رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر..سوق سلاح مفتوح‮


سكتت جميع الأصوات بعد أحداث الثورة وتكلم السلاح، ‮ ‬فالمصريون الذين وجدوا شوارعهم فجأة خالية من العساكر ويسيطر عليها الحرامية لم‮ ‬يجدوا مفرا من السعي‮ ‬وراء اقتناء الأسلحة النارية لتأمين أنفسهم بأنفسهم واتقاء البلطجة التي‮ ‬أصبحت لغة الشارع الرسمية‮. ‬لكن الحديث عن الأسلحة له أكثر من جانب‮ ‬يجب تناوله بدءا من مصدرها مرورا بكيفية إدخالها إلي‮ ‬البلاد ثم توزيعها وأسعارها‮.‬

ويكفي‮ ‬أن نسبة ما‮ ‬يتم ضبطه من الأسلحة‮ ‬غير المشروعة وغير المرخصة تقدر بحوالي‮ ‬بـ40٪‮ ‬من الأسلحة التي‮ ‬يتم تهريبها حيث تقدر عدد الأسلحة التي‮ ‬يتم مصادرتها بـ‮ ‬3500‮ ‬بندقية سنوياً‮ ‬من صعيد مصر والمناطق الحدودية وأن‮ ‬25٪‮ ‬من الأسلحة التي‮ ‬في‮ ‬حوزة المواطنين من مخازن مديريات الأمن وكذلك من مخلفات حرب‮ ‬1956‮ ‬التي‮ ‬قام أثناءها جمال عبد الناصر بتوزيع أسلحة الجيش علي‮ ‬المواطنين خوفا من سقوط القاهرة ومخلفات حرب‮ ‬1967‮ ‬التي‮ ‬خلفت الأسلحة الرشاشة والأسلحة الآلية،‮ ‬بالإضافة إلي‮ ‬الأسلحة المهربة من النقاط الحدودية‮.‬

انتشرت تجارة الأسلحة‮ ‬غير المشروعة في‮ ‬صعيد مصر منذ القدم وذلك لعدة أسباب أهمها الأخذ بالثأر من الخصوم والتباهي‮ ‬بين العائلات ذات النفوذ والحماية من الحيوانات الجبلية المفترسة،‮ ‬لكن السؤال الذي‮ ‬يفرض نفسه‮: ‬كيف تصل الأسلحة إلي‮ ‬أيدي‮ ‬الأهالي‮ ‬بهذه السهولة؟ والإجابة‮: ‬أن هذه الأسلحة تأتي‮ ‬من السودان عبر دروب صحراوية لنقاط حدودية ضعيفة وتنقل من وادي‮ ‬حلفا بالسودان إلي‮ ‬قرية دراو بأسوان علي‮ ‬ظهور الجمال وتقطع الجمال تلك المسافة دون أن‮ ‬يقودها أحد إلي‮ ‬أن تصل للكهوف التي‮ ‬تستخدم كمخازن للسلاح ويتم إخفاء الأسلحة بها لحين بيعها أو نقلها تدريجيا،‮ ‬وتظل الجمال تحت مراقبة المهربين طوال الرحلة عبر النظارات المكبرة‮.‬

هذا عن التهريب برا،‮ ‬أما التهريب عن طريق النيل حيث‮ ‬يتم تفكيك السلاح وتخبئته في‮ ‬قيعان الصنادل ثم توصيله إلي‮ ‬القري المطلة علي‮ ‬نهر النيل نظير مبلغ‮ ‬يصل إلي‮ ‬600‮ ‬جنيه للبندقية الآلية أما الطلقات والذخائر فتحسب بالصندوق ويتسلم المشترون في‮ ‬عرض النهر بمراكب صغيرة الأسلحة المهربة ويتم توزيعها داخل مصر بواسطة التجار‮.‬

ويتم استغلال سيارات بعض شركات القطاع العام في‮ ‬عملية التسليم التي‮ ‬تبدأ بأسوان داخل صحراء إدفو الشرقية ثم محافظة قنا التي‮ ‬لها أكثر من نقطة إنزال الأولي‮ ‬في‮ ‬صحراء حجازة والثانية قفط أعلي‮ ‬مصنع الفوسفات،‮ ‬والثالثة جبل القناوية والرابعة جبل الشيخ عيسي‮ ‬والخامسة وادي‮ ‬اللقيطة،‮ ‬وبعدها محافظة سوهاج ولها ثلاث نقاط للتسليم هي‮ ‬نجع البلابيش والشيخ إمبادر وعرب مازن،‮ ‬أما محافظة أسيوط فلا توجد بها مناطق لإنزال السلاح لذلك‮ ‬يتم إمدادها بالأسلحة والذخائر من محافظتي‮ ‬قنا وسوهاج،‮ ‬ولمحافظة المنيا نقطة إنزال واحدة هي‮ ‬منطقة عرب الشيخ فضل،‮ ‬وكذلك محافظة بني‮ ‬سويف‮ ‬يتم إنزال أسلحتها بمنطقة الكريمات والمتبقي‮ ‬من الأسلحة‮ ‬يتم تهريبه إلي‮ ‬الإسماعيلية وسيناء‮.‬

ومنذ اندلاع ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير وما تبعها من فراغ‮ ‬أمني‮ ‬أصبحت مدن صعيد مصر أسواقا رئيسية لتجارة الأسلحة،‮ ‬فيمكن للشخص أن‮ ‬يتجول بمنتهي‮ ‬الحرية وانتقاء قطعة السلاح التي‮ ‬يريدها من المقاهي‮ ‬ونواصي‮ ‬الشوارع‮.‬

ومن أهم المناطق التي‮ ‬تنتشر فيها الأسلحة بالصعيد محافظة قنا في‮ ‬قري‮ ‬أبو حزام وحمرة دوم ونجع سعيد وفاو قبلي‮ ‬وفاو‮ ‬غرب وفاو بحري‮ ‬والياسينية والسمطا التي‮ ‬تتكون من‮ ‬41‮ ‬نجعا وأبومناع بمركز دشنا،‮ ‬والشيخ علي‮ ‬والشعانية وعزبة البوصة والحامدية وأولاد نجم وشرق بهجورة التابعة لمركز نجع حمادي‮ ‬والحجيرات بقنا والسلامات والكرنك التابعتين لمركز ابوتشت‮.‬

أما محافظة سوهاج فمن أهم مناطق السلاح بها قري‮ ‬البلابيش قبلي‮ ‬وبحري‮ ‬والكشح والأحايوه وأولاد خلف التابعة لمركز دار السلام،‮ ‬ومحافظة أسيوط مراكز البداري‮ ‬وساحل سليم والغنايم ثم البدرشين وقراها بمحافظة الجيزة‮.‬

وفي‮ ‬الوجه البحري‮ ‬توجد قرية نمرة البصل بمحافظة الغربية علي بعد‮ ‬18‮ ‬كيلو من مدينة المحلة وهي‮ ‬قرية صغيرة لكنها أهم مركز لبيع الأسلحة المهربة وتصنيع الأسلحة المحلية وتعديل مسدسات الصوت في‮ ‬الوجه البحري‮ ‬بالكامل‮.‬

وتشهد أسعار السلاح في‮ ‬مصر ارتفاعاً‮ ‬ملحوظا حيث كانت الأسعار أرخص بكثير قبل الانفلات الأمني،‮ ‬وتنقسم الأسلحة إلي‮ ‬نوعين الأول محلي‮ ‬ويتم ترويجه في‮ ‬الوجه البحري‮ ‬والثاني‮ ‬المستورد الآلي‮ ‬والرشاش ويمتلئ به صعيد مصر‮.‬

وقد ارتفع سعر الطبنجة الفرد أو الخرطوش من‮ ‬180‮ ‬جنيها قبل الثورة إلي‮ ‬800‮ ‬جنيه وهي تعمل بطلقة واحدة سعرها بين‮ ‬2و3‮ ‬جنيهات،‮ ‬أمــا الطبنجة‮ ‬8‮ ‬و9‮ ‬مم بماركاتها المتعددة والتي‮ ‬كانت تتراوح بين‮ ‬3000‮ - ‬3500‮ ‬جنيه ارتفعت أسعارها وأصبح لكل ماركة ثمن لكن أغلاها سعراً‮ ‬بلا منافس نوعية‮ "‬سميس‮" ‬حيث تباع بمبلغ‮ ‬35‮ ‬ألف جنيه،‮ ‬تليها الطبنجة‮ "‬الإيطالي‮" ‬وسعرها‮ ‬12‮ ‬ألف جنيه ثم البلجيكي بمبلغ‮ ‬10‮ ‬آلاف جنيه وتتساوي معها في‮ ‬السعر الطبنجة ماركة‮ "‬حلوان‮ ‬920‮" ‬ثم تأتي‮ ‬الطبنجة الألمانية‮ "‬وينتو‮" ‬وتباع بمبلغ‮ ‬8‮ ‬آلاف جنيه وتتساوي معها في‮ ‬السعر الطبنجة البرازيلي‮ ‬ذات الساقية،‮ ‬أما الطبنجة الأسباني‮ ‬فسعرها‮ ‬6‮ ‬آلاف جنيه وتتساوي معها‮ "‬حلوان‮" ‬العادية،‮ ‬فيما تأتي

الطبنجة‮ "‬برابل‮" ‬ذات الكوبري‮ ‬كأقل الطبنجات سعرا حيث لا‮ ‬يتجاوز سعرها‮ ‬4500‮ ‬جنيه،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يبلغ‮ ‬سعر الطلقة‮ ‬8و9‮ ‬مم الواحدة‮ ‬10‮ ‬جنيهات‮.‬

أما أسعار الأسلحة في‮ ‬الوجه القبلي‮ ‬فتختلف بعض الشيء لاختلاف النوعيات التي‮ ‬يقبل الصعايدة علي‮ ‬اقتنائها،‮ ‬فالأسلحة الآلية روسية الصنع وهي‮ ‬16‮ ‬نوعًا منها الثقيل والخفيف سلاح الكلاشينكوف‮ ‬51‮ -‬53‮ - ‬54‮ - ‬55‮ ‬سعره‮ ‬10‮ ‬آلاف جنيه أما الكلاشينكوف‮ ‬56‮ ‬فسعره‮ ‬12‮ ‬ألفا،‮ ‬والخفيف منها بنفس الاسم ولكن سعره‮ ‬يقل ألفي‮ ‬جنيه عن سعر الثقيل،‮ ‬والفرق بين الخفيف والثقيل‮ ‬يتمثل الدبشك‮ "‬مؤخرة البندقية‮" ‬فالحديد‮ ‬يسمي ثقيلاً‮ ‬والخشب خفيفا‮ .‬

أما باقي‮ ‬الأنواع الروسية الكلاشنكوف أو نجمة والفبر فثمن الثقيل منها‮ ‬7‮ ‬آلاف جنيه والخفيف‮ ‬5‮ ‬آلاف وأبو حجاب الثقيل منه‮ ‬يباع بـ‮ ‬8‮ ‬آلاف والخفيف بـ‮ ‬6‮ ‬آلاف جنيه‮.‬

أما الأسلحة الآلية كورية الصنع فهي‮ ‬4‮ ‬أنواع‮ " ‬كلاشنكوف كوري‮ ‬عشرات وحداشرات‮" ‬فالـــثقيل سعره‮ ‬9‮ ‬آلاف جنيه والخفيف‮ ‬7‮ ‬آلاف،‮ ‬أما بالنسبة إلي‮ ‬الأسلحة الآلية اليوغسلافية‮ "‬الكلاشنكوف الشبح‮" ‬فالثـــقيل ثمنه‮ ‬7500‮ ‬جنيه والخفيف‮ ‬6500‮ ‬جنيه،‮ ‬وهذه النوعية تطلق الرصاص بشكل سريع أو منفرد‮ ‬

بعد ذلك تأتي‮ ‬الأسلحة الآلية العراقية فتسمي‮ "‬كلاشنكوف الشيشاني‮" ‬لأنها مسروقة من الشيشان،‮ ‬والثقيل منه سعره‮ ‬7‮ ‬آلاف جنيه والخفيف سعره‮ ‬6500‮ ‬والخفيف والثقيل لهذا النوع من السلاح‮ ‬يختلف في‮ ‬الوزن وليس الدبشك لأنه في‮ ‬كلاهما حديد،‮ ‬أما الأسلحة الآلية الألمانية الصنع وهي نوع واحد ثقيل‮ "‬الكلاشنكوف الألماني‮" ‬فثمنه‮ ‬6‮ ‬آلاف جنيه،‮ ‬ويعادله السلاح الآلي‮ ‬الشيشاني‮ "‬الحرس الوطني‮" ‬وحتي الصين صنعت السلاح الآلي‮ ‬وظهر نوع‮ ‬يطلق عليه‮ "‬الكلاشنكوف الصيني‮".‬

وهناك الرشاشات الإسرائيلية صناعة أمريكية وهي نوعان سعر الأول‮ ‬10‮ ‬آلاف جنيه ويكون فيه جرار شد الأجزاء بالجهة اليمني لبدء إطلاق الرصاص والثاني‮ ‬سعره‮ ‬8‮ ‬آلاف جنيه‮ ‬يكون جراره علي اليسار،‮ ‬أما الكلاشنكوف السوداني الذي‮ ‬يتم تصنيعه في‮ ‬السودان ويتميز بوجود‮ ‬2‮ ‬سوسته داخله لشد الأجزاء فيتم تداوله في‮ ‬السوق بسعر‮ ‬7‮ ‬آلاف جنيه وهذه النوعية لا‮ ‬يتم تداولها كثيراً‮ ‬لكثرة أعطالها ونقص قطع‮ ‬غيارها ورداءة تصنيعها‮.‬

البندقية الألمانية الطويلة لها‮ ‬4‮ ‬موديلات‮ "‬ميزر‮ ‬42‮ ‬ألماني‮" ‬سعرها‮ ‬6‮ ‬آلاف جنيه وميزر‮ ‬43‮ ‬سعرها‮ ‬5500‮ ‬جنيه وميزر‮ ‬44‮ "‬أبو طيرة‮" ‬سعرها‮ ‬5‮ ‬آلاف جنيه وميزر‮ ‬45سعرها‮ ‬4500‮ ‬جنيه،‮ ‬وجميعها تطلق الرصاص بشكل مفرد وسعة خزنتها‮ ‬5‮ ‬طلقات،‮ ‬أما البنادق الميزر إسبانية الصنع فمنها نوعان الأول ميزر عريان سعره‮ ‬5‮ ‬آلاف جنيه والثاني‮ ‬ميزر طويل سعره‮ ‬6‮ ‬آلاف جنيه وتستخدم فيه نفس نوعية وعيار طلقات الميزر الألماني،‮ ‬أما الصناعة الهندية فهي‮ ‬نوعان الأول ميزر طويل نمرة‮ ‬3‮ ‬سعره‮ ‬4‮ ‬آلاف جنيه والثاني‮ ‬ميزر قصير نمرة‮ ‬2‮ ‬سعره‮ ‬3500‮ ‬جنيه وسعه الخزينة‮ ‬11‮ ‬طلقة‮.‬

أما البندقية الخرطوش فسعرها‮ ‬4‮ ‬آلاف جنيه والخرطوش‮ ‬12‮ ‬ميزر سعره‮ ‬5‮ ‬آلاف جنيه والطلقة فيه عبارة عن ابليب‮ ‬ينشر في‮ ‬الهواء كلما ابتعد الهدف فتتمكن الطلقة الواحدة من إصابة أكثر من شخص في‮ ‬وقت واحد‮.‬

وآخر أنواع الأسلحة سلاح‮ ‬يطلق علي‮ ‬اسمه التسليم وهذا السلاح رديء جداً‮ ‬ولا‮ ‬يتعدي ثمن البندقية منه‮ ‬3‮ ‬آلاف جنيه،‮ ‬ويطلق عليه هذا الاسم نظراً‮ ‬لأن الأهالي‮ ‬يسلمونه لقوات الأمن عندما توجد حملات أمنية‮.‬