رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

2005 إلى 2014.. دراما تزوير حازم أبوإسماعيل

حازم صلاح أبوإسماعيل
حازم صلاح أبوإسماعيل

من "باب التزوير" دخل حازم صلاح أبو إسماعيل إلى دائرة الأضواء، ومن "باب التزوير" أيضاّ دخل إلى السجن، بعد أن قضت محكمة جنايات القاهرة اليوم الأربعاء بالسجن المشدد عليه لمدة 7 سنوات في قضية تزوير جنسية والدته إبان ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية عام 2012.

حالة التزوير الأولى التي سلّطت الأضواء على أبو إسماعيل كانت عام 2005، عندما ترشّح عن جماعة الإخوان المسلمين وقتها في دائرة الدقي بانتخابات مجلس الشعب، وانحازت الصناديق لصالح أبو إسماعيل ضد الدكتورة آمال عثمان وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية السابقة، وبالفعل خرجت الصحف الحكومية تعلن انتصار أبو إسماعيل، إلا أن النتيجة النهائية أسفرت عن فوز مرشحة الحزب الوطني.

مرت الأعوام، وسقط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، كان التزوير أحد العناصر المهمة التي أسقطت هذا النظام الذي قرر أن يلعب وحده على الساحة السياسية بعد انتخابات مجلس الشعب عام 2010، ودفع الثمن في ثورة يناير، ولكن أبو إسماعيل، الذي كان ضحية التزوير، لم يستوعب الدرس وسقط في نفس الحفرة التي هوى فيها نظام مبارك.

تعود وقائع "ملحمة" أبو إسماعيل إلى مطلع عام 2012، عندما أعلن رغبته في الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، حظي "الشيخ" بدعم كبير من أنصار التيارات الإسلامية في مصر، ونجح في جذب قطاعات أخرى بكلامه المعسول وأسلوبه الرشيق في الحديث، واستغل كونه "شيخاً" على القنوات الفضائية في اجتذاب المنبهرين بهذا النموذج.

القنبلة الأولى فجّرتها صحيفة "الأخبار" الحكومية، التي أعلنت قبل يومين من تقديم أبو إسماعيل لأوراق ترشحه إلى اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة أن والدة أبوإسماعيل مزدوجة الجنسية حيث سبق لها الحصول على الجنسية الأمريكية، وأنها تحمل جواز سفر أمريكي سبق أن سافرت به عدة مرات، وهو ما يطيح بأبو إسماعيل من السباق مباشرة، لأن القانون ينص على أن يكون المرشح الرئاسي من أبوين مصريين غير مزدوجي الجنسية.

أنكر أبو إسماعيل تلك التقارير، وأصرّ على موقفه وترشح رسمياً، وعلّق وقتها بقوله "سيبوهم يبيعوا جرايد"، وخرج في موكب جماهيري من الدقي إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات في مصر الجديدة لتسليم التوكيلات.

كانت قضية أبو إسماعيل حديث الساعة وقتها، ورفع "الشيخ" دعوى أمام القضاء الإداري لإجبار وزارة الداخلية على منحه شهادة تفيد بأن والدته السيدة نوال عبد العزيز نور، رحمها الله، لا تحمل سوى الجنسية المصرية،

وكسب المحامي المحنك القضية من جلستها الأولى، لأن والدة أبو إسماعيل لم تخطر الداخلية بحصولها على جنسية أخرى غير الجنسية المصرية، وبالتالي فهي في نظر القانون في وزارة الداخلية غير مزدوجة الجنسية.

وبعد الحكم جاء الدور على وزارة الخارجية التي خاطبت نظيرتها الأمريكية، حيث أرسلت الأخيرة ما يفيد بحصول والدة أبو إسماعيل على الجنسية الأمريكية، وبالتالي فقد قررت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة استبعاد أبو إسماعيل من السباق الرئاسي، وكان هذا سبباّ في غضب أنصاره وفي موقعة العباسية الشهيرة أمام وزارة الدفاع بكوبري القبة في مايو 2012.

لم يعترف أبو إسماعيل أبداّ بالتزوير، وظل يجادل ويجادل، رغم أن مشايخ كبار علموا بكذبه إلا أنهم فضّلوا الصمت، وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي وسام عبد الوارث على قناة الحكمة ليلة استبعاده من سباق الرئاسة، قال أبو إسماعيل نصاً: هناك مؤامرة ضدي.. لقد فاجأونا بقرار الاستبعاد، ولا أستطيع حالياً أن أفعل شيئا لأننا خاطبنا المؤسسات الأمريكية وأفادوا بأنني احتاج إلى 45 يوماً كي أحصل على الأوراق التي تثبت صحة موقفي، لأنني لست مواطناً أمريكياً.. ولكنني سأكشف عن أدلة دامغة وبراهين مزلزلة ستفضح المزورين.

مرّ على تلك المكالمة الهاتفية ما يقرب من عامين، وظل أبو إسماعيل في مأمن خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، حتى جاءت ثورة 30 يونيو، وسقط مرسي والإخوان وأبو إسماعيل الذي لم يكشف عن البراهين والأدلة حتى خلال محاكمته، وصدر ضده حكم السجن المشدد ليضع نهاية المحامي الشيخ الذي لُدغ من جُحر التزوير مرتين.