عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زيارة "السيسى" لروسيا تكسر قيود الاستسلام لإرادة أمريكا والغرب

بوابة الوفد الإلكترونية

مازالت التأويلات والتفسيرات لزيارة المشير عبدالفتاح السيسى لروسيا تلقى بظلالها على المشهد السياسى، ليس فقط لأهمية الزيارة وإنما لتزامنها مع قرب إعلان السيسي رسمياً موقفه من الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة

خاصة وسط تلهف المصريين لسماع هذا الخبر، إلا أنه بدلاً من سماع خطاب السيسي، الذى أكدت وسائل الإعلام قربه أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة سفره إلى روسيا.
يحلل الدكتور ناجى الغطريفى، الخبير فى الشئون الدولية، توقيت زيارة السيسى ودلالاتها، مؤكداً أن تلك الزيارة تعيد ذكريات العصر الذهبى للعلاقات المصرية - الروسية، وكيف أن هذه العلاقة مكنت مصر فى يوم من الأيام من كسر قيود الاستسلام للمواقف الأمريكية، ومواقف الغرب  بوجه عام، وأنها تتزامن مع أزمة مشكلة مياه سد النهضة فى إثيوبيا، ومن الممكن أن نستفيد من قوة روسيا وعلاقتها الطيبة كقوة يرتكن إليها فى حل الأزمة وحلها بشكل سلمى.
واستطرد قائلاً: توجد مصالح استراتيجية مشتركة بين مصر وروسيا، سواء اقتصادية، أو عسكرية، أو أمنية، وهي تمثل قاعدة لتنشيط العلاقات بين الجانبين، خاصة مع اتجاه روسيا مؤخراً إلى تقديم نفسها كبديل، أو منافس موازٍ للولايات المتحدة في المنطقة، بل ومختلف عن الأخيرة، سواء من حيث رؤيتها لمستقبل المنطقة، أو للدور السياسي للجماعات الإسلامية التي سارعت واشنطن إلى دعمها أثناء الثورات العربية. 
ورفض «الغطريفى»، الخبير في الشئون الدولية، الربط بين ارتداء السيسى للزى المدنى وبين حسمه أمر الترشح للرئاسة، مؤكداً أن تقدمه المشهد فى الزيارة ومن خلفه نبيل فهمى وزير الخارجية، أمر طبيعي على اعتبار أنه نائب رئيس الوزراء، كما أن المهمة التى سافر من أجلها هى من صميم مهامه.
من جهته، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن زيارة المشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع لروسيا، تؤكد أن مصر تتجه نحو الانفتاح فى سياستها الخارجية على القوى الدولية الأخرى غير الولايات المتحدة الأمريكية, مشيراً إلى أن البعض يرى أن هذه الزيارة تعد تحدياً لأمريكا ومقصودة من جانب المشير السيسى قبل خروجه من وزارة الدفاع.
وأوضح أن المصالح هي المتغير المتحكم في سياسات الدول، على نحو قد يجعلها في مواقف معينة صديقة لمصر وفي مواقف أخرى «عدواً» لها، وبالتالي فإن اعتقاد الفريق المؤيد لضرورة استبدال موسكو بواشنطن بالتوافق التام بين مصر وروسيا، يغفل حقيقة وجود خلافات بين مصر وروسيا، لا تقل في أهميتها عن الخلافات القائمة بين مصر والولايات المتحدة.
وفى سياق متصل يرى الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية، أن زيارة السيسي لروسيا بالزى المدني تعبر عن تردد من المشير في الإعلان الرسمي عن رغبته خوض منافسة الانتخابات الرئاسية, مشيراً إلى أنه ليس من المنطقي أن ينتظر التعديل الوزاري المرتقب لحكومة الدكتور حازم الببلاوي.          
وربط «ربيع» بين زيارة وزير الدفاع وزيارة الفريق صدقي صبحي, رئيس الأركان إلى الإمارات, مشيراً إلى أن هناك صفقة أسلحة ستجرى بين مصر وروسيا بتمويل إماراتي, لتعزيز قدرة  القوات المسلحة في حربها على «الإرهاب» في سيناء وعلي

الحدود الغربية مع ليبيا، موضحاً أن الزيارة تأتى في ظل فتور أصاب العلاقات بين مصر والولايات المتحدة عقب إطاحة حكم الإخوان المسلمين، عقب تجميد واشنطن غالبية المساعدات العسكرية للقاهرة.
وأشاد الخبير الأمنى، مجدى البسيونى، بزيارة المشير السيسى لروسيا، مؤكداً أنها مطلوبة وحيوية، وتخرج مصر من حالة الانكماش التى عاشتها على مدار السنوات الماضية وانعزلت فيه عن العالم الخارجى وخسرت بذلك الكثير والكثير.
وأكد أن روسيا تبدو مرتاحة لنيات ترشح السيسي باعتباره سيكون قادراً على بناء سلطة قوية ومستقرة وقادرة على ضبط الأوضاع في مصر وكبح جماح تيار الإسلام السياسي، وهذا التطور سيلقي بآثاره على بلدان أخرى في المنطقة، مشيراً إلى أن ذلك لا يعنى تدخلها فى الشئون الداخلية لمصر، فهى تعلم أن هذا الأمر شأن داخلى بحت والمصريين وحدهم أصحاب القرار فى هذا الشأن.
وانتقد «البسيونى» محاولات البعض الربط بين تلك المهمة الجسيمة الذى ظهر فيها «السيسى» مرتدياً زياً مدنياً وبين كونها علامة على حسم ترشحه الرئاسة، مشيراً إلى موقف وسائل الإعلام الروسية التى سارعت إلى المقارنة بين زيارة السيسي والزيارة التي قام الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر بعد اتساع هوة الخلاف مع الغرب.. واعتبرت أن الزيارة الحالية ستمنح المشير السيسي أقوى رسالة دعم من روسيا وأنها ستكون استئنافاً للتعاون وترسيخاً لمبدأ تنويع البدائل والانفتاح على الجميع، لكنها لا تعد استبدالاً للأطراف الأخري، وأنه سيتم البناء على الرصيد التاريخي للعلاقات بين البلدين لتحقيق المصالح المشتركة.
وأضاف الخبير الأمنى أن زيارة المشير السيسى لروسيا بالزى المدنى ليس عيباً، لأنه عندما وصل إلى الأراضى الروسية من المؤكد أنه قام بتبديل زيه المدنى بالعسكرى, مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن هناك أهدافاً غير معلنة من الزيارة وأن المناقشات ستدور حول الموضوعات التى تهم مصر وروسيا، من أهمها الإرهاب فى سيناء، ومشكلة سد النهضة التى يمكن لروسيا حلها، من خلال عدم دعم إثيوبيا فى بناء السد، وتضغط عليها وصفقة الأسلحة التى تريد مصر شراءها من روسيا.