عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"دعم الشرعية" يحتضر

بوابة الوفد الإلكترونية

تغيير مريب ومفاجئ في سياسات وتصريحات تحالف دعم الشرعية، يستدعى كثيراً من الوقوف والتحليل لتلك الخطابات لمعرفة ما وراءها، وهل هو تغيير فعلى في مواقف التحالف أم أنها مجرد مناورات سياسية الهدف منها تضليل الرأي العام ووهمه بملائكية أهدافهم.

فقد شهد هذا التحالف السياسي الذي يضم عدداً من الأحزاب الإسلامية المؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، والمحرك الأكبر وربما الوحيد للتظاهرات التي يشهدها الشارع المصري من قبل أنصار المعزول فى الآونة الأخيرة سلسلة من التصريحات المغايرة لما كان عليه وقت تكوينه عقب أحداث فض رابعة والنهضة، وهو الأمر الذى يختلف على تفسيره الكثيرون، ففى حين يرى البعض أن هذه التصريحات مناورات سياسية وتخفى أكثر مما تكمن، يذهب البعض إلى أبعد من ذلك، مؤكداً تعرض التحالف للتصدع والانهيار، خاصة فى ظل الحديث عن تعرضه لضغوط دولية وعربية ليتوقف التحالف عن المظاهرات التى يقوم بها، ويعتبر أنصار هذا التيار الأكثر تفاؤلاً أن هذا التحالف يحتضر وفى طريقه إلى الاندثار وأنه آثر رفع راية الاستسلام للأمر الواقع.
وكانت التصريحات الأكثر جدلية وتعزيز الرؤى السابقة ما أثير عن موافقة أعضاء التحالف الوطنى لدعم الشرعية على مبادرة الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، التى جاءت تحت مسمى «إنقاذ الوطن»، وتتضمن تشكيل لجنة حكماء تضم هيكل ومصطفى حجازى وبهاء الدين وبشر والعوا، وتشترط موافقة الجميع على نبذ العنف لبحث آلية لمشاركة الجميع فى الحياة السياسية، وأشارت تلك التصريحات إلى انتظار موافقة عدد من قيادات الإخوان الذى يعيشون خارج البلاد.
وكانت البيانات الصادرة عن التحالف كشفت عن اجتماع سيعقد بين عدد من أحزاب التحالف وأبزرها حزب «الوسط» و«الوطن السلفى» و«البناء والتنمية» و«العمل الجديد» وبين الدكتور حسن نافعة خلال الأيام القادمة لإبداء الموافقة على المبادرة ولكن دون النص بشروط على التحالف.
التصريحات الأكثر جدلية جاءت فى بيان صادر عن التحالف مطلع الأسبوع الماضى قال فيه: «مع بدء إجراءات ما يسمي بالانتخابات الرئاسية شهدت مصر العديد من المبادرات، من أطراف متعددة،  وأنه يقدر أي خطوة تصب في صالح الثورة والوطن والشهداء».
وأكد التحالف السعي لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير والعودة إلى المسار الديمقراطي واحترام إرادة الشعب، والتأكيد على هوية مصر العربية الإسلامية بالمفهوم الحضاري الذي شارك في بنائه كل أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين على السواء والحفاظ على الأمن القومى، مشترطاً رفع يد المجلس العسكري عن السياسة وعودة الجيش لثكناته.
التساؤلات حول سر التغيير فى موقف التحالف زاد منها أيضاً ما أثير من قيادة كل من الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب الوطن، والمهندس عمرو فاروق، أمين حزب الوسط لاتصالات مكثفة بينهم وبين قيادات التحالف، خاصة من جماعة الإخوان لإعلان الموافقة على إجراء حوار سياسى والقبول بالمبادرة.
وهو ما أكده أيضاً أحمد بديع، المتحدث باسم حزب الوطن السلفى، في تصريحات سابقة له، كشف فيها عن رغبة لدى التحالف فى إجراء حوار سياسى يمنع من تفاقم الأزمة فى البلاد.
وأشار «بديع» إلى أن كل الأمور لن تحل إلا بالحوار

ولكن بموافقة جميع الأطراف، مشيداً بمبادرة الدكتور حسن نافعة حال وافق المجلس العسكرى عليها.
وحول مواقف التحالف المتضاربة وهل هى إيذان باحتضاره ونهايته، أم أنها مؤامرات حثيثة للتلاعب بمقدرات الوطن.. رأت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع السياسى، أن تلك التصريحات مرفوضة شكلاً ومضموناً ولا تهدف سوى للتلاعب وإضاعة الوقت.
وأضافت خضر: «علينا ان نكف عن التحدث عنهم لأن ذلك يعطيهم مشروعية وما هم سوى حفنة من القتلة والإرهابيين المحكوم على أغلبهم بالإعدام لتورطهم فى قضايا إرهابية خطيرة».
وأوضحت أستاذة علم الاجتماع السياسى أن من يريد الانخراط فى المجتمع  فعليه ذلك دون أن يتغنى بخطب رنانة لا شأن لها، مدللة بنماذج من الكتاب الإسلاميين الوسطيين كناجح إبراهيم والقيادى الإخوانى كمال الهلباوى، ومشددة على ضرورة محاكمة كل من تلوثت يداه بالدماء، مؤكدة أن هذا التحالف فى طريقه للانهيار.
وفى نفس السياق شن أبوالعز الحريرى، القيادى فى حزب التحالف الشعبى، هجوماً على تحالف دعم الشرعية، واصفاً إياه بتحالف دعم الإرهاب.. واعتبر «الحريرى» مبادرة حسن نافعة بمثابة كامب ديفيد الاستسلامية للإرهاب، مؤكداً أنه لا مصالحة معهم مهما قالوا ومهما أبدوا من تصريحات براقة ولامعة. 
وأكد أبوالعز الحريرى أن ما يقوم به التحالف ليس مجرد انحراف سياسى، وإنما هو إرهاب فى أقصى صوره، ويهدف إلى شن حرب على الدولة المصرية، ومصيره الفناء والزوال.
من ناحية أخرى، قال مجدى قرقر، القيادى فى التحالف الوطنى لدعم الشرعية: «إن التحالف استطاع على الرغم من التحديات والمؤامرات التي يتعرض لها، أن يحقق العديد من النجاحات والإنجازات في قيادته فعاليات شعبية وطلابية أربكت السلطة الحالية» - على حد قوله - ورفض اعتبار تصريحات التحالف الأخيرة تغييراً فى سياساته أو مؤشراً على تصدعه، مؤكداً أن التحالف له سياسة واستراتيجية متمسك بها منذ نشأته ولن تتغير إلا بتحقيق الذى نشأ من أجلها التحالف.. وأكد «أن التحالف يعمل في ظل ظروف غاية في الصعوبة تتسم بضعف الإمكانات وقلة الموارد وعدم القدرة على التواصل الجيد».