رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان حولوا المنصورة الهادئة إلى بؤرة عنف

بوابة الوفد الإلكترونية

جزيرة الورد.. بلد المال والجمال تحولت على يد الإخوان لبلد الإرهاب والدم.. سقط العشرات من الضحايا الأبرياء على أيدى الإرهابيين الذين استباحوا دماء المصريين بعد أن لفظوهم ورئيسهم بسبب خيانتهم وفجرهم.

سقط الأبرياء على يد دعاة العنف.. تحولت المدينة الهادئة والرائعة الجمال.. إلى سحابة دخان كثيف تتناثر من خلاله الأشلاء والجثث الممزقة.. لترتوى الأرض بدمائهم الطاهرة.. المنصورة تاج الدلتا المزدان بالآلئ من أعلام الفكر والفن والأدب والعلوم والثقافة والدين أصبحت أرض المذابح والأصوات الغليظة والذقون الكثيفة «المدممة» الملوثة بشظايا القنابل والـ«تى. إن. تى».
جمال الصبايا.. «حزين» فى بلد الورد ودموع الأمهات والشيوخ يكوى القلوب وصراخ الأطفال يهز كل الشوارع والميادين، الكل غاضب.. الجميع ساخط.. الجرح غائر فى النفوس.
المنصورة كانت من أهم معاقل الإخوان المجرمين نفثوا فيها سمومهم لكن الأهالى أقسموا أن يعيدوا لمدينتهم بهاءها وهدوءها.. فلا وجود للخونة السفاحين فى بلد الشيخ الشعراوى وجاد الحق.. لا وجود لسفاكى الدماء فى بلد أم كلثوم العظيمة التى مازالت كلماتها تهز المدينة تناطح أصوات الانفجار.. أنا إن قدر الإله مماتى.. لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى! ما رمانى رام وراح سليماً من قديم.. عناية الله.. جندى!!
مدينة المنصورة التى تبعد عن القاهرة بنحو «120» كيلو متراً كانت تسمى بـ«جزيرة الورد» حيث كانت تحيط بها المياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق الورد بمصر، أنشأها الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبوبكر بن أيوب من ملوك الدولة الأيوبية عام 616 هجرية 1219 ميلادية.
هى المنصورة التى نعتت «باسمها» بعد النصر الكبير الذى حققه أبناؤها على الحملة الصليبية السابعة وأسر الملك لويس السادس عشر وأسره فى دار ابن لقمان الذى يقبع الى الآن كأهم المزارات السياحية بالمدينة والشاهد على بسالة أهلها،وقد ذكرها.. المقريزى فى خططه قائلاً: هذا البلد على رأس بحر أشموم.. الذى يطلق عليه الأهالى الآن البحر الصغير، وكانت «أشمون الرمان» الموجودة بمركز دكرنس قاعدة لإقليم الدقهلية ومقر ديوان الحكم فيها الى آخر أيام دولة المماليك ثم أصدر سليمان الخادم والى مصر أمراً عام 1527 ميلادياً بنقل ديوان الحكم الى مدينة المنصورة لتوسطها بين بلاد الإقليم ولحسن موقعها على النيل.
وفى عام 1871 أنشئ قسم المنصورة وجعلت المنصورة قاعدة له ثم سمى مركز المنصورة، ولاتساعها أصدرت «نظارة الداخلية» أمراً بأن يصبح البندر منفصلاً عن مركز المنصورة بمأمورية قائمة بذاتها.
وكما خرج أهالى المنصورة نساء رجالاً وأطفالاً كل يحمل فى يده ما استطاع حملة لمواجهة حملة لويس وأسره، دارت فى سمائها معركة المنصورة الجوية عام 1973 فى «14أكتوبر» وتعد هذه المعركة من أهم المعارك الجوية العربية كان لها دور عظيم فى انتصار حرب أكتوبر 73.
حادث مديرية أمن الدقهلية الذى راح ضحيته «14» وأصيب فيه العشرات من الأبرياء سبقه بأسبوع واحد ذبح سائق مسكين اعترضته مسيرة اخوانية مسعورة وانهالوا على الرجل بالآلات الحادة والسكاكين وتركوه غارقاً فى دمائه، شهدت أيضاً أكثر من حادث تفجير لأكمنة الشرطة أشهرها كان فى مدينة طلخا التى يقع بها مقر محطة الكهرباء وقبل عام شهدت المديرية انفجاراً آخر أودى بحياة 4 جنود.. تلك المدينة  كانت سباقة فى الخروج فى الميادين لإسقاط حكم الإخوان الإرهابيين فى «30 يونية» وفى تفويض الجيش لمكافحة الإرهاب فى «26 يوليو» كما شهدت مقتل «6 سيدات» على يد الإخوان اللائى قتلوهن فى خسة وألصقوا التهمة للشرطة. كما يحاولون الان إلصاق الجريمة الشنعاء بالنظام!! فى غباء معهود منهم. وأشعل الإخوان فى جامعة المنصورة النار وأطلقوا الرصاص والمولوتوف على الطلاب والمارة ليذكروا بتاريخهم الدموى ولم لا فمنهم «محمد العدوى» راعى العنف والإرهاب ومنهم «خيرت الشاطر» زعيم القتل والتدمير فى التنظيم ومنهم «محمود عبداللطيف» أحد أهم المتهمين فى حادث المنشية الذى استهدفوا فيه الرئيس جمال عبدالناصر، ولعل قراءة سريعة فى الخريطة الإدارية بالمنصورة تلقى الضوء على وضع الإخوان بها.
ولأنها مدينة كبيرة تضم حى شرق وتتبع قسم ثانى المنصورة، وحى غرب وبه قسم أول المنصورة تحظى المدينة بعدد كبير من الأحياء والتقسيمات والشوارع الهامة لعل أشهرها.. حى توريل «المعروف بأنه أرقى أحياء مصر والمساكن به ذات طراز معمارى عريق وفائق الجمال وكان مقر سكنى بشوات وبهوات المدينة الجميلة، كذلك الأحياء الشعبية التى تعج بجدعان البلد المخلصين مثل عزبة عقل وعزبة الشال وعزبة عبدالرازق، وبها «ميت حدر» أشهر أسواق المنصورة للمواد الغذائية الذى يحتوى على أفخر وأغلى أصناف اللحوم والخضراوات والأسماك والفواكه النادرة.
وفيها شارع الجلاء وشارع بورسعيد وحى الحسينين المليئ بالورش المهنيةوالعمال كما يوجدبها سندوب وهى مدينة ريفية عرضها الرأى العام عندما ذبح سائق مسكين بشارع الجيش هو أصلاً من سندوب على يد إخوان الدم والدمار.
وبالمنصورة أيضاً شارع «السكة الجديدة وشارع الخواجات والعباس أهم الأسواق التجارية بالمنصورة ومنها محلات صاغة وأقمشة تعود الى القرن التاسع عشر وتحديداً شارع الخواجات الذى  كان معقلاً للتجار الأجانب الذين برعوتا فى النشاط التجارى أما السكة الجديدة فتعتبر سوقاً متنوعة يقدم عليها كافة الطبقات لاحتوائها على بضائع تناسب كافة المستويات.
أما شارع «المحافظة» أو «شارع البحر» فيعتبر «سرة المدينة» وبه مديرية أمن المنصورة التى شهدت المجزرة الإرهابية التى راح ضحيتها بالأمس 14 من الجنود والضباط الأبرياء وأصيب مئات آخرون، وهو ثانى حادث تتعرض له المديرية حيث تعرضت لحادث سابق قبل أقل من عام راح ضحيته «4» جنود أبرياء وتعتبر المديرية ومبنى المحافظة والمنطقة

المحيطة بها فى شارع البحر من أهم المعالم التى يراها زائر المنصورة وعلى نفس الامتداد جامع النصر الكبير الذى ترى مئذنته من مدخل المدينة وتشيع منه جنازات شهداء الإرهاب وهذه المنطقة هى أهم المناطق زحاماً ومركز كافة المصالح والإدارات ومتنزة للمواطنين أيضاً.

تطرف
فى حديثه عن خريطة التطرف فى مصر أكد الدكتور عبدالستار مليجى الإخوانى المنشق عن الجماعة أن المنصورة تعد من أهم معاقل الإخوان المتشددين والأكثر تطرفاً وفيها الشيخ محمد العدوى أستاذ خيرت الشاطر الإخوانى «العتيد» والمحبوس الآن على ذمة قضايا إرهاب وعنف الجماعة.
ومن المعروف أن محافظة الدقهلية  من المحافظات التى دخلتها الدعوة فى وقت مبكر ودليل على ذلك  وجود عدد كبير من أبنائها أعضاء فى أول مجلس شورى الإخوان المسلمين وأول مكتب لإرشاد الجماعة عام 1933.
وان كانت الانطلاقة فى انتشار هذه الدعوة بمحافظة الدقهلية من مدينة المنزلة فى بداية ثلاثينيات القرن الماضى ولكن دخولها الى المنصورة كان انطلاقة قوية ساعدت على نشر فكر الجماعة فى باقى قرى ومدن المحافظة وبلغت الدعوة أشدها فى الاربعينيات، وأتمت هياكلها الإدارية كما تضاعفت اعداد الشعب حتى بلغت الألف شعبة وكذلك «29» منطقة وكانت محافظة الدقهلية تضم شعب مراكز المديرية ومراكز طلخا وبيلا وبلقاس وشبين وكان رئيس المنطقة الدكتور محمد خميس حميدة وفى عام 37 ظهرت شعبة المنصورة ومندوبها الحاج عوض عوضين وكذلك الشيخ نور الدين السيد نور.. ناظر مدرسة شاوة الإلزامية.. ومحمد بك الشناوى.. شعبة السكة الجديدة.
زيارة البنا
ونظراً لأهمية المنصورة فى الدعوة فقد خصها إمامهم «حسن البنا» بزيارة عام 1933 مرتين كانت الأولى فى إجازة نصف العام وتحديداً فى رمضان عام 1351هـ أما الزيارة الثانية فكانت ضمن رحلته الصيفية التى استمرت 28 يوماً، اختص الدقهلية بثلث هذه الزيارة «8 أيام» زار فيها فروع المنزلة والجمالية وميت مرجا وميت خضير وقام بافتتاح شعب جديدة للإخوان فى النسايمة والعجيزة والبصرات وبرمبال ووضع أساس شعبة ميت القمص، وخطب مرشد الإخوان وكان بصحبته «عمر التلمسانى» بمسجد الموافى.
وشارك كثير من إخوان المنصورة فى الجمعية التأسيسية منهم «محمد خميس حميدة» وإبراهيم عبدالفتاح وعمد الإخوان فى بداية عملهم بالدقهلية الى الإكثار من الأعمال التى تقربهم من الناس ففتحوا المستشفيات والعيادات المجانية، كما توغلوا فى المدارس وأقاموا فصولاً لمحو الأمية بشكل متواز مع نشر دعوة التنظيم ونشط طلاب الإخوان فى هذاالمجال وعقدوا عام 46 مؤتمراً عاماً برئاسة «عوض الدحة» مندوب المركز العام اعلنوا خلال هذا المؤتمر تأييد مكتب الارشاد العام فى كل خطواته.

غزو إعلامى مبكر!
واهتم إخوان «الدقهلية» بمجال الإعلام لدس أفكارهم وحشد المزيد من التابعين لهم فأنشأوا عدداً من الصحف والجرائد منها صحيفة «اليراع» عام 35 ورأس تحريرها عبدالعزيز صبرى وسكرتير تحريرها عبدالمحسن الكرداوى.. وجعلها لسان حال الإخوان بالمنصورة كذلك صحف الأمير والواجب، ومن أهم الإخوان القدامى أيضاً، الذين لعبوا دوراً كبيراً فى توغل التنظيم بالماحفظة الشيخ ابراهيم والى من ميت العامل وابراهيم شاهين أفندى من مدينة المنصورة وحسن الشرقاوى.
أما محمد العدوى أستاذ التطرف الإخوانى فقد ذكر فى كتابه «حقائق وأسرار»  حكايات عن معسكر الدخيل، عام «37» والامارة الاسلامية كما قال الدكتور عبدالستار المليجى، فان العدوى هو من أهم دعائم العنف فى الجماعة حيث تتلمذ على يديه خيرت الشاطر مرشح الإخوان السابق للرئاسة قبل ان يصدروا «الاستبن محمد مرسى المحبوس الآن على عدة قضايا أهمها القتل والتخابر، وبرز عبر تاريخ الإخوان كثير من القيادات بالتنظيم من المنصورة منهم.. أحمد حامد قرر وزينب الغزالى ومحمد مهدى عاكفووالدة وزوجة خيرت الشاطر وعبدالرحمن البر مفتى الجماعة وطلعت الشناوى وغيرهم.