مظاهرات "الجمعة"..إلى متى؟
أصبح «يوم الجمعة» يمثل بالنسبة للكثيرين مصدراً لوقف الحال والازعاج بسبب اصرار جماعة الإخوان الإرهابية على إقامتها فى العديد من محافظات الجمهورية لمواصلة مخططهم فى نشر الفوضى ومحاولة إسقاط الدولة..
ورغم اعتقاد الكثيرين ان الاستفتاء على الدستور سيقضى على تلك المظاهرات إلا أن الحال ظل على ما هو عليه وهو ما دفع « الوفد « لطرح سؤال على المحللين والمهتمين بالسياسة وهو متى ستنتهى مظاهرات يوم الجمعة؟ ويرى المحللون ان هذه المظاهرات سوف تنتهى بعد الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس حائز على رضى الشعب المصرى عندها ستولد الشرعية المضادة التى ستقضى على أمل أنصار الرئيس المعزول الذين مازالوا يصرون على انهم يدافعون عن الشرعية المغتصبة، كما أكد المحللون ان هذه المظاهرات تحتاج إلى مواجهات أمنية وسياسية عن طريق استراتيجية محددة وخطط مدروسة على أرض الواقع بالإضافة إلى تجفيف المنابع والتضييق على هؤلاء الإرهابيين والقبض عليهم، يقول العميد محمود قطرى الخبير الأمنى إن مظاهرات يوم الجمعة سوف تستمر لعدة أسباب: أولها انه يشرف عليها جماعة الإخوان الإرهابية وهذه الجماعة تعمل من خلال أيديولوجية فكرية منحرفة تجعل أنصار الرئيس السابق يستمرون فى تلك المظاهرات لانهم يحصلون على ثواب ويرضون الله بهذه الأفعال وعلى الجانب الآخر ضعف الشرطة وطريقتها الكلاسيكية والعشوائية فى التصدى لهذه المظاهرات بالإضافة إلى المقاومة والمكافحة الامنية فقط واعتبر «قطري» ان هذا الأسلوب في التصدى للمظاهرات ناقص لان ما تقوم به هذه الجماعة الإرهابية هو فكر ولابد ان يدحض بفكر وأضاف: لابد من مواجهتهم بفكر الأزهر ووزارة الثقافة والمنشقين عن الإخوان وهذا لم يحدث إلا في أضيق الحدود مثلما قامت وزارة الأوقاف وبدأت فى توحيد خطبة الجمعة مشدداً على أن هذا لا يكفى فلابد من مقاومة أكثر فاعلية من الناحية الفكرية لأن المقاومة الأمنية عشوائية وليست قائمة على استراتيجية من ناحية الخطط الأمنية على أرض الواقع وتابع «قطرى» إن أماكن المظاهرات أصبحت معروفة ومحددة فيمكن عمل خطط مدروسة وهناك تشكيلات معروفة لدى الأمن المركزى فى علم فض المظاهرات وهذا العلم يمكن من خلاله ان تسير المظاهرات فى الأماكن التى ترغب الشرطة ان تسير فيها كما يمكنه عمل كماشة عليها والقبض على المؤثرين بها من خلال تصوير هذه المظاهرة ومعرفة قياداتها والقبض عليهم حتى لا تتكرر مثلما كان يحدث فى جامعة عين شمس فكان الطلبة يقومون بالمظاهرات كل يوم ولا يتم القبض عليهم رغم انهم موجودون فى المدينة الجامعية وهذه المقاومة من الناحية التقنية ضعيفة جدا بسبب جهل القيادات الأمنية واستطرد قائلا ان الجماعة الارهابية تقاطع النظام الجديد الذى افرزته ثورة 30 يونية ومعنى ذلك انهم يتجهون ناحية إفشال الدولة وإحداث الفوضى وإبعادها عن خارطة الطريق وهذا ظهر فى تغيير الاستراتيجية الإرهابية عندما تحولوا من ضرب الشرطة والجيش إلى ضرب الاقتصاد والسياحة هذه الضربة القاسمة وهم لا يقبلون بالانخراط فى المجتمع وانما هم يدعون إلى الفوضى والوقوف ضد النظام الجديد ويرى سعد عبود البرلمانى السابق أن تلك المظاهرات بدأت فى الانحسار وانها ستأخذ وقتاً حتى تنتهى لان تنظيم الإخوان كان تنظيما قويا ويقوم على السمع والطاعة فالحسابات العقلية وفكرة الحوار غير موجودة لديهم ولهذا تصعب السيطرة عليهم فى وقت بسيط فضلا عن ان هذه القضية لا تحتاج إلى حل أمنى فقط بل تحتاج إلى حلول اجتماعية واقتصادية وسياسية فالدولة إلى الآن لم تنجح في تجفيف
فاتن الزعويلى