رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الإخوان" يقلدون الاحتلال الفرنسى فى العدوان على "منارة الإسلام"

بوابة الوفد الإلكترونية

علي مدي تاريخه حتي سنوات قليلة مضت لم يكن أحد يجرؤ علي أن يذكر اسم الأزهر مجرداً، فكل من كان يذكر اسم الأزهر كان دائماً وأبداً يقرن الاسم بوصف «الشريف»، ولهذا اصطلح الناس علي تسميته «الأزهر الشريف» إجلالاً لمكانته واعترافاً بفضله وتقديراً لدوره العظيم.

وعلي مدي تاريخه الممتد لأكثر من 1034 عاماً ظل الأزهر منارةً للعلم وكعبةً للعلماء، وحرماً آمناً ومدرسة للوطنية.
وطوال هذا العمر المديد لم يشهد الأزهر عدواناً وحرائق وهدماً وتطاولاً علي علمائه إلا مرتين.. الأولي علي يد الغزاة الفرنسيين، والثانية علي يد الإخوان!.. وبين الواقعتين أكثر من قرنين من الزمان، والمثير أن بينهما شبهاً غريباً.
ففي عام 1798 م احتل الفرنساوية بقيادة نابليون بونابرت الإسكندرية ثم القاهرة وقاد الأزهر المقاومة، ففعل بونابرت أمراً لم يسبقه إليه أحد.. ولنترك المؤرخ المصري «الجبرتي» يسرد ما حدث، وهو يومئذ شاهد عيان علي ما فعله الاحتلال الفرنسي بالأزهر، وكان يقيم علي مقربة من مسرح الأحداث، وأنت تقرأ ما كتبه «الجبرتى» سيدهشك وجود شبه كبير بين ما فعله المحتلون الفرنساوية بالأزهر وما يفعله الإخوان الآن بذات المكان.
يقول الجبرتي: «وبعد هجعة الليل دخل الإفرنج المدينة (يقصد القاهرة) كالسيل، ومروا في الأزقة والشوارع، كالشياطين، أو جند إبليس، وهدموا ما وجدوه من المتاريس، ودخل طائفة من باب البرقية، ومشوا إلي الغورية، وكروا ورجعوا، وترددوا وما هجعوا، وعلموا باليقين أن لا دافع لهم ولا كمين، وتراسلوا إرسالاً، ركباناً ورجالاً، ثم دخلوا إلي الجامع الأزهر، وهم راكبون الخيول، وبينهم المشاة كالوعول، وتفرقوا بصحنه ومقصورته، وربطوا خيولهم بقبلته، وعاثور بالأروقة والحارات، وكسروا القناديل والسهارات، وهشموا خزائن الطلبة والمجاورين والكتبة، ونهبوا ما وجدوه من المتاع والأواني والقصاع، والودائع والمخبات بالدواليب والخزانات، ورشقوا الكتب والمصاحف، وعلي الأرض طرحوها، وبأرجلهم ونعالهم داسوها.. وشربوا الشراب وكسروا أوانيه، وألقوها بصحنه ونواحيه، وكل ما صادفوه به عروه ومن ثيابه أخرجوه».
أليس هذا ما يفعله الإخوان الآن في جامعة الأزهر.. ألم تعري حرائر الإخوان أستاذة جامعية في الأزهر وتعدين عليها بالضرب؟.. ألم يضربن أستاذة جامعية ويمزقن ملابسها؟.. ألم ينتشر أشاوس الإخوان في كليات جامعة الأزهر وطرقات كلياتها حاملين الطوب والسنج والخرطوش والمولوتوف والرصاص؟.. ألم يكسروا

القناديل ويحطموا أجهزة الكمبيوتر ويحرقوا الكتب والأوراق والمكاتب ومقاعد الطلاب والأبواب.
ننتقل إلي رواية ثانية لذات الواقعة يرويها الشيخ عبدالله الشرقاوي، شيخ الجامع الأزهر، رئيس الديوان يومئذ، يقول الشيخ الشرقاوي في كتابه «تحفة الناظرين»: «إن الفرنسيين قتلوا من علماء مصر نحو ثلاثة عشر عالماً، ودخلوا بخيولهم الجامع الأزهر، ومكثوا فيه يوماً، وبعض الليلة الثانية، وقتلوا فيه بعض العلماء، ونهبوا منه أموالاً كثيرة، وسبب وجودهم فيه أن أهل البلد ظنوا أن العسكر لا يدخله فحولوا فيه أمتعة بيوتهم، فنهبوها ونهبوا أكثر البيوت التي حول الجامع، ونشروا الكتب التي في الخزائن، يعتقدون أن بها أموالاً، وأخذ من كان معهم من اليهود الذين يترجمون لهم كتباً ومصاحف نفيسة».
انتهت رواية الشيخ الشرقاوي..
والغريب أن الفرنساوية الذين دنسوا الأزهر لم يجرؤ أحد منهم علي التطاول علي الشيخ الشرقاوي شيخ الأزهر آنذاك، أما الآن فلم يترك الإخوان جداراً في منطقة الأهر إلا وكتبوا عليه سباباً لشيخ الأزهر أحمد الطيب ولم يتركوا دقيقة تمر إلا ويطلقون صواريخ سبابهم إلي الإمام «الطيب».. وكلها سباب لا يقبلها دين ولا أخلاق.
ولا يري الشيخ محمود عاشور - وكيل الأزهر السابق - داعياً للعجب من تماثل العدوان الإخواني علي الأزهر مع عدوان الاحتلال الفرنسي.. ويقول: «ليس هناك داعٍ للعجب أبداً فالإخوان لا دين لهم ولا أخلاق ومن كان كذلك فلا تتعجب عندما يرتكب أبشع الجرائم».
ويضيف: «الإخوان باعوا أنفسهم للشياطين ولن يزيدهم شيطانهم إلا فجوراً وضلالاً».