية قصره القديم الذي بناه والدها فوق المكان الذي يحوي تابوتها كما كان البطاركة يجتمعون فيه عندما كانوا يقومون بعملية الميرون المقدس، وأحيانا يدشنون الكنائس والهياكل التي تكون قد شيدت في هذا الدير.
وكان من العادات المتبعة عند انتخاب البطريرك للكرسي أن يتوجه بعدها مباشرة إلى دير الأنبا مقار حيث لابد من إتمام عملية الرسامة والتقديس بالدير المذكور، وهذا دليل على مقدار المكانة المرموقة التي تبوأها ذلك الدير خلال العصور التاريخية المختلفة في كافة أنحاء البلاد المصرية بل وفى جميع أقطار المسكونة وأسبغ هذا بلا شك صفة التقديس للمكان المذكور.


أديرة مصر القديمة – القاهرة
تضم منطقة مجمع الأديان عددا من أقدم وأشهر الكنائس التى شيدت فى القرون الأولي قبل دخول الاسلام إلى مصر، من بينها دير مار جرجس ودير أبى سيفين بمصر القديمة، ودير السيدة العذراء ودير مار جرجس بحارة زويلة، ودير الامير تادرس بحارة الروم.
كما تضم الكنيسة المعلقة التي كانت مقرا  للبطريركية فى القرن الثامن والتاسع عشر.
ويوجد دير الأنبا برسم العريان بمنطقة المعصرة ، ويقع‏ ‏على‏ ‏طريق‏ ‏حلوان، وهو‏ ‏من‏ ‏الأديرة‏ ‏التي‏ ‏تشغل‏ ‏مساحة‏ ‏كبيرة بالقاهرة، و‏أعاد‏ ‏تعميرها‏ الأنبا ‏بسنتي‏ ‏أسقف‏ ‏حلوان‏، حيث قام بإنشاء ‏كاتدرائية‏ ‏كبيرة‏ ‏ومباني‏ ‏للخدمات‏ ‏والزوار‏ ‏ومكتبات‏.‏
كما يقع دير السيدة العذراء –المعادي- على ضفاف النيل، وهو أحد الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر فى القرن الاول الميلادي، وبه كنيسة أثرية يقصدها العديد من السياح والزائرين.


دير مار جرجس ميت دمسيس – الدقهلية
يقع هذا الدير بقريه ميت دمسيس بمركز أجا بمحافظة الدقهلية بالقرب من مدينة زفتى وتبعد منها حوالي 14 كم.، على طريق القاهرة-المنصورة، على بُعد حوالي 94 كم من القاهرة.
ويبعد الدير عن الطريق السريع بحوالي 7 كم، وهو مقصدا للكثير من المسيحيين للتبارك من الدير.
ويعتبر دير مار جرجس بميت دمسيس واحدا من الأديرة والكنائس الأثرية القديمة الذي يرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الســـابع.
واسم المدنية الأصلي "منية دمسيس" وهى من القرى القديمة التي ورد ذكرها في قوانين ابن مماتي وفى تحفة الإرشاد وفى التحفة من أعمال الشرقية ثم حرف اسمها من منية إلى ميــــت ووردت باسمها الحالي في سنة 1228 هـ وفى سنة 1259 هـ فصل من ميــت دمسيس جزء من ناحية أخرى باسم كفر أبو جرج وكان مستقلا بذاته في حين أنه جزء من سكن ميت دمسيس، وعند فك زمام مديرية الدقهلية سنة 1903م ضم زمام هذا الكفر إلى ميت دمسيس وصار ناحية باسم ميت دمسيس وكفر أبو جرج.
وتضم محافظات الدلتا عددا من الكنائس والأديرة الأثرية مثل كنيسة الشهيد العظيم ابانوب النهيسى، وكنيسة القديسة رفقة واولادها، وكنيسة الشهيد سيدهم بيشاى بدمياط، ودير القديسة دميانة بالبرارى ، وكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس المزاحم.

 

ثانيا أديرة مصر الوسطي "البحر الاحمر وشمال ووسط الصعيد"
دير الأنبا بولا - البحر الأحمر
يقع دير الأنبا بولا ‏غرب‏ ‏أحد‏ ‏جبال الجلالة‏ ‏العالية‏ ‏وتحيط به ‏هضاب‏ ‏مرتفعة، ‏وهي‏ ‏البقعة‏ ‏التي‏ يقال إن ‏العبرانيين عبروا منها‏ ‏مع ‏ ‏موسى النبي ‏إلى ‏البحر‏ ‏الأحمر‏ ‏عند‏ ‏خروجهم‏ ‏من‏ ‏أرض‏ ‏مصر
ويعد دير الأنبا بولا‏ ‏من‏ ‏أقدم‏ ‏الأديرة‏ ‏المصرية‏ ‏حيث‏ ‏أنشأ‏ ‏في‏ ‏أواخر‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏الميلادي‏ ‏وبداية‏ ‏القرن‏ ‏الخامس،‏ ‏وبه ثلاث كنائس أثرية هى :
- الكنيسة التى كان يسكنها الأنبا بولا السائح لمدة 70 سنة لم يره أحد، ويعتبره المسيحيون اول السواح والكنيسة عبارة عن جزأين نحت أحدهما فى الصخر والأخبر عبارة عن بناء غطيت حوائطها برسومات . 
- كنيسة أبو سفين أعاد بناءها المعلم الجوهرى فى أواخر القرى الثامن الميلادى  وستجد أخبارها فى هذا الموقع .
- كنيسة الملاك: وبها الكثير من القبب يبلغ عددها الاثنى عشر قبة كعدد تلاميذ السيد المسيح يرجع تاريخها إلى سنة 1777م .


دير الأنبا أنطونيوس - البحر الأحمر
هو أول دير أنشئ في العالم وينسب اسمه إلي الأنبا أنطونيوس الذي يعتبره الأقباط المصريون أول الرهبان في العالم وأبو جميع الرهبان.
ويقع الدير على سفح جبل الجلالة القبلي بصحراء العرب بمصر، ويمكن الوصول إليه عن طريق السويس ومنها إلى رأس غارب ثم غرباً في الصحراء عند العين السخنة أو من بنى سويف شرقاً الطريق الصحراوى (غير معد) أو يمكن الوصول إليه من القاهرة عن طريق حلوان إلى الكريمات ثم الزعفرانة ويقع الدير قبل الزعفرانة بحوالي 48 كم ومدق الدير(طريق الدير)حوالي 17 كم.
وتبلغ مساحة الدير الأصلية 18 فداناً أضيفت لها 350 فدانا آخرين ضمن ملكية الدير بعد حل مشكلة كان متنازعا عليها مع المحافظة مؤخرا والتي قضت بشراء الدير 350 فدانا وجعل 150 فدانا آخرين غابة شجرية.

 

دير العزب "دير الأنبا إبرام" – الفيوم
تضم محافظة الفيوم عددا كبيرا من الأديرة، أهمها دير العـزب ( ديموشيه ) واسمه الكنسى دير السيدة العذراء مريم والشهيد أبى سيفين والذي يسمى حاليا بدير القديس الأنبا إبرآم لوجود جسد القديس الأنبا إبرآم.
وهو دير قديم ورد اسمه فى قائمة أبو عثمان النابلسى فى قائمة أديرة الفيوم عام 1245ميلادية ويرجع إلى العصر الرومانى، ويقع بقرية العزب على بعد 5 كم جنوب الفيوم، وتوجد به كنيسة أثرية قديمة فى الركن الجنوبى الشرقى من الفناء تعرف باسم كنيسة السيدة العذراء.
يضم الدير خمسة كنائس هى ( كنيسة السيدة العذراء ، كنيسة الأنبا بيشوى ، كنيسة الشهيد أبوسيفين والقديس الأنبا إبرآم ، كنيسة الأنبا صموئيل المعترف لبيت المكرسات ، كنيسة الأنبا إبرآم.


دير الأنبا مكاريوس السكندري – وادي الريان بالفيوم
هو دير أثرى عرف من خلال التاريخ، وظهر اسم الدير فى العصر الحديث بعد أن أعيد تعميره علي يد القس متى المسكين، الذي أرسل الراهب إليشع لتعمير الدير، عام 1960.
ووقع عدد من المصادمات بين الدير وأجهزة الدولة التي أطلقت عليه اسم الدير المهجور -حسبما مسجل فى سجلات أمن الدولة- حيث طلب جهاز أمن الدولة من الراهب إليشع بعد اقتياده إلى جهاز أمن الدولة الحصول على تصريح من وزارة البيئة للإقامة بالدير.
ويواجه الدير مشكلة الآن مع وزارة البيئة ووزارة النقل التي تريد إنشاء طريق سريع يربط بين الفيوم والواحات ويمر بأرض الدير، حيث اتخذ البابا تواضروس الثاني على أثره عدة قرارات معليا المصلحة الوطنية على مصلحة الدير.


دير الأنبا صموئيل المعترف- مغاغة – المنيا
يقع هذا الدير بجبل القلمون غرب مركز مغاغة بمحافظة المنيا ، على بعد حوإلى 185 كم من القاهرة على الطريق الغربى للصعيد ، ثم مسافة حوإلى 40 كم غرب الطريق داخل الصحراء، ويبعد عن المحافظة ما يقرب من 60 كيلومترا.
ويعود تاريخ الدير إلى القرن السادس حيث أسسه القديس الأنبا صموئيل المعترف، كما تعرض الدير للعديد من الهجمات البربرية خلال القرون الأولى، وذلك فى أثناء حياة القديس صموئيل,
ازدهر الدير وأصبح يضم ما يقرب من 120 إلى200 راهب، كما أنشأ به 12 كنيسة فى سنة 693 م
وتذكر عدد من المخططات وإحداهما مخطوط أبو المكارم ( أبو صالح الأرمنى ) أن هذا الدير كان به 12 كنيسة ، وكان بعض الرهبان يعيشون حياة الانعزال عن المجتمع الرهبانى فى كهوف ويقدر عدد الرهبان فى داخل الدير وفى الكهوف بـ 130 راهباً.
وفى أواخر القرن التاسع عشر جاء الأب إسحق البراموسى مع عدد قليل من الرهبان  ليعيشوا فى هذا الدير , وبدأوا إعادة بناء الدير القديم وإعادته إلى الحياة وظلوا كذلك منذ 1895 م حتى سنة 1938 م وبعد نضال مع الزمن أصبح للدير خمسة كنائس هى كنيسة السيدة العذراء وكنيسة الأنبا صموئيل وكنيسة ميصائيل وكنيسة الملاك ميخائيل وكنيسة القديسين.


دير السيدة العذراء – جبل الطير – المنيا
يقع دير العذراء في قرية جبل الطير على بعد حوالى 2 كم من نهر النيل أمام مركز سمالوط ، و20 كيلومترا من مدينة المنيا، هو أحد الأماكن التى زارتها العائلة المقدسة أثناء رحلتها إلى مصر، كما يطلق عليه "جبل الطير- دير البكرة - دير الكف".
والدير عبارة عن كنيسة أثرية قامت ببنائها الملكة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين فى حوالى عام 44 للشهداء ، سنة

328م وهى منحوتة فى الصخر ويتكون صحن الكنيسة المنحوت من قطعة واحدة من الصخر.
كما تشتمل المحافظة على عدد كبير من الأديرة الأثرية الغير عامرة، أحدها على اسم السيدة العذراء مريم، وموجود فى قرية "دلجا" ويعود للقرن الثالث الميلادي، وتعرض لاعتداء تنظيم الإخوان  يوم 14 أغسطس 2013 عقب فض اعتصام رابعة وتهدم على إثره جزء كبير منه.


دير المحرق – القوصية - أسيوط
يقع فى سفح جبل معروف باسم جبل قسقام على اسم مدينة قسقام، ويبعد دير المحرق حوالى 12 كيلومترا غرب القوصية - محافظة أسيوط وعلى بعد 327كم جنوب القاهرة و 48كم شمال أسيوط.
وهو من أهم وأقدس المزارات المسيحية فى أراضي مصر، وذلك لأنه أكثر الأماكن التى استراحت بها العائلة المقدسة
أنشئ هذا الدير في القرن الرابع الميلادي بسفح الجبل الغربي ، ومن بين حوالي 26 مكانا ارتحلت إليهم العائلة المقدسة في مصر ومكثت فيه فترة من الزمن حوالي 185 يوما.
وقد أنشئ في المكان كنيسة أثرية تعتبر أقدم كنيسة دشّنت في العالم المسيحي وشيدت بالدير كنيسة أخرى هي مار جرجس سنة 1898م ثم كنيسة السيدة العذراء سنة 1960م.
ويضم الدير الحصن الأثري ويتكون من ثلاثة أدوار ويرجع تاريخه إلى نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع الميلادي ولا توجد شواهد أن الحصن استخدم آنذاك، وهو على طراز الحصون التي كان يشيدها الرومان.
ويقال أن الملك زينون فى أواخر القرن الخامس حوالى عام 481م نزل إلى قسقام بناء على رغبة ابنته ايلارية التى ترهبنت فى وادى النطرون باسم الراهب إيلارى وأمر الملك زينون ببناء الحصون فى جميع الأديرة المصرية ومنها دير المحرق.
وترجع تسمية الدير بالمحرق لأربع نظريات
1-كان الدير يبعد عن الماء معظم أيام السنة وتنضب مياه الحوض القريب منه لذا سمى بالحوض المحرق والأرض حوله بالمحرقة .
2-كانت تنمو أعشاب الحلفاء حول الدير وكانوا يتخلصون من أكثرها بالحرق لذا سمى المكان بالمحرق .
3- اعتدى على الدير بعض الغوغاء والبدو وأحرقوه لذا سمى بالمحرق .
4- حرب نشبت بين حاكم الأشمونين وحاكم قسقام انتصر فيها الأول وأحرق قسقام فسميت المنطقة المحرقة .


دير مار مينا العجايبي "الدير المعلق" أبنوب -أسيوط
أنشئ هذا الدير في أواخر القرن الرابع الميـلادى في الجبل الشرقى لقرية المعابدة مركز أبنوب علـــى بعد 35 كم شمال شرق مدينة أسيوط وهو عبارة عن مغارة كبيرة في الجبل وبها مذبح منحوت في الصخر وخارج المغارة توجد كنيسة أخرى تحمل اسم السيدة العذراء والملاك ميخائيل و هيكلها منحوت في الصخــر أيضاً.
والكنيستان منحوتتان بين صخرتين تبرزان مـــن الجبل على ارتفاع 170 متراً من سطح الأرض ولذلـــك اشتهر بالدير المعلق وأسفل الصخرة السفلــى شيد حصن من ثلاثة طوابق يمكن من خلاله الصعـــود إلى الدير و يحتفل الدير بعيد تكريس أول كنيسة بنيت على اسم الشهيد مار مينا والتى دشنها البابا أثناسيوس الرسولى من 8 يوليو إلى 8 أغسطس من كل عام.


دير العذراء  "درنكة" بجبل أسيوط الغربى
يقع هذا الدير بجبل أسيوط الغربى وعلى ارتفاع 100م وعلي مسافة 10كم غرب مدينة أسيوط ويطل علي الوادي الأخضر مباشرة، به مغارة اثرية يرجع تاريخها إلي سنة 2500 ق.م وعمقها حوالي 80 مترا وعرضها 160 مترا مغطي سقفها بلون أسود جراء استخدام مواقد ومشعلات حيث كان الفراعنة يلجأون إليها عند حدوث فيضانات النيل وقد كانت تستخدم كمحجر تقطع منه الأحجار بواسطة عروق من الخشب توضع في شقوق المغارة ثم ترش هذه العروق بالماء فتتمدد ثم تنكسر الأحجار ويستخدمها الفراعنة في حياتهم ولهذا أطلق عليها سابقا "دير الحاجر".
وبداخل المغارة كنيسة يرجح أنها أقيمت في نفس المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة حيث لجأت إلي تلك المغارة بعد خروجها من سفح جبل قسقام "دير المحرق" ومكثت بالمغارة لبضعة أيام لتستقل من سفحه مركبا نيليا حيث كان المرفأ النيلي قريبا منه لتعود إلي بيت لحم في فلسطين في رحلة آمنة وقد بدأت كنيسة المغارة تستقبل الأهالي بعد سنة مائة من الميلاد تقريبا وتقام احتفالات الدير سنويا من يوم 7 إلي يوم 21 أغسطس من كل عام وهي تقريبا الفترة الزمنية التي قضتها العائلة المقدسة في هذا المكان ويزور الدير في هذه المناسبة حوالي 2 مليون زائر .


ثالثا أديرة جنوب الصعيد
دير الشهداء – أخميم - سوهاج
يقع دير الشهداء بأخميم ضمن أديرة برية أخميم فى أقصى شرق محافظة سوهاج ،  على بعد 2 كم شمال دير العذراء، ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي.
ويعتبر دير الشهداء الدير الرئيسى فى برية أخميم فبعده دير الملاك ودير العذراء ، وجنوب دير الملاك بالسلامونى بـ 1 كم –، وفى هذا المكان لاستشهد حوالى 8880 شهيدا فى عصور الاضطهاد الوثنى الرومانى .
ويُعد دير الشهداء من أديرة الصحراء التى تشتمل على مميزات عديدة، ولعل أهمها وجود سور من الطوب اللبن من الجهات الأربع ويشهد الدير الآن تطويرًا كبيرًا، فقد تم بناء سور له على مساحة كبيرة، وبداخله مزرعة، كما تم أيضًا عمل مزار خاص بالدير لباقى أجساد الشهداء، والتى تم العثور عليها أثناء الحفر.
حول الدير توجد مدافن أثرية كثيرة استخرج منها فى زمن سابق كثيرا النسيج القبطى الرائع المشهور الذي يملأ عددا من متاحف العالم وغالبا ماكان هذا المكان الذي دفن فيه شهداء أخميم مثل دير شهداء إسنا.


دير السيدة العذراء - أخميم
يقع هذا الدير على مسافة 4 كم شرق قرية الحواويش التى تبعد 12 كم جنوب شرق أخميم ، يحيط بالدير سور مربع وتعتبر كنيسة الدير هى المبنى الرئيس بالدير وترجع غالبا للقرن 16/17 م والكنيسة تشترك مع كنائس أخميم فى الطراز حيث تتكون من ثلاثة هياكل نصف دائرية تزينهما الحنيان وعلى الجانبين حجرتان عميقتان يوصلان إلى ممر خلف الهياكل يسمى الضفير (غالبا شكل القبوة أعلاه) وصحن الكنيسة يتوسطه أربعة أعمدة مستديرة تحمل القباب .
وقد تم تعمير الدير فى نهاية عام 1979 وصار نموذجا رائعا للأديرة القليلة الحديثة بعد تعميره وهو من الأديرة القانونية المعترف بها وقد ورد بالميمر الذي يقرأ فى عيد صعود جسد السيدة العذراء (16 مسرى) .
أنا يوحنا الشاهد بهذا كله بعد ذلك أتيت إلى مدينة أفسس وكتبت هذا وجعلته فى البيعة تذكارا مقدسا لوالدة الإله مريم ثم مضيئا إلى ذلك المكان الذي رأى فيه أخونا توما جسد العذراء مرفوعا على أجنحة الملائكة وهو المعروف الآن ببئر العين من أعمال مدينة أخميم بالجبل الشرقى حيث بنى دير وبيعة .


دبر الأنبا شنودة - الدير الأبيض
أحد الأديرة القديمة التي استخدم في بنائها الحجر الأبيض ويوجد به صالة للأعمدة وهيكل ويرجع إلى النصف الثاني من القرن الحادي عشر، ويقع غرب سوهاج على بعد 8 كم.
أطلق على الدير الأبيض ذلك الاسم لأن مبانيه من الحجر الأبيض وقد بناه القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين سنه441م من بقايا مباني فرعونية والبناء الحالي للدير هو الكنيسة فقط وله باب واحد قبلي اسمه باب المسخوطة أو باب البغل بسبب موت جارية القاسم بن الحضر ملك مصر التي دخلت الدير على بغل.


دير الأنبا بيجول – الدير الاحمر
ويقع إلى الشمال الغربى من الدير الأبيض وبه كنيستة العريقة جداً , وقد سمى بالدير الأحمر لأن أحجاره من الجرانيت الأحمر الذي أخذت من المعابد الفرعونية  ولم يتبق منه سوى الكنيسة الرئيسية والحصن ويقع على بعد 3 كم  شمال الدير الأبيض.


دير مارجرجس بالرزيقات - الأقصر
يقع دير مارجرجس بالرزيقات على مسافة 13 كم جنوب أرمنت و 5كم جنوب غرب قرية الرزيقات ، ولما كان الدير أقرب قرية له هى الرزيقات فقد اعتاد الشعب المسيحى إلصاق اسم القرية باسم الدير حتى يكون معروفاً عن باقى أديرة مار جرجس الأخرى فى مصر فأطلق عليه اسم دير مارجرجس بالرزيقات .
والدير مبني بشكل مستطيل نوعاً ما من الشمال إلى الجنوب تحيط به الأسوار المرتفعة من كل جانب والزائر عندما يأتى من الخارج يقابله أولاً بوابة كبيرة تغلق على الدير بالكامل ثم عندما يدخل من هذه البوابة يجد أمامه شارعا ضخما يقسم الدير إلى نصفين فى نهايته توجد بوابة أخرى مرتفعة عن الأرض وفى نهايتها الكنيسة.
ويعود تاريخ الكنيسة إلى القرون الأولى ما بين السادس والثامن، إلا أنها اندثرت وتم بناء كنيسة جديدة مكانها فى القرن الثامن عشر.

 

دير الأنبا باخوميوس "الشايب" - الأقصر
يرجع تاريخ الدير إلى القرن الرابع الميلادى، وهو من الأديرة الرئيسية التي شيدها القديس الأنبا باخوميوس مؤسس حياة الشركة الرهبانية.
ويوجد غرب الدير قرية تسمى البنى ويقال أن هذه القرية أقيمت فوق تلال دير البنات الذي اندثر والذي كانت ترأسه مريم شقيقة القديس الأنبا باخوميوس.
كما يوجد شمال الدير قرية تسمى المدامود والذي بالقرب من هذه القرية نجع صغير يسكن فيه حوالى ألف مسيحي، ويسمى نجع النصارى وهم يمارسون عباداتهم بالدير لقربهم الشديد من الدير وتعلقهم الشديد بمحبة شفيع المكان القديس العظيم الأنبا باخوميوس.
والاسم الأصلى للدير هو دير القديس الأنبا باخوميوس بالأقصر، ولكن سرعان ما أطلق الناس منذ فجر التاريخ وبعد نياحة القديس باخوميوس مباشرة كلمة الشايب على هذا الدير، وذلك للظهورات المتكررة والمتعددة للأنبا باخوميوس للمحيطين بالدير وطالبي شفاعته وإغاثته، حيث كان يظهر وما زال يظهر في شكل شيخ شعر لحيتة أبيض (شايب) يمد يد العون والإغاثة ولذلك لقبوه بالشايب، وعرف الدير تمييزاً له من دير الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو بدير الشايب بالأقصر.

دير الأنبا هدرا السائح - أسوان
يقع الدير بالضفه الغربية من نيل أسوان خلف قبر أغاخان ويبعد عنه حوالى كيلو متر شمالا ومبانى الدير شبه متكامل عدا الأسقف، وبعض الحجرات
ويعد الدير من أكبر الأديرة القبطية حيث ترجع أصوله إلى القرن السادس الميلادى وظل عامرا بالرهبان حتى نهاية القرن الثانى عشر للميلاد
ويسمى الدير باسم دير القديس سمعان أبا هدرا حيث كان الناس يرونه يحمل قدرا يملؤه بالماء(سمعان أبو قدره ).
قامت الحكومة برصف الطريق الأسفلتى حتى باب الدير، وتم عمل بحوث علمية على تاريخ الدير حيث أن الدير له أهمية بالغة فى جنوب الوادى.