رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضباط شرطة يكشفون أسرار الاقتحام

بوابة الوفد الإلكترونية

ضحوا بحياتهم خلال أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وصنعوا ملحمة تاريخية وحموا بأجسادهم الشعب المصري من تهديدات جماعة الإخوان الإرهابية، إنهم شهداء الشرطة الذين كانوا مستهدفين في تلك الفترة وتعرضوا لكافة أشكال الإيذاء النفسي والبدني علي يد جماعة الإخوان..

باختصار قدم رجال الشرطة العديد من التضحيات من أجل الوصول الي الحالة الأمنية والاستقرار الذي يشهده الشارع المصري الآن بعد خوضهم معارك دموية عديدة مازالت مستمرة.. التحقيق التالي يكشف شهادات بعض رجال الشرطة الذين شاركوا في فض اعتصامي رابعة والنهضة في يوم 14 أغسطس 2013.. فماذا قالوا؟

في البداية يجب أن نشير الي أن حصيلة شهداء الشرطة بلغت يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة حوالي 62 شهيدا منهم 24 ضابطا و38 فرد ومجند شرطة في ثماني محافظات وقد ضحي هؤلاء بحياتهم لحماية إرادة الشعب المصري الذي خرج بالملايين في ثورة 30 يونية 2013 وقد أكد اللواء هاني عبداللطيف - المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن الإخوان قتلوا 114 شهيدا وهاجموا أكثر من 180 منشأة شرطية و22 كنيسة و55 محكمة ومنشأة عامة لإشاعة الفوضي في البلاد وسقط بين الضحايا 30 ضابطا شهيدا و82 فرد شرطة ومجند وموظف مدني واحد وخفير واحد فضلا عن حرق أكثر من 130 سيارة شرطة متنوعة.

مقاومة السلطات
وقال مصدر أمني إن ضحايا الشرطة أدوا أدوارهم المنوطة بهم في فض الاعتصامين وأن قتلي الإخوان وأنصارهم سقطوا في الأحداث لمقاومتهم السلطات وهو ما أثبتته تحقيقات النيابة بعد ذلك والتي أحيل فيها 51 من قيادات الجماعة الإرهابية للمحاكمة وأضاف أن شهداء الشرطة سقطوا في الأحداث نتيجة العنف وكان لابد من فض الاعتصامين بالقوة بعد تحذير المعتصمين أكثر من مرة بضرورة فضه سلميا وأشار الي أنهم التزموا ضبط النفس خلال فض الاعتصامين الي أقصي مدي كما أن قوات الأمن قامت بتأمين السيدات والأطفال الذين كانوا ضمن المعتصمين ، وفي البداية حاولت الشرطة المكلفة بفض الاعتصام تجنب الدخول مباشرة لعمق الاعتصامات للسماح للمتواجدين بالمغادرة تاركة للمعتصمين ممرات مفتوحة لخروج آمن للمدنيين وحددت الداخلية طريق النصر شارع الجامعة لهذا الخروج الآمن.
وأضاف: قامت قوات الأمن في هذا اليوم بإغلاق شارعي الطيران ويوسف عباس بمحيط رابعة العدوية ثم وجهت نداء للمعتصمين بإعمال صوت العقل وإعلاء مصلحة الوطن إلا أن عددا كبيرا من المعتصمين رفض ذلك ووقعت اشتباكات بين الطرفين بعدها عمد بعض المعتصمين الي رشق القوي الأمنية بالحجارة وإطلاق النار، فضلا عن قيام عناصر مسلحة من المعتصمين بميدان رابعة بالتحصين بمستشفي رابعة وإطلاق النيران بكثافة من أسلحة متنوعة علي القوات المحيطة بالميدان وأوضح المصدر الأمني أن السر وراء اختيار الإخوان لميدان رابعة مكانا للاعتصام والتظاهر يرجع لوجود منشآت حيوية للقوات المسلحة مما يعتبر رسالة لقوات الجيش أن الإخوان يمكنهم شل حركة المؤسسات بسهولة - في حالة عزل مرسي - لقربهم منها كما أن المساحة الجغرافية للميدان تظهر اتساعه واحتواءه علي عدد كبير من المعتصمين يقدر بالآلاف أثناء التقاط صور للميدان عن بعد، بالإضافة الي أنه مكان حيوي وقريب من قصر الاتحادية لتأمين الرئيس الأسبق مرسي قبل عزله.

اعتصام النهضة
ويقول عميد بقطاع الأمن المركزي شارك في فض اعتصام النهضة: لقد قمنا بتأمين خروج الأسر بشكل سلمي واستخدمنا الجرافات المصفحة لحماية أنفسنا من طلقات النيران التي كانت تنهال علينا خاصة من كلية

الهندسة وقد استمر إطلاق النار علينا من الجامعة حتي الساعة الرابعة والربع عصرا أما حديقة الأورمان فكانت عبارة عن ترسانة من الأسلحة المخبأة بداخلها.. باختصار اعتصام النهضة كان بعيدا كل البعد عن السلمية.. كما أن المعتصمين البالغ عددهم حوالي 1500 فرد حولوا ميدان النهضة الي مجتمع منغلق عليهم به حواجز وبوابات وبالرغم من قيامنا بتأمين خروج العديد من هم وتوصيلهم الي الميكروباصات لنقلهم إلا أن أول عمل قاموا به في ثاني يوم من فض اعتصامهم هو حرق واجهة محافظة الجيزة!
وأضاف: مازلت أتذكر مشهد زميلي النقيب محمود عبدالعزيز الذي سقط بجانبي بعد إصابته بطلقات نارية بالصدر خلال تعامله مع مجموعة من العناصر المسلحة بالميدان وقد تم نقله الي أحد المستشفيات بلندن لتلقي العلاج الي أن توفي هناك.
ويؤكد أحد أمناء الشرطة الذين شاركوا في فض اعتصام النهضة أنه كان يتم إطلاق أعيرة نارية علي قوات الشرطة وكانت الشرطة تستخدم القنابل المسيلة للدموع لمدة ربع ساعة وننتظر قليلا ربما خرج البعض منهم واستجاب لنداءاتنا وعندما قمنا بعملية الاقتحام قام بعض المعتصمين بإشعال الخيم لإيهام وسائل الإعلام أن الشرطة هي التي قامت بذلك، هذا بالإضافة الي النعوش الوهمية التي تم ضبطها وكانت تحتوي علي أسلحة وذخيرة.
وأكد لنا أحد الضباط الذي أصيب في أحداث فض رابعة أنه لم تمر سوي ساعة واحدة من بداية دعوة المعتصمين للخروج عبر الممرات الآمنة حتي بدأت عناصر جماعة الإخوان في ممارستهم الإرهابية من خلال اعتلاء الحواجز الرملية التي تم وضعها علي مداخل اعتصام رابعة وإطلاق النيران بكثافة علي قوات الأمن التي كانت متمركزة ببداية شارع النصر وكذلك بشارع أنور المفتي خلف مسجد رابعة حتي سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة وتلاه بدقائق 3 آخرون من زملائه وبدأت معركة شرسة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين علي أطراف الميدان استغرقت أكثر من سبع ساعات!
وأضاف الضابط أن التعليمات التي كانت لدينا عند فض اعتصام رابعة عدم استخدام السلاح، وعندما تم إطلاق النار علينا وبدأ يتساقط منا العديد من القتلي طالبنا من رئيس العمليات السماح لنا باستخدام السلاح، وهددناه بالانسحاب من الميدان إذا لم نقم بالدفاع عن أنفسنا، فرفض لحين أخذ الموافقة من الوزارة.