رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حادث مسطرد الإرهابى.. دروس ونتائج

بوابة الوفد الإلكترونية

بقدر ما أوجع هذا الحادث الإرهابى الخسيس والدنىء الذى ارتكبته جماعة الإفك والعدوان الملعونة المسماة بالإخوان المسلمين، قلوب المصريين وأدماها حزنًا على الشباب السبعة من رجال الشرطة العسكرية الذين راحوا ضحية هذا العدوان المجرم والغادر والاثيم،

بقدر ما أثار هذا الحادث أيضًا غضب وثورة نفوس المصريين بسبب عدم اتخاذ الدولة حتى اليوم الإجراءات الاستثنائية القوية والواجبة التى تكفل منع سيل دماء جنودنا الطاهرة نتيجة الأعمال الإرهابية شبه اليومية التى ترتكبها هذه الجماعة الآثمة المجرمة،ويردعها عن الاستمرار فيها، وأبسط هذه الإجراءات هو سرعة محاكمة من تم القبض عليهم واصدار أحكام رادعة بحقهم،هم ومن يروج لجرائمهم فى وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، ويرفع الرايات السوداء لتنظيم القاعدة الإرهابى عالية فوق مبانى الجامعات المصرية فى تحد وقح ومكشوف للدولة، ثم لا نرى من يعاقب هؤلاء على جرائمهم حتى وصل الأمر إلى أن الإرهابى الذى ألقى بطفلين من فوق مبنى فى سيدى جابر بالإسكندرية منذ أكثر من عام نجده لم يحاكم حتى اليوم رغم اعترافه بجريمته، فهل هذه هى العدالة الناجزة الذى وعدنا بها السيد المستشار رئيس الجمهورية فى كثير من أحاديثه وكذا رئيس الوزراء؟!
ـ فإذا كانت أرواح جنودنا الشهداء قد ذهبت إلى بارئها فى جنات الخلد والنعيم، وأنهم كما وعدنا المولى عز وجل «أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما أتاهم الله من فضله»، إلا أن هذه الجريمة النكراء وغيرها من جرائم إرهابية سبقتها خلفت لنا مآسى تعيش فيها أسر هؤلاء الشهداء من البسطاء فى مدن وقرى مصر.. من أطفال تيتموا، وزوجات ترملن، وآباء وأمهات ثكلى لا تجف الدموع فى مآقيهم، كانوا ينتظرون أبناءهم بعد انتهاء خدمتهم الوطنية ليعينوهم على مواجهة أعباء الحياة الصعبة، فإذا بهم يعودون إليهم شهداء برصاصات الغدر، ثم نسمع فى تدوينات آثمة لإرهابيين من جماعة الإخوان ـ أمثال أحمد المغير وعبدالرحمن عز ـ يهللون فيها فرحًا بهذه الجرائم الخسيسة، ويستبيحون دماء جنودنا من رجال الجيش والشرطة، وهو ما لا يقل إرهابًا عن لغة السلاح التى يستخدمها الإرهابيون، فما هى الإجراءات التى اتخذتها الدولة ضد هؤلاء المحرضين على الإرهاب، ان اغلاق الدولة لمواقع التواصل الاجتماعى التى تستخدم للتحريض على الإرهاب هو أبسط إجراء ينبغى اتخاذه، وذلك فى اطار ضرورة المساواة بين المحرض على العنف والمنفذ له، كذلك اعتقال ومحاكمة عناصر ما يسمى بجبهة الدفاع عن الشرعية وكلهم من جماعة الإخوان الإرهابية الذين يجاهرون علنًا فى مؤتمراتهم ووسائل اعلامهم بالدعوة إلى مضاعفة أعمال العنف والإرهاب وقتل رجال الشرطة والجيش. فقد تأكد للجميع أن ما يرتكب من جرائم إرهابية على صعيد مصر لأول مرة فى تاريخها القديم والحديث هو رد فعل وتفعيل للخطابات التحريضية التى يطلقها أعضاء الجماعة بحرية تامة دون عقاب أو مؤاخذة، معتمدين فى ذلك على ما ثبت من خوف وتردد أجهزة الدولة فى التعامل بحسم معهم خشية اثارة جمعيات حقوق الانسان، وغضب دوائر صناع القرار فى الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن يرد الشعب المصرى على كل هؤلاء بأن يذهبوا جميعًا للجحيم، وأن على المسئولين فى مصر أن يتعظوا ويتأسوا بما اتخذته دولة عربية رشيدة مثل السعودية من إجراءات حاسمة ورادعة قلصت بشدة من الأعمال الإرهابية التى كانت ترتكب على أراضيها، وأوقفت المحرضين والممولين عن دعم الإرهابيين وأخرستهم.
مدركات فى الحرب ضد الإرهاب ينبغى أن يعيها المصريون جيدًا
ـ لقد أبرز الحادث الإرهابى الأخير فى مسطرد عدة مدركات مهمة كانت غائبة نسبيًا عن كثير من المصريين، يجب على أجهزة الدولة السياسية والأمنية والاعلامية أن تؤكد عليها، وهى على النحو التالى:
1 ـ إن مصر كلها فى حالة حرب ضد الإرهاب، بكل ما تحمله كلمة حرب من معنى.. بل هى حرب قذرة لم تعهدها مصر من قبل منذ عهد المصريين القدماء، وأن المشتبكين فى هذه الحرب اليوم ليسوا القوات المسلحة والشرطة فقط، بل كل المصريين من رجال ونساء وأطفال مهددون فى حياتهم من جراء هذه الحرب. وأن هذه الحرب الممتدة على كل الساحة المصرية الممتدة من رفح شرقًا وفى السلوم غربًا ومن ساحل المتوسط شمالًا إلى حلايب وشلاتين وأسوان جنوبًا تستهدف اسقاط الدولة المصرية وتفتيت مصر فى النهاية إلى عدة دويلات على أسس عرقية وطائفية ومذهبية تنفيذًا لمخطط استعمارى وضعته الولايات المتحدة يسمى بـ«الشرق الأوسط الكبير» يحقق لها السيطرة على مصر واخضاعها للإدارة الأمريكية، سبيلها فى ذلك اثارة الفوضى الخلاقة فى ربوعها، أما وسيلتها فهى الاعتماد على جماعة الإخوان الإرهابية ومن قامت بتدريبهم والانفاق عليهم بعد أن جندتهم فى (فريدم هاوس) و(اكاديمية التغيير) فى لندن ثم فى الدوحة، وفى منظمة (أوتبون) فى صربيا.. أمثال حركة 6 ابريل وغيرها ممن ثبت ولاؤهم لأمريكا، ويتعاونون اليوم مع جماعة الإخوان الإرهابية فى شخص عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية ويدفعان لتصعيد العمليات الإرهابية فى الأيام القادمة وينعقون ليل نهار بسقوط حكم العسكر. وأن هذا المخطط الأمريكى قد صادف نجاحًا باهرًا فى دول أخرى مثل السودان والعراق وسوريا وليبيا ولبنان واليمن والصومال، مما يشجعهم على الاصرار على تنفيذه فى مصر باعتبارها فى نظرهم الجائزة الكبرى التى ينتظرونها، وهذا هو السبب فى استمرار الرهان الأمريكى والأوروبى على جماعة الإخوان فى تنفيذ هذا المخطط، وهو ما يفسر حقيقة الموقف الأمريكى والأوروبى حيال وسائل عديدة..مثل منع المساعدات العسكرية الأمريكية عن مصر، ورفض تصنيف جماعة الإخوان انها إرهابية رغم أنها صنفت حركة حماس الإخوانية «وهى الفرع» بأنها إرهابية مع استمرار ادانة مصر بانتهاك حقوق الانسان.. الخ.
2 ـ وإذا كان الهدف السياسى والاستراتيجى البعيد لاعداء مصر فى الخارج، وعملائهم فى الداخل هو اسقاط الدولة المصرية وتفتيتها، فإن هدفهم التكتيكى القريب والمباشر هو تعطيل ما تبقى من مراحل خريطة الطريق، خاصة مع اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية ومن بعدها الانتخابات البرلمانية وتشكيل حكومة ديمقراطية، وبذلك تنتهى المرحلة الانتقالية ويبدأ عهد الأمن والاستقرار والعمل من أجل التقدم والتنمية، وهو ما تبذل جماعة الإخوان وحلفاؤها كل ما فى طاقتهم لعرقلته، لأن نجاح مصر فى اجتياز هذه المرحلة الانتقالية سينهى ويقضى على كل ما تردده جماعة الإخوان وحلفاؤها من مزاعم حول شرعيتها التى تتشدق بها فى المجتمعات الدولية، لاسيما بعد أن يتأكد للعالم كله مدى الشفافية والنزاهة التى ستسود عمليات الانتخابات التى ستشرف عليها منظمات حقوقية وديمقراطية داخلية وخارجية لذلك فإن التحدى الحقيقى الذى تواجهه مصر حكومة وشعبًا هو الاصرار على ضرورة سرعة عبور المرحلة الانتقالية بسلام وأمان ومن هنا يمكننا أن نفهم حالة السعار والارتباك التى تجتاح جماعة الإخوان اليوم وحلفاءها فى مطالبة اعضائهم بالنزول بالسلاح إلى الشوارع فى مظاهرات حاشدة فى 19 مارس وما بعده، ودعوة إلى الاستنفار، واصرار طلبة الجامعات التابعين للجماعة على تخريب الجامعات وتعطيل الدراسة وما أصاب قناة الفتنة المسماة بالجزيرة من هياج فى التهجم
على كل من على  أرض مصر، ويؤكد أيضًا أن  حادثى الأميرية  ومسطرد هما «بروفة» لعمليات أكبر قبل 19 مارس وبعده، ينبغى أن يتحسب ويتصدى لها كل مصري، وليس الجيش والشرطة والدولة فقط.
3ـ يجب أن ندرك حقيقة حجم ونوعية  العدائيات التى نواجهها فى الداخل والخارج، وما فى أيديها من وسائل تستخدمها فى حربها الشاملة ضد مصر. وبالتالى ينبغى ألا نفرق بين مسئولية الاخوان عن الأحداث الارهابية التى تشهدها مصر وتنظيمات أخرى تعلن مسئولياتها مثل «أنصار بيت المقدس» و»أجناد مصر» و»مولوتوف» و»الجماعة الاسلامية» و»أنصار الشريعة» و»القاعدة» و»كتائب الفرقان» و»الذئاب المنفردة».. وغيرها من  منظمات تكفيرية جهادية! هذا فضلا عن حماس التى تشكل القاعدة اللوجيستية لامداد الارهابيين بالأفراد والسلاح والتدريب عبر الانفاق، وليبيا التى يسيطر الاخوان على اقليمها الشرقى فى درنة وبنغازى وطبرق، وأصبحت قاعدة الامداد بالسلاح والذخيرة فضلا عن تواجد عشرة معسكرات تدريب بكل منها حوالى 700 إرهابى يصلون بالطائرات إلى مصراتة ومنها إلى معسكرات التدريب التى تضم عناصر مصرية وعربية  واسلامية من  أفغانستان وباكستان وتركيا وافريقيا، فضلا عن تغطية سياسية ومالية وإعلامية توفرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى  وتركيا وقطر. هذا مع العلم بما كشفت عنه المخابرات الروسية من وجود اتفاق بين أمريكا والقاعدة بنقل نشاط الأخيرة إلى  سيناء وليبيا مقابل أن تسمح القاعدة بخروج آمن للقوات الأمريكية من أفغانستان وهو ما  كشف عنه عميل القاعدة  «أبو أنس الليبي»  وكان سببًا  فى خطفه بواسطة المخابرات المركزية الأمريكية.
4ـ رغم ما نراه من زيادة العمليات الارهابية المنفردة ضد كمائن الشرطة والجيش ومركباتهم وأفرادهم، الا أن الحقائق على الأرض وفى تقديرات أجهزة الأمن والمخابرات فى مصر وخارجها تشير وتؤكد أن موجة الارهاب التى شنتها جماعة الاخوان  وحلفاؤها منذ سقوط نظام حكمهم فى 30 يونية، آخذة فى الانحسار، وما نشاهده من عمليات ارهابية منفردة هنا وهناك  ـ رغم ما تسببه من آلام للمصريين ـ ليس أكثر من محاولات تعبر بها جماعة الاخوان عن وجودها وأنها لم تمت، وان كانت فى الحقيقة  تلفظ آخر أنفاسها، فضلا عن محاولة الضغط على النظام القائم فى مصر لفتح حوار ومصالحة مع الجماعة، وهو طبعا «عشم ابليس فى الجنة» لأن النظام الحاكم فى مصر اليوم حتى وان حاول أن يلمح بذلك، فإنه  مرفوض شعبيًا، وسيقابل بسخط شعبى عارم لاتستطيع الحكومة مواجهته. لذلك تمارس جماعة الاخوان وحلفاؤها صورًا جديدة من الإرهاب لم تقتصر فقط على مهاجمة أفراد ومنشآت ومواقع الجيش والشرطة بل تسعى أيضًا لتفجير أهداف مدنية مثل مولدات الكهرباء وأبراج الضغط العالي، ومساكن ومحلات  تجارية وذلك بعد ان فقدوا قدراتهم على الاعتصام والحشد والتظاهر وتقلصت مواردهم المالية.
5ـ لذلك وقعت الحادثة الإرهابية الأخيرة بمسطرد تعبيرا عن حالة اليأس والتخبط والارتباك الذى يسود الجماعة وحلفاءها بعد فشل كل محاولاتها السابقة  واستعادة مواقعها التى طردها الشعب منها وبعد أن تبدد حلمها الذى عاشت تنتظر تحقيقه  85 عاما، وعندما تحقق فى يوليو  2012 تبدد  وذهب مع الريح بعد سنة واحدة فى 30 يونية 2013. أما ما لم تدركه جماعة الاخوان  وحلفاؤها أن مع كل عملية ارهابية يقومون بها يزداد  كراهية وبغض المصريين لهم، ورفضهم والاصرار على استئصالهم واقتلاع جذورهم نهائيًا باعتبارهم ورمًا سرطانيا ينبغى التخلص منه. حتى يبدأ الجسد المصرى من شروره. وقد ثبت أن تهديدات الاخوان جوفاء نسمعها منذ عدة شهور كما ثبت.  وتأكد أيضا ان اسلوب الغدر والخسة الذى تتبعه جماعة الاخوان فى تربصهم بعناصر منفردة من الجيش والشرطة واطلاق النار عليهم وهم نائمون أو يصلون ليس تعبيرا عن  القوة ولكن  يعكس ضغفا وفشلا ذريعا بات واضحا فى هزائمهم فى سيناء، لذلك نقلوا أنشطتهم إلى داخل المدن المصرية حيث  يصعب تعقبهم بسبب اندساسهم فى وسط المناطق السكنية المأهولة.
تحليل سياسى / عسكرى لعملية مسطرد
ـ لقد جاءت هذه العملية الإرهابية انتقاما لقيام الجيش بقتل مؤسس جماعة أنصار بيت المقدس «محمود فريج» ـ أبو عبدالله ـ ومعه 6 إهابيين يوم الثلاثاء الماضى فى حملة للجيش على بؤر هذه الجماعة ومستودع أسلحتها، يؤكد ذلك أن الجماعة  أعلنت عن  مقتله  فى  نفس يوم حملة الجيش،  وان حاولت أن تخفى ذلك زاعمة أنه توفى  بسبب انفجار قنبلة حرارية داخل سيارته، وذلك حتى تحافظ على الروح المعنوية لرجالها وطمأنة أنصارها بأن مصرع فريج لم يكن انتصارا لقوات الأمن.. ومن المعروف أن  فريج هذا هو صاحب أسلوب تفجير أنابيب الغاز فى سيناء وقد انتقل إلى القاهرة فى عام 2013، وكان أيضا مسئولا عن محاولة الاغتيال الفاشلة لوزير الداخلية فى سبتمبر الماضي، وهو من عائلة  فريج  الأكثر تشددا وسبق أن قتلت، من ابنائها لاعتراضهم على  سياسة جماعة أنصار بيت المقدس بسبب تغيير وجهته من استهداف اليهود فى اسرائيل إلى توجيه أسلحتهم ضد الجيش المصري، وكان فريج يستغل علاقاته القوية بشباب القبائل برفح والشيخ زويد فى استقطاب أعداد كبيرة منهم وضمهم للجماعة، لذلك استهدفت العملية الارهابية موقعا للجيش باعتباره المسئول عن مقتل فريج وليس  الشرطة.
ـ تعتبر هذه العملية تطورًا فى عمل  الجماعات الارهابية التى تسعى لتحقيق خمسة أهداف: الأول  تبليغ رسالة للمصريين بأن الجيش  والشرطة لن يستطيعا أن يوفرا الأمن والاستقرار لهم، وان كان التعاطف الشعبى مع الجيش والشرطة أفسد عليهم هذا الهدف الأثيم. الثانى  تشمل نفس الرسالة أن المشير السيسى الذى لم يستطع أن يحمى قواته لن يستطيع أن يحمى المصريين ويحقق لهم ما ينشدونه عند انتخابه رئيسا لهم من أمن واستقرار. وان ذلك مرهون فقط بمشاركة الاخوان وحلفائهم فى الحكم، وبالتالى إحداث احباط لدى الشعب قبل انتخابات الرئاسة  الثالث.. إنهاك الجيش والشرطة وتشتيت جهودهم على كل الساحة المصرية. الرابع ـ وهو ترويع المواطنين وإثارة الذعر والإحباط فى نفوسهم. أما الهدف الخامس فهو تأديب الشعب المصرى المؤيد للجيش والشرطة..
ـ هذا الحادث الإرهابى تم بواسطة عناصر ارهابية تلقت تدريبًا نوعيا عاليا فى غزة  وليبيا على أيدى مجموعات القاعدة، وهو ما تمثل فى اختيار الهدف ودراسته عن قرب عدة مرات ومعرفة نمط الحياة فيه، وإدراك توقيتات راحة ونشاط الأفراد، وبالتالى اختيار توقيت صلاة الفجر ونوم بعض الأفراد لتنفيذ العملية، فضلا عن وجود تغطية للمهاجمين بعناصر إرهابية أخرى لتمنع تدخل أى قوات من خارج موقع الكمين، إلى جانب زرع عبوات متفجرة ذات حساسية عالية فى الموقع بعد قتل رجال الشرطة  العسكرية لكى تنفجر فيمن سيأتى للتحقيق. وهو ما يدل على أن ضمن القائمين بالهجوم عناصر أجنبية تنتمى للعرب الأفغان الذين قاتلوا فى سوريا والعراق. وتفيد المعلومات بوجود حوالى 3000 إرهابى مستعدين لدخول الأراضى المصرية من غزة وليبيا، الأمر الذى يشير إلى نوايا معادية لتصعيد فى العمليات الارهابية خلال الفترة القادمة، وهو ما يأتى فى إطار مخطط أخير وضعه التنظيم الدولى للإخوان فى اجتماعاته الأخيرة فى لندن واسطنبول وحضرها ممثلون للمخابرات الأمريكية والتركية والقطرية وحلف الناتو بهدف إظهار مصر دولة فاشلة وغير مستقرة. يؤكد ذلك ما رصدته أجهزة الأمن عن وجود خلية عنقودية فى مصر تابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس تسمى نفسها (العائدون الجدد) تم تدريبهم فى باكستان وسوريا وفلسطين، بينهم سيناوى عرف من لهجته شارك فى العملية. كذلك تم ضبط عناصر مصرية تم تجنيدها مقابل 1000 جنيه لكل فرد يشارك فى عملية تخريب أشمل أطلق عليها (إرهاب الفجر) لتفجير أهداف مدنية فيما أطلق عليه (جمعة الخراب) فى الفترة من 19 إلى 20 مارس. كذلك صدور بيان من جماعة الإخوان يتحدث عن هيكلة 5000 مجموعة ثورية كل 10 أفراد موزعين على المحافظات، بخلاف عدة مئات فى مظاهرات تضم 50000 فرد، كذلك تم رصد مجموعة إرهابية أطلقت على نفسها (حركة مجهولون) تستهدف عائلات ضباط الشرطة والجيش، وهو ما عكسته كلمة مفتى الإرهاب محمد عبدالمقصود الذى أباح فيه قتلهم واحراق سياراتهم ومنازلهم.
ترافق مع هذه العملية نشاط متزايد لموقعى التواصل الاجتماعى (فيس بوك وتويتر) يطلق عليه (هانستاج) تابع للإخوان، ويشاهده نحو خمسة ملايين متابع من شباب تيار الاسلام السياسى ليعبروا عن رؤيتهم الفكرية والسياسية والدينية لما يحدث فى مصر اليوم. وظهور جيل جديد من المتطرفين والمتشددين ودعاة العنف ونبذ السلمية ومهاجمة مواقع الجيش الرئيسية، ويصنفون الجيش المصرى بأنه «صهيونى عميل مرتد ينبغى مقاتلته كالصهاينة تمامًا لا فرق بينهما». وهى تحولات فكرية لا تهتم بالجوانب الثقافية أو الدينية بمفهومها النظري، بل بالجوانب الحركية لمقاتلة النظام القائم وإسقاط الدولة الوطنية المصرية- ومن ثم فان صيحات (الله اكبر) التى أطلقها الإرهابيون بعد قتلهم رجال الشرطة تمثل تعبيرًا خاطئًا عن هذا التحول الفكري، بإظهار ممارساتهم الإرهابية انهم بها يدافعون عن العقيدة الإسلامية، بينما هم فى الحقيقة يدافعون عن مصالحهم وأموالهم التى تغدق عليهم بشكل دورى ومستمر، فضلًا عن دفاعهم عن مصالح دول أجنبية معادية لمصر والاسلام. كما رصد فى اطار تسخير النص الدينى لخدمة السياسة الإخوانية طالب فقيهم عبدالرحمن البر أنصار الجماعة بأن «يلتزموا الصبر الجميل، والسلمية المبدعة والوحدة الجامعة، والثقة الكاملة فى نصر الله والأمل الواسع فى النصر»، كما شبه ما تمر به الجماعة فى الوقت الحالى بما كان يحدث للرسل والأنبياء داعيًا أعضاء الجماعة أن يستمروا فى التظاهر ولا يتوقفوا حتى تتحقق أهدافهم، زاعمًا ان تحقيق هذه الأهداف قريب، وهو قول يشبه تمامًا المزاعم الكاذبة عن وجود سيدنا جبريل عليه السلام فى رابعة، وأن محمد مرسى صلى بإمام الأنبياء والمرسلين فى كذب بواح لم يقله مسيلمة الكذاب، فضلًا عن كذبه عندما يقول

«تظاهر سلمي» وهو يرى بعينيه القتلى والجرحى ومن أفراد الشعب العاديين كل يوم على أيدى متظاهرى الإخوان فى ميادين وشوارع مصر خاضه فى أيام الجمع.
دروس مستفادة
1- على المستوى السياسي
تؤكد لنا هذه العملية الإرهابية الخسيسة أن مصر كلها فى حالة حرب يومية بكل مؤسسات الدولة وطوائف الشعب وفئاته، وهى حرب شاملة تديرها من وراء الستار قوى دولية واقليمية تستهدف مصر كلها بالخراب والدمار، حرب تستخدم فيها كل أساليب الخسة والحقارة، وهو ما يفرض على الدولة بجميع مؤسساتها وأجهزة أمن تعبئ الشعب كله من أجل الانتصار على قوى الغدر والخيانة والعدوان، وتتطلب من كل مصرى موقفًا وطنيًا رفيعًا يقبل فيه قدرًا من التضحية ويتحمل بعض المعاناة المحسوبة من أجل الانتصار فى الحرب على الإرهاب واستمرار الدولة، ولكن للأسف نجد ممن يطلقون على أنفسهم النخبة السياسية من لا يدركون خطورة اللحظة الحالية ويتصرفون وكأن كل ما يجرى لا يعنيهم فى شيء، باحثين فقط عن مصالحهم والشهرة الاعلامية، لذلك اتسمت مواقفهم بالازوداجية وقلة الحكمة والانفصال عن الواقع والابتعاد عن آمال الشعب وطموحاته، هذا فى حين تفرض التحديات التى تواجهها مصر وحدة المواقف والتوافق من أجل سرعة استكمال خريطة الطريق كهدف ومطلب شعبى مباشر، والانطلاق نحو مرحلة تالية من العمل القومى لاعادة بناء مصر من جديد.
ويفرض ذلك على الدولة بمؤسساتها وهيئاتها المختلفة أن تكشف للشعب حقيقة وتفاصيل المؤامرات التى تحاك ضد مصر فى الداخل والخارج، فهذه الخطوة هى أولى مراحل اشراك الشعب فى الحرب ضد الإرهاب، وتوحده فى مواجهة التحديات والمخاطر التى يواجهها، وحتى يتعرى أعداء الشعب فى الداخل والخارج، خاصة أولئك الذين يلعبون على كل الحبال والمطالبين بالمصالحة والحوار مع جماعات الإرهاب المتاجرين بالدين والدم. ان الأمر جد خطير، وحاضر ومستقبل الدولة المصرية وهيبتها صارت على المحك داخليًا وخارجيًا، ولا تتحمل مجاملة أو الخوف ممن يتشدقون ليل نهار بشعارات الديمقراطية وحقوق الانسان، وثبت انهم يستقوون بالخارج. ان تعرية كل هؤلاء أمام الشعب هو العامل الرئيسى فى نجاح حشد وتعبئة الجماهير المصرية لتتحمل مسئولياتها وتشارك الجيش والشرطة فى حربهما ضد الإرهاب، خاصة أن هذه الحرب ستستمر طويلًا لأن العدو الرئيسى أمامنا وهم جماعة الإخوان فى الداخل لن تقبل بسهولة أن ينهار حلمها الذى كانت تسعى لتحقيقه منذ 85 عامًا بسهولة، وبعد أن تحقق لمدة عام فى حين كانت تراهن على البقاء فى حكم مصر 500 سنة على الأقل. كما لن تقبل الولايات المتحدة أيضًا بأن ينهار بسهولة مخططها لبناء شرق أوسط كبير على أنقاض دولة بعد تفكيكها وكانت تراهن على جماعة الإخوان فى تحقيقه. كما تحتاج الدولة المصرية وهى تخوض هذه الحرب ضد الإرهاب أن تصيغ وتعلن رؤية جديدة فى علاقاتها مع دول ومنظمات معادية لمصر.. مثل قطر وتركيا وحماس، وأن يرفع المصريون شعار «مع فلسطين ضد حماس» مثل الذى رفعوه فى ثورة 30 يونية مع «الاسلام ضد الإخوان».
لابد أن يدرك المسئولون فى الدولة أن الذى شجع الإخوان وحلفاءها على ارتكاب المزيد من الجرائم الإرهابية والتمادى فى غيها هو سياسة اللين والمهادنة التى مارستها الحكومات السابقة التى سبق وأن وصفها الشعب بحكومات الأيادى المرتعشة. ومع استمرار المسئولين فى اتباع هذه السياسة لا أمل فى الانتصار فى الحرب ضد الإرهاب، الأمر الذى يفرض اتخاذ خطوات حاسمة فى تطهير أجهزة الدولة ومؤسساتها من كل عناصر الإخوان التى تم زرعها خلال العام الأسود الذى حكمت فيه الجماعة مصر، ويقدر عددهم بحوالى 11000 إخوانى لا يزالون يعيثيون فى أرض مصر فسادًا وإرهابًا. كما ينبغى استبعاد من قيادات الدولة كل من لا يزال يأمل أو يشعر أن هناك عودة لجماعة الإخوان لحكم مصر، فهؤلاء عاجزون بسبب ذلك عن اتخاذ قرارات حاسمة ورادعة، غير مدركين حقيقة ان الشعب هو الذى وضع نهاية نهائية لهذه الجماعة، وعلى قيادات الدولة أن تلبى وتستجيب لإرادة هذا الشعب، ولا تملك أن تتردد أو تؤجل أو تسوف فى تنفيذ ذلك. وأبرز ما يطالب به الشعب اليوم هو محاكمات عسكرية ناجزة لكل من رفع السلاح والمولوتوف والشماريخ فى وجه الشعب، وذلك على النحو الذى قام به عبدالناصر ضد الإخوان فى عامى 1954، 1965، وحتى ترتدع الجماعة عن الاستمرار فى تهديداتها وحركاتها الغبية البلهاء، ان الشعب المصرى لم يعد يقبل من المسئولين اتخاذ قرارات متأخرة كالتى اتخذها مجلس الوزراء مؤخرًا بعد حادثة مسطرد، كما لم يعد الشعب المصرى مستعدًا لقبول أعذار من المسئولين أو حجج تمنعهم من اتخاذ قرارات بتجريم وإلغاء الكيانات غير الشرعية التى لا تزال تمارس التحريض علنًا على الإرهاب، وتدعو إلى التظاهرات واستهداف رجال الشرطة والجيش وعائلاتهم.. مثل ما يسمى «بتحالف دعم الشرعية» والذى يدعو علنًا لإسقاط النظام وعودة شرعية زائفة لجماعة الإخوان، كما لم يعد الشعب قادرًا على تحمل قرارات استفزازية تصب فى صالح الإخوان مثل قرار ترقية 36 قيادة إخوانية فى التليفزيون!!، أو استمرار الدولة فى الصمت وعدم إغلاق مواقع التواصل الاجتماعى التى تحض ليل نهار على التظاهر والعنف والتخريب، وكذا تجاهل الدولة للمؤتمرات الصحفية وعدد من وسائل الإعلام التى يعقدها عناصر قيادية فى جماعة الإخوان تدعو علنًا لتنظيم المظاهرات وتحدد مساراتها وتوقيتاتها وأفعالها، وتحرض  جماهير الشعب على الانضمام لها، والنقابات المهنية والعمالية على الإضراب، وأيضًا لم يعد الشعب المصرى قادرًا على الصبر والصمت على عدم مواجهة الدولة ظاهرة الالتراس الذين يتحدون سلطة الدولة وهيبتها، ويتعمدون الإساءة لرجال الشرطة والجيش وإثارة العنف والإرهاب فى الملاعب وما حولها من منشآت عامة وخاصة، فلم يعد خافيًا أن جماعة الإخوان تستخدم شباب الألتراس لكسر شوكة وزارة الداخلية وقوى الشرطة والجيش بإبعادهم عن تأمين المباريات دون رادع أو عقاب، حتى أصبح الألتراس يحلمون بالتحكم فى مقدرات الدولة والنيل من أمن البلاد، ويتخيلون أن الدولة ستتركهم ينفذون خططهم الماكرة والشيطانية دن الوقوع تحت مظلة العقوبات، وهو ما يجب على أجهزة الدولة فى المقابل أن تواجهه بالضرب بيد من حديد على أولئك الذين يسعون إلى إظهار الدولة بمظهر العنف والخذلان، ناهيك عن سرعة فصل طلاب الجامعات مثيرى الشغب فى الجامعات وخارجها فصلًا نهائيًا، وليس لفترات محدودة، وإلغاء ما يتمتعون به من ميزة تأجيل لتجيند وإلحاقهم فورًا بمعسكرات التجنيد ليتعلموا الأدب وكيفية احترام الدولة ومؤسساتها.
ـ ان تأخر الدولة فى تنفيذ أحكام رادعة وسريعة تحقق القصاص من الإرهابيين الذين استحلوا أرواح ودماء رجال الجيش والشرطة، سيدفع الأهالى إلى أخذ الثأر لأبنائهم، بأيديهم وينفس النهج الذى ارتكبه الإرهابيون انتقامًا لأبنائهم الشهداء والمصابين، وهو ما قد يصور الأمر داخليًا وخارجيًا بأنه حرب أهلية ـ فلقد جرت أحاديث مؤخرًا عما يسمى كتائب الثأر لمطاردة كل من ينتمى للإخوان وتخريب ممتلكاته، وهو ما يعنى إلغاء دور الدولة وقوانينها، ولمنع ذلك لا سبيل إلا سرعة إجراء محاكمات سريعة لأعداء الشعب من الإخوان مرتكبى الجرائم  والمحرضين عليها.
2ـ على المستوى العسكرى
ـ سبق أن أوضحنا على هذه الصفحة فى مقال تحت عنوان «روشتة تصحيح استراتيجية الشرطة فى مواجهة الإرهاب» بتاريخ 18 فبراير الماضى، ضرورة تغيير خطط الكمائن الثابتة للشرطة والجيش لتوفير الحماية الواجبة للرجال المتواجدين فيها، ويحقق لهم المبادأة فى التعامل مع الإرهابيين، واليوم نؤكد على ما سبق أن قلناه، ونضيف الآتى:
أـ لنكن صرحاء ونقول إن هناك تقصيرًا أمنيًا حدث ينبغى سرعة علاجه حتى لاتتكرر مأساة مسطرد مرة أخرى، فالجنود لقوا مصرعهم وهم نائمون أو يصلون صلاة الفجر، وهو نوع من الإهمال تكرارًا لما حدث مع موقع رفح العسكرى فى أغسطس 2012، عندما هاجمه الإرهابيون وقت الإفطار فى رمضان مع أذان المغرب، فقتلوا منهم 17 فردًا منهم من كان يصلى ومن كان يتناول إفطاره، وبالمثل كان يجب أن يكون فى كمين مسطرد مناوبات خدمة للحراسة تكفل الراحة للبعض والمراقبة والاستعداد القتالى لآخرين، وهو ما يفرض ضرورة إعادة النظر فى أسلوب تعامل الكمائن مع الإرهابيين، بحيث يتخلى عن التقليدية فى المواجهة ويرد على أساليب الإرهاب الجديدة بأساليب مضادة أكثر حرفية وغير تقليدية، وأجهزة ومعدات مراقبة وتصوير تعطى إنذارًا مبكرًا عن اقتراب الإرهابيين وتمنع هروبهم بعد تنفيذ عملياتهم، وأن يتم التدريب واقعيًا على ذلك، مع دمج الكمائن الصغيرة فى موقع كبير واحد لا تقل مساحته عن «100» متر مربع ينتشر فيه الأفراد غير متجمعين وداخل مواقع مجهزة هندسيًا تكفل لهم الحماية من نيران الأسلحة الصغيرة  والقنابل اليدوية، فضلًا عن تجهيز مصدات طرق قبل الكمين وبعده تعطل أى تقدم بسيارات أو دراجات بخارية، إلى جانب وجود مراقبين قبل الكمين وبعده أيضًا، وكمين آخر غير مرئى بعيد عن الكمين الظاهر ويمكن تغطيته إذا ما تعرض لهجوم إرهابى، وكاميرات تصوير تسجل كل ما يحدث.
ب ـ وإذا كان الإرهابيون يستغلون المناطق السكنية ليذوبوا فيها بعيدًا عن أيدى رجال الأمن، فإنه عملًا بنصيحة الزعيم الصينى الراحل «ماوتس تونج» مؤسس حرب العصابات، والتى يقول فيها «رجال العصابات مثل السمك فى الماء يمكننا أن نمسك بهم الا إذا جففنا الماء الذى يعومون فيه»، وهو  ما يعنى تشجيع الناس على ملاحقتهم ومعاونة الشرطة والإمساك بهم ويعيدنا بالتالى إلى ماذكرناه آنفًا حول ضرورة إشراك الشعب فى الحرب ضد الإرهاب، ويتطلب بالتالى أن نجعل الناس يحسون بحماية الجيش والشرطة لهم وبالطمأنينة عندما يقومون بواجبهم إزاء مواطنيهم وإزاء بلدهم، لا سيما وأن الشعب بغالبيته الساحقة رافض للإرهاب والإرهابيين ومستعد للتعاون ضدهم، فمن البديهى أن الإرهابيين بعد ارتكاب جرائمهم أو قبلها وهم يعدون لها سيتواجدون فى مناطق آهلة بالسكان، فإذا ما استفز الناس أنفسهم فى الأحياء السكنية والشوارع لرصد الإرهابيين والتبليغ عنهم فلن يستطيع هؤلاء أن يجدوا ملجأ ولا ملاذًا يهربون إليه بعد ارتكاب جرائمهم، أو يستعدوا فيه لتنفيذ جرائمهم.
جـ ـ وإزاء ما تبين وتأكد أن الإرهابيين يرتكبون جرائمهم عادة فى الفترة من 5 ـ 8 صباحًا بعد الفجر، أو نفس التوقيت تقريبًا بعد المغرب، فإنه ينبغى أن تكون الكمائن فى أعلى درجات استعدادها فى هذه التوقيتات، وأن يتم التفتيش عليها واختبارها ميدانيًا بواسطة قياداتها فى هذه التوقيتات للتأكد من جهوزيتها القتالية.
د ـ وفى الختام يجب أن ندرك أن المعلومات هى حجر الزاوية فى المنظومة الأمنية لمواجهة الإرهاب، والتى تكفل تجفيف منابعه من الأفراد والأسلحة والأموال، وضرب قواعده اللوجيستية فى غزة وليبيا والسودان بنفس الأسلوب الذى تتبعه دول أخرى محترمة حرصًا على أمنها وأمن شعوبها، وإذا كانت معظم المعلومات متوافرة فما الذى يمنع توجيه ضربات جوية ومخابراتية رادعة ضد قواعد الإرهاب فى هذه الدول، أم علينا أن نمتنع عن ذلك حرصًا على عدم إزعاج زعماء وقادة الإرهاب فيها،ليتحركوا بحرية ويضربوا شعبنا وجيشنا وشرطتنا وقتما يشاءون أو كيفما شاءوا؟!، إن الخوف والأيادى المرتعشة، والتردد فى اتخاذ القرارات الحاسمة فى الوقت المناسب لا يمكن أن تقضى على الإرهاب ولا تحقق أمنًا ولا أمانًا للشعوب.