عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيسى هدية السماء وجاء فى الوقت المناسب

والد الشهيد مع صدقى
والد الشهيد مع صدقى صبحي

ثلاث سنوات مرت على أسرة أول شهيد للقوات المسلحة فى ثورة يناير الشهيد أحمد سمير رمضان، وكأنها دهر كامل فآلام الثكلى كاد بصرها أن يغيب من كثرة دموعها التى لم تجف على فراق نجلها الذى استشهد أمام مركز شرطة أطفيح.

وكان الشهيد قد فوجئ بسيارة نصف نقل بدون لوحات تكسر حظر التجوال وتفر من الكمين المكلف بتأمينه إلا أنه قام بمطاردتها وتبادل مع  من فيها إطلاق النار، لينجح فى ضبطها ليجد بداخلها كميات كبيرة من الأسلحة ونصف طن  من المخدرات، قام بتسليمها لمأمور مركز شرطة أطفيح، ولم تمر نصف ساعة حتى فوجئ بأكثر من 100 بلطجى، وتاجر مخدرات يهاجمونه، ويقتلونه لينال شرف الشهادة دفاعا عن وطنه.

وتزامنا مع الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011  التقت "الوفد" سمير رمضان، والد الشهيد الذى كان يستعد للزفاف قبل وفاته بثلاثة أشهر وأجرينا معه الحوار التالي:
ما هى تفاصيل استشهاد النقيب أحمد؟
كان نجلى مكلف بتأمين مركز شرطة أطفيح خلال أحداث ثورة يناير 2011، وأثناء وقوفه فى الكمين فوجئ بسيارة مقبلة نحوه بدون لوحات معدنية، وقامت بإطلاق نارى عشوائى على الكمين، وهنا انتابه الشك فى هذه السيارة، وأسرع خلفها وتبادل إطلاق النيران مع من فيها، فلقى قائدها مصرعه، وفر الباقي، وبتفتيش السيارة عثر بداخلها على نصف طن مخدرات وبعض الأسلحة، وعاد بها إلى القسم مرة أخري، وسلمها لرجال الشرطة, وبعد مرور ساعات قليلة من ضبط تلك السيارة، هاجم حوالى 150 شخصا قسم شرطة أطفيح، وحاصروه، واقتحموا مكتب المأمور وكان برتبة عميد، فخاف منهم، وتخلى عن وطنيته فى موقف مخزٍ، وأرشدهم عن ابنى، وقال لهم إنه هو الضابط الذى قتل سائق السيارة المضبوطة، فقاموا بالهجوم عليه وقتلوه.
- وما هى الإجراءات التى اتخذتها تجاه مأمور القسم ؟
تقدمت بعدة بلاغات للنائب العام ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك, ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى, ومأمور قسم أطفيح، اتهمتهم بتحريض البلطجية وتجار المخدرات على قتل ابنى، بعد أن أرشدهم عن مكانه ليقتلوه، ثم تركه يواجه مصيره بمفرده.
ما هى تفاصيل آخر مكالمة بينك وبين الشهيد ؟
كنا نتحدث كثيرا فى الأيام التى سبقت موته مباشرة، وكان فى كل مرة يطالبنى بالدعاء له، وفى آخر مكالمة قبل موته بيوم واحد، قلت له "البلد مشتعلة ربنا يستر"، ورد قائلا "مصر لن تركع أبدا" وانتابتنى حالة غريبة، وشعرت وقتها أنها ستكون آخر مكالمة بيننا، وبالفعل فى يوم 7 فبراير 2011 اتصل بى بعض زملائه وأخبرونى باستشهاده على يد تجار المخدرات، وكنا نجهز لزفافه، لكنه زف إلى السماء.
وماذا قدمت الدولة للشهيد ؟
تم إطلاق اسمه على الشارع الذى نقطن فيه، وعلى مدرسة بقرية كفر الجزار التابعة لمركز بنها مسقط رأسه، وتم افتتاحها بعد عام من وفاته وتحديدا فى يوم 6 فبراير عام 2012 بحضور عدد كبير من قيادات المحافظة والقوات المسلحة، وبناء مسجد يحمل اسمه بالقرية، وتم إطلاق اسمه على شارع فى كلية الضباط. وميدان الرماية بكلية ضبط الاحتياط وإطلاق اسمه على الدفعة 144 بكلية الضباط

الاحتياط
هل تم القصاص من الجناة ؟
فى 7 مارس 2012 جاءت عدالة السماء، وأصدرت المحكمة العسكرية حكما بالإعدام على 2 من القتلة والمؤبد لثلاثة والسجن المشدد 15 عاما على 3 من الجناة والسجن المشدد 10 سنوات على الباقين ووقتها أثلج الحكم صدرى، وشعرت بطمأنينة وارتياح وأن دم ابنى لم يذهب هباء.
شعورك عقب سماع خبر استشهاد نجلك ؟
أنا فى غاية السعادة باستشهاد نجلى وهو يرتدى أطيب وأطهر الثياب العسكرية  وينتمى لهذة المؤسسة الوطنية العظيمة وأفتخر جدا باستشهاد أحمد من أجل بلده خلال فترة الانفلات الأمنى التى شهدتها البلاد خلال ثورة 25 يناير، لكن أكثر ما يؤلمنى أنه لم يستشهد على الجبهة، وقتل غدرا على يد مصرى من أبناء وطنه.
وأضاف والدى كان فى انتظار عروسه التى سيزف عليها بعد أشهر قليلة ولم يفكر إلا فى أمه مصر الحبيبة ونسى أبوه وأمه  وأهله لذا كرمه الله بالشهادة فى ميدان المعركة,
- هل لديك تخوفات من الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير؟
ثقتى ليس لها حدود فى الجيش المصرى ورجال الشرطة، وأراهن على وطنية الشعب الغيور على بلاده، رغم ظلمه لسنوات، وأدعوه إلى ضبط النفس، والبعد عمّا يعطل الإنتاج، وأن ننصرف جميعا إلى العمل ونبذ العنف والخلاف، لأننا تأخرنا كثيرا، وأتمنى من الله السلامة وأن تمر ذكرى الثورة على خير.
- رسالة توجهها  للفريق "السيسى"؟
أقول للفريق أول عبد الفتاح السيسى: أنت هدية السماء وجئت فى الوقت المناسب قبل أن تنتحر مصر على يد الإخوان الذين أخطأوا فى حق مصر والمصريين، وأطالبه بالترشح للرئاسة من أجل قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، وأن يمنحنى فرصة للحج بصحبة والدة الشهيد.
وماذا تطلب من الفريق السيسى ؟
أتمنى مقابلة هذا الرجل المحترم ونأمل أداء فريضة الحج على نفقة القوات المسلحة لأننى فى أمس الشوق والحنين لهذه الرحلة المباركة لأغسل همومى وأحزانى  وإيجاد فرصة عمل لأشقاء الشهيد مصطفى وهشام,  وأطالب الفريق السيسى, منج اسم الشهيد البطل وسام الجمهورية تقديرا لبطولته وتضحياته من أجل مصر.