رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

11 سبتمبر.. زلزال إرهابي عصف باقتصاد العالم

بوابة الوفد الإلكترونية

ثلاثة عشر عاماً على الذكرى، ومازال السوط الأمريكى يلهب أجساد العرب ويسحق أجسادهم تحت وطأة استحقاقات أحداث سبتمبر .. فمنذ قرون وخيرات الشرق لم تفارق أذهانهم حتى عثروا على مفتاح اللغز تحت مسمى " تطهير الإرهاب"، ذلك المصطلح الذي روضّوه في أوطاننا ليفترس آمالنا بأنيابهم ويغتصب آراضينا بمخططاتهم الاستيطانية.

عاصفة سبتمبر أو أحداث سبتمبر هي مجموعة من الهجمات الإرهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في يوم الثلاثاء الموافق 11 سبتمبر 2001، والتى تم فيها تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاث منها، تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، والتى سقط خلالها الآلآف من الضحايا جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة إلى جانب العديد من النتائج التى يدفع ثمنها بلاد العالم وخاصة الشرق حتى الآن.

شكلت 11 سبتمبر ضربة قوية للاقتصاد الأمريكى .. فإلى جانب سقوط برجى التجارة وانعكاسات الأمر على ملايين الشركات التجارية والاقتصادية وانخفاض أسهم البورصة، تأثرت السياحة والاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة بالأحداث، وتضررت معدلات البورصة الأمريكية بسبب قلة الثقة بين المتعاملين ، بخلاف الأموال الطائلة التى أنفقتها علي سياستها الأمنية، وكلها تحديات واجهت الكيان الأمريكى وأرجعته خطوات إلى الخلف.
فقد انقلبت الأحوال في أمريكا عقب سقوط البرجين ، وأعد تاريخ 11 سبتمبر2001 تاريخا فاصلا في علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالإسلام والمسلمين، بعد أن وضع الكيان الأمريكى نصب أعينه أهدافا استعمارية تمكنه من ابتلاع الشرق بخيراته بحجج أمنية للقضاء على "الإرهاب" المستعمر الشرق الأوسط على حد علمهم !
انهيار الاقتصاد الأمريكى
عقب الهجمات التى تعرض لها الكيان الأمريكى من سقوط البرجين، أعلنت عدد من الشركات الأمريكية العالمية إفلاسها ، منها شركة "أنرون" النفطية العملاقة، تليها شركة "وورلد كوم" للاتصالات التي تقدمت بطلب رسمي إلى المحكمة لإعلان إفلاسها لتصبح بذلك أكبر عملية إفلاس في التاريخ الأمريكي‏,‏ متجاوزة بذلك فضيحة إفلاس شركة "أنرون" لخدمات الطاقة.
كما تقدمت شركة "ميديكال ليندر" للخدمات المالية للمؤسسات الصحية بطلب إلى السلطات الأمريكية لإعلان إفلاسها، وكانت "ميديكال" عجزت خلال الفترة الأخيرة عن سداد مستحقات عدد كبير من عملائها الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بتصفيتها. كما ألغت شركة "أميركان إيرلاينز"، التي تعد شركة الطيران المدني الأولى في العالم، و 7 آلاف وظيفة، وخفض أسطولها الجوي.
وكان قطاع التأمين الأكثر تضرراً من الإرهاب نظراً لارتباطه بالمخاطر، فقد تعرضت شركات التأمين العالمية وشركات إعادة التأمين لضربة قوية جدا، بل تعد أقوى ضربة في تاريخ التأمين، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث تعرضت لخسائر كبرى نتيجة لأحداث 11 سبتمبر وما نتج عنها؛ بسبب التزامها بدفع تعويضات للشركات والأفراد الذين تأثروا بالحادث.
ويقدر الخبراء هذه المبالغ ما بين 30 و60 مليار دولار، ويضاف إلى ذلك تعرض هذه الشركات إلى مزيد من الخسائر في المستقبل بسبب التحول من شراء أسهمها بعد تأثرها إلى شراء أسهم شركات أخرى في السوق المالية.
مخطط استعماري
بعد حادث انفجار البرجين اضطرت القوات الأمريكية إلى نشر المزيد من القوات خارج الولايات المتحدة، في الفليبين وجورجيا وجيبوتى، ومنذ اللحظة الأولي للهجمات وأمريكا تخطط لغزو أفغانستان و القضاء حركة طالبان الحاكمة هناك وأسامة بن لادن الذي تؤويه الحركة والمطلوب أمريكيا، لذا سارع مسئولون أمريكيون إلى توجيه أصابع الاتهام إلى بن لادن وطالبان في المسئولية عن تلك الهجمات، وكأن الاتهامات قد أعدت سلفا، الأمر المبيت الذي اقتطع من الميزانية الأمريكية مبلغ ضخم ، وأعد أولي الخطوات الاستعمارية علي الشرق الأوسط.
وللوطن العربي قصة أخرى مع الاحتلال الأمريكى، فقد قامت سيدة العالم برصد مبلغ  بقيمة 87 مليار دولار لتمويل الحرب على العراق بحجة وجود نووى ومخالفة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ، لتغادرها في عام 2009 بعد أن أطاحت بكل معالم الدولة فيها وتنتهى العراق كقوى عسكرية اقتصادية لها ثقل في العالم العربي.
نفقات الاحتلال
أدت هذه السياسات الأمنية إلى تآكل المخزون المالي الفيدرالي لأمريكا، وقلصت الفائض المالي الذي كان بحوزتها بعد نهاية حكم كلينتون، كما أثرت بشكل سلبي على الاستثمارات داخل أمريكا نفسها، حيث أحجم الكثير من أصحاب رءوس الأموال عن إقامة مشاريع اقتصادية، كما ورفعت نسبة البطالة بين الشعب، الأمر الذى أدى إلى تراجع الكيان الأمريكي من أعظم قوى اقتصادية في العالم ، إلى دولة ينافسها اقتصادياً الصين وروسيا والهند .
وكشفت دراسة أمنية أن العالم أنفق منذ عام 2001 حتى 2010 أكثر من 70 مليار دولار لتعزيز إجراءات الأمن الداخلي المتزايدة، فيما ساعد ذلك الإنفاق في تقليص هجمات الإرهاب العالمي بنحو 34%، لكنّ المعدل السنوي لضحايا الإرهاب ازداد بواقع 67 قتيلاً، ويُعزى هذا الارتفاع إلى ردّ الإرهابيين على الأخطار التي فرضتها عليهم التدابير الأمنية المشدّدة، بعد أن ركّزوا على الخطط التي توقع أكبر قدر ممكن من القتلى خارج نطاق هذه التدابير..
وثمة تأثير آخر لهجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة وهو زيادة المشاعر المعادية للعرب في الخارج مما شجع بعض المستثمرين من أبناء الشرق الأوسط على التفكير في تقليص تعاملاتهم المالية الواسعة مع الولايات المتحدة، خوفاً من تجميد الأموال كجزء من الحرب التي تشنها أميركا ضد الإرهاب.
مردود الأحداث على الشرق
وتأثرت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط بأحداث 11 سبتمبر، وخسر بعضها معظم مكاسبها المسجلة منذ أول العام، فمثلاً السوق السعودي الذي ارتفع 14.4% خلال الفترة من 1 يناير إلى 9 سبتمبر 2001، أنهى شهر نوفمبر على ارتفاع 4.5% فقط، أي بخسارة 10% خلال 11 أسبوعاً عقب الهجوم.
وكذلك سوق الكويت الذي ارتفع 32% حتى 9 سبتمبر، أنهى شهر نوفمبر بزيادة 23% فقط أي بتراجع عن المستوى العالمي الذي وصله قبل الهجوم في حدود

10%، أما سوق الأسهم المصري الذي سجل تراجعاً بنسبة 17% منذ بداية العام حتى 9 سبتمبر، زادت خسارته بعد أحداث سبتمبر لينهي نوفمبر على خسارة قدرها 39% مقارنة بمستواه في بداية العام.
ولقد استطاعت كل من أسواق الأسهم في الأردن والإمارات العربية المتحدة وقطر من استعادة الخسائر التي  ابتليت بها عقب هجوم سبتمبر 11 وأنهت شهر نوفمبر على ارتفاع مقارنة مع ما كانت عليه قبل الهجوم، كذلك سجل سوق فلسطين تحسناً ملموساً خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة قبل أن يعود ويتراجع في الأسبوع الأول من ديسمبر.
كما تضرر قطاعا الطيران والسياحة في منطقتنا، وتشير التقديرات إلى أن السفر بالجو من وإلى المنطقة العربية قد انخفض بنسبة 35% منذ 11 سبتمبر، وقد قامت عدة شركات طيران كبيرة بإلغاء بعض الخطوط وتقليص عدد الرحلات لديها.
في هذا الصدد صرح صلاح جودة المستشار الاقتصادي في هيئة المفوضية الأوربية، بأن أحداث 11 سبتمبر أثرت على العالم كله وليس على أمريكا فقط، موضحاً أن الاستثمار يحتاج إلى الشعور بالأمان والهدوء؛ فضلاً عن أن أمريكا كانت من أهم الدول التى تمتاز بهذه الصفات التى تجذب المستثمرين، لأنها كانت تحتل خمس تجارة العالم ، وعملتها هى الأولى على مستوى العالم.

فيما أكد جودة، أن هذا الحادث الأليم كان بمثابة ضربة مهينة لنيويورك، مشيراً إلى أن المستثمرين فروا منها بعد أن كانوا يفخرون باستثمار أموالهم بها، حيث إن هذه الطائرات ضربت أهم معقل على مستوى التجارة العالمية.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن أحداث 11 سبتمبر أدت إلى إحداث طفرة في ردود أفعال البلدان مع بعضها بعد انهيار صورة أمريكا القائدة العالمية في أعين المستثمرين، حيث تحالف روسيا مع الصين ومن بعدها ألمانيا وتحالفها مع روسيا التى وافقت على استيراد المواد البترولية بالعملة الروسية.
وتابع المستشار الاقتصادى في هيئة المفوضية الأوروبية قائلاً "إن أمريكا في حاجة إلى ترتيب أوراقها مرة أخرى لتتيح الفرصة لنفسها لاستعادة كينونتها أمام العالم". 
ومن جانبه قال محمد النجار أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها وعضو لجنة الاقتصاد بالمجلس الأعلى للثقافة، إن التقرير الذي كتبه مجموعة من الخبراء الإستراتيجيين الأمريكيين لتحليل واقعة 11 سبتمبر كان ينص على" أن ما حدث يوم 11 سبتمبر هو تخطيط أمريكي، لتكون الحجه في احتلال العراق وأفغانستان للاستيلاء على الآبار البترولية واستنزاف ثرواتهم .
وأشار النجار إلى أن أمريكا تملك إستراتيجية كونية خاصة للعالم كله تختصر في الإعلان عن نيتها بامتلاك العالم وما عليه، كما أن لها نظام تسليح متطور، مثلما تملك إسرائيل نفس النظام وهو "فرق تسد".
بينما أوضح الخبير الاقتصادى، أن أمريكا لم تخسر حتى الآن أى شيء، بعكس ذلك هي الآن تمتلك كل ما تملك العرق وأفغانستان من مواد بترولية وثروات بشرية ومعدنية، فبعد احتلال العراق أصبحت كل ثرواتها متاحة لأمريكا وولاياتها.
وتوقع أستاذ الاقتصاد، أن أمريكا سوف تحاصر بالانهيارات واحدة تلو الأخرى، إلى أن يأتى عليها عام 2020 وتنهار بأكملها، ليحكم العالم بعدها جمهورية الصين وروسيا بعد اتحادهم لامتلاك العالم.
أما عن الدكتور رشاد عبده  الخبير الاقتصادى ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، قال، إن ضرب أبراج نيويورك آثار الفزع والرعب في قلوب المستثميرين الذين كانوا يملكون المنشآت السياحية على وجه الخصوص بأمريكا، فضلاً عن أنه أدى إلى خسائر فادحة في البورصة العالمية بسبب تدهور الأسهم الأمريكية، وهذا لأن أمريكا تعتمد على صناعتها الأولى وهى السياحة.
فيا أشار عبده أن أحداث 11 سبتمبر أسفر عنه ارتفاع ظاهرة البطالة في ولايات أمريكا بأجمعها حيث أن انهيار هؤلاء الأبراج قام بتشريد آلاف الأسر الأمريكية مما تسبب في انتشار البطالة في العالم الأمريكى، مؤكداً على أن بعد إنفاق أمريكا على ترميم مراكزها التجارية المنهارة أدى ذلك إلى عجز موزنتها مما نتج عنه قلة الإنتاج وقله الصادرات أيضاً.