رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"ميرس" القاتل الغامض!

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن المصريين كتب عليهم الموت بين مطرقة الفيروسات وسندان التعتيم الحكومي، فما  كاد شبح فيروس إنفلونزا الخنازير يختفي الي حد ما حتي أطل علينا فيروس جديد أخطر، هو فيروس «ميرس» الذي أعلنت وزارة الصحة أن أحد الأطباء الذين توفوا مؤخرا مات بسببه

ولكن الوزارة المسئولة عن صحة المصريين لم تذكر شيئا عن الفيروس الجديد الذي تبين أنه أحد أنواع فيروسات كورونا التي أعلنت الوزارة مرارا أن مصر خالية منها، أعراضه تشبه الي حد كبير أعراض إنفلونزا الخنازير، ولكن تأثيره أخطر ونسبة الوفيات بسببه تبلغ 50٪ وهي من أعلي المعدلات خاصة إذا علمنا أن فيروس سارس الذي ينتمي لنفس الفصيلة تبلغ نسبة الوفيات بسببه 10٪ فقط.
ميرس ومرسا أو Mrsa, Mers فيروس وبكتريا، يختلفان في تركيبهما وطبيعتهما ويتفقان في قدرتهما علي القتل والفتك، في الآونة الأخيرة تردد الاسم حينما أعلن الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة أن الأطباء الخمسة الذين توفوا خلال الفترة الماضية والذين تزرعت بهم نقابة الأطباء في إضرابها عن العمل لم يتوفوا بسبب الإصابة بفيروس H1N1, إنما توفوا للإصابة بأمراض أخري وأكد «قنديل» في تصريحاته أن الطبيب الذي توفي في مستشفي بنها توفي نتيجة إصابته بفيروس «ميرس»، ولم تتحدث الوزارة عن هذا الفيروس الذي تردد أنه انتقل للطبيب من حالة كانت محتجزة بالعناية المركزة بالمستشفي.
«الوفد» بحثت عن هذا الفيروس الجديد الذي اغتال طبيبا ويهدد العشرات غيره، فتبين أن هناك كارثتين تحملان نفس الاسم تقريبا فهناك فيروس يسمي «ميرس» يتحدث عنه الدكتور صلاح لبيب أستاذ الحميات والباطنة مؤكدا أن هذا الفيروس من الفيروسات الخطيرة الذي ينتمي لعائلة كورونا المنتشرة في بعض دول الخليج مثل السعودية وقطر والأردن والإمارات وبعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا ويتميز هذا الفيروس بارتفاع نسبة الوفيات بسببه خاصة في فئات المسنين والحوامل ومرضي القلب والمناعة والسرطان كما ينتشر في الأوساط الطبية بين الأطباء والمتعاملين مع المرضي وأسر المرضي أنفسهم.
وهو فيروس ضعيف مثل فيروس الإنفلونزا ولكنه أشد خطورة ينتقل من المرضي للأصحاء عن طريق «العطس» و«الكحة» ويهاجم الجهاز التنفسي، وتتراوح فترة حضانة الفيروس بين يوم وأسبوع بعدها تبدأ الأعراض في الظهور، وتبدأ بارتفاع في درجة الحرارة ثم السعال والتهاب الحلق، وآلام في الجسد وإسهال وقيء وكل هذه الأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، إلا أن خطورة هذا الفيروس أن إهمال العلاج في مراحله الأولي يؤدي الي ضيق التنفس وبعدها يحدث تغيرا في درجة وعي المريض ويبدأ في الإصابة بفشل التنفس يصاحب ذلك طفح جلدي وتشنجات خاصة لدي الأطفال ونظرا لتشابه الأعراض مع أعراض الإنفلونزا فغالبا لا يتعرف الأطباء علي هذا الفيروس فتسوء حالة المريض أكثر ولذلك يجب إجراء أشعة علي الرئة للمريض لأن هذه الأشعة تكشف التغيرات التي يحدثها الفيروس في الرئة، والتي تتسبب في إصابة المريض بفشل التنفس مما يحتاج الي وضعه علي جهاز التنفس الصناعي، ويحتاج الأمر الي عزل المريض في غرفة منفصلة حتي لو دخل العناية المركزة يجب فصله عمن يحيط به من المرضي لمنع انتقال هذا الفيروس القاتل إليهم.
وأضاف الدكتور صلاح أنه يجب علي الأطباء عند ظهور هذه الأعراض علي أحد المرضي يجب أخذ عينة من الحلق وإجراء تحاليل دم وبصاق لمعرفة طبيعة الفيروس المسبب لهذه الأعراض التي تتشابه مع أعراض إنفلونزا الخنازير، وغالبا تثبت التحاليل والمسحات خلو المريض من فيروس إنفلونزا الخنازير ويعتبر المسئولون أن هذا يكفي ولا يتطرقون

لسبب الإصابة الحقيقية وبالتالي لا يحصل علي العلاج المناسب فتسوء الحالة أكثر ويتوفي المريض ولا نعلم سبب الوفاة.
وعن العلاج قال: يجدي العلاج بالتاميفلو في مكافحة هذا الفيروس بشرط بدء العلاج في المراحل الأولي للإصابة بالفيروس بالإضافة الي بعض مضادات البكتريا لعلاج الإصابات المصاحبة للإصابة بالفيروس، وأشار الي أن معظم الإصابات تحدث للعاملين في الحقل الطبي نظرا لعدم اتباع أساليب الوقاية حيث إن ضعف الإمكانيات الطبية في المستشفيات يؤدي الي عدم وجود كمامات وقفازات خاصة أن هناك أنواعا معينة من الكمامات أقرتها منظمة الصحة العالمية هي الأجدي في وقاية الأطباء من هذه الفيروسات ولكن نظرا لارتفاع ثمنها لا تستطيع المستشفيات شراءها، وبالتالي يلجأ العاملون في الحقل الطبي الي استعمال كمامات من الأنواع الرخيصة أو لا يستخدمونها علي الإطلاق وبالتالي تنتشر العدوي.
ويفرق الدكتور محمد نصر أستاذ أمراض القلب ووزير الصحة بحكومة الوفد بين الفيروس وبكتريا «ميرسا» قائلا: خطورة هذه البكتريا أنها مقاومة للبنسلين والمضادات الحيوية، وبالتالي عند الإصابة بها تسوء حالة المريض، ونتيجة لمقاومتها المضادات الحيوية تسوء الحالة أكثر وأكثر حتي ينتهي الأمر بالوفاة، وهي بكتريا فطرية تكثر الإصابة بها بين العاملين في الحقل الطبي ومن المفترض أنه عند ظهورها في أي مستشفي يتم إغلاقه لفترة حتي يتم تطهيره حيث إن علاجها صعب للغاية.
ولفظ Mrsa هو اختصار لبكتريا العنقودية الذهبية المقاومة للميثيللين وينتج عنها ما يعرف بالعدوي العنقودية وهي مقاومة لعدد كبير من أنواع المضادات الحيوية المنتشرة وتؤكد المراجع العلمية أن هذه البكتريا تصيب المرافقين للمرضي والأشخاص الذين يقومون بأعمال الرعاية الصحية داخل المستشفيات، وتشكل السيطرة علي العدوي، مفتاح إيقاف الإصابة بها خاصة أن الإصابة بها تؤدي الي شلل بجهاز التنفس، ومع مقاومتها للمضادات الحيوية يصعب العلاج، وتتميز هذه البكتريا بسهولة انتقالها خلال أنسجة الجسم خاصة من خلال الأنف، والجلد، وغالبا ما يكون تأثيرها شديدا حيث يصاب ما يتراوح بين 30٪ و60٪ ممن تنتقل اليهم العدوي بأمراض التهاب الرئة والتهاب الدم، أو التهابات المسالك البولية وتنتقل هذه البكتريا من خلال التعامل المباشر مع المرضي المصابين بها وقد تلتصق بأيدي المتعاملين مع المرضي خاصة الذين يتعاملون مع الجروح أو إفرازات المرضي وإذا لم يتم تطهير اليدين تنتقل لغيرهم من المرضي وبالتالي يزداد عدد المصابين منها.