رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تجار "اممنوع لنوم"

بوابة الوفد الإلكترونية

أفرزت الحرب فى سوريا مشكلة أخرى قد تبدو هامشية بجانب مشكلات الدمار والتقسم واللاجئين, وهى مشكلة عقاقير «المنشطات» أو «منع النوم», فمع تواصل الحرب الشرسة أصبحت سوريا منتجا ومستهلكا كبيرا للمنشطات التي زاد الاقبال عليها مع انفلات الاوضاع الامنية التي وفرت فرصة سانحة للمنتجين,

ويقول خبراء المخدرات والتجار والناشطون المحليون إن انتاج سوريا من واحد من أكثر المنشطات شعبية المعروف باسمه التجاري «كابتاجون» قد زاد عام 2013 بصورة خطيرة يكاد يهدد فيها دول الجوار.
ووفقا لتقرير لرويترز ان التجارة بالمنشطات تدر عائدات تصل الى مئات الملايين من الدولارات سنويا في سوريا, وهو ما قد يوفر المال اللازم لشراء الاسلحة كما تساعد المنشطات المقاتلين من المجاهدين وغير المجاهدين على الصمود في ساحة القتال لفترات طويلة, خاصة مع توقف معظم الانشطة الاقتصادية الاخرى في سوريا خلال العامين المنصرمين بسبب العنف ونقص الامدادات والعقوبات الدولية.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة فان حجم استهلاك منشط «الكابتاجون» كبير في دول الخليج العربية ،ونظرا لموقع سوريا الجغرافي في ملتقى طرق في الشرق الاوسط أصبحت نقطة عبور للمخدرات القادمة من أوروبا وتركيا ولبنان والمتجهة الى الاردن والعراق والخليج, ونتيجة لانهيار البنية التحتية للدولة وضعف المراقبة على الحدود وانتشار الجماعات المسلحة طوال نحو ثلاث سنوات من الحرب تحولت سوريا من نقطة عبور الى موقع رئيسي للانتاج.
وتظهر بيانات مكتب الامم المتحدة انه حتى من قبل الصراع حصلت السعودية عام 2010 على نحو سبعة أطنان من الكابتاجون اي ثلث الامداد العالمي, وقال فرد من عائلة بارزة في تجارة المخدرات في وادي البقاع حيث يتم انتاج وتهريب معظم المخدرات الى لبنان ودول الخليج, ان انتاج المنشطات في لبنان انخفض بنسبة 90 % عام 2013 لينتقل الانتاج الى سوريا, وايضا الى تركيا, وقال الناشط الاعلامي خبيب عمار من دمشق: ان المقاتلين

السوريين الذين يتاجرون في المخدرات يشترون السلاح بالاموال التي يجنونها من هذه التجارة, وتتبادل كل من قوات الحكومة السورية وقوات المعارضة وعناصر المجاهدين الاتهامات بان الجانب الاخر يستخدم الكابتاجون حتى يتحمل الاشتباكات المتواصلة دون الحصول على نصيب من النوم, ويتراوح سعر القرص منه بين خمسة دولارات و20 دولارا, وهو يمنح حالة من النشوة, فيصبح من يتناولها ثرثارا ولا ينام ولا يأكل ويشعر بالحيوية.
وقال العقيد غسان شمس الدين رئيس وحدة مكافحة المخدرات في لبنان لرويترز إن الأقراص تخبأ في شاحنات تجيء من سوريا إلى موانئ لبنانية ليتم شحنها بعد ذلك الى الخليج, ويضيف شمس ان اللاعبين الرئيسيين في تجارة الكابتاجون هم أسر معروفة في وادي البقاع بلبنان, وهى اسر بدأت بالاتجار في الحشيش والكوكايين منذ عشرات السنين. ويضيف أن هذه الأسر اما تقوم بانتاج الأقراص بنفسها أو تقدم المواد والمعدات إلى شركاء لها داخل سوريا ثم تساعد في تهريبها مرة أخرى الى خارج البلاد, وقال انه «لاحظ تأثير الكابتاجون على محتجين ومقاتلين احتجزوا لاستجوابهم», وأضاف «نضربهم ولا يحسون بالألم. بعضهم كان يضحك ونحن نكيل له ضربات شديدة. نترك السجناء 48 ساعة دون استجواب حتى يذهب تأثير الكابتاجون وبعدها يصبح الاستجواب سهلا».