رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشرعية.. الرقصة الأخيرة للإخوان

بوابة الوفد الإلكترونية

مع اقتراب الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، عزز جماعة الإخوان من دعواتها لأنصارها بالاحتشاد في الميادين المختلفة تحت دعوى استعادة الثورة في محاولة للإيحاء بأن الثورة قد تم اختطافها، رغم أن كل الحقائق تؤكد غير ذلك وأن فكرة الاختطاف إذا ما تم الإقرار بها ستقع على عاتقهم باعتبار أنهم من قاموا بهذا الأمر إثر تولي الرئيس المعزول محمد مرسي وهو الأمر الذي تكشف عنه متابعة مواقف الجماعة من الثورة منذ لحظتها الأولى.

فقبيل أيام قليلة من اندلاع تظاهرات يوم الغضب بالتزامن مع عيد الشرطة والداعية لمواجهة نظام مبارك في 25 يناير قبل ثلاث سنوات من اليوم، خرج الدكتور عصام العريان مسئول الملف السياسي وعضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين آنذاك للإعلان رسمياً عن موقف «الجماعة» بعدم المشاركة في تلك التظاهرات، التي وصفها بأنها دعوة مجهولة المصدر قادمة من الفضاء الإلكتروني.
وقال العريان حينها: «إن عمل الجماعة منظم ولها أيديولوجية واضحة بخصوص الدعاوى التى تأتى عن طريق شبكة الإنترنت أو الدعاوى الفردية غير المنظمة وهى التجنب».. كما أكد أن الجماعة مستعدة للمشاركة في الدعاوى التى تشمل تنسيقاً مع القوى السياسية ومحددة الأهداف أو ذات تنظيم واضح.
لذا أصبح من المؤكد عدم مشاركة جماعة الإخوان المسلمين للحفاظ على نظام مبارك، حيث قامت «الجماعة» في أولى أيام الثورة بوضع عشرة مطالب للتفاوض مع نظامه للحفاظ عليه، في إطار دعوة اللواء عمر سليمان نائب الرئيس وقتها للحوار مع القوى السياسية.
وجاءت مطالب «الإخوان» حينها كنوع من المساومة بعدم وقوفها ضد نظام والاستقتال لبقائه في مقابل المطالب الإخوانية التي كان أبرزها يتعلق بانتخابات البرلمان والنقابات وتكوين حزب سياسي ليكون ذراعاً للجماعة التي حرمهم مبارك منه لسنوات.
يمثل كل ما سبق من سرد لمشاهد إخوانية وقعت بالفعل، دليلاً واضحاً على خيانة الإخوان للثورة سعياً وراء مصلحتهم الشخصية وتحقيق مكاسب ومغانم على حساب الوطن وشعبه.. ولم يأت ظهور الإخوان في الميدان مطالباً برحيل مبارك إلا في اليوم الخامس من الثورة، بعد أن تأكد الجميع من انهيار النظام مصحوباً بعد العودة إلى ما قبل 25 يناير.
وعلى الرغم من إعلان «الجماعة» مبكراً بعدم مشاركتها في 25 يناير، إلا أنهم قرروا في ذكراها الثالثة النزول إلى ميادين مصر لاستعادتها مرة أخرى بدعوى سرقتها حسب وصفهم في 30 يونية الماضي.
وقد تعالت الأصوات الإخوانية قبيل العام الجديد والاستفتاء على تعديل الدستور منادية بالخروج في ذكرى الثورة الثالثة على ألا يعودوا إلا بالنصر والشرعية، وجاء ذلك على الطريق العكسي لجموع الشعب المصري الذي قرر الخروج في ذلك اليوم للاحتفال بذكرى الثورة.. كما أشار عدد من المتابعين والمراقبين للمشهد السياسي المصري منذ اندلاع شرارة الثورة، إلى إصرار الإخوان على السير ضد الإرادة الشعبية التي طالبت برحيلهم أثناء تصدرهم الحكم وحتى 30 يونية.
وكان ما يسمى بـ «تحالف دعم الشرعية» الإخواني أصدر بيانات تحريضية لأنصارهم تحثهم على النزول في 25 يناير وعدم العودة إلا بالشرعية، رافعين شعارات منها «لن نعود إلا بالشرعية»، و«نكون أو لا نكون»، و«إما النصر والشهادة»، مما يوضح مدى العنف والدمار الذي تحمله الجماعة التي تم إعلانها إرهابية للمصريين في ذلك اليوم، وسوف تفشل مخططات بقايا الجماعة الإرهابية، لأن كل بياناتهم نهايتها الفشل، وكأنهم يحاربون الطواحين الهوائية.
وقد أصبحت أكذوبة الإخوان باستعادة ثورة يناير في عيدها الثالث محملة بالتهديد والوعيد للمصريين الذين قرروا النزول في نفس اليوم للاحتفال بتلك الذكرى التي تعني للشعب الحرية

من الظلم والاستبداد الذي انتهى بسقوط نظام مبارك وعاد مرة أخرى في ثوب «الذقن» و«الجلباب» حاملاً كل الخير للأهل والعشيرة.
واعتبر المراقبون للمشهد السياسي، أن ذلك اليوم المرتقب سيكون بمثابة الرقصة الأخيرة للجماعة الأكثر إرهابية في مصر، خاصة بعد دعوة «دعم الشرعية» لأنصاره بعدم العودة إلا بالشرعية ورئيسها القابع في سجن «برج العرب»!
وفيما عزف ما يسمى بـ «تحالف دعم الشرعية» في بياناً له استعداداً لـ 25 يناير على وتر الشباب خاصة شباب الجامعات وجاء نصه كالآتي: «نعاهدكم بأن نكون علي قدر آمالكم وتضحياتكم العظيمة، وتطلعاتكم في استرداد ثورة 25 يناير ومكتسباتها من عواجيز النكسة، وندعوكم إلى أن تكون تحركاتكم خلال الفترة المقبلة، خاضعة للثورة لا الحزبيات، للوطن لا للكيانات، فقوتنا في وحدتنا والنصر للوطن ثم للجميع».
كما اعتبر ذلك التحالف فئة طلاب الجامعات هم الثوار الحقيقيين، مطالباً إياهم في البيان: «اعلموا أن الموجة الثورية المقبلة مع رياح استرداد ثورة 25 يناير، ستكون موجة ثورية طويلة ومتتابعة في قلب القاهرة، ولن يحصل فيها القتلة وذووهم على طعم الراحة، فاعدوا أنفسكم وواصلوا تصعيدكم الثوري بسلمية مبدعة، ومقاومة مدنية متصاعدة».
وعلق البرلماني السابق أبوالعز الحريري، على ما تتناقله الوسائل الإخوانية حول استعدادهم لاستعادة الثورة المسروقة قائلاً: «الجماعة الإرهابية تصر على ممارسات الإرهاب وستنزل في هذا اليوم لتكتب شهادة وفاتها بنفسها».
وقال: إن لعبة حرب البيانات التي تلعبها مع السلطة والنظام الحالي «لعبة خايبة» ليس منها أي جدوى، واصفاً إياها بالإفلاس السياسي.. وأكد أن دور الإخوان في ذلك اليوم لن يخرج علي إطار إثارة الفوضى وتخريب الاحتفالات التي دعت لها الشرطة والجيش، وترويع المصريين الذين قرروا النزول للاحتفال بذكرى الثورة.
وفيما اعتبرت الإعلامية والناشطة السياسية بثينة كامل دعوة «الإرهابية» أنصارها بالنزول لاستعادة الثورة، ما هي إلا هُراء وحالة من الغباء السياسي تعيشها تلك الجماعة التي لفظها المصريون في أقل من عام.
وقالت: إن دور هذه الفئة الضئيلة من المصريين في ذلك اليوم سيكون ترهيباً كعادتهم، مشيرة  إلى تنظيم أعضائها للمخطط الذي أعده التنظيم الدولي باقتحام الميادين الرئيسية، خاصة التي سيحتشد بها المصريون الذين قرروا الاحتفال، وأعربت عن تخوفها البالغ نحو محاولة هذا الفصيل الإجرامي إعادة اقتحام السجون، خاصة بعد دعوة ما يسمى بـ «تحالف دعم الشرعية» بعدم العودة إلا بالرئيس مرسي.