رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بردانة

بوابة الوفد الإلكترونية

يبدو أن المناخ في مصر قد أعلن الثورة علي المواطنين فبعد أن كانت مصر تتمتع بطقس حار جاف صيفا، دافئ ممطر شتاء

أصبح الآن «حار نار» صيفا، «صقيع ممطر» شتاء، فعلي مدار الأيام الماضية شهدت مصر طقسا سيئا لم تشهده منذ 120 عاما مضت، عاني فيها الكبار والصغار من برودة الجو، فاختبأ الجميع في المنازل واحتموا بالبطاطين و«الألحفة» وسعت كل أسرة للتدفئة بطريقتها لمقاومة البرد القارس فضلا عن الأمطار التي اجتاحت الشوارع فغرقت القاهرة والجيزة في شبر مية وحصدت أول موجة باردة في خريف هذا العام ما يقرب من 10 أرواح ماتوا من البرد والسعي نحو مزيد من الدفء.
وتضامنا مع حملة «مصر الدفيانة» تجري مؤسسة رئاسة الجمهورية مباحثاتها مع وزارتي المالية والخارجية للتوصل الي صيغة يتم بموجبها إعفاء «كونترات» الملابس والبطاطين التي يتبرع بها المصريون من الخارج لصالح الحملة وفي لفتة إنسانية من الرئيس عدلي منصور أكد أنه لا يرضيه أن ينام شخص «بردان» في مصر وأنه سيعمل علي تسهيل الإجراءات وإعفاء البطاطين من الرسوم الجمركية لكونها موجهة الي أبناء الشعب المصري من الفقراء والمحتاجين من أجل تخفيف معاناتهم.
تشير التقارير الي أن عدد المناطق العشوائية في مصر وصل الي 1221 منطقة يقطنها أكثر من 14 مليون مصري وأن هناك نحو 850 ألف شخص يعيشون في مناطق غير آمنة، بينما توجد نحو 18300 وحدة سكنية مهددة بالانهيار في مصر، منها 13 ألفا و431 وحدة سكنية يقع بعضها في الجبال ومخرات السيول، تلك الفئات هم أكثر الناس شعورا بقسوة البرد لافتقادهم المنازل الآمنة، فهم يعيشون في منازل تشبه علي الصفيح لا تصلح للعيش الآدمي بها، فضلا عن عدم وجود أسقف تحميهم من برودة الجو والأمطار التي تغرق مساكنهم فضلا عن عدم توافر البطاطين التي تقيهم من برودة الطقس مما يعرضهم للموت في كل لحظة فتلك الفئات لا تملك سوي القليل من الحطب والأخشاب التي تستخدمها للتدفئة والتي يمكن أن تستغل في أي لحظة وتهدد بكارثة علي مدار الأيام الماضية حصدت موجة البرد التي شهدتها البلاد المزيد من الضحايا في مختلف المحافظات ففي مدينة طوخ لقي 6 أفراد من أسرة واحدة مصرعهم مختنقين بدخان مولد كهرباء قاموا بتشغيله من أجل التدفئة وفي كفر الشيخ لقيت أم وأبناؤها الثلاثة مصرعهم أثناء محاولتهم التدفئة، كما لقي شخص مصرعه في العجوزة مختنقا بغاز السخان بعد أن أغلق نوافذ الشقة وتسرب اليه الغاز.
ساعد جفاف الطقس في الأعوام الماضية علي عدم سعي الجهات المعنية لاتخاذ خطوات جادة لتمهيد الشوارع لاستقبال موسم الأمطار في الشتاء، فالبالوعات المخصصة للمطر قد انسدت بالرمال والأتربة وغرقت شوارع القاهرة والجيزة في «شبر مية»، وعجزت تصريحات المسئولين عن مواجهة الأمطار بعد أن ملأت برك المياه أغلب الشوارع وخلفت مياه الأمطار المزيد من الوحل فتعطلت الطرق ووقعت بعض الحوادث أعلي الكباري حيث شهد كوبري أكتوبر حادث تصادم سيارة ميكروباص بسور الكوبري دون وقوع إصابات كما شهد طريق الإسكندرية الزراعي حادثا آخر نتيجة لسوء حالة الطريق.
كما تسبب الطقس السيئ في انقطاع الكهرباء عن القاهرة والجيزة لفترات تراوحت من نصف ساعة الي ساعة فضلا عن انقطاعها لفترات طويلة في المحافظات المختلفة امتدت لأربع ساعات وذلك بسبب زيادة الأحمال وحدوث أعطال بالشبكة نتيجة سقوط الأمطار، وكانت محافظة الغربية الأسوأ حظا حيث ظل انقطاع الكهرباء بها لساعات طويلة نتيجة خروج المحطات عن الخدمة وحدوث عطل بها.
وقد أعلنت المحافظات حالة الطوارئ استعدادا للطقس السيئ وصرح اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية بأنه أصدر تعليمات للأجهزة الفنية بالمحافظات لتطهير مخرات السيول، والتأكد من إمكانياتها لمواجهة أي طوارئ وأشار الي سحب تجمعات الأمطار بطرق غير تقليدية تكون بديلة لعربات الشفط التي تعوق حركة المرور وتطهير المصارف، ومن جانبها خصصت هيئة نظافة الجيزة خطا ساخنا لتلقي البلاغات من المواطنين علي الرقم 16809 بأماكن تجمعات المياه، وأكد محافظ الجيزة الدكتور علي عبدالرحمن أنه تم الدفع بـ25 سيارة لشفط المياه من الأحياء مجهزة بالمعدات، هذا بخلاف سيارات مياه الشرب والصرف الصحي المزودة بالعمالة اللازمة لمواجهة الأزمة، وتشغيل طلمبات سحب المياه بنفقي إمبابة والمنيرة ورفع المياه المتراكمة بباقي المناطق وتصريفها في شبكات الصرف الصحي.
وقال اللواء أحمد هاني المشرف علي هيئة نظافة وتجميل الجيزة إنه تم تشكيل فرق عمالة مزودة بمعدات وسيارات لشفط المياه والدفع بها في أماكن التراكمات وفي تصريح للدكتور جلال مصطفي السعيد محافظ

القاهرة أكد أنه تم فتح بالوعات المطر والاستعدادات لشفط المياه عن طريق مضاعفة سيارات الشفط.
وحيد سعودي المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية يؤكد أنه من الوارد أن تشهد البلاد موجات متتالية من البرد خلال فصل الشتاء الذي ستكون فيه حرارة الجو منخفضة خاصة في شهري يناير وفبراير لتصبح درجات الحرارة أقل من معدلاتها، أما خلال هذا الأسبوع فسوف تشهد البلاد موجات متتالية من الرد خلال فصل الشتاء الذي ستكون فيه حرارة الجو منخفضة خاصة في شهري يناير وفبراير لتصبح درجات الحرارة أقل من معدلاتها أما خلال هذا الأسبوع فسوف تشهد البلاد موجة باردة ولكنها أقل حدة عن الموجة الأول التي اجتاحت البلاد في الأسبوع الماضي، وسوف تستمر من الأربعاء حتي يوم السبت المقبل، وسيصاحبها سقوط أمطار علي مرسي مطروح والإسكندرية ونشاط للرياح علي المناطق المكشوفة في القاهرة ولن تقل درجات الحرارة عن 16 درجة مئوية لكن الجو سيكون شديد البرودة خلال ساعات الليلة لوجود حركة رياح خفيفة الي معتدلة تتسبب في تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة علي شمال وشرق البلاد والسواحل الغربية لكن من الصعب التنبؤ بأي موجات قادمة أو عددها لأن ذلك يكون طبقا لخرائط الضغط الجوي التي تحدد هذه الموجات وقد سبق أن حذرنا من الموجة الأولي التي شهدناها قبلها بثلاثة أيام، حتي يمكن للمواطنين أخذ احتياطاتهم لكن من الضروري أن يحتاط الجميع خلال ساعات الليل فعليهم ارتداء الملابس الثقيلة نظرا لانخفاض درجات الحرارة في فترات الليل.
ويعلق علي ذلك المهندس حسن مصطفي شعبان وزير التنمية العمرانية وتطوير العشوائيات سابقا قائلا: هناك مخاوف من تأثير برودة الطقس علي المواطنين الفقراء وساكني العشوائيات، الذين ليس لديهم مأوي فتلك الفئات تعاني كثيرا خلال فصل الشتاء كما تتعرض حياتهم للخطر في كل لحظة، خاصة أنهم يلجأون للتدفئة عن طريق إشعال الحطب، واستعمال أي شيء قابل للاشتعال، مما قد يؤدي الي اختناق البعض ووفاة البعض الآخر، ومع الأسف نجد أن الحكومة ليس لديها أي خطط لمواجهة موجات البرد والأمطار والأمر أصبح أكبر من نطاق الدولة، التي تركت الأمور تتفاقم ونخشي أن تتحول الأمور الي كارثة، خاصة أن هناك تحولا مناخيا حدث في مصر في الآونة الأخيرة، ومن الممكن أن يصيب المزروعات بالتلف فينخفض الإنتاج، وترتفع الأسعار، هذا فضلا عن امتلاء الشوارع بمياه الأمطار، التي أصابت بعض الشوارع بالشلل لكن المعاناة الحقيقية هي التي يعيشها سكان العشوائيات الذين وصل عددهم لنحو 8 ملايين مواطن، وهنا لابد من أن يتم التنسيق بين وزارة الشئون الاجتماعية والجمعيات الأهلية بالتعاون مع الدولة من أجل توظيف إمكانياتها في الاتجاه الملائم بعمل معونة للشتاء وتوزيع البطاطين علي الفئات الفقيرة والتي تعيش في خيم الإيواء، فنحن نعيش الآن في حالة طوارئ ويجب أن تتضافر الجهود من أجل توظيف أموال الجمعيات الأهلية بطريقة ملائمة فهناك الكثيرون من البسطاء لا يجدون مسكنا ولا كساء لأن الأمر أكبر من إمكانيات الدولة.