رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"إنفلونزا الإهمال".. تغتال تلاميذ المدارس

بوابة الوفد الإلكترونية

«آه يا هايدى.. آه يا هشام» صرختان من قلب كل أم مصرية فى وجه كل مسئول تهاون فى إنقاذ آخر أنفاس البريئة «هايدى» من تحت براثن بوابة حديدية يعلوها الصدأ وأسقطها المطر فوق جسدها الغض، أو أن ينتشل جسد الصغير «هشام» من بالوعة صرف صحى عمرها «30 عاماً» لقى تحتها مصرعه دون ذنب اقترفه.

من أجلك يا هشام ومن أجلك يا هايدى كان التحقيق التالى مطالبين بأخذ الثأر من المسئول عن موتهما بأشد العقوبة، فبعد إجازة نصف عام استمرت لمدة شهرين كاملين قتلكما إهمال مسئولى التربية والتعليم بل الدولة بجميع أجهزتها وليس إنفلونزا الخنازير أو الطيور ولا حتى بإرهاب الإخوان!
سيطرت حالة من القلق والتذمر والغضب على طلاب المدارس وأولياء الأمور مع بداية الفصل الدراسى الثانى.. ليس بسبب حالة الطقس السيئ وتعرض التلاميذ لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية بعد تفشى إنفلونزا الخنازير، أوتسمم عدد من التلاميذ نتيجة شرب ألبان فاسدة ولا حتى لإرهاب الإخوان، وإنما بسبب ذهاب أولادهم لمدارس تحولت إلى قبور ومدارس ترسلهم لذويهم ليس بالعلم والمعرفة وإنما ترسلهم جثثاً هامدة بعد أن ذبحهم إهمال وزارة التربية والتعليم، تلك الوزارة التى منحت تلاميذ المدارس أطول إجازة نصف عام امتدت لأكثر من شهرين لبعض المراحل خوفاً عليهم من الإنفلونزا وإرهاب الإخوان، وأكد وزيرها الدكتور محمود أبوالنصر، أن وزارته أنهت جميع الاستعدادات الصحية والأمنية لبدء العام الدراسى، وأن الوزارة تعمل على مواجهة أى سيناريوهات من شأنها تعطيل العملية التعليمية، ومن ثم التنبيه على ضرورة تفعيل لجنة إدارة الأزمات على مستوى المديريات والإدارات والمدارس.. فالسيد وزير التربية والتعليم سبق وأكد أن أرواح التلاميذ والمعلمين خط أحمر، فهل يا سيادة الوزير قمت أو من ينوب عنك بالمرور على 48 ألفاً و340 مدرسة للاطمئنان على سلامتها وصيانتها قبل أن تستأنف الفصل الدراسى الثانى، وإن كان تم ذلك أسوة بجولاتك على بعض مدارس الدقى والعجوزة فلماذا سقطت البوابة الحديدية على الطفلة هايدى أحمد ثابت ذات الـ4 سنوات، والتى لقيت مصرعها أثناء دخولها مدرستها «النساجون الشرقيون» بقرية السدس التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، وكذلك لماذا ابتلع خزان مياه الصرف بمدرسة خلف الإعدادية بمركز مغاغة هشام فتحى عباس واختطفه الموت وهو لايزال فى الرابعة عشرة من عمره، ومن بعدهما لماذا تسمم نحو 56 طالباً عقب تناولهم ألبان التغذية المدرسية بمدرسة بئر العبد.
كوارث فى أقل من ثلاثة أيام على بدء الفصل الدراسى الثانى.. فأين تلك الاستعدادات الصحية والأمنية المزعومة!
فهايدى وهشام يا سيادة وزير التربية والتعليم آخر ضحايا إهمال وزارتك بل حكومتك بمدارس مصر، فالموت أو التسمم أو الخطف ظواهر أصبحت متكررة تعرض لها ولايزال طلاب المدارس منذ بدايته فى 21 سبتمبر 2013، فخلال شهرين فقط على بدء الدراسة شهدت المدارس مصرع 12 طالباً داخل مدارسهم أثناء اليوم الدراسى وخطف لـ3 طلاب من أمام مدارسهم وإصابة 107 طلاب بحالات تسمم وفقاً لبعض المحاضر والتقارير الموثقة والتى تم الإعلان عنها ونشرتها بعض الصحف والمواقع، وبالتأكيد فإن ما خفى أعظم، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، شهد اليوم الأول للعام الدراسى الحالى وبالتحديد 21 سبتمبر تسمم 25 طالباً وموظفاً فى مدرسة الشهيد زكريا الابتدائية بالأقصر، وفى يوم 26 سبتمبر خطف الطالب القبطى مايكل نبيل بالصف الأول الابتدائى

من مدرسته بأسيوط، وفى مدرسة أشليم الثانوية بالمنوفية وبالتحديد يوم 3 أكتوبر اعتدى بعض الطلاب على زميلهم بمطواة وأصابوه بجرح طوله 5 غرز، وفى اليوم نفسه تعرض 5 طلاب بمدرسة الأمل للصم والبكم وضعاف السمع بمحافظة المنيا للتسمم وهم: هانى ممدوح عبده وسامى عبدالعظيم ممدوح وكرم محمد حامد وأحمد خالد فكرى وحسام عزت فتحى مراد، وهناك طالب صعقته الكهرباء بمدرسة عيون موسى فى 8 أكتوبر بمحافظة السويس.
وفى اليوم ذاته، وفقاً لموقع صدى البلد توفى الطفل فارس أحمد حسن بالصف الأول بمدرسة المنشية البحرية الابتدائية بمحافظة الإسكندرية إثر ابتلاعه «قلم رصاص» أثناء الفسحة، وفى 22 أكتوبر لقى الطفل محمد صلاح الدين بالصف الرابع الابتدائى مصرعه غرقاً إثر سقوطه فى بئر صرف صحى داخل مدرسته بأسيوط.
كما دهست سيارة نقل تحمل كتباً رأس تلميذ ابتدائى بمدرسة الإصلاح الابتدائية ببا فى بنى سويف أثناء عودتها للخلف، كذلك توفى طالب بالصف الثانى بمدرسة الإدريسى الإعدادية بالإسكندرية، عقب اصطدامه بكابل كهرباء هوائى بجوار المدرسة، وفى يوم 13 نوفمبر سقط طالب بالصف الأول الإعدادى بمدرسة الدكتور البرادعى الإعدادية بمحافظة الجيزة من نافذة فصل بالدور الثالث بين حصتين وأصيب بشرخ فى الحوض وكسر بالفخذ اليمنى، وفى 19 نوفمبر توفى طفل بمرحلة رياض الأطفال بمدرسة الكردى التجريبية بمنية النصر بالدقهلية إثر سقوطه من أتوبيس المدرسة أثناء عودته لمنزله.
وفى 21 نوفمبر توفى الطالب أشرف حاتم أحمد بمدرسة ديرب نجم الإعدادية بنين بالشرقية أثناء دورة تدريبية بملعب المدرسة الزراعية الثانوية بديرب نجم وتعلق بإحدى العوارض وسقط على الأرض وتوفى، وفى اليوم نفسه أصيب 20 تلميذاً بمدرسة الحمادية الابتدائية بسوهاج بتسمم إثر تناولهم وجبة لبن معلب مدرسية داخل المدرسة.
وخلف الكثير من هذه الكوارث مدرسون ومدرسات تسببوا فى إحداث الكثير من العاهات المستديمة للتلاميذ ما بين كسر أذرع أو فقء العيون وقص شعر للبنات، وقد وصل الأمر ببعض هؤلاء المدرسين إلى إجبار بعض الطالبات على لعق أحذية أحد المدرسين عقاباً لهن على رفضهن سبه وإهانته الجيش المصرى والشعب الرافض حكم الجماعة الإرهابية.
فأين تلك الاستعدادات الأمنية والصحية يا وزير التربية والتعليم بعدما تحولت مدارسك لأماكن لقتل التلاميذ جسدياً ونفسياً؟!