رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعلام الفلول: تزييف الوعي وتشويه الحقائق

بوابة الوفد الإلكترونية

محاولات يائسة.. تسعي العديد من القنوات الفضائية، وبرامج التوك شو، لتشويه ثورة 25 يناير، فبعد مضي أكثر من عامين ونصف العام أطلت علينا نخبة من الإعلاميين والمثقفين للترويج بأن ما حدث كان مؤامرة قادها عملاء، وليست ثورة حقيقية وذلك من أجل خدمة أهدافهم ومصالحهم

بتشويه صورة الثوار والأحزاب من أجل تبرئه نظام مبارك، والتأكيد علي أنه لم يكن نظاماً فاسداً، هؤلاء من تعمدوا إغراق البلاد في ادعاءات كاذبة ومغلوطة يسعون بشتي الطرق لعودة عقارب الساعة للوراء.. الأمر الذي بات يتطلب وضع سياسات إعلامية جادة، تستطيع في المرحلة القادمة من مواجهة تلك المهزلة الإعلامية.
ويعلق علي ذلك الدكتور فوزي عبدالغني، عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس، ويؤكد أن ثورة 25 يناير ثورة حقيقية، قامت لمناهضة الظلم والفساد في عهد مبارك، ولولا هذه الثورة التي اغتنمها الإخوان وقفزوا عليها، ما تحسنت أوضاع البلاد، لكن الثورة كانت مكتملة الأركان، وتم تصحيحها بثورة 30 يونية، ويري أن ما يحدث في القنوات الفضائية، من تزييف للحقائق يؤكد أن تلك القنوات لديها أجندات خاصة بها وببعض معديها، وهذا في ثقافة مذيعيها، فقد ثبت مؤخراً أن مصر ليس لديها نخبة ذات وعي، والكثيرون منهم تعمدوا إغراق مصر في ادعاءات لا قيمة لها، فضلاً عن تزييف الحقائق، ما أدي لإفساد الإعلام، فالإعلام المصري ليس لديه قاعدة مهنية، فنحن الآن لدينا أكثر من 800 قناة تليفزيونية يمكن للمواطن من خلالها الامتناع عن مشاهدة القنوات التي تزيف الحقائق، فالإعلام ينبغي أن يعمل في ضوء المهنية، ويحافظ علي المواطنين، ويكون لديه القدرة علي الالتزام بالمسئولية الإعلامية، فالحرية بدون ضوابط تعني الفوضي، لكن في ظل المسئولية الاجتماعية يكون هناك توعية حقيقية وعدم تزييف للحقائق، وهنا يمكن القضاء علي سيطرة الرؤية الإعلامية المغلوطة، التي تنتشر الآن عبر الفضائيات المزيفة للحقائق.
ويتعجب الدكتور صفوت العالم، رئيس لجنة رصد وتقييم الأداء الإعلامي، مما يحدث الآن، قائلاً: للأسف هناك مصالح تصل لدرجة التزييف، فالمبالغة في تجميل المرحلة الأخيرة من نظام مبارك، هدفه الوحيد هو تحسين صورة النظام، والقول بأنه كان نظام صالح ولم يكن فاسد، وتوصيل رؤية للمواطنين بأن ما حدث كن مجرد مؤامرة علي النظام، لكي يتم تمرير صورة الأحزاب والسياسيين، وأعضاء مجلس الشعب وكل من ينتمي للمرحلة السابقة، وإبراز ثورة 30 يونية بأنها ثورة فعلية وأن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة، ومع الأسف يتسم الإعلام المصري بأداء مليئ بالمناورات وعدم الوضوح مما يسهل للبعض ممارسة أدوار ازدواجية لخدمة أهدافها ومصالحها، لذا بات من الضروري أن يتم عمل ميثاق شرف لتقييم الأداء الإعلامي في مصر، ووضع سياسات جادة لتنظيم العملية الإعلامية.
حسام الخولي، سكرتير عام حزب الوفد، يؤكد أن الهدف من الترويج في الفضائيات بأن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة في هذا الوقت، هو هدم حقيقة معينة، ومحاولة توصيل رسالة تعتمد علي سوء الوضع الاقتصادي في مصر،

حتي نعود للوراء مرة أخري، ونعود لنظام مبارك.. ويقول: أكثر من يروج لذلك لتلك الادعاءات هم أتباع نظام مبارك وأصحاب المصالح الذين بدأوا في تزييف الحقائق في الفضائيات مؤخراً رغم أن الثورة جعلت لدينا رئيس منتتخب ديمقراطياً، وعلمتنا أنه لا يوجد حاكم يمكنه التحكم في البلد مع أعوانه، كما رفعت الوعي لدي الحكام، لأنهم أدركوا جيداً عزيمة الشعب المصري، فما يحدث الآن يهدف لتجميل النظام السابق، وتوصيل صورة سيئة عن ثورة يناير للمواطنين، فهم تركوا كل ما بها من مزايا، واهتموا بإبراز المساوئ فقط حتي لا يتسني لأحد الاعتراض إذا عاد أتباع النظام السابق في الظهور مرة أخري.
ويري أنه عند مواجهة الإعلام، لابد من مواجهته بالمنطق والعقل، حتي لا تصل الرسالة بطريقة خاطئة للجمهور، وعلي المثقفين وأصحاب الرأي الظهور في وسائل الإعلام خلال تلك الفترة من أجل تصحيح ما يذاع في الفضائيات، حتي يستوعب المواطنون حقيقتهم وأهدافهم.
الدكتورة ليلي عبدالمجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، تقول: هناك حقائق تؤكد أن ثورة 25 يناير كانت ثورة فعلية وأن هناك من استغل الموقف لتحقيق أهداف عديدة، لكننا الآن ليس لدينا وقت للدخول في جدال ومهاترات ليست لها أهمية، فنحن في مرحلة التحديات ولدينا قضايا مهمة أولي بالرعاية، وسواء ثورة 25 يناير أو 30 يونية، فالشعب خرج ليقول كلمته وإصلاح أحوال البلاد، وما إذا استمر الوضع علي هذا الحال، فإننا لن نحقق أي أهداف نسعي إليها، وسوف تعود للوراء، فالإعلام لابد أن يتحدث عن القضايا الحقيقية، ويترك الماضي بكل حقائقه المغلوطة، وينظر للمستقبل، وأرجو من الإعلام أيضاً، أن يبدأ في مناقشة تحديات المستقبل، والقضايا الجوهرية التي تهم المواطن المصري، والتوقف عن هذا الجدل لأن التاريخ وحده هو الذي سيحكم علي كل شيء حدث بالفعل، فعلي  الجميع الوقوف صفاً واحداً، والتكاتف من أجل النهوض بالبلاد وإصلاحها، وتحقيق مزيد من التقدم في المرحلة المقبلة.