رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الانسحاب الرئاسى "نُص الجدعنة"

بوابة الوفد الإلكترونية

بدأ الصراع على حكم مصر, عقب سقوط حكم الإخوان، وعزل الرئيس محمد مرسى، فى ثورة 30 يونيو، بانسحابات المرشحين المحتملين لخوض السباق الرئاسى، وليس إعلان ترشحهم حيث سبق "الانسحاب... الترشح" ليتصور البعض انسحابهم بالهروب من المواجهة الحتمية مع المشير عبد الفتاح السيسى, وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الذى لم ينسحب ولم يترشح، ولكنه ألمح دون أن يقرر أو يحدد أو يؤكد.

المواجهة الحتمية مع السيسى

"الانسحاب نصف الجدعنة".. هكذا وصف المراقبون والمتابعون حملة الانسحابات من المرشحين المحتملين من السباق الرئاسى المنتظر، حيث يرى البعض أنه هروب من المواجهة الحتمية، مع المشير عبد الفتاح السيسى، الذى يملك شعبية طاغية بين قطاع كبير من الشعب المصرى عقب ثورة 30 يونيو، فيما يرى آخرون أن الانسحاب يأتى لضعف شعبيتهم وعدم امتلاكهم لأى برامج من شأنها تحقيق الاستقرار والنهوض بالمجتمع المصرى بعد أن فشل تنظيم الإخوان فى تحقيق مطالب الثورة فترة وجودهم فى رئاسة حكم مصر وسعوا نحو تحقيق مطالبهم الشخصية.

قائمة المنسحبين

وتضمنت قائمة المنسحبين كلاً من "د. عبد المنعم أبو الفتوح, رئيس مصر القوية" و"خالد على" حيث يرفضان الوضع الحالى ويريان أن سلطات ومؤسسات الدولة تقف خلف مرشح بعينه, بالإضافة إلى رؤيتهم السلبية تجاه قانون الانتخابات الرئاسية الذى تضمن تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات, فيما تضمنت قائمة المنسحبين أيضا كلاً من "الفريق سامى عنان، رئيس أركان الجيش المصرى السابق, والفريق أحمد شفيق" حيث يرى الفريقان أن ترشحهما له تأثيرات سلبية على وحدة الجيش المصرى والأمن القومى نظرا لما تردد بشأن ترشح المشير عبد الفتاح السيسى لخوض السباق الرئاسى.

أبو الفتوح.. والممارسات القمعية

وبدأ انسحاب المرشحين من السباق الرئاسى بخروج د. عبد المنعم أبو الفتوح، القيادى الإخوانى السابق، ورئيس حزب مصر القوية، بسبب ما وصفه بالممارسات القمعية للسلطة الحالية قائلا: "نحن لا نرضى لضمائرنا أن تشارك فى عملية تدليس على شعبنا أو خديعة للشعب المصري".

وأكد أبو الفتوح أنه وحزبه كانا حريصين على أن يشاركا فى هذه العملية الانتخابية لكن كل المؤشرات والممارسات القمعية للسلطة الحالية تؤكد أنه لا يوجد احترام للحريات أو حقوق الإنسان قائلا: "الوضع الحالى هو وضع عابر لن يقبل به الشعب المصرى.. جمهورية الخوف لن يعيشها المصريون بعد 25 يناير".

يشار إلى أن أبو الفتوح، احتل المركز الرابع فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة 2012 وحصل على أكثر من أربعة ملايين صوت.

عنان... ووحدة الجيش

وأعقب انسحاب أبو الفتوح خروج الفريق سامى عنان، رئيس أركان الجيش المصرى السابق، للشعب المصرى بعد سلسلة من الاجتماعات السرية، مع قيادات عسكرية وصحفية معلنا عدم ترشحه فى السباق الرئاسى, مؤكداً أنه اتخذ قرارًا بعدم الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية إعلاء للمصلحة العليا للبلاد وإدراكًا للمخاطر وتصديًا للمؤامرات التى تستهدف الدولة.

وتضمنت حيثيات قرار الفريق عنان بأنه اتخذ قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة إعلاء للمصلحة العليا للبلاد وإدراكا للمخاطر التى تحيط بالوطن والتحديات المقبلة التى تتطلب منا جميعا الحرص على صلابة الصف الوطنى شعبا وجيشاً وترفعا منه أن يزج به فى مخطط يراد به الإضرار بمصر وقواتها المسلحة قائلا: "إن هذا القرار الذى توصلت إليه بعد تفكير عميق ورزين إنما جاء نابعا من قناعة شخصية دونما تأثير ومن إيمان ذاتى دونما مواربة ومن استلهام للصالح الوطنى دونما ارتباط لأحداث وقعت أو يمكن أن تقع".

يشار إلى أن الكاتب الصحفى مصطفى بكرى كان له دور كبير فى خطوة انسحاب عنان حيث اجتمع معه بصحبة عدد من القيادات العسكرية والصحفية على رأسها اللواء حسن الروينى، عضو المجلس العسكرى السابق, وياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، والمستشار أحمد الزند، رئيس نادى القضاة، وانتهت الاجتماعات بخطوة الانسحاب والتى لاقت استحسان قوى سياسية وشعبية كبيرة من الشعب المصرى.

خالد على والمسرحية الرئاسية

وأعقب خروج سامى عنان من المشهد الرئاسى خروج خالد على, أيضا معلنا عدم دخوله السباق واصفا إياها بأنها "مسرحية رئاسية" فى الوقت الذى رفض أيضا ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، للرئاسة فى ظل الظروف الحالية.

وأكد "على" فى حيثيات قراره أن الشعب المصرى يعيش الآن فى "دولة الخوف" من انتهاك الحريات واعتقال النشطاء خاصة الذين كانوا يدعون لمقاطعة الاستفتاء على الدستور الجديد قائلا: "لا أعلن انسحابى من الانتخابات، بل أرفض المشاركة فى مسرحية نعرف نهايتها مسبقًا".

وانتقد تحصين قرارات لجنة الانتخابات، واعتبر هذا التحصين "فضيحة سياسية وقانونية"، فى الوقت الذى هاجم المشير السيسى مؤكدا أنه من المستحيل فى مثل هذه الدولة من دول العالم الثالث وفى ظل الظروف الراهنة أن يخوض وزير الدفاع السباق الرئاسى لأن قائد الجيوش دائمًا ما يتمتع بشعبية جماهيرية لا لشخصه، وإنما لأنه قائد الجيوش, مطالباً بأن يكون الجيش درعًا للديمقراطية والدولة المدنية وأن يبتعد قادته عن السياسة.

يشار إلى أن خالد علي، من مواليد 26 فبراير 1972 وهو محام وسياسى مصرى وعضو فى الجبهة الاشتراكية، ومدير المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، شارك فى تأسيس مركز هشام مبارك للقانون وعمل مديرا تنفيذيا به، وترشح فى انتخابات الرئاسة المصرية 2012 التى أقيمت فى يونيو وحل فيها سابعا بعد الحصول على نحو 0.5% من الأصوات.

أحمد شفيق.. ودعمه للسيسى

فى سياق الانسحابات، أعلن الفريق أحمد شفيق، رئيس حزب الحركة المصرية، ورئيس وزراء مصر الأسبق، الانسحاب أيضا وعدم الترشح فى حال ترشح المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع.

وأكد شفيق أنه توقع فى بيان سابق أن مناخ الانتخابات الرئاسية سوف يشهد مزيدا من التصرفات الصغيرة واللاأخلاقية، بهدف بث الفرقة وإثارة الفتنة بين المصريين، مؤكدا أن التمادى فى استخدام اسمه وصوره هى تصرفات إخوانية تهدف إلى شق الصف، قائلا: "لقد كررت من قبل أننى سأدعم المشير عبدالفتاح السيسى حين يعلن ترشحه للرئاسة".

كما نفى وجود أى حملات انتخابية فى الشوارع قائلا "أؤكد أنه لا علاقة لى بصورى التى تُعلق فى الشوارع دون رغبة منى أو من مؤيديّ، ولهذا أؤكد أننى لست مرشحا للانتخابات، ويعرف كل المصريين أننى لا ألجأ لمثل هذه التصرفات، ولا أتراجع عن مواقفى المعلنة.. وفقنا الله لخير مصر".

يأتى ذلك فى الوقت الذى اجتمع فيه الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، مع الفريق شفيق فى أبو ظبى بدولة الإمارات، قبل أن يصدر هذا التصريح بشكل رسمى, واتفق معه على هذه الخطوة من أجل دعم المشير عبد الفتاح السيسى، والوقوف بجانبه من أجل تحقيق مطالب الشعب المصرى وأهداف ثورته.

يشار إلى أن الفريق أحمد محمد شفيق زكي، وشهرته أحمد شفيق من مواليد 25 نوفمبر من عام 1941، هو رئيس وزراء مصر من 29 يناير 2011 إلى 3 مارس 2011، وقبل

رئاسة مجلس الوزراء كان وزيرًا للطيران المدنى وذلك منذ عام 2002، وترشح كمستقل لانتخابات الرئاسة المصرية 2012، ولكن لجنة الانتخابات استبعدته بموجب قانون العزل السياسى الذى صدّق عليه المجلس العسكرى يوم 24 أبريل 2012، ثم أعادته بعد يومين بعد أن طعن أمام اللجنة على القانون مستنداً إلى أن القانون الجديد غير دستوري، ولكنه خسر الانتخابات بعد خوض جولة الإعادة أمام الرئيس المعزول محمد مرسى مرشح حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابى ثم اتجه بعدها مباشرة إلى الإمارات ليشغل منصب المستشار السياسى لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

بهذا يكون المنسحبون من السباق الرئاسى حتى الآن وصل عددهم إلى 4 أفراد كان منهم 3 مرشحين فى انتخابات 2012 وخسروا السباق فيما كان الرابع هو الفريق سامى عنان والذى كان حاكما للبلاد باعتباره عضوا فى المجلس العسكرى السابق عقب ثورة 25 يناير، فيما أعلن بشكل رسمى حمدين صباحى خوضه السباق دون أن يتراجع أو ينسحب.

رؤى سياسية تجاه الانسحاب

وتعليقاً على هذه الموجة من الانسحابات رأى عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى، أن من أعلن خروجه من السباق أعلن فى الوقت ذاته أسبابه التى تعتبر منطقية فى المرحلة التى تمر بها البلاد.

وأكد "شكر" فى تصريحات لـ"بوابة الوفد" فيما يتعلق بالفريق سامى عنان، رئيس أركان الجيش المصرى، هو فى الأساس لم يعلن ترشحه وبالتالى منطق الانسحاب لا يتوافق معه، مشيراً إلى أن قراره بعدم الترشح جاء حرصا منه على عدم تصدير رؤية الخلاف العسكرى والانشقاق بالقوات المسلحة وهذه رؤية إيجابية، مشيرا إلى أن انسحاب خالد على، كان واضحاً فى رفضه تحصين قرارات اللجنة العليا وهذا أمر منطقى فى ظل هذه الظروف والتى يتفق معه موقف حزب التحالف الشعبى.

ولفت رئيس حزب التحالف الشعبى، إلى أن موقف الفريق أحمد شفيق، مختلف تماما خاصة أنه يعلم أنه لا يستطيع العودة لمصر وغير قادر على خوض السباق الرئاسى قائلا: "شفيق يعلم أنه لا يستطيع العودة لمصر وبيلاعب المصريين من الخارج ودعمه للسيسى جِميلة ولا جدوى منها".

وفيما يتعلق بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، أكد "شكر" أن أبو الفتوح رجل سياسى كبير ولديه من الحنكة السياسية ما يجعله يقدر الأمور وهو يعلم تماما أن شعبيته وموقفه محرج خلال هذه المرحلة وبالتالى أعلن موقفه من عدم دخول السباق الرئاسى، ملفتا إلى أن ترشح المشير السيسى وما له من شعبية جارفة فى الشارع المصرى له دور فى مسألة الانسحاب.

من جانبه أكد أمين إسكندر، القيادى بحزب الكرامة، على رؤيته للانسحابات من زاويتين الأولى تتلخص فى سيادة رؤية ومناخ "المخلص والبطل" تجاه المشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ملفتا إلى أن ترويج مؤسسات الدولة له ودفاعها عنه بشكل دائم يبث عدم الطمأنينة تجاه المرشحين الآخرين، بالرغم من عدم إعلانه الترشح بالإضافة إلى طرحه مليون شقة سكنية للشباب وأيضا علاج الفيروس وهو ما زال على رأس السلطة التنفيذية.

وأكد إسكندر فى تصريحات لـ"بوابة الوفد" أن الزاوية الثانية فى رؤيته لانسحاب المرشحين المحتملين تتمثل فى أن هؤلاء المرشحين خافوا منذ الوهلة الأولى واستسلموا للتحديات، مشيراً إلى أنه كان يرى ضرورة المعاندة والمغامرة لكشف عدم حيادية وشفافية الانتخابات فى حالة دعم مؤسسات الدولة للمشير عبد الفتاح السيسى قائلا: "كنت أتمنى أن يفرض المرشحون المنسحبون أنفسهم على الساحة ويكشفوا عدم حيادية الانتخابات".

وبشأن عدم شعبية المرشحين المنسحبين قال إسكندر: "الشعبية بالصندوق وليست بالكلام وأنا هنا أتحدث عن أحقية كل مواطن فى أن يترشح ويخوض السباق وليس الانعزال والتخوف من مرشح آخر تدعمه مؤسسات الدولة".

وبشأن الفريق أحمد شفيق رأى إسكندر أن شفيق لديه طموح فى حكم مصر ولكنه وجد نفسه فى مواجهة مع قائد جيش مصر وهو المشير عبد الفتاح السيسى, ويخشى الخسارة منه أمام الجميع وبالتالى نراه يسرب بعض الأشياء عن رؤيته الحقيقة تجاه المشير ويظهر مرة أخرى يتحدث بشكل مختلف عن دعمه، مشيرا إلى أن هذه الرؤية تنطبق أيضا على الفريق سامى عنان والتى كانت محطتها الأخيرة إعلان انسحابه وعدم الترشح بعد توسط عدد من الصحفيين لديه.

وأكد أن أبو الفتوح، لديه قدرة كبيرة على تحديد المواقف وهو الآن اقتنع بشكل عام أن الشعب المصرى لفظ جماعات الإسلام السياسى والجماعات الإسلامية وبالتالى لم يقدم على خطوة يتأكد من خسارته فيها.