رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فضائيات رجال مبارك تقود هجوم الثورة المضادة

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ اللحظة الأولي لانطلاق ثورة 25 يناير، بدأت مافيا الفساد المسيطرة علي نظام الحكم في عهد مبارك هجوما مضادا استخدمت فيه كل الأسلحة خاصة سلاح المستندات المزورة والإعلام للطعن في نوايا وأهداف الثوار

وتطايرت الاتهامات بالعمالة لقوي أجنبية في محاولة لتشويه قيادات تصدرت المشهد في هذه الثورة، وفشلت كل الهجمات المضادة ومضت ثورة يناير في طريقها حتي أسقطت مبارك ومافيا الفساد المسيطرة علي مقاليد الحكم في عهده.
لم تستسلم قوي الثورة المضادة التي تقودها مافيا الفساد بل آثرت أن تجمد نشاطها وأن تعيد ترتيب أوراقها انتظارا للحظة مناسبة جديدة تستأنف فيها هجومها المضاد من جديد.

الفرصة الأولي
الفرصة الجديدة لاحت بأسرع مما توقع الجميع، فقد تمكن الإخوان المسلمون ومعهم قوي الإسلام السياسي من اختطاف ثمرات الثورة، ومع سيطرتهم علي المواقع القيادية العليا في مؤسسات الدولة الحيوية وعلي رأسها موقع الرئاسة، بدأت هذه القوي في ممارسة سياسات تهدد كيان الدولة بمخاطر جسيمة وتحاول أن تغير من طبيعة المجتمع المصري.
وتراكمت أخطاء هذا النظام الجديد الذي شارك بعض قادته في مراحل تعبئة الشعب التي ساهمت في نجاح ثورة يناير، وكما استولي الإخوان وحلفاؤهم علي ثمرات ثورة يناير أطلقوا أبواقهم لتنسب الفضل في انفجار ثورة يناير الي «الإخوان المسلمين»، وبهذا الارتباط المزعوم والذي يختزل ثورة يناير في فصيل واحد شارك عشرات الفصائل الأخري التي كانت مساهماتها الأكثر تأثيرا في مرحلة إطلاق شرارة ثورة يناير، بهذا الربط المتعسف بين ثورة يناير والإخوان تهيأت الفرصة الذهبية لقوي الثورة المضادة لبدء موجة جديدة من الهجوم المضاد مستغلة أخطاء وخطايا نظام حكم الإخوان لتنسبها الي ثورة يناير!
وظلت هذه الموجة من الهجوم المضاد علي ثورة يناير حذرة فلم توجه هجومها ضد «الثورة» بل تخيرت بعض القيادات كهدف لهجوم ساحق يستخدم كل وسائل الاغتيال المعنوي وأهمها الاتهام بـ«العمالة» لقوي أجنبية، استخدمت هذه القيادات لتفجير الثورة، وهذه التهم لقيادات وقوي كانت لها مساهمات مؤثرة في إطلاق ثورة يناير تعني بالضرورة إثارة شكوك قوية حول ثورة يناير، ورغم أن هذا هو الاتجاه العام لهجوم الثورة المضادة، فقد كانت بعض أصوات هذه القوي توجه هجومها المباشر علي ثورة 25 يناير، لكنها كانت أصواتا قليلة، خافتة الصوت.

الفرصة الثانية
ونجحت القوي الوطنية في استرداد ثورة يناير من خاطفيها بالخروج الكبير المبهر للشعب في 30 يونية وتفويض هذه الجماهير للقوات المسلحة بمهمة محددة وهي استرداد ثورة 25 يناير لتكون بحق ثورة كل المصريين، ولتحقق أهداف ثورة يناير لصالح الجماهير العريضة للشعب.
عندما تحقق هذا النجاح وتم إقصاء الإخوان من مواقع السلطة تصورت قوي الثورة المضادة أن المناخ أصبح مهيأ للإعداد لهجوم مضاد كاسح يقتلع ثورة يناير من جذورها واعتمدت خطة الهجوم المضاد علي الفصل بين ثورة يناير وبين خروج الشعب في 30 يونية لاسترداد ثورته، فادعت أن 30 يونية هي ثورة شعبية انطلقت ضد ثورة يناير، وأن هذه - أي الموجة الثورية في 30 يونية - هي الثورة الحقيقية وأنها انطلقت لتقضي علي آثار ثورة يناير العميلة.

الفضائيات سلاح الهجوم المضاد
بدأ الهجوم علي فترات وبعبارات متفاوتة العنف، وكان واضحا أن قوي الثورة المضادة قد تحسبت لمثل هذه الظروف بإطلاق عدد من الفضائيات التي أنفق عليها بعض «رجال الأعمال» من محاسيب نظام مبارك الملايين انتظارا لمثل هذه اللحظة المناسبة ليقدموها كسلاح بالغ القوة والتأثير لتستخدمه قوي الثورة المضادة في هجومها الرئيسي الكاسح ضد ثورة يناير.
وانتقل الهجوم من مجرد مداخلات لبعض الشخصيات التي تهاجم ثورة يناير الي استضافة أعداد كبيرة من هذه الشخصيات وتكريس الساعات الطويلة علي مدار اليوم ليشنوا هجوما شرسا علي ثورة 25 يناير، ويصفون هذه الثورة - بجرأة غريبة -

بأنها «مؤامرة» دبرتها قوي أجنبية لإسقاط نظام حسني مبارك، وبطبيعة الحال تكتمل الثورة الهزلية هذه بتقديم اللقاءات والندوات والمداخلات التي تتحدث بإسهاب عن «فضائل» نظام مبارك، وعن براءة ووطنية رجال مبارك!
وتصاعد هجوم الثورة المضادة باستخدام عدد من الفضائيات التي لا يصعب معرفة هوية وهوي واتجاه أصحابها من رجال الأعمال الذين تضخمت ثرواتهم في عهده؟!
وانضم الإخوان المسلمون وحلفاؤهم الي هذه القوي وآزروها بقناة الجزيرة والفضائيات الأخري التي أطلقوها من بعض البلاد الأجنبية، والمشكلة الوحيدة التي تحول دون توحيد صفوف قوي الثورة المضادة مع الإخوان المسلمين وحلفائهم أن قوي الثورة المضادة تهاجم ثورة يناير فقط، وأن هذه القوي - قوي الثورة المضادة - تتمسح بالموجة الثورية التي قامت في يونية، وتؤكد أنها تعترف بثورة 30 يونية فقط، ولكنها تري أن ثورة يناير مؤامرة أجنبية.
أما الإخوان وحلفاؤهم فيهاجمون الموجة الثورية التي انطلقت في 30 يونية ويرون أنها انقلاب علي الشرعية ومؤامرة أجنبية، بينما يرون أن ثورة 25 يناير ثورة شعبية وينسبون الي أنفسهم قيادة هذه الثورة، مع اعتبار القوي الأخري التي كان لها فضل السبق في إطلاق شرارة الثورة مجرد شركاء هامشيين!

الهدف ضرب فكرة الثورة
الحقيقة أن قوي الثورة المضادة التي تزعم أنها مؤمنة بثورة 30 يونية فقط تفعل ذلك من قبيل كسب ود رئاسة الجمهورية باعتبار أن رئيس الجمهورية وصل الي منصبه استجابة لمطالب الجماهير الثورية التي فوضت القوات المسلحة لإبعاد الإخوان عن مواقع السلطة وبالتحديد عن موقع رئاسة الجمهورية.
والمؤكد أن قوي الثورة المضادة لا تضمر الكراهية لثورة يناير وحسب، لكنها ترفض بحسم منطق الثورة وأهدافها ولذلك نراها تدافع بحرارة وإصرار عن حسني مبارك وعن كل رموز حكمه.
ما يثير الدهشة أن عددا كبيرا ممن يقودون هذه الحملة الشرسة ضد الثورة علي شاشات فضائيات رجال مبارك نراهم يتصدرون المشهد في لقاءات رئيس الجمهورية مع الإعلاميين، وهنا لابد أن نشير الي أن يؤثرون تأثيرا سلبيا كبيرا علي صورة الرئاسة وهي الصورة التي تحرص كل القوي الثورية والأغلبية الساحقة من الشعب علي أن يظل نقاؤها صافيا لا يعكره ظهور مثل هذه الشخصيات التي تعتبر بكل المقاييس رموزا للثورة المضادة الي جانب الرئيس الذي تؤازره بقوة قوي الثورة التي تؤمن إيمانا راسخا بأن ثورة يناير هي الثورة الأم لثورة يونية وأن الرئيس السيسي يمثل هذا التوجه الثوري الذي تبنته كل من الثورة الأم «ثورة يناير» وموجتها الثانية في يونية.