عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

القمة العربية الـ35.. هل من جديد تحت الشمس؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انعقدت أول قمة عربية فى ديسمبر 1963 بناء على طلب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بضرورة عقد اجتماع للرؤساء والملوك العرب لبحث التهديدات الإسرائيلية بتحويل مجرى مياه نهر الأردن إلى يومنا هذا، وبعد 51 عاماً لا جديد تحت الشمس.

وتشهد القمة العربية الـ35 المقرر انعقادها فى الكويت فى 25 من الشهر الجارى مجموعة من الصدامات بين البلدان العربية حول الأزمة السورية التى صارت اليوم فى طليعة القضايا الشائكة بمنطقة الشرق الأوسط بعد دخولها العام الرابع دون حلول تلوح فى الأفق، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية التى تعانى الويلات منذ أمد بعيد دون مُجيب حتى أن وضعها على جدول أعمال القمة صار وكأنه ضرباً من "الروتين".
ولكن ما شهدته المنطقة من توترات بين ممالك الخليج فى مواجهة قطر صار يُحتم على المنامة تهدئة الأوضاع بعدما وصلت ذروتها بقيام السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من قطر فى خطوة مشتركة وصفت بأنها "تعبير عن نفاد صبر السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة بسبب تدخلها المستمر فى الشئون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجى إلى أن أصبحت الدوحة ملجأ للأشخاص الذين يهاجمون نظام الحكم فى السعودية والإمارات، آخرهم الدكتور يوسف القرضاوى، الذى يعتبر الأب الروحى لإخوان العالم، والذى تعدى على سيادة الإمارات، فردت قطر على استنكار الإمارات عليه، ببث خطبه على قنواتها الرسمية".
وتتهم كل من الدول الثلاث، قطر بالعمل على تهديد الاستقرار السياسى والأمنى لدول الخليج، عبر تقديم الدعم المالى واللوجستى لجماعة الحوثيين فى اليمن، التى تتمركز على مشارف الحدود السعودية وتهدد أمن اليمن بسلاحها غير الشرعى، إضافة إلى استقطاب ودعم الرموز الإخوانية فى السعودية، والتى صنفتها المملكة بحسب الأمر الملكى الأخير جماعة إرهابية استجابة لحظرها فى مصر.
وبالرغم من ذلك دأبت قطر على تقديم العون لهؤلاء الأشخاص الذين هددوا وحدة السعودية والإمارات، وعملوا على تغيير نظام الحكم فيها بحكم محكمة إماراتية.
وقد أشارت تقارير صحفية أخرى للجهود الحثيثة التى تبذلها الكويت لتهدئة الأجواء فى المنطقة وتحديداً بين السعودية وإيران التى تشهد العلاقة بينهما توتراً واضحاً بسبب الأزمة السورية ومواقفها المتناقضة من بقاء الرئيس السورى بشار الأسد فى الحكم.
وقد كشف مصدر دبلوماسى كويتى لوكالة "رويترز" أن زيارة وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح لكل من القاهرة والدوحة فى بداية شهر مارس قد جاءت فى هذا الإطار.
ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية عن مصادر لم تفصح عنها أن الشيخ صباح لمس، خلال جولته الخاطفة للدوحة والقاهرة، تجاوبا وكذلك ما يمكن وصفه بــ"أرضية خصبة" لعقد مصالحة مصرية - قطرية خلال القمة العربية.
كما ذكرت الصحيفة أن الكويت تقوم بجهود وساطة للمصالحة بين السعودية وإيران، مشيرة لاتصالات تجرى حاليا بين الكويت والرياض وطهران وعلى مختلف المستويات لإيجاد أرضية

مناسبة وتوقيت مناسب لهذه الوساطة.
وأضافت "القبس" قائلةً: "إن هذا الحراك الدبلوماسى الكويتى النشط يأتى فى إطار تهيئة أجواء تصالحية فى المنطقة".
وعن الأزمة السورية أوضح الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن سوريا ستكون أهم ملفات القمة، مضيفاً أنه تم توجيه الدعوة إلى الأخضر الإبراهيمى المبعوث العربى الدولى المشترك لسوريا للمشاركة فى القمة، ووضع القادة العرب أمام مسئولياتهم فيما يتعلق بالأزمة السورية وإطلاعهم على آخر ما توصلت إليه الأمم المتحدة والجامعة العربية فيما يتعلق بمفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة.
تعتبر الأزمة السورية التى دخلت عامها الرابع الملف الأبرز فى هذه القمة بعد أن بدأت بثورة عام 2011 مناديةً بإسقاط النظام ورحيل بشار الأسد وإجراء انتخابات رئاسية مثلما طالبت به بقية دول الربيع العربى ولكنها انتهت بحرب أهلية تقاتل فيها جميع الفصائل بعضها البعض بين الجيش السورى الحر وجبهة النصرة والدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" نيابة عن أطراف إقليمية ودولية، ومن ناحية أخرى يبذل الجيش النظامى مجهوداً فى السيطرة على بعد المناطق السورية.
وراح ضحية هذه الحرب الدائرة فى سوريا ملايين القتلى والنازحين ومقتل آلاف الأطفال، وملايين آخرون يحتاجون للعلاج سواء النفسى بعدما تعرضوا له من ويلات أو العلاج الجسدى بعد فقدان أطرافهم أو عيونهم.
وأشار العربى أيضاً إلى تواجد الملف الفلسطينى ضمن جدول أعمال القمة متوقعاً أن يعرض الرئيس الفلسطينى محمود عباس"أبومازن" تقريرًا مفصلا حول ما انتهت إليه محادثات السلام مع الجانب الإسرائيلى التى تدور تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
والآن وبعد مرور 51 عاماً على انعقاد مؤتمر القمة العربية سيبقى السؤال مطروحاً هل ستظل القمة العربية مقصورة على مجرد جدول أعمال واجتماعات وتوصيات دون تفعيل لقرارات أو توصيات.. أم تنجح الدول العربية هذه المرة فى اتخاذ موقف إيجابى مما يحدث فيها من كوارث؟