رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد إسماعيل: أكره أن يعاملني الناس علي أنني عاجز!

الفنان محمد إسماعيل
الفنان محمد إسماعيل

محمد عمره 33 عاماً ليس من السهل عليك اكتشاف فقده لبصره لأن الله منحه بريقاً يشع من روحه المفعمة بالحيوية والإبداع، محمد يرسم لوحاته بالبصمات فيجعلك عاجزاً عن فهم لغز يبدو معقداً..

وبمجرد أن يحكى لك عن عشقه لمصر.. تراها كما يحسها هو.. «نيل يجري في قلبها شريان حياة».. هذه هي لوحته البديعة «ثورة الشباب» التي نال عنها جائزة خاصة في معرض القوات المسلحة، كما مثل جامعة القاهرة بلوحات شديدة الثراء وحصل علي المركز الأول عن لوحة خاصة بسياحة البيئة الخضراء جنته التي يراها وطنه رغم الصعاب وذلك بمناسبة اليوم العالمي للبيئة.. من شدة عشقه لمصر رسم أكثر من لوحة، العلم فهو يرفرف معلنًا كرامة وعزة فى قلبه ودافع عنها بروحه فى لوحته المميزة جداً «أيادى ملطخة بالدماء» والتى أعلن فيها رفضه لحكم الإخوان وتنبأ من خلالها بثورة 30 يونية، حيث رسمها في شهر مارس عام 2013، كما رسم لوحة أخري بعنوان «كف أخضر» وفيها وضع علم الإخوان والسيفين المتقاطعين ليؤكد رفضه لمحاولة الجماعة ابتلاع الوطن.
محمد.. الذي كتب وشارك في تلحين أغنية «أنا ممكن أبدأ» قال فيها: إنه معاق لكنه أفصح لنا عن ألم يعتصر نفسه بسبب هذه الكلمة وفي كلمات رقيقة وصوت ملؤه الشجن قال: المجتمع ينظر للمعاق علي أنه غير قادر وعالة علي المجتمع وكنت ومازلت أحارب لأثبت أني قادر علي فعل الكثير لكن امنحونى الفرصة وقد كنت عضواً في حركة 7 ملايين معاق عام 2009.
أحاول أن أقول: ليس من العدل أن نكون مهمشين ويعاملنا المجتمع علي أننا بلا قيمة وأعتقد أن هذه النظرة تسبب فيه الإعلام.. أود أن أشرح للناس أن طه حسين كفيف لكنه قيمة لا ينافسه فيها أحد وكان وزير المعارف أي مسئول عن التعليم وقتها.
وبنفس نبرة الحزن والحماس في الوقت ذاته قال محمد إسماعيل: المعاق هو المسئول الذي يتقاعس عن خدمتنا ورؤية قضايانا بشكل صحيح، أريد أن يعاملني المجتمع علي أنني مواطن عادي دون تفريق لا أحب أن ينظر إلي أحد بشفقة فكثير من ذوي الاحتياجات مبدعون لا أحب أن ينظر إليّ أحد علي أنى «ماليش لازمة في الدنيا».
وفضلاً عن أنني أحب الرسم وكتابة الشعر فأنا قادر علي العمل والعطاء وأعشق العمل في مجال الدعاية والإعلان «ديزاينر».
كان من الصعب عليّ أن أطرح علي محمد سؤالاً اخترت كلماته بدقة وحساسية بالغة لأستفسر عن كيفية تصويره لأشياء لم ترها عينه من قبل لكن الشاب ابتسم في هدوء وقال ببساطة: أنا فقدت بصري ولم أفقد إحساسى ثم إنني فقدته بالتدريج.. يعني كنت باشوف وأنا صغير، والدتى حكت لي القصة من بدايتها عندما سمعتهم في المستشفي حين ولدته يتحدثون عن مولود مصاب بإعاقة في

عينيه وعنده مشكلة في السمع لكنني اتولدت باشوف لغاية سن 10 سنوات عندما ظهرت بقع بعيني اعتقدت في البداية أنها ضعف وخاصة أنهم كانوا يضغطون عليّ في المذاكرة وكنت ألبس نظارة يعني أشوف لمسافة 30 متراً، وعلمت أنني مصاب بضمور في الشبكية ومعني ذلك أنني أفقد البصر بالتدريج، وقتها فقط قررت ألا أهتم بهذا الموضوع لأنه «ليس بيدي شيء» ولا يمكن أن أسترد بصري أو حتي أحافظ علي ما تبقى منه، صار يضيع مني رغماً عنى.. قلت لنفسي وإيه يعني.. كل إنسان يتعرض لضغط تتولد لديه طاقة في اتجاه آخر ولدينا العديد من المبدعين لم يروا النور أصلاً.
وصرت أرسم وأكتب الأغنيات وأصمم خطط دعاية وتزوجت وأنجبت سيف عمره 5 سنوات ومريم عامان، وهما الحمد الله يتمتعان بصحة جيدة وزوجتى ساندتني كي أحقق ما أتمناه وأطفالى الآن هما نور عينى وأرى بهما الحياة مشرقة من حولي إلا في بعض الأشياء تؤلمني حقاً عندما تتجاهلنا الدولة ولا تساعدنا في تيسير الحياة علي أنفسنا.
وقد تضيع حقوقنا دون أن ندرى فإحدى لوحاتى سرقتها قناة فضائية وأغنية سجلتها بالمصنفات الفنية لا تجد من ينتجها لتري النور وأنا بنفسي أطرق كل الأبواب وأذهب للسفارات للاشتراك في معارض عالمية.. لكنه يظل الألم الأكبر هو نظرة الناس في المجتمع وأذكر أنني أركب الأتوبيس بصعوبة وعندما أطالب أحدا أن يجلسني في المكان المخصص لي يشعرني بأنني أطالب بما ليس حق لى ويعاملني علي أنني معاق ذهنياً أيضاً.
أريد أن يعلم الناس أنني إنسان لي حق في بلدي وليس عبئاً عليها.
يسعى محمد إسماعيل من خلال رئاسته للجنة ذوي الاحتياجات الخاصة بالوفد أن يحقق طموحات كل المعاقين في الحصول علي حقوقهم.. وتوصيل رسالة شديدة الدقة مفادها أن المعاق ليس عاجزاً بل مبدع وقادر علي العطاء بتميز!